رشوا عليها .....السكر..

الأسرة والمجتمع

الشبكة الإسلامية) القاهرة ـ نور الهدى سعد

"ستكون أطول أهلك عمرا" هكذا قال أحد الصالحين ممن رزقهم الله علم تأويل الأحاديث لمن سأل أن يفسر له رؤيا، رأى فيها أن كل أسنانه قد وقعت، وكان تأويلها أنه سيفقد كل أهله، وسيشهد مماتهم، ولم يشأ الرجل الصالح أن يصدم صاحب الرؤيا بهذا التفسير الصريح، فعبر عنه بطريقة أخرى حولته من صدمة إلى بشرى، ومن أمر مقلق إلى شيء مبهج سار.
كلما تذكرت هذه الواقعة تساءلت: وأين كثير من بيوتنا وعلاقاتنا الاجتماعية من هذا الفقه الرائع في التعامل؟ أين هي من "بشروا ولا تنفروا" كما قال (صلى الله عليه وسلم)؟
فكم من زيجات تجرع أطرافها مرارة الفشل والتعاسة لمجرد أنهم لا يجيدون فن التعبير عن إحباطاتهم أو مخاوفهم، أو حتى شكوكهم بشكل طيب لا يرفع بينهم وبين شركائهم حواجز الاستفزاز والعناء، وكم من زيجات أيضا عرف أصحابها كيف يعبرون فوق الخلافات بكلمة حلوة، وجملة منتقاة بعناية، وألفاظ تحمل من حسن الظن أكثر مما تحمل من اليأس وسوء الفهم.

ومجرد إتقان أي من الزوجين أو كليهما لفن حسن التعبير يعني امتلاك مفتاح أوسع أبواب السعادة، والتوافق وإغلاق الباب في وجه ريح الشقاق والتنافر، وليس هناك مقابل يتكبده الزوجان ليفوزوا باقتناء هذا المفتاح السحري سوى بعض التصبر، وكثير من الحب، وكثير جدًا من حسن الظن، وربما قليل من البلاغة اللفظية، القليل الذي يربيه الله، ويصبح سخيا غنيا إن كان مزدانا بالإخلاص، وصدق الرغبة في الاستمرار.
ولنتأمل كيف يمكن التعبير عن ذات المشاعر والمواقف بطريقتين، وحجم الفارق الشاسع بينهما، الفارق بين الذكاء والرعونة، بين الحرص والغفلة، بين الحب والبغض، بين التماس الأعذار وتصيد الأخطاء.
الموقف:
- كانت الزوجة مريضة، وتوقعت من زوجها مساندة، وعونا، وحنانا إضافيا، ولكنه لم يفعل.
التعبير السلبي:
- لم يهدر صحتي إلا خدمتك، وخدمة أولادك، ومع ذلك لا أجد منك سوي النكران، والخذلان عموما الأيام دول، ولست محصنا ضد المرض!
التعبير الإيجابي:
- وصلني دعاؤك لي بظهر الغيب يا حبيبي، ولذلك تعافيت بسرعة والحمد لله، ولكنني كنت أتمني أن أسمع منك ما يعجل أكثر بشفائي، وبابتسامة واسعة: لا تنس الكلمة الحلوة في مرضي القادم بعد الشر!
الموقف:
- فتح الزوج الدولاب لاختيار قميص، ففوجئ بأن كل ملابسه تحتاج للغسيل، غلت الدماء في رأسه، وبخطوات متحفزة اتجه إلى زوجه في المطبخ، وقال بحدة: ما الذي يشغل الهانم عن أبسط واجباتها؟ ويجعلها تنسى غسل ملابس زوجها، كان الله في العون يا سيادة الوزيرة؟
وعندما فرغ الزوج شحنة غضبه جلس إلى نفسه، وتذكر أن الزوجة تتحمل أعباء خمسة أطفال، وأنه لا يتحمل معها سوى العبء المادي، وأن الغسالة ظلت أسبوعا معطلة، والأهم أن بعض القمصان كانت بحالة تسمح بارتدائها، ولكنه هو الذي يحب ألا يرتدي القميص سوى مرة واحدة، وحينئذ ندم على سخريته من شريكة حياته، وتمنى لو أنه قال لها برفق وحنو: ليست هذه عادتك يا حبيبتي، لقد عودتيني على أن أجد كل ملابسي مغسولة ومكوية، فماذا حدث؟ لعل المانع خير، أعانك الله، وأرجو ألا يتكرر هذا الموقف مرة أخرى.
- وما أكثر المواقف والمنعطفات التي نواجهها كل يوم في بيوتنا، ومع جيراننا، وفي أعمالنا، وإما أن يحسمها رد الفعل أو يزيدها وطأة، وحين ننظر بعيدًا، ونستشرف العواقب لن نثبت قدمينا على أرض اللحظة والموقف، بل سنتجاوزهما إلى أفق التغافر، وتدريب نفوسنا وألسنتنا على الرفق واللين، وحينئذ إن لم نعبر المواقف والإحباطات، فعلى الأقل سنفوز بأجر كظم الغيظ، ولن ننقل عدوى إحباطنا إلى شركائنا وأولادنا، فكثير ممن كان يتوقع لهم مستقبل طيب، فشلوا لأن آباءهم وأمهاتهم لم يحسنوا التعبير عما يضايقهم في أبنائهم فأسرفوا في اللوم، وضنوا بالتشجيع.
هيا نتمرن منذ اللحظة على فن تحلية ألسنتنا ورش سكر الكلام الطيب عليها.
هيا نتقن ذكاء اختيار الألفاظ، وليكن شعارنا في بيوتنا وخارجها "أنت أطول أهلك عمر ا".

بردودكم يحلو الموضوع..:05:
9
1K

هذا الموضوع مغلق.

أم معاذ و جهاد
عزيزتي "شذى وندى" .. فعلا كما ذكرت .. لكن يمكننا الوقوف هنا لحظات ..

إذا كان طبع الزوج متسرع ومحتد .. فيمكن للزوجة أن تسحر له وتغير من طبعه بقليل من الرقة والهدوء وتحرجه برد لا يتوقعه ..

فإذا استخدمنا المثال الذي قمت بكتابته

""- فتح الزوج الدولاب لاختيار قميص، ففوجئ بأن كل ملابسه تحتاج للغسيل، غلت الدماء في رأسه، وبخطوات متحفزة اتجه إلى زوجه في المطبخ، وقال بحدة: ما الذي يشغل الهانم عن أبسط واجباتها؟ ويجعلها تنسى غسل ملابس زوجها، كان الله في العون يا سيادة الوزيرة؟""

يمكن للزوجة أن ترد بأحد الردين ..
** ألا ترى أنني أقوم بخدمتك وأطفالك الخمسة وووووووووو ..
عندها سيبادر هو الأخر بإستخدام كلمات أكثر قوة وإساءة من التي قبلها ..



**لكن يمكنها أن ترد عليه - وإبتسامة رقيقة على ثغرها - بقولها .. الوزيرة تحت أمر الملك .. وستقوم بعد قليل بغسل القميص الذي يختاره على يديها لحين يتم إصلاح الغسالة ..

لا أعتقد إنه سيستطيع الرد عليها إلا بلإعتذار ..

وبعد تكرار المواقف وتعددها وردها بنفس الطريقة .. لن يستطيع إحراج نفسه مرة ثانية ..
سكارلت
سكارلت
غاليتي شذى وندى

عنوان موضوعك جذبني لقراءته واكتشفت ان الموضوع اجمل واعمق من العنوان نفسه
وصدقت اختي فالكلمة الطيبة لها تاثير السحر على متلقيها وتحفظ كرامة من قالها فلا يضطر الى الاعتذار بعد الندم
تحياتي الصادقة لك
نجد الحبيبة
نجد الحبيبة
الله وش الموضوع هذا رهيب والله مرررررة وزودينا يا اختي منة
جمـان
جمـان
أليكم أخواتي الحبيبات..شكري وتقديري لأقتطاعكم من أوقاتكم الثمينة للرد على موضوعي جزيتم خيراً..وبصراحة أناماأستقر بمكان واحد أحب التنويع والفائدة لي وللجميع..فكلما قرأت موضوع وعجبني وفادني قمت بنقله لتعم الفائدة..
وهذا الموضوع أحسه مهم جداً لكل ربة بيت وحتى لكل فتاة تعلم فن تنسيق الكلمات أو بالأصح..تعطير الكلمات وجعلها ذات معاني جميله وناعمه..
أسأل الله أن ينفع به.
أم يحيى
أم يحيى
أختي شذى وندى

لا فض فوك ولا شلت يمينك

موضوع ولا أروع

تجارب مررت بها فعلا

في بداية حياتي الزوجية لم أكن أفقه هذا الفن

ولكن بمرور السنين حدث تحسن كبير بفضله تعالى

وهو شيء موجود في علم البلاغة لو استفدنا منه ( مع الزوج والأولاد والأهل وكل الناس )



ألف ألف ألف شكر مرة أخرى اختي وجزاك الله كل خير ...