السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قصيدة رائعة للشاعر الأسلامي عبدالرحمن العشماوي .. يترجم فيهاآلام أمتنا بأبيات تقطر حزناً ..
القصيدة طويلة لكنها تستحق التعب ..
سلاماً أيها الغالي سلاماً
مع الريحان يبعث والخزامى
سلاماً من بلاد الوحي ، إنا
نرى بعث السلام لكم لزاما ً
نحمّله النسائم في مساء
تهاميّ رأى البدر التماما
نحمّله البلابل حين تشدو
إذا كشف الصباح لها الظلاما
جعلنا حبنا للقول بدءاً
وسوف يكون للقول الختاما
ركام البابري أتاك مني
رسولُ الشعر يمنحك الوساما
ويخرج من ركامك ألف غصن
ويرسل من قوافيه الغماما
بعثت اليك خيل الشعر تترى
ولم أجعل لسابقها لجاما
صحيح أننا سنرى دماء
وأشلاء وسوف نرى عظاما
وأنا سوف نبصر ألف وغدا
من الهندوس قد أسقوك جاما
أراقوا في حماك دم المصلي
وماتركوا المؤذن والإماما
صحيح أننا سنرى بقايا
ونبصر من مآذنك الحطام
صحيح - أيها الغالي - ولكن
سنبعث رغم صحته السلاما
لقد هدموك ماحفظوا حقوقاً
لمن صلى لخالقه وصاما
ولم نسمع من الغرب احتجاجاً
ولم نبصر من الشرق أهتماما
لماذا أهملوك بغير حق
وصاروا عند رغبتهم قزامى ؟؟
لأنك ماحملت شعار (( بوذا ))
ولم تمنح صليبهم إحتراما ؟
ولم ترسم على الجدران وجهاً
هلامياً ، ولم ترسم غلاما ؟
ولم تفتح لكافرهم فناء
ولم تمنح لتمثال مقاما ؟
عجبت لهم ، رعوا تمثال بوذا
ومارعوا الأرامل واليتامى
ولا رحموا الشيوخ ولا الثكالى
ولا رعوا المواثق والسلاما
عجبت لعالم يرعى نقوشاً
على صخر ويرتكب الحراما
يصيح لهدم تمثال قديم
وأصنام تحيط به قدامى
ويسكت حين يهدم الف بيت
وحين يواجه الطفل الحِماما
مئات من مساجدنا تهاوت
وصار بناء أضخمها ركاما
ولم نقرأ لهيئتهم بياناً
ولم نسمع لها فيهم كلاماً
سل البلقان والشيشان عما
جنى الباغي أما خفر الذماما ؟
فكم من مسجد جعلوه باراً
تقيأ فيه مخموراً وناما
وكم من مسجد ألقوا عليه
قنابلهم فأشعلت الضراما
وكم هدمت مدافعهم قباباً
وكم نسفوا المصلين الكراما
سل الطفل الذي التصق التصاقاً
بوالده وقد شّد الحزاما
ونادى ثم نادى ثم نادى
وكان مغيثه الموت الزؤاما
أخا كل المساجد ليت شعري
متى سأرى بناءك قد تسامى ؟
متى سأرى مآذنك استقامت
على نسق ، و حائطك استقاما ؟
متى سأرى المصاحف فيك تتلى
وقارئها على الأشهاد قاما ؟
أخا كل المساجد ، لا تلمنا
على الجمل الذي فقد السناما
تراك ستقبل الأعذار منا
وتعلم أننا نشكو انهزاما ؟
وتعذرنا إذا لم نلق سهماً
ولم نرفع على الباغي حساما ؟
أتعذر أم تلوم ، فقال قولاً
كأن حروفه أنطلقت سهاما
سأعذركم إذا أبصرت منكم
على أنهار عزتكم زحاماً
سأعذركم إذا أبصرت صفاً
لأهل الحق لايشكو انقساما
هنالك تصبح البيداء روضاً
ويصبح شوكها القاسي خزامى
جريدة البلاد ( الجمعة )
الجمعة 5 محرم 1422 ، 30 مارس 2001
العدد16292
خزامى @khzam
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
جميلة جداً أختي الخزامى..
وإذا تبغين قصائد للعشماوي تلقينها في دواوينه (إلى أمتي - إلى حواء - صراع مع النفس - شموخ في زمن الإنكسار )..
مشكورة جداً وما قصرتي