✏قالت إحداهن:
لو كان لي أن أحب شيئًا زمن الاختبارات؛ لكانت تلك الفتوح التي أستلذُّها في توفيق الكريم سبحانه..
وسخائه الدائم وإعانته المنقذة في كل مرة..
مع انسلاخي من حولي وقوتي..
ثم إشراق الخاتمة بعطاءٍ إلهي،
ومددٍ رحمانيٍّ يمسح الرهق! ..
أيام الاختبارات كانت معارض حقيقية لمعنى التوكل، ومدرسة في ترسيخ مفهوم الاعتماد على الله أولًا، والبراءة من الجهد والطاقة -وإن كانت سنة الله التي شرعها في حصول المطلوب تستلزم الجهد-
مررت بتجربتين متضادتين،
🔽
🔽
الأولى:
كنت فيها متشربة للمادة، أحطت بها وبمسائلها وأبوابها وفصولها فهماً وحفظًا واسترجاعاً..
حتى صرت مرجعاً لزميلاتي فيها، أجيب بيسر وسهولة.. وتسرّب في نفسي شعور خفيّ بأني أحسنت في استيعابها جدًا..
والصدمة؟
في قاعة الامتحان عندما أنجزت السؤال الأول في زمن يسير وبثقة؛ أكّدت لي إحساني في المذاكرة..
فلما قلبت الصفحة لأجيب عن السؤال الثاني.. كانت الداهية التي ما قدّرتها ولا خمّنتها!
سؤال عن شاعر -ما سمعت عنه في عمري- مطلوب ذكر بقية أبياته وأذكر مناسبة قصيدته!
وتفاصيل أخرى قاتلة! ..
فاستدارت الدنيا في عيني وأظلمت..
وأطبق عليّ البلاء إطباقًا رهيبًا عندما رأيت الدرجة المرصودة للسؤال (١٢ درجة) وأيقنت أنها (طارت) بسهولة.. هكذا!
بلا أن يكون عندي أدنى رصيد لاستدراك شيء منها.. ولأول مرة أجرّب مثل هذا الموقف الرهيب! .
فاغتممت وتجهمت ورغبت في البكاء -أظن أني بكيت
وكانت الطامة التي لم تكشف عن نفسها في حينها..
أني لشدة اغتمامي من السؤال الثاني؛ عميتُ عن مقصود السؤال الثالث!
وأجبت إجابة نقيضة له!
(وهنا أيضا كانت ١٢ درجة أخرى) فطارت بالسهولة نفسها لكن عن غفلة وسهو، لا عن جهل بالإجابة!..
فخسرت ٢٤ درجة!
شوّهت معدلي وكانت ندبةً موجعة، إلا أنها على وجعها نافعة..
في تعريف معنى: الاغترار بالنفس! وتهذيبها بالتجرد من الجهد وإن بلغ الغاية..
وعرفت معرفة اليقين قول الشاعر:
📍إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده..
🔽
🔽
أما التجربة الأخرى التي أضاءت لي عتمة الليالي المؤذية، واستعنت بتذكرها على كل بلاء وبيل يشقّ علي في ليلة بعدها..
فهو عندما مرضت ليلة اختبار مرضًا بلغ مداه وأذاه، وما كان لوجعه حيلة فيسكن، ولا من الاختبار مهرب..
فشدة الجامعة في مسألة الأعذار وقبولها؛ كانت بلاءً فوق البلاء..
ومضت ليلتي نكِدَةً مضنيةً ممضّة..
لم أطعم فيها نومًا ولا راحة، فضلًا عن فقداني لقدرة الاستذكار، واشتداد كربتي بذلك..
وتقلبت أفكر في الحيَل والمخارج التي تنجيني من دخول الاختبار وأنا في حالي تلك..
وما وجدت إلا حلًا واحدًا:
أختبر وأرضى بدرجة متدنية! .
وازداد أذى المرض صباحًا حتى تمكن مني الكلال والوهن، وكاد يسلمني إلى اليأس من الإقدام..
فاستعنت بالله وتوكلت عليه -ولا أنسى لوالديّ دعواتهما- ..
ولم يكن لي سوى نصف ساعة قبيل الاختبار تجاهلت فيها وجعي، وتصفحت ما تيسر لي من المادة -على صعوبةٍ فيها-
فإن لم تكن نصف ساعة فهي أقلّ!..
وفور تسلمي لكراسة الإجابة استغرقت في الإجابة، ولا أدري والله كيف كتبت، وماذا كتبت؟
إلا أنها عناية اللطيف الوهاب ورحمته!
..
🔴والمفاجأة؟
عندما اتّصلت علي بعد تصحيح الأوراق، أستاذتي الحبيبة تشكرني على علوّ إجاباتي مضمونًا وأسلوبًا!..
وتبشرني بالدرجة التامة ولو كان فوقها درجة لاستحققتها!
فظننتها تبالغ في مواساتها أو تجامل؛ حتى رأيتها مرة تحتفظ بكراسة إجابتي تلك بعد سنوات من الموقف! ..
🔽
فوالله ما أحزنتني ليلةٌ بعدها وأنكدتني إلا تذكرت تلك الليلة فعرفت لله فضله ورحمته وإنعامه وولايته!
وخجلت من نفسي وتكاسلي، أو ظني بأني أمضي اتّكاءً على جهدي وسعيي وحده! .. فالحمد لله حمد الشاكرين، ملء السماوات والأرض! .
☘ذكروا أبناءكم في أيام الاختبارات فضل التوكل على الله وأن يبرأوا إليه من حولهم وقوتهم فهي فرصه لتقوية علاقتهم بربهم وسيكون لها أثر لاينسى🌧
دامت أيامكم محفوفة بلطف الكريم
🌹إضافة 🌹
ليس فقط في اختباراتكم لا والله يا أخواتي ..
بل استعيني بالله في استقبال هذا الشهر العظيم ..لا يغرنك اجتهادك بل ابرئي من حولك وقوتك في كل أعمالك واستعيني بحول الله وقوته هو وحده من سيعينك ❤
تذكري أيضا هذا الدعاء وردديه بقلبك
في حديث صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :
( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الجيل الجديد .
•
🏵💮يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين 🏵💮
الصفحة الأخيرة