رضى الناااااس.....مرتقى صعب......,,,,

الملتقى العام


إن رضاالناس غاية صعبة ومرتقى شاق ؛ ذلك لأنهم يتفاوتون فيما بينهم في الطباع ، والمشارب . قد يكون الشىءُ حسناً في عين أحدهم بينما يراه الآخر قبيحاً، فربّ كريمٍ يقال عنه مسرف، ورب مقتصدٍ يكنى بالبخيل، ورب حييٍّ يقال عنه
انهزامي، ورب وقحٍ يوصف بالجرأة.
يقال أن لقمان الحكيم أحب أن يعلم ابنه هذا الدرس من واقع الحياة ، وكان قاصداً*
مكاناً معيناً يرافقه ولده وحماره ، فخاطب ابنه قائلاً:
- سترى يابني كم أنه من المستحيل أن تنال رضا الناس في كل الأمور وأن تسلم من ألسنتهم .
- وكيف ذلك ياوالدي؟
- سترى بعينك وتسمع بأذنك.
وركب وولده الحمار وسار بهما ، فمرّ بقوم ماأن رأوهما حتى صاح أحدهم مشفقاً:
- يالله ماأقسى هذين! يركبان حماراً ضعيفاً يكاد ينفق من حملهما! أين الشفقة؟!!
فنزل لقمان عن الحمار وترك ابنه على ظهره ، وما أن مضيا في طريقهما حتى قال الناس:- انظروا! مالهذا الرجل لم يحسن تربية ابنه ، الفتى يركب والشيخ الضعيف يسير!!.؟*
أنزل لقمان ولده وركب بدلاً عنه *ومضيا ، فصاح الناس:- ألا ماأظلم هذا الشيخ!!
كيف يطاوعه قلبه على ترك ولده الفتى الصغير ماشياً بينما هو يرتاح على ظهر حماره؟!!.
نزل لقمان وسار وابنه وامامهما الحمار ، فما لبثا أن مرا على قوم ، ماأن رأوا ذلك المنظر حتى تضاحكوا هازئين مشيرين الى لقمان:- ماأحمق هذا الشيخ ! ألا يدري أن الحمار خلق للركوب ، فلم يعاني وولده التعب والحمار مرتاحاً!!؟
قال لقمان لابنه:- هل تعلمت الدرس يابني؟.... إن التعب لأجل نيل رضا الناس مسلك صعب فعليك أن تسترشد بعقلك ، وأن تهتدي بإيمانك الى الطريق السليم،
واسأل نفسك : هل هذا يرضي الله؟ فإن كان فبه وإن لم يكن فأنت في غنى عنه ،
ولا تهلك النفس في طلب الرضا من الناس ، بل احيها بسيرك في طريق واضح
لا تتشعب فيه المسالك ، ولا تتنافر فيه الاهواء ..... طريق الحق المستقيم.


1
368

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هللو كيتي
هللو كيتي
رضا البشر غاية لاتدرك