أعلم بمدى اعتصار قلبك وألم نفسك لفقدك أحد والديك ,, فنعمة الأبوين لاتقــدر بأي ثمن من أثمان الدنيا
وفقدك لأحد أبويك قد يشعرك بانتقاص دون غيرك وبمشاعر قهر وحرمان قد تمر عليك يوميا
ولكن من أجل أنك غالي وثمين .. لا تشعر بذلك .. ومن أجل أننا معك ثق بحبنا وتقديرنا لك
صحيح أنه لايضاهي الأبوة شيء ولا يساوي حنان الوالدين احتضان أي أحد مهما بلغ من العطف
ولكن إن كان القــدر قد اختار ذلك والله قد حكم به وأراده فلاتحزن .. إن الكثير من الآباء مع وجودهم قرب أبنائهم لم يقدروا نعمتهم أهانوهم وآذوهم
فكان أولادهم يتمنون الخلاص والفكاك منهم .. فكل مافي الأمر أن كل مايقدره الله له حكمة وخير وفضل
وليكن في ذهنك دوما صورة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي فقد أباه وأمه وهو مازال صغيرا محتاجا للدعم والحنان خاصة أنه قد ألقي عليه هم الدعوة إلى الله وحمل أمانة عظيمة تنوء بها الجبال
فأداها على أحســـن ماينبغي وقام بأداء واجبه كاملا .. فكلما عصفت بك الهموم أو ناءت بك الدنيا وتراكمت الضغوط تذكر نبينا الكريم وتذكر أن الله قد تولاه ورعاه فآواه وأيده
فلا تحزن للحظة لأنك في رعاية المولى ولا تخرج دمعة لأن الله قد تولى كل أمورك وسيبرها لك على أحسن ماتريد
فكم ممن فقدوا آبائهم وأمهاتهم تربوا أفضل مما تربى عليه غيرهم ممن عاشوا في كنف أسرهم ,, وكم ممن تيتمموا كان لهم من الشأن والرفعة ما يرفع رأس الأمة
فلا تقفل الأبواب بوجهك ولا تحزن لفقدك فهناك عوض جميل وعطاء أفضل مما تريد ,, وكرم الهي يختبئ في طيات هذه المصيبة التي أنت بها
وتذكر أن هناك الكثير ممن فقدوا آبائهم وأمهاتهم .. والكثيــر الكثيــــر تربوا وهم صغارا على أيد أمينه بعد فقدهم لأبويهم أو أحدهم
وأصبحوا ذا شأن وعظمة وانجازات يفخر بها أهاليهم ومن حولهم ،، فالله قد كتب لنا أرزاقنا وقدرها لنا ... وكلها حكمة ومنة منه
وما يحصل من أمور قد تؤلمنا لابد أن نتجاوز الألم لمرحلة الرضا واليقين بالخير من الله أيا كان ما يصيبنا نراه شرا ومحنه
وتأكـــد دائما أننا كلنا معك بقلوبنا وسعينا نحو تحقيق أجمل حياة لك ومشاعرنا تنبض لك تمنيا لكل خير ترجوه ولن تجد إلا آباء وأمهات فيمن حولك يدعمونك ويأيدونك ويقفون معك في كل شدة ويربتون على كتفك إن وقعت لأنك ابننا .. فيكفيك فخرا أن الله قد كافئ من يكفل يتيم بجوار الرسول عليه السلام في الجنه
ويكفيك من حالك أن الكل سيكون بجانبك ومعك قلبا وقالبا .. شعورا وموقفا .. وسنجسد الأخوة الصادقة في تعاطفنا وشدنا من أزرك .. فلا تكن في ضيق من أمرك
فالله هو المعوض وهو الولي لكل شيء .. ولا تحزن ولا تجزع فكل قد يصيبه ما أصابك ومن واثق في قدر لامفر لنا منه جميعا فالعمر والرزق كله من أقدار الله يسيرها على عباده
وكل مكتوب له رزقه وأجله .. وكل أمر هو بيد مولانا العالم بما يصلح لنا فلا تضيق نفسك ,, وكن على يقين بأن الكل معك وستجد حنانا معوضا وخيرا من الله يفوق تصوراتك لأنه لايحرم أحدا شيئا إلا ويعطيه
ولا يصيب بمصيبة إلا لعطاء مخبئ.. فاطمئن وثق بالله وكن على يقين بسعة رحمة الله وجوده واحسانه
وأن الفقد لايعني النهاية ،، بل هو دافع لأن تحيا حياة كريمة بثقة مطلقة في ربك الذي لن يتركك ويخذلك أبدا
وهناك أوجه عظيمة للبر ,, إن بذلتها سيكتب لك أجر سعيك .. وان شاءالله لقاء أبويك في الجنه
فادع الله لهما بالرحمة دوما وليلهج لسانك بالحمد والشكر على ما أصابك ,, وكن على يقين وتصبر بأن الله لن يتركك أبددا وسيتولى كل أمورك
والحزن طبيعي منك والفقد مؤلم لك ولكن بالتثبت واللجوء لله ستجد الحزن يتلاشى والألم قد اضمحل
وستجد من حولك الكثير ممن يساند ويخفف ويدعم ويعطي ويقف معك ويحزن ويتألم ويفرح معك .. فالكـــــــــــــــل معـــك دوما في كل لحظاتك
فكلــــــــــنا أباك وأمك ..
ومحبرة سيَّالة بالإبداع..!
سامية رسالتكِ الإنسانية..
تمور بلغة الإحساس المرهف القاطن بين ثنايا روحكِ النقية،
وتُدثر شغاف الفكر النيّر..!
أزهر قلمكِ في مسابقتنا ياشذى البنفسج
وفالكِ التوفيق والفوز بإذن المولى!!