أخواتي في الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذه رساله من حبيبنا وقدوتنا محمد إبن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام .
عن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله ,
قال : ( سل الله العافية ) فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله ,
فقال لي : ( يا عباس , يا عم رسول الله , سل الله العافية في الدنيا والآخرة ) .
" لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر " بهذه الكلمات الندية الجلية كان أبو بكر
الصديق رضي الله عنه يعلن بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الإسلام الواضحة
تجاه قضية السراء والضراء ..قضية البلاء والابتلاء , ليكشف للدنيا كلها وسطية هذا الدين
ومنهجه المتوازن المتناسق في كل أبعاده مع كيان الإنسان .
هذا الإنسان الضعيف الذي قد تخدعه بعض لحظات الصفاء فيتمنى لو طهره الله من الذنوب
في الدنيا فيعجل له البلاء والعقوبة , وهيهات أن يكون تمني البلاء مما يرضاه الله ولا رسوله
بل باب التوبة والعافية خير وأبقى , هذا فضلا على أن المرء لا يعلم مآل أمره إذا تمنى البلاء
هل يصبر أو يضعف , بل إن تمنى البلاء فيه من صورة الإعجاب بالنفس والاتكال على القوة
والوثوق بها وترك الاستعانة بالله , فنسأل الله العافية والسلامة التي لا يعدلها شيء .
يقول ابن الجوزي : "السعيد من ذل لله وسأل العافية , فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق ,
إذ لابد من بلاء , ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله , فيقرب الصبر
على يسير البلاء , وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل لمحبوباته خالصة , ففي كل
جرعة غصص وفي كل لقمة شجأ , وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار , وقل أن تجري
الأقدار إلا على خلاف مراد النفس , فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر , وتسهيل
الأمر , ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى , ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية , فأما المتجلد
فما عرف الله قط , نعوذ بالله من الجهل به , ونسأله عرفانه إنه كريم مجيب" .
قال المناوي : ( سلوا اللّه العفو والعافية ) أي واحذروا سؤال البلاء ( فإن أحداً لم يعط بعد
اليقين خيراً من العافية ) أفرد العافية بعد جمعها لأن معنى العفو محو الذنب , ومعنى العافية
السلامة من الأسقام والبلاء فاستغنى عن ذكر العفو بها لشمولها , ثم إنه جمع بين عافيتي الدنيا والدين لأن صلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين , فاليقين يدفع عنه عقوبة الآخرة
والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه .
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها
إن أحييتها فاحفظها و إن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية) , بل لم يكن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح : " اللهم إني أسألك العافية في
الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر
عورتي وآمن روعاتي ؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن
فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "
وقال صلى الله عليه وسلم في دعائه يوم الطائف ( إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى غير أن
عافيتك أوسع لي ) فلاذ بعافيته كما استعاذ بها في قوله صلى الله عليه وسلم ( أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم عاد رجلا قد جهد حتى صار مثل فرخ فقال له : (أما كنت تدعو أما كنت تسأل
ربك العافية) , قال : كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( سبحان الله إنك لا تطيقه أو لا تستطيعه , أفلا كنت تقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .
اللهم أغفر لي ولوالديه وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
إنك سميع مجيب الدعوات . اللهم عافهم وأعف عنه في الدنيا والآخرة .
انشودةالمطر @anshodalmtr
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة
اللهم صلي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
عدد خلقك وزنة عرشك ومداد كلماتك ورضى نفسك
اللهم صلي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
عدد خلقك وزنة عرشك ومداد كلماتك ورضى نفسك
الصفحة الأخيرة
عدد ماذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون