السلام عليكم ..
هذا الموضوع موجه الى كل ام تسعى لتربية سليمة لابناءها والى كل أب يحب ابناءه.. وقد نقلت المقال واضفته للقسم لتعم الفائدة..
وشكرا
رعاية الطفل عاطفياً..
لا يكون الإنسان سوياً إلا إذا خرج من بيئة مفعمة بالحب والمودة ويكون سلوك هذا الفرد متسماً بالاستقرار والثبات ويكون النواة الأولى لتكوين الأسرة والمجتمع.
والعواطف الأولى التي تتكون لدى الفرد وهو صغير ذات أثر عميق في تكوين شخصيته وخلقه، فالأسر التي يسودها الاحترام وتقوم العلاقات فيها على أساس الود والمحبة والتقدير يخرج منها الأسوياء من الناس.
في حين أن البيوت التي يسودها الحقد والكراهية والضغينة يكون أفرادها أناساً أشقياء غير متمتعين بالصحة النفسية المطلوبة وإنهم سوف يكونوا عبئاً على أسرهم ومجتمعهم.
والطفل لا يستطيع في أول حياته أن يدرك ماهية العواطف المعنوية كحب الجمال والصدق والخير لأنه لكي يعرف الصدق يحب أن يفهم الفرق بينه وبين الكذب.
فالطفل في هذه المرحلة وبحكم عدم خبرته الطويلة بمثل هذه الأمور فإنه يعرف ما مر عليه وما اكتسبه من خلال خبرته مع من حوله ويجهل ما عدا ذلك، وهذا شيء بعيد عن إدراكه، لأن اكتسابها ونموها يتوقف على تعدد التجارب الملائمة لها، وكثر الفرص المثيرة لها، ومرور الزمن الكافي لغرسها في النفس ونموها وثباتها.
الحصانة العاطفية
والطفل الذي يكون محاطاً بالحب والحنان والرعاية يكون محصناً ضد كل التهديدات التي تحيط به في المجتمع والعاطفة إذا ما غرست في النفس تصبح قوة فعالة، تدفع صاحبها إلى العمل بمقتضاها، لذا فإن غرسها في نفس الطفل منذ صغره، من أهم ما يجب أن يقوم به الآباء وبذلك يضمنوا المستقبل الطيب والحياة الكريمة له.
ولا يمكن أن يتم هذا الأمر إلا إذا قامت الأم والأب معاً بهذا الدور ويتم عن طريق تفهم الطفل والتقرب إليه. لأن معرفة الطفل شرط ضروري على من يُعهد إليه بتربيته، ذلك لأننا كثيراً ما ننظر إليه بأعيننا نحن لا بمنظاره هو، فنحاسبه كما نحاسب الكبير. ونطلب منه أن يخضع للأوامر ونلح في هذا الطلب فيصبح حائراً لا يدري كيف يتصرف، أيعمل على إرضائنا أم يعمل على إرضاء رغباته، فيكون هذا سبباً لخلق صراع داخل نفس الطفل ولا يعرف ماله وما عليه لذا على الأهل أن يمنحوا نوعاً من الحرية الكافية وان لا يلجؤا إلى القسوة فإن ذلك يدفعه إلى التبرم والسخط، ويصبح قاسياً في معاملة نفسه والناس.
وقد تولد هذه القسوة في المستقبل الكراهية لكل شيء وتقتل روح الاستقلال وتثبت في النفس الشعور بالنقص والتي قد تؤدي به إلى انحطاط شخصيته.
توازن الرعاية العاطفية
ويؤثر حرمان الطفل من العواطف تأثيراً سلبيا في نفسية الطفل لأن إهمال الطفل من هذه الناحية يجرح كبريائه وهي أعز شيء لديه. وتعتبر أعمال العنف والمشاغبة التي يقوم بها الأطفال نوعاً من الانتقام يريدون بها التعويض عن كبريائهم الجريحة.
وكل طفل يُحرم من عطف أبويه يخرج إلى الحياة وهو ناقم على من فيها، ويصبح مثال شغب لكل من حوله. فالطفل المحروم من العاطفة غالباً ما يلجأ إلى من يعوض عن هذا النقص فربما ينتمي الطفل إلى جماعات منحرفة أو إلى عصابات شوارع.
ومثلما يكون للحرمان من العواطف والرعاية سلبياته فإن الإفراط في إحاطة الطفل بالرعاية الزائدة والخوف عليه والعطف عليه بشكل مبالغ فيه له سلبياته أيضاً فيصبح الطفل هشاً ولا يمكنه أن يواجه أي مشكلة تقع في حياته.
وعلى الأم أن تعرف أن التخويف على حمل الطفل مؤقتاً على ترك الشر لا يدفعه إلى عمل الخير من تلقاء نفسه أو كسب عاطفة إنسانية كالإحسان والرحمة. بل أن هذا الأمر يجب أن يكون نابعاً من الطفل نفسه.
إن استقرار عواطف الطفل تحتاج إلى عدم التقلب في معاملته وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى حالة قلق واضطراب في نفسية الطفل ولا يساعد ذلك على أن يكون ذاته فكرة ثابتة وواثقة. وعلى الآباء أن يحاولوا أن يعفوا ما استطاعوا وبالقدر المعقول عن أبنائهم فان ذلك يخلق العواطف الطيبة فيهم.
والعواطف تتكون نتيجة الخبرة المتكررة بموضوعها. فالموضوع الذي يتكرر ويرتبط بخبرات سارة يكوّن عاطفة الحب، وعكس ذلك صحيح، وعلى ذلك يمكن غرس العواطف في نفس الطفل عن طرق شتى كالإعجاب والاحترام والصداقة والأمور السارة التي تغذي نفسيته.
وإذا كانت العواطف تتطور بنمو الشخص ونمو خبراته يمكن على أساس ذلك أن تتطور عاطفة محبة الأم وتتسع دائرتها فتشمل الأب وبقية أفراد الأسرة، ثم الأقارب ثم زملاء اللعب. وبعد ذلك تزداد اتساعا فتشمل المدرسة ويصح أن تتسع وتشكل العالم بأسره. وبذلك تصل عاطفة المحبة إلى أرقى صورها وتصبح عاطفة نحو الإنسانية وخيرها.
أثر المحبة في تنمية العواطف
تظهر بوادر المحبة منذ الشهور الأولى للطفل، وبمرور الزمن يتجه حب الطفل إلى كثير من الأشياء والأشخاص، وكلما ازداد نموه كلما تكونت لديه درجات من المحبة كلها تتركز حول بيته وأسرته والأعمال التي تتفق مع ميوله وطبيعته.
والمحبة استعداد فطري، إلا أن تغير الميول ومقدار تعلم الطفل كل هذا يلعب دوراً في تحديد أسلوب التعبير عن هذا الاستعداد الفطري.
وتتأثر المحبة على مقدار المعاملة التي يتلقاها من والديه، وبعض الأحيان يكتسب الطفل شغفاً بلعبه أو ببعض الأدوات المنزلية أو غير ذلك من الأشياء التي يرى أنها أبلغ قيمة من سواها من الأشياء الجديدة أو الثمينة.
وعندما ينضج جنسياً يصبح الحنان والرغبة عنصرين من عناصر محبته لأفراد الجنس الآخر، كما أن إنجاب الأطفال يثير محبة تتضمن عناصر جديدة من الاندفاعات والمشاعر.
وحب الذات هو أساس المحبة ومع ذلك فإن امتداد هذا الحب نحو الغير يجعل الإنسان يسر لما يلقاه هؤلاء الغير من توفيق.
ولن يقوى هذا الاستعداد الفطري في نفس الطفل إلا إذا عملت الأم منذ الصغر على رعايته وتعهده، ولن يكون ذلك بعناق الأم لطفلها أو تقبيله، وإنما يكون ذلك عن طريق الرقة في معاملته، والصبر على تضارب مطالبه، وفي طريقة الإجابة على أسئلته، واحترام ميوله.
وتلعب درجة محبة الأهل للطفل دوراً هاماً في جعل التفاهم مع بعضهم البعض أسهل وأثمر ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أن المحبة المتبادلة أمر هام جداً لأنه لا يمكن إنجاح أي علاقة إذا لم يكن الطرفان يتبادلان المحبة والعطف فالله سبحانه وتعإلى غرس المحبة في قلوب الأهل والأفراد معاً لكي ينشأ مجتمع متكامل متفاهم.
فلا عجب أن نجد الأطفال الذي يعيشون في بيئة محبة ومتفاهمة يكونوا أصحاء نفسياً ويتمتعون بنمو أفضل من الذين ينشئون في الملاجئ ودور الأيتام.
وهناك أمر مهم هو التوزيع العادل للمحبة بين الأطفال، فنشر المحبة وتوزيعها بالقسط على جميع الأخوة هو أساس التربية الصحيحة وإلا فإن ذلك يخلق بذور الحسد والغيرة بين الأخوان. وربما يخلق مشاكل بين الأطفال وذويهم في المستقبل، بالإضافة إلى أنها لن تخلق نشئاً متوازناً من الناحية السلوكية والتربوية سواء بالنسبة للمقربين إلى الوالدين أو الذين لا يعطونهم الاهتمام الطبيعي داخل الأسرة.
ام ياسمينا @am_yasmyna
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والمفروض كل أم و أب يحبون ابنائهم ينشؤون في استقرار , يتبعون هذه الخطوات .
أهم شئ اوصي في الأخوات الكريمات عدم التفرقه بين الأبناء رجاااااااااااااااااء:27:
وتحياتي الخاصه لكي يا ام علاوي:26: