رفـاق أرواحـنا.. هـل أنتـم هنـاك؟!

الملتقى العام





أيُعقل أن نعيش سنوات طويلة برفقة أشخاص بدوا لنا أقرب إلينا من نبضاتنا حتى كدنا نظن أنهم يعرفون كل خلجاتنا، وإذا بلحظة تُـنسف فيها هذه الحقيقة لنكتشف أن أولئك الأشخاص لم يعرفوا حقيقتنا مقدار ذرة كما كنا نظن؟!

لابد أن الكثيرين منا مروا بتجارب مختلفة جمعتهم وأشخاص شاركوهم أكثر اللحظات حميمية في حياتهم، وفجأة وبلا مقدمات منطقية انهار الجسر الذي كان يربط بينهم، فلم يتبق منه سوى أطلال ذكريات مؤلمة! كثيرون يتساءلون في مثل تلك المواقف: تُرى هل أخطأنا في اختيار " رفقة " تطيب جراح أرواحنا وتضخها حبورا؟ ألهذه الدرجة فقدنا سيطرتنا على الأمور حتى استحالت إلى العدم؟ هل يُعقل أن نتعرض للخيانة أو الخداع أو النميمة الجائرة على يد من اعتادوا مشاركتنا الزاد والماء والأسفار والإحساس ، وهل ارتكبنا ذنبا لايغتفر بحق أنفسنا حين اصطفينا لأنفسنا رفقة نُطلعها على خبايا أسرارنا وكانوا في أوقات كثيرة شهود عيان يوم انهمرت دموع العين والقلب في أقسى لحظات الشدة والانكسار؟!

قد يُخيل للبعض أن رفقاء أرواحهم لم يقتربوا مليا من تفاصيل حياتهم رغم سنوات المشاركة الطويلة، لذلك أتت صدمتهم كبيرة بحجم تلك الثقة التي أولوها لرفقائهم، وقد تتفجر نقاط الخلاف والاختلاف فجأة وبدون مقدمات بيننا وبين رفقائنا لنكتشف بعدها أن الأشياء قد تغيرت، فتأخذ الذكريات الجميلة أو " القديمة " التي صُنـعت في ذاكرة القلب طريقها نحو التلاشي لتستحيل أغنية صماء، باهتة الكلمة واللحن!

تُرى من المخطأ في هذه الحالة؟ العقل أم القلب؟ هل كان يجدر بنا أن نمرر " ورقة قبول " رفاقنا على بوابة العقل، أم أن تمريرها نحو القلب مباشرة يُعتبر أكثر دقة؟ قالوا لنا مرارا: استفتِ قلبك وإن أفتوك.. ورغم أني أجد أن أحكام القلب ـ أحيانا ـ لاتخطىء، إلا أن للعقل نبضات واضحة وصحيحة تختلف ربما عن تلك التي تضج بها أفئدتنا..

أعرف أشخاصا جمعتهم رفقة قوية لاتكسرها أعتى مدافع الزمن، وانفضت في لحظة من أجل اختلافهم على قلب .. امرأة..! وأعرف أشخاصا استهانوا برفقائهم من أجل وريقات صغيرة اسمها الـــمال، لأن مستوياتهم قد تغيرت وبناء عليه يجب تغيير الرفقة أيضا..! توجد الكثير من المواقف المشابهة التي رأيناها بكل تأكيد وأثارت فينا تساؤلات عن أشخاص اعتقدنا أن الزمن لن يفرقهم ، فاختاروا بملىء إرادتهم أن يتفرقوا بكامل حواسهم في دهاليز الزمن..!

وأعرف بالمقابل أشخاصا اجتمعوا صدفة بلا موعد أو عنوان، لم تجمهعم لغة أو بيئة أو عادات اجتماعية واحدة، ومع ذلك استطاعوا التسلل بـإتقان إلى ذوات بعضهم، واضاءوا نجمة يقظة لاتعترف بالغفوة " الروحية " فوق سماء الصدق والنقاء..

لسنا بحاجة إلى خمسين رفيقا في حياتنا ، فرفيق واحد يغـنينا ويفيض لنستيقظ على شموع صادقه ونغفو على طهارة مشاعره كل يوم..!



6
703

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سالي وبس
سالي وبس
تسلمي على الموضوع :26: :26:
رياحين الجنة
رياحين الجنة
اختي الغااااااااااالية سالي
شكرا لك علي هذا الحضووور الرائع
لاعدمناااااااااك ابداااااااااااااا
سكارلت
سكارلت
السلام عليكم

شكرا لك أختي رياحين الجنة على الطرح الجميل

فليس أصعب على الإنسان من أن يخذله رفقاءه وهم من وثق بهم وارتاحت نفسه لهم

ولكن في الغالب يشعر الشخص ومن خلال تعامله معهم بشيء من الغموض وعدم الإرتياح , وقد يكتشف الكثير من عيوبهم وتناقضات نفوسهم , غير أنه يحاول التغاضي عن ذلك والتركيز على إيجابياتهم مع الحذر والحرص في التعامل معهم , برأيي المتواضع أنه من النادر أن يظل مخدوع بهم لفترة طويلة ثم يفاجأ ويصدم بهم دون سابق إنذار

ولك مني أجمل وأرق تحية
رياحين الجنة
رياحين الجنة
الغاليه سكااااارلت

اسعد الله ايامك بكل الفرح والسعاده

وحضورك قد افرح القلب وسلي الخاطر....


وجميل بان حازت تلك الهمهمات على بعض الرضا والقبول لديكِ...

دمتِ بكل الود والعطاء....

وتحياتي
قلبٌ أدمته الجراح
شكرا حبيبتي لكل ماخطته أناملك من كلمات جميله

طالها الابداع ولامست شغاف القلب... وهزت المشاعر برقتها وعذوبتها وصدقها..

لاحرمنا الله مما تكتبين....