( رغد ) ختمة القرآن

من قلب القرآن اتحدث: ٤ ربيع الأول من عام ١٤٤٢هـ يمم ُت خطاي نحو جنبات الحرم ليشهد لي بختمتي ما أعمق الشعور وابهاه الخامسة مساءًا حين بدأت تغرب شمس يوم الفرح والبهجة وفي أطهر البقاع! منظر الكعبة أمامي وصحن المطاف لا يوجد به سوى ُسجادتي ومصحفي والمعتمرين والعاملين في خدمة الحرمين..
الشعور ُمهيبجدًا!اُرتلآخرآيتينلـأتممثلاثوننوًرا فاضت اد ُمعي وتسلسلت حينما نطقت بآخر آية ما عُدت استطيع أن ا ُكملها ُحشرت في حنجرتي احتضن ُت الأرض بسجدة عميقة لم أقم منها إلا بصوت آذان المغرب يصدح في ا ُذناي
اجتمعت لدي المسرات عُمرة و ختم وفي رحاب بيت ربي . يالله ! ..
ياربتقبلهبقبو ٍلحسنوتجاوزعنالتقصيرالآنتبقى شهر وي ُكمل سنة!اشعر أن شريط سنة الحفظ يمر على ذاكرتي في كل زاوية من زوايا البيت والحرم له ذكرى خاصة مع سورة معينة حينما كنت بالحرم أتأمل زاوية عند المسعى حفظ ُت بها العام وجه من سورة آل عمران وفي صحن المطاف اتذكر سورة المجادلة! ..
رجع ُتإلىالبيتأتأمل ُحجرتيواتذكرمشقةسورة النساء ودموعي حينها كنت في رمضان كل ليلة بعد الفجر تكون لي جلسة خاصة مع سورة النساء رغم صعوبة ربط الآيات إلا أنها الآن من اجمل السور التي ا ُحبها اتذكر كل عقبة وكل مره فترت فيها همتي ومن ثم اتذكر إنني اتممته ابتسم ! الحمدلله ..
ح ًقا مشاعر الحنين لمرحلة الحفظ ولتكرار الآية يؤزني أ ًزا أول يوم بعد الختم شعرت إنني بفراغ ! ولكن اتذكر كلمات قيلت لي "من هُنا البداية وليست النهاية" من هُنا تبدأ مرحلة المعاهدة ! .. لمن يتردد في البدء بحفظ القرآن " إليك هذه الكلمات من روح ما زالت تتشبع بالآي :
كيف احفظ  ؟ يبدأ من هذه المضغة التي بصدرك تُطهرها ومن ثم تعقد النية آية آيتين ثلاث ثم يأذن الله لقلبك أن يتلذذ اكثر فأكثر تشرع في سورة سورتين ومن ثم جزء جزئين عشر عشرون ثلاثون ! وبلغت الختم ! مشروع حفظ القرآن تجارة ليس فيها خسارة ألا تكفيك في ُض الحسنات الذي ينهال عليك..
في هذه المسيرة !كل حرف بعشر أمثاله كم مره ستُكرر الآية؟لتحفظها وكم مره ستعود لها لتُراجعها؟من فينا لايُريد أن يكون عداد حسناته كل يوم يزداد المشروع لا يحتمل أن تُأجله أبدًا تبدأ اليوم "آلم"وغدًا "قل اعوذ برب الناس " •أولا ًأعلم أن مسيرة الحفظ بذاتها عي ٌش رغيد فكيف بالختام ؟..
هذاالطريقهونعي ُمالدنياومحروممنلميخوضه! ليس بالشيء الصعب كما يكون في ذهن البعض ولا بالهّين الذي يُنال دون ُمجاهدة هو السهل ال ُممتنع حفظالقرآنيااحبتيشيءعظي ٌمللحدالذيلااستطيع أن اصفه بكلمات ! وكلما كان الشيء عظي ًما كان طريقه يحتاج ُمصابرة ..
همسة لكل من وضع قدمه وخطى خطوته الأولى لحفظ القرآن ؛ ك ُن على بينة أن في مسيرة الحفظ وتدبر الآي ستمر بك مراحل عديدة ولكن ليس لتُعجزك وإنما لتنجح في اختبار الرحمن جل جلاله كيف سيعلم الله ثباتك ؟ وصدقك ؟ ستشعر بصعوبة في بداية الأمر وتراجع وتفي ُض عليك المهام..
وعند أول عقبة قد تشعر بالخوف وتتراجع ولكن إياك .. إياك ما هذه الصعوبات إلا لتُمحص "كلام الله هو أحب الاشياء إليه سبحانه ولا يُودعه في صدر أحدٍ حتى يكون أهلا لحمله " ما هي إلا طريق عبور إن تصبر عليه ستألفه وتتعود روحك على التكرار والسرد ستُضحي بنومك وبعض خرجاتك ستقل اجتماعاتك..
حتى تصل لمرحلة من بين جموع احبابك حولك تشتهي أن تكون بمفردك لترتمي بين الآي وتُرتلها بصوتك الندي! وماذاأعظمواج 􏰀لمنأنتتركماتُحبهنفسكفيسبيل كتاب الله ؟ ستستصغر أن تُضيع دقيقة من وقتك بل حتى الثانية سيكون لها شأن!
والله الساعات مع القرآن لا تضيع ُسدى ..
إن ك ُنت استطيع أن ا ُشبه مرحلة الحفظ بشيء سأقول " أراءيتم رِحم الأم الذي به طفلها ؟هكذا تكون أنت في رِحم القرآن" ولكن ليس بظلمة الرِحم الذي به الطفل بل بنور وهُدى ورحمة تشغاك طيلة هذه المدة متى ت ُولد ؟ عند سجدة الختم " يـــالله" .. تشعر وكأنك تتنفس أول انفاسك في هذه الحياة ..
ستصبح قرآنيًا بقولك وفعلك ونظرتك لأمور الحياة هذهالمسيرةكفيلةبأنتجعلكتتطبعب ُخلقالقرآن استعذ بالله أن يكون حفظ القرآن فقط "ا ُمنية" في قلبك دون سعي وخوض في هذه المسيرة ضع نصب عينيك كلما تعبت وضعفت نفسك وضاق عليك الوقت وخاصة لطلبة العلم الذين يجمعون يين دراستهم والحفظ ..
تذكر اليوم الذي يُتمم الله لك ثلاثون نو ًرا في صدرك ، كيف ستكون مشاعرك وفرحتك ؟ بل استشعر كيف ستصبح من أهل الله ! أهل القرآن هم أهل الله وخاصته تذكر الرحمة التي ستتنزل عليك وتذكر قبل ذلك كله ستكون " حامل لكتاب الله" ما أعظمها من عبارة ..

لن تحوز هذه اللحظة إلا بالمجاهدة والصبر ثم الصبر ثم الصبر س ِلاللهقوةالثباتوالإرادةثماستعنباللهثمابدأ مسيرتك حتى تبلغ الختام وتتلو } قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا { سيكون وقعها عمي ًقا على قلبك بل أشعر أن هذه الآية لن تفهمها وتشعر بها إلا في حين الختم ..
إنمـا هي ليالك وأيامك ستكون شاهدة لك أو عليك فأغمرها بين صفحات القرآن لتأتي يوم القيامة وت ُسوقك إلىال ِجنان اعمل ما يسـرك أن تراه في صحيفتك .. اللهم شفع القرآن فينا رقّنا فيه ال ّرتب  .