
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
أخوتي الافاضل .. أخواتي الحبيبات .. قرائي الاعزاء ..
أتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات .. بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك .. أعاده الله على الجميع بالخير و اليمن و البركة ..

ها هو رمضان .. قد أقبل إلينا .. فأهلاً بزائر طال انتظاره ..
أهلاً بضيف يحل الـيوم أربعــــــنا..... فيزدهي الكون نوراً مـــــن محـــياهُ
ضيف كريم به فـــــخر لأمــــــتنا ..... وفرحـــــة وتباشـــــــــــير بلقــــــياهُ
ضيف به رحمة الرحمن مشـرفة..... على المساجد يهـــــواها وتهـــــواهُ
يا أمّة المصطفى ..الرحمــــــــن ..... فضلكم بأمة وسط إذ غـيركـم تاهـوا
شهر به الله دون النّـاس خصكم ..... لكي تناولوا العـــــــلا انتم بلقـــــياهُ
أحبتي الكرام .. رمضان موسم البضاعة الرابحة .. وفرصة العمر السانحة ..
رمضان شهر تميز عن غيره من الشهور ..هو شهر الله .. شهر فيه نزل القرآن الكريم ..
شهر فيه تفتح أبواب السماء .. فيه تنزل رحمة الله على جميع أهل الارض .. فيه تقيد الشياطين ..
فيه يجني الانسان الكثير من الحسنات .. و يمحي الكثير من السيئات ..
فيه يترفع الانسان عن دنايا الدنيا .. فيه يجاهد نفسه .. فيه يتغلب على شهواته .. فيه ينتصر على الشيطان ..
رمضان .. فرصة لكل من يريد أن يتغير للاحسن .. فرصة لكل من يريد أن يغير حياته للافضل ..
إن هذا الشهر الفضيل .. يحمل إلينا رسالة روحانية .. علينا أن ندركها جيداً .. فقيمة هذا الشهر .. تتجلى في أن يستغل الانسان الفرص الثمينة التي وضعها الله تعالى أمامه .. ليغيرالانسان سلوكه .. ويعيد تربية نفسه .. و يغير أحواله .. ويكون عبداً خالصاً لله تعالى .. فيسير في طريق الله .. لينعم بحياة سعيدة في الدنيا و الاخرة ..
اعزائي .. هذه الفرصة الثمينة .. قد لا تعوض .. ربما لن نكون موجودين في رمضان القادم .. فلنغتنم هذه الفرصة .. ولنكن من الفائزين في هذا الشهر المبارك ..
أحبتي الكرام .. لنتعاهد مع أنفسنا .. ونبدأ في إصلاحها .. ولنجعل هذا الشهر الفضيل هو بداية التغيير .. وسيكون موضوعنا هذا .. هو برنامج التغير الذي به سنصلح أنفسنا .. ونرتقي بها .. فهلموا أيها الاحبة ..
لو نظرنا إلى رمضان .. لوجدنا .. أن فيه تتوافر عوامل أساسية للتغيير .. هي ..
الارادة .. العزيمة .. الصبر .. التحمل ..
فالمدخن الذي لا يستطيع ترك التدخين لمدة ساعة .. نجده في رمضان لا يدخن لأكثر من اثني عشر ساعة ..
وكذلك الانسان العصبي .. سريع الغضب .. نجده في رمضان .. يحاول جاهداً أن يكضم غيظه .. ويتحمل تصرفات الاخرين و أخطائهم ..
وهناك الكثير من الامثلة .. و الادلة .. التي تثبت أن رمضان أرض خصبة للتتغيير .. فهو يربينا على قوة الارادة و العزيمة .. و يعودنا على الصبر .. والتحمل .. واحتمال الشدائد ..
إن رمضان مدرسة تربوية عظيمة .. علينا أن نغتنم فرصه التعليم فيها حتى آخر يوم فيه ..
أحبتي الكرام .. في كل منا صفات لا يحبها في نفسه .. ربما حاول التخلص منها .. ولكنه لم يستطع .. وربما عادات سيئة لم ينتبه لها ..
وقد آن الاوان .. بأن ينظر كل واحد منا إلى مرآة نفسه ليرى ما بها من عيوب .. قبل أن ينظر إلى مرآة الاخرين ..
آن الاوان .. لنعمل بجد .. بتغيير شخصياتنا .. وذواتنا .. لنسمو بها إلى قمم النجاح حتى نسعد بحياتنا ..
قد يتسائل البعض منكم .. هل إذا أصلحت نفسي .. وطورت ذاتي .. أكون قد حققت السعادة التي أريدها ؟؟
أقول ستكون السعادة ناقصة .. فهناك شيء مهم .. وهو أهم من كل شي .. لو عرفناه .. عرفنا طعم السعادة الحقيقة .. إنها العلاقة الروحية القوية مع الله سبحانه وتعالى ..
فعندما نكون معه .. نتوكل عليه في كل أمورنا .. فإنه يكون معنا .. ويساندنا .. وعندها لن نخاف من شيء .. لان اليقين الذي في قلوبنا .. بأن الله معنا .. ولن يتركنا .. سيبعث في قلوبنا الراحة و الاطمئنان ..
وعندما نذكره .. ونسبحه في كل وقت .. فإنه لن ينسانى .. و سيذكرنا .. خصوصاً وقت الشدائد و الصعاب ..
وعندما ندعوه ونطلب منه حاجتنا .. فإنه يستجيب لنا .. وإن لم تتحقق حاجتنا .. فإننا نقول الخيره فيما اختاره الله .. لاننا نعلم يقيناً بأنه يختار لنا ما هو خير لنا .. فربما ما طلبناه ليس من صالحنا .. او ربما تأخره أفضل لنا ..
أحبتي الكرام .. إذا أردتم السعادة الحقيقة .. اغتنموا هذه الفرص العظيمة .. التي لا تأتي إلا في سنة مرة ..
دعونا نبدأ معاً .. من هنا .. بمعاهدة حقيقة مع أنفسنا لإصلاحها .. و تطهيرها من ذنوب الماضي ومعاصيه .. والتقرب إلى الله عز وجل .. و بدء حاضر رائع مفعم بالسعادة الحقيقة ..
وليجعل كل واحد منكم شعاره .. في هذا الشهر الفضيل .. لن يسبقني أحد إلى الرحمن ..
أحبتي الكرام .. دعونا نتكاتف ونتعاون .. ونساعد بعضنا البعض .. في تغيير صفات لا نحبها في أنفسنا .. فإذا كان لديكم صفات لا تحبونها .. وتودون التخلص منها .. ولا تعرفون كيف .. فأكتبوها .. وسنتساعد معاً في البحث عن طرق مناسبة للتخلص منها .. ستحصلون على الدعم الذي تحتاجونه ان شاء الله ..
أخوتي .. و أخواتي .. ستكون لنا وقفات .. خلال هذا الشهر الفضيل .. أما وقفتنا لهذا اليوم .. فهي وقفة مع صائم ..
أخي يا من سره دخول رمضان
أهنيك بشهر المغفرة والرضوان
اهنيك بشهر العتق من النيران
فرصة لا تعوض على مر الأزمان
وموسم خير فاحذر الحرمان
ما من ليلة ينقشع ظلامها من ليالي رمضان إلا وقد سطرت فيها قائمة تحمل أسماء (عتقاء الله من النار) وذلك كل ليلة ، ألا يحدوك الأمل ان تكون أحدهم ؟
اذا فدعني أسألك في أي شيء ستمضي ليالي رمضان ؟!
ما من يوم من أيام رمضان إلا وفتحت أبواب السماء فيه لدعوة لا ترد ، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد ..
فهلا كنت من الداعين !!
ادع لنفسك ، لأهلك ، لإخوانك ، لأمتك ، لأمتك ، للمجاهدين ، للمستضعفين ... الخ
ولكن كل يوم ..
أخي الحبيب : ما أعظم المغفرة ، فلولا المغفرة لما ارتفعت الدرجات ولما علت المنازل في الجنات
ها قد هبت نسائم المغفرة بدخول شهر الغفران ..
فمن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ولكن العجب الذي لا ينقضي ان يطمع طامع في هذه المغفرة وهو لم يفارق من ذنوبه ما يرجوا صفح الله عنه ..
فلنقلع عن ذنوبنا ومعاصينا ، ولنندم على فعلها ، ولنعزم على إلا نعود إليها ، ونطمع في المغفرة ، التي ان حرم العبد منها في رمضان فمتى ؟!
بل ان الحرمان سبيل إلى أمر خطير يبينه هذا المقطع من حديث صحيح .
يقول جبريل عليه السلام : يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين .
أحرص على ما ينفعك في شهرك فأعمال الخير أكثر من أن تحصر .
اللهم كما بلغتنا بداية رمضان فبلغنا تمامه ..
واجعلنا فيه من الصائمين القائمين ....
( بقلم الشيخ عبيدالله بن احمد القحطاني )
هذه الفكرة خاصة بأفراد الاسرة .. وهي ..
أن تتجمع الاسرة كاملة .. بعد الافطار .. و أن تقرأ جزء من القرآن في اليوم .. بمعنى أن يقرأ كل فرد من أفراد الاسرة .. صفحتين من القرآن الكريم أو أكثر .. بصوت عالي .. وتصحيح القراءة إن كان فيها خطأ للقاريء .. مع شرح الايات .. و التمعن فيها .. بالاستعانة بالتفسير ..