كان أعرابي يعاتب زوجته، فعلا صوتـُها صوته، فساءه ذلك منها، وأنكره عليها، ثم قال:
والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين، وما إن كان ببابه ينتظر خروجه، حتى سمع امرأته، تستطيل عليه وتقول:
اتق الله يا عمر فيما ولاك، وهو ساكت لا يقول، فقال الرجل في نفسه وهو يهم بالانصراف:
إذا كان هذا حال أمير المؤمنين، فكيف حالي؟ وفيما هو كذلك، خرج عمر، ولما رآه قال له:
ما حاجتك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي:
قد وقعت على حاجتي، فأقسم عليه عمر، إلا أن يقول، فقال الأعرابي:
يا أمير المؤمنين، جئت إليك أشكو خـُلق زوجتي، واستطالتها عليّ، فرأيت عندك ما زهـَّدني، إذ كان ما عندك أكثر مما عندي، فهممت بالرجوع، وأنا أقول:
إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي؟
فتبسم عمر وقال:
يا أخا الإسلام، إني أحتملها لحقوق لها عليّ، إنها طباخة لطعامي، خبازة لخبزي، مرضعة لأولادي، غاسلة لثيابي، وبقدر صبري عليها، يكون ثوابي.

عبير الزهور @aabyr_alzhor
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️