رســــــــــائل حب .. الرسالة ( 5) واأسفـــــاه !!

ملتقى الإيمان

كم وكم ... وكم
تضيع الزهرات بدوس الأقدام
وكم وكم منا يهب للمساعدة ليحمي يقايا من إنسانة
وكم منا ينجح ؟؟؟!!!!!!

مع إشراق كل يوم أدعو الله أن تظل تلك الرياحين والأقحوانات رافعة رأسها نقية كما خلقها الخالق لا تعبث بها أصابع ملوثة ولا تدنسها
أنفاس نجسة .

ولكن هيهات!!
فتلك الأعشاب الضارة التي تتغلغل في عمق الطهارة تقف دائما أمامنا تحاربنا في أعز ما نملك .

فقط وقبل أسابيع ومع زحمة العمل تلاحقت رسائل قصيرة من فتاة تخطت العشرين
تلك الرسائل أوقفت الزمن في مكتبي
تلك الرسائل جعلتني أرم بأوراق مكدسة من خطب رنانة تحث على الاستقامة والحرص في ا لسلوك . أسمعها وأدونها لتلقى على مسامع الكل
لتنسى عند باب قاعات الاجتماع وتضيع كما كادت أن تضيع فتاة هذه الرسالة التي سأنقل لكن ما اتى بها فقد أصابتني بالمرض والحزن الشديد
فمأساة الفتاة بدأت مذ كانت في العاشرة من عمرها ولم تستطع أن تفصح عنها إلا الآن بعد أن فاض بها المر الذي تجرعته وقرأت موضوع ((رسائل حب)) فأرسلت لي تطلب العون وتطلب أن أنشر رسالتها حتى تتعظ الفتيات الباقيات وحتى ترى الأمهات اللواتي يعشن في غفلة عن بناتهن ما يحدث من وراء ظهورهن ...
وهذه ملخص رسائلها مع بعض التعديل والاختصار لتكون صالحة للنشر


رسالتها الأولى
معلمتي
واسمحي لي ان أناديك هكذا فأنت لم تعلميني ولا تعرفيني ولكني قرأت ما كتبتِ في المنتديات ( رسائل حب ) وعندي مشكلة تنغص علي حياتي وليس لدي أحد أشكو له فالأمر جد خطير ........

وبعد أن رددت عليها أتتني رسالتها التي لم أنم ليلتها بعد قراءتها
معلمتي
قصتي ببساطة أن قريبا لي يملك محلا تجاريا وكنت آتي لمحله لشراء بعض الحاجيات وكنت في العاشرة من عمري ولم أبلغ بعد ..فكان يغريني بالأشياء في محله لأدخل وأراها
ويعطيني إياها دون مقابل ويهتم بي
حتى بدأ يستدرجني إلى الداخل ويدخلني في غرفة مظلمة ليفعل بي الفاحشة ‍‍‍‍‍‍‍
لم أكن أفهم ساعتها أي شيء ولكن حبه لي كان ينسيني خوفي من هذه الأشياء
ولما بلغت بعد سنتين
ابتعدت عنه
ولم أعد أراه ولا أجتمع به ولا أذهب لمحله
ولكني الآن وبعد سنين ,,وبعد ما حدث النار تأكل في أحشائي
الدنيا أمامي سوداء فلم أكن أفهم ما معنى عذرية أو طهرا
لم أكن أعرف أن ما أفعله خطأ أو حراما ,
لم يعلمني أحد
لم يقل لي أن ما فُعل زنا وحرام
فلم أجد أما ً تفهمني ولا معلمة توعيني
وما عرفت إلا بعد البلوغ وبعد أن بدأت بالاطلاع على الكتب
أنا الآن أتمنى أن أموت
ماذا أفعل ؟؟؟؟
كيف أعرف إن فقدت طهري أو لا
بالله عليك أخبريني ولا تقولي اذهبي لأمك فاخبريها
لن أفعل
أرجوك أنقذيني فأنا تائهة ....ضائعة .....
لايهنأ لي عيش
ولست أصلا على قيد الحياة
.....


رددت عليها

يا ابنتي
آه ثم آه .كم أتمنى ان اكون بجانبك أخفف عنك
أزيح ما أثقل قلبك ونغص حياتك

وأحمد الله على أنك فتحت قلبك حتى تسيري بعدها على الطريق الصحيح
هدئي من روعك يا بنيتي فوالله الذي لا إله إلا هو إن الله ليفرح بتوبة عبده المذنب
وأنت في تلك الحال يا بنيتي لم تذنبي إنما غرر بك ذلك الفاسق هداه الله إلى الصواب
فأقبلي على الطاعات لترتاح نفسك واعلمي أن ما فقد إن فقد فستجدينه بين يدي الله يقدمه لك في حياتك القادمة
قفي كثيرا بين يديه ليثبتك
واعلمي أنه لا ذنب لك إنما هو ذنب ذاك الرجل وذنب من كان عليه ان يعلمك ولم يفعل
اهدأي ولا تخافي فالله ستار حليم فأنت لم تفقدي شيئا بإذن الله بل أنت على الطريق إلى الله
ولديك أنت الحل ومفتاحه
إنه مفتاح يدخل دنيا العفاف والطهر
ويعينك على القادم وعلى تربية أولادك مع زوج تصونينه ويصونك

ولا تحزني بل قاومي هذا التوهان وقوي من عزيمتك فالله يحب المؤمن القوي
انت على قيد الحياة , بل أنت في الحياة الطاهرة العفيفة ولم يمسك سوء وما مضى قد مضى
أقبلي يا ابنتي على دراستك وكوني المعلمة التي تأخذ بيد تلميذاتها
علميهم كيف تكون الفتاة المسلمة
أفهميهم ألف باء العفاف وكيف تحافظ الفتاة على نفسها من هؤلاء الذئاب البشرية
وأفهميهم كل طرق الإغراءات التي يتعرضن لها وأن يرفضنها
اجعلي من نفسك هاديا لهن
فما فقدته من أمن نفسي طيلة هذه السنين عوضيه بزرع الهدوء والطمأنينة في قلوب الصغيرات فما فقدناه يعوضنا الله خيرا منه إن نحن وهبنا كل ما نملك لنشر الفضيلة وتربية الجيل الجديد وحمايته
يا بنيتي
تأملي بالله خيرا وارمي حمولك على الرحمن (( إن الله كان بكم رحيما ))

((إنما التوبة على الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ))

بنيتي
أدعو لك من قلبي أن تشيع الطمأنينة في قلبك وتكوني كما تحبين عفيفة طاهرة دائما

وأنتظر أن تطمأنيني


وتتالت الرسائل , حتى استلمت منها رسالة بالأمس :

معلمتي وصديقتي وأمي وأختي
لا أدري كيف أنقل لك إحساسي ,
كل ما أفعله الآن هو أنني ألتزم بكل ما أراده الله وأقبل عليه ولا افوت صلاة وتر أو نافلة
وأدعو الله ليل نهار أن يغفر لنا ويعيننا ويعين الفتيات
معلمتي
أكتبي مأساتي للجميع
حديثهم
أفهمي الأمهات الغافلات عن بناتهن أنهن يضعن بناتهن في النار وهن لا يعلمن
أفهمي الأمهات أن يعلمن بناتهن ما هو العيب والحرام بشكل يحمين انفسهن ولايخوفوهن منه
أفهمي الأمهات المشغولات عن بناتهن أن يراقبن خروجهن وعبورهن وأصدقاءهن
أرجوك يا معلمتي ويا أختي في الله ويا صديقتي
أستحلفك بالله أن لا تتركي بابا إلا وضعت فيه قصتي لتذكري من نسي
ولتقولي لهم هناك في كل زاوية في كل شارع في كل مكان
تضيع صغيرة ولا احد يعلم
الحمد لله الذي دلني علىطريق الأمان
أراحك الله يا من أرحتني , كلماتك هدأتني وعلمت أن الطريق إلى الهدوء والسكينة هو طريق الله .
_______________________________________________

.............
هناك في كل مكان
وفي كل زاوية
وبين ردهات الزمن
وجيوب الغيب
تكمن أقحوانة وريحانة
نزفت خوفا
وتنتظر حنانا

صباح الضامن
أم إيمان
______________
8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الأحبة
طيف الأحبة
رسالة حب كلها شفافية موجهه لكل قلب عرف معنى الحب الاخوي الصادق

نصيحة تقطر الما لحال تلك الفتاة مصحوب بدعاء وممزوج بأمل

بارك الله لكِ غاليتي وجزاكِ الله كل خير
سلطانة فريمان
أختي العزيزة / أم أيمان


إنّ حروفك أمل وضياء
تحلق مع الريـــــم ...
بإيمانٍِ يحي العمـــــر ..
فاطبعيها في نفوس للمجئ
ورده الجوري
ورده الجوري
جزاك الله كل خير..غاليتي..صباح الضامن
اعاننا الله واياكي على كل خير
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
شكرا لك أختي صباح الضامن ولله يكثر من أمثالك
فو الله التربية وخاصة في هذا الزمان ضاعت .. ضاعت ..
الآن الآباء يتعجب من حالهم .. وهيئتهم .. والتزامهم .. تركوا فلذات أكبادهم للخادمات .. وهم لاهون في الدنيا وحالهم يندى له الجبين ويتقطع له القلوب ..
فو الله مرة من المرات نظرت في قناة المجد فتاة تقريبا في الصف الثالث الابتدائي هي سعودية وأثناء كلامها تطلع كلمات كأنها هندية أو من جنسية أخرى وكانت تلك لفتاة ومنذ صغرها تربت على أيدي تلك الخادمة وتأثرت في كلامها وأصبح كلامها خليط بين السعودي وبين كلام الخادمة .. لا حول ولا قوة إلا بالله
هذه الكلمات والكلام فقط كيف بالله بالأشياء الأخرى ..
وأني لأتعجب أشد العجب .. الآن نحن النساء معروفات بالنباهة والقدرة وكذا .. أين نباهتهن في دينهن .. متى تستيقظ المرأة الغافلة من غفلتها .. لماذا بعيدات عن ربهن .. أما تتقي الله في نفسها وفي زوجها وفي فلذات أكبادها .. أتساءل وأتساءل وما زلت أتساءل ..

واسمحي لي أختي صباح الضامن المقصود بالمعلمة في كتابتك هل أنت معلمة حقاً وهل القصص حقيقة أم مجرد خاطرة فقط ؟


وجزاك الله خيرا
الوائلي
الوائلي
بارك الله فيك ، ونفع بك أخواتك المؤمنات .

لو لم تجد هذه الفتاة قلباً مفتوحاً تلجأ إليه يواسيها ويخفف عنها لربما كانت العاقبة وخيمة ، ولهذا يجب أن تكون الأم قريبة من ابنتها ، قريبة جداً .

لقد آلمني قول تلك الفتاة :

ثمة تنافر عاطفي بين الفتاة وأمها ، لهذا ظلت آلامها حبيسة الصدر طيلة هذه السنين ، حتى وجدت متنفساً تخرج منه زفراتها الحرى ، وصدراً حنوناً ترتمي في أحضانه .

فبارك الله فيك ملعمتنا الفاضلة وكثر في المسلمات من أمثالك .