بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تتوالى الأيام والليالي وقلوب المسلمة تهفو وتحن للإكتحال برؤية بيت الله الحرام, فكلما قرُب موسم الحج زاد الشوق والحنين زاد الاستعداد للسير في ركب الهدى فهاهي وفود الحج تتوالى القدوم لمكة من كل صوب وحدب, في القلوب شوق للوقوف بين يدي الرحمن, وطلب للرحمة والغفران.
هذا الشوق للوقوف بين يدي الواحد الأحد, حيث يتساوى الغني بالفقير فميزان التفاضل
"إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لاإله إلا الله,, الله أكبر ,,الله أكبر ,,ولله الحمد
هاهي ركاب الحجيج
تُعِد الِعدة للقدوم لأرض مكة المكرمة ,,
إستعداد للقيام بمناسك الحج وفود أعدت عدتها لأكبر مهرجان يقام على وجه الأرض كل العيون والأفئدة المسلمة تحنوا لهذا المهرجان تجمع إيماني ,ليس فيه مكان للبحث عن متاع دنيا أو عرض من عروضها ,,مهرجان الحج الأكبر ,يقف المسلمين فيه لهدف واحد وهو توحيد الله تبارك وتعالى وطلب الرحمة والمغفرة منه
, , ,
مهرجان بضاعة من أتى ملبياً فيه الشوق والحنين للوقوف بالمشاعر المقدسة ,,فهو يقام في شهر الحج ,,في يوم وقّته الله تبارك وتعالى للعباد ,,شعائر الحج هي ذاتها في الصيف وفي الشتاء ,,فالمراد تلبيه العباد لنداء الله تعالى بالحج ,,فلبيك اللهم لبيك ,لبيك لاشريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك ,لاشريك لك.

الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لاإله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر ,,ولله الحمد
وهاهو ركب الهدى
يترقب حلول شهر الحج بفارغ الصبر ليقف بين يدي الله تبارك وتعالى يسأله الفوز بالجنان والعتق من النيران ,يسأله أن يتقبل منه حجه .
"فمن حج ولم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه "
هذا ماأخبرنا به نبي الرحمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
, , ,
طال إنتظار الحجيج لإعلان دخول الشهر للوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ,ومع هذا الشوق فإن قلوبهم تأمل في المزيد من الوقت ليطول بها البقاء في خير أرض ,خاصة من قدم قبل حلول شهر الحج بأيام .
فمن الحجيج من رق عظمه وإنحنى ظهره وعجزت عن الوقوف ساقيه يشعر بالقوة تدب في أوصاله يوم أن أعلن عن ثبوت رؤية الهلال وما هي إلا أيام على يوم الحج الأكبر فهل يطول بنا عمر لكي يتحقق مُنانا بالحج !!
أم نكون ممن توفته المنايا قبل الحج !!
بلغهم الله تعالى مرادهم وتقبل منا ومنهم .

الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لاإله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر,, ولله الحمد
وهاهي الرِكاب تُعِد العدة للوصول إلى مكة
من الحجيج من لم يصل إلى مكة بعد فهو يعد العدة ليكون فرداً في النسيج الإسلامي الموحد الملبي للواحد الأحد في مكة المكرمة في يوم الحج الأكبر يعد الثواني لايعد الأيام كم بقي عليه ليكون في ركاب الحجيج هل أصل نهاراً أم أصل ليلاً ؟؟.
.سؤال يتبادر في ذهنه من سأرى من الأحباب والخلان في الحج ؟؟
, , ,
هل أعددت العدة لأكون ممن تُقُبِّل منه الحج ؟؟
أم أني سأمضي فيه كما مضى من قبلي فما أكثر الحجيج والله عالم بما في النفوس؟؟
, , ,
هل ستكون رحلتي للحج رحلة ربانية ؟؟
أم أنها ستكون رحلة دنيوية ؟؟
سؤالات الإجابة عنها تكون في نية الحاج ..
وتصدقها افعاله في الحج .
وهنا لنا وقفات
حجاج بيت الله يامن وقفت بكم الركاب في مكة ,,
حمداً لله على النعمة
لنقف معا ونتذكر أحوال إخوان لنا كم تمنوا أن يكونوا مكاننا ولكن لم يكن لهم
فمنهم من حبسه عذر المرض..
ومنهم من حبسه عذر التصاريح..
ومنهم من حبسه عذر المال..
ومنهم من حبس على الحدود..
فكيف حال من سدت في وجهه الحدود لإتفاق مع خائني العهود ,,
وقف الشيب والشباب ,,
وقف النساء والأطفال أيام طوال ,,
ليال باردة ,,قلة زاد ,,وقلة مال ,,
إنهم حجاج فلسطين.
, ,
وهناك حجاج بلد ربما تناسبنا وضعهم يوما
وهم حجاج كل بلد حمل قادته وكثير من أهله الحقد على أهل السنة والجماعة فأوقف تصاريح الحج لأهل السنة,,
وإعتمد تصاريح الروافض وغيرهم ممن حمل اسم مسلم والإسلام منه بريء
فكم من المسلمين شاب ,وربما مات قبل الحج
والسبب أنه من أهل السنة والجماعة في بلاد فارس ,فلا تصريح إلا لمن تعدى الستين من عمره !!
كان الله في عونكم أهل السنة والجماعة في كل مكان .

الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لاإله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر ,,ولله الحمد
فهاهي ركاب الحج تفد للبقاع
بقاع تكون خالية من البشر وتمتلىء في يوم واحد ,,
تعود مرة أخرى خاوية من ضيوفها
عرفة الطيبة
مزدلفة
منى
جسر رمي الجمرات
كلها أماكن تزدحم بالحجيج ملبين مهللين موحدين مكبرين الله تعالى ,,
سائلين الواحد الأحد القبول ,وأن يرزق من لم يحج الحج ,,
طالبين العفو والمغفرة من غافر الذنب وقابل التوب ,,
أرض حملت فوقها من لبى نداء الله تعالى بالحج ,,
أرض كل نفس مسلمة تاقت لرؤيتها والوقوف بها ,,
أرض وقف بها النبي صلوات ربي وسلامه عليه مردداً:
"خذوا عني مناسككم ..خذوا عني مناسككم"
أرض من وقف بها وإستشعر نزول خالق الأرض والسماوات مباهيا بهم أهل السماوات لألح بالدعاء ,وأخلص النية ,وعاهد النفس على عدم العودة لما كان عليه من عمل ولعاهد النفس على العمل الجاد فالجنة غالية ...
فالجنة غالية ,,
فهنيئاً لك الدعوة المستجابة ,,
هنيئا لك الوقوف بعرفات الطيبة

الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لا إله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر ,,ولله الحمد
ركب الهدى سار
يتبع حبيباتي رجااااااااا عدم الرد
ركب الهدى سار
ركاب الحجيج بعد أيام تسير إلى عرفة للوقوف بها في يوم الحج الأكبر ,ملبية نداء الله تبارك وتعالى لعبادة بالحج :
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )
فالله تبارك وتعالى أمر إبراهيم عليه السلام بالأذان بالحج ,ولم يكن في مكة بشر ,والله تبارك وتعالى كان عليه البلاغ ,ومازال المسلمين من زمن إبراهيم عليه السلام إلى يومنا هذا يلبون النداء ويفدون لحج بيت الله الحرام ,إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لبيك اللهم لبيك ,لبيك لاشريك لك لبيك
رفعوا الأكف حامدين الله تعالى على نعمة الكثيرة موحدين له
إن الحمد والنعمى لك والملك ,لاشريك لك
حلقوا رؤوسهم ,وبعضهم قصروا ورسولنا عليه الصلاة والسلام يقول :
"اللهم إغفر للمحلقين .قالوا يارسول الله :والمقصرين؟فردد ثلاث :اللهم إغفر للمحلقين ,وبعدها قال :والمقصرين "
هنيأ لك يامن نلت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة هنيأ لك ثلاثا ...هنيأ لك ثلاثا سار الحجيج إلى بيت الله الحرام وقلوبهم تلبي موحدة لله تبارك وتعالى
لبيك اللهم لبيك ,,لبيك لاشريك لك لبيك ,,إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك ..
فهاهم يطوفون طواف الإفاضة ,ويذبحون النسك ,ويرمون الجمرات مناسك حج النبي صلى الله عليه وسلم ,وحج بها جميع أنبياء الله تعالى الذين حجوا فهنيأ لكم حجاج بيت الله الحرام ...فهنيأ لكم حجاج بيت الله الحرام .
فسبحان الله العظيم لو تأملنا قليلا عندما نقول (الحجر)
ففي الحج
تقبيل حجر ,,وهو الحجر الأسود فهو حجر نزل من الجنة
ورجم حجر ,,وهو الشاخص الذي في الجمرات
ورجم بالحجر ,,وهي الجمرات الصغيرة التي ترمى
تأمل حاج بيت الله
أنت تقبل الحجر إقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم .
وترجِمُ الحجرَ -الشاخص- كما فعل نبي الله إبراهيم عليه السلام ففي هذا المكان
وسوس له الشيطان بعدم ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام.
وترجِم بالحجرِ التي ترميها إقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السلام عندما كان يرمي الأحجار على الشيطان ليدحره .
الله أكبر,, الله أكبر ,,الله أكبر ,,لاإله إلا الله ,,الله أكبر ,,الله أكبر,, ولله الحمد
ركب الهدى يغادر
هاهي وفود الحج بعد أن أكملت مناسك الحج ,,
تُعِد العدة للرحيل من مكة المكرمة والعودة إلى أراضيها وفي هذه الاثناء ,,
مع الشوق للعودة للأهل والأحباب فإن مغادرة مكة المكرمة لها وقع في نفوس الحجيج فبعد أن عاش أياما كانت كلها تلبية لأمر الله تعالى أيام لم يخالط فيها عمله بالدنيا ومتاعها أتى متجرداً من كل متاع الدنيا ملبيا لنداء الله تعالى بالحج وقف بالمشاعر مع إخوانه المسلمين من كل البقاع وكبُر في نفسه :
"المسلم أخو المسلم "
ما أن يعدون العدة للرحيل إلا ,,, والشوق يحدوهم إلى مكة ...
وهم لم يغادروها بعد ,,, شوقهم للحرم والصلاة فيه ...
وهم يطوفون طواف الوداع,,, شوقهم لرؤية الكعبة المشرفة ...
وعيونهم تكتحل بالنظر للكعبة ,,, شوقهم للسجود على أرض الحرم ...
وجباههم تعانق أرض الحرم ساجدة للواحد الأحد
دموعهم هي الكلمات المعبرة عما يجول في خواطرهم من أشواق وحنين لمكة
دموع كبار أمضوا العمر في جمع المال للحج
, , ,
دموع شيوخ يتسائلون هل يطول بنا العمر لنعود مرة أخرى
دموع آباء حمدوا الله تعالى على بر أبنائهم بأن أتو بهم للحج
دموع أمهات إشتقن للأبناء ,,وحنت أنفسهن للبقاء
دموع صغار تأثروا بالموقف ففاضت المأقي بالدموع
الله أكبر ,,الله أكبر ,,الله أكبر ,,لاإله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر,, ولله الحمد
يا من تاقت نفسه للحج
فإليك يامن تاقت نفسك للحاق بتلك الركاب
من إستطاع الحج ويسر الله له ,,
سار مع ركاب الحجيج ملبياً مكبراً موحدا لله تبارك وتعالى
وهناك من يرقُب مسير الحجيج
وقلبُه يسير معهم في كُلِ خُطوة يخطونها
عيناه ترقُبان الحجيج وتسحَّان الدمع غدقا
شوقاً لرؤية الحرم بيت الله
, , ,
فيا من تاقت نفسك للحج ,ولم تستطع لأي مانع منعك إصبر وأكثر الدعاء والتكبير
فإن لم تكن اليوم بين صفوف الحجيج ,يسر الله لك وتكون في العام القادم بين صفوف الحجيج
كلما لبى الحجيج لبيك اللهم لبيك فاضت المأقي شوقا
وكلما لبى الحجيج لبيك اللهم لبيك خرجت الزفرات من صدور حداها الشوق لمكة .
يا من تاقت نفسه للحج
لديك فرصة عظيمة فإغتنمها
أيام مباركة للصيام
أيام فضيلة لصلةالرحم
أيام معدودة للصدقة
أيام فيها الصدقة وصلة الرحم والصيام والتكبير والتهليل
يا من تاقت نفسه للحج
كتاب الله بين يديك فأقرأ منه الآيات
وتدبر ماأتى فيه من بيّنات
, , ,
يامن تاقت نفسه للحج
بين يديك خير كثير فلا تحزن
فتقلب بين
صلاة وصيام وصدقة إلى صلة أرحام
, , ,
يا من تاقت نفسه للحج
يا من ذرفت دمعاً شوقا لتلبية النداء
أبشر فأنت على خير
فأنت مأجور على نيتك الخالصة الصادقة بأن تحج
فنبينا صلوات ربي وسلاه عليه يقول :
"إنما الأعمال بالنيات"
فكم من نية صادقة لعمل بسيط كانت سببا بعد تقدير الله تعالى للمنزل العليا لصاحبها وكتب سلف الأمة خير دليل على ذلك فالبخاري كانت نيته وضع مختصر لصحيح حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهاهو كتابة الأصح بعد كتاب الله تبارك وتعالى فهل تأملت كيف أن النية الصالحة ترفع المنزلة .
الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لاإله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر,, ولله الحمد
الشوق لمكة يزداد
كلما شاهدنا الجمع في عرفات ,,
في هذا الموسم الإيماني الكبير يزداد شوقنا للوقوف بينهم ,,
فما سر هذا الشوق ؟؟
لنقف مع هذه الكلمات :
ذكر بعض أهل العلم :
إن العبد عندما ينظر إلى عرفات فإنه يشتاق إلى الوقوف بهذا المشعر ,لإن آدم عليه السلام خلق من تراب أرض عرفات ... من برنامج الحج في إذاعة القرآن الكريم "الشيخ المغامسي"...فإن صح النقل والخبر ..فالحمد لله أننا نحن ونشتاق لأطهر البقاع دوما.
الله أكبر ,,الله أكبر ,,الله أكبر ,,لاإله إلا الله ,,الله أكبر ,,الله أكبر ,,ولله الحمد
وقفة
قبل عشرات السنين كان الحجاج اللذين يفدون من البلاد البعيدة يمضون عاما في الطريق..
واليوم نحن نصل إلى مكة في ساعات ..فالحمد لله .
قبل عامين وصلت قافلة حجاج أوزبكية إن لم اخطيء بعد إنقضاء موسم الحج ,,
فكانت دموعهم أبلغ من أي كلمات على الحرقة لفوات خير كثير ..
قبل عامين غادرت مكة قافلة حجاج عراقية ..
إختفت بعد دخولها أرض العراق بساعات ,,فرحم الله من كان فيها إن صح الخبر ., , ,
قبل عامين كتبت أول أسطرهذا المقال في شوقي للحج
ولمكة المكرمة شرفها الله تبارك وتعالى ,,
واليوم أقرؤه وأنا أعد نفسي للحج
فإن كانت الدموع رفيقتي في كتابة أولى الأسطر
فإنها اليوم ترافقني في هذه ,,
وفي غالب أحوالي ,,
ففراق الأحبة لايهونه إلا تلبية نداء الله تعالى
بالحج ..
بلغنا الله تعالى وإياكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والاقوال .
الله أكبر,, الله أكبر,, الله أكبر,, لا إله إلا الله,, الله أكبر,, الله أكبر ,,ولله الحمد
ركب الهدى سار
يتبـــــــــــــع حبيباتي رجاااااااااا عدم الرد