رمضان فضائل وأحكام
الحمد لله الذي جعل رمضان سيد الأيام والشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، و الصلاة والسلام على نبينا محمد قدوة الصائمين، وأسوة القانتين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن اقتدى بهم وسلك نهجهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد كتب الله الصيام علينا كما كتبه على الذين من قبلنا , قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
فضائل شهر رمضان :
أولا : الصيام جنة من النار: ففي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال : (من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ) إذا فالصوم جنة أي وقاية من النار وكلما صام العبد بعد عن النار ، فإذا كان من صام يوما أبعد سبعين عامًا عن النار فما بالك بمن يصوم شهرا وما بالك بمن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر و ما بالك بمن يصوم أكثر من ذلك لا شك أنه أبعد ما يكون عن النار .
ثانيًا : أن الصوم سبيل إلى الجنة : ولذلك روى النسائي بسند صحيح عن أبي أمامة أنه قال : يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة و يباعدني عن النار فقال له النبي : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالصوم فإنه لا مثل له )
ثالثًا: أن صومه إيمانًا واحتسابًا يكفر الذنوب : وذلك من حديث أبي هريرة عن النبي قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) (صحيح البخاري ) من صام رمضان إيمانا واحتسابا- يعني إيمانا بالله واحتسابا لأجر الصوم ومعرفة بما أعد الله تبارك وتعالى للصائمين فهو يصوم ويتوقع الأجر الذي سيعطاه على هذا الصيام غفر له ما تقدم من ذنبه .
رابعًا : أن الصوم شافع مشفع في الصائم : ولذلك روى الإمام أحمد والحاكم بسند حسن عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال : ( القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه ، ويقول القرآن : يا رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان) وورد في حديث حذيفة المتفق عليه أن النبي قال: ( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة ) يعني ما يحدث منك من أخطاء من كلمة نابية أو اعتداء أو إيذاء لأهلك أو خطأ عليهم أو في مالك أو في جيرانك أو تقصير أو ما أشبه ذلك من الصغائر تكفرها الصلاة والصوم والصدقة .
خامسًا : أن الصوم أجره عظيم وسبب للسعادة في الدارين كما أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك : ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة أن النبي قال : ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . يقول الله : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
سادسًا: ومن فضائل شهر رمضان أنه تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنات وتصفد فيه الشياطين ومردة الجن: كما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي قال : (إذا جاء رمضان غلقت أبواب النيران وفتحت أبواب الجنة وصفدت الشياطين ) وفي لفظ :( وسلسلت الشياطين ).
سابعًا :أن فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر: قال تعالى : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ( القدر, الآية:3) وقد حسب بعض أهل العلم ألف شهر فوجدها تزيد على ثلاثة وثمانين سنة .
وهذه نبذه موجزه عن الصيام :
تعريف الصيام: هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
بعض أحكام الصيام:
1- النيـــة: يجب تبييت النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي : (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) 0 وقد ذهب الجمهور إلى تجديد النية في كل يوم من رمضان وذلك لأنه يتميز إمساك العبادة عن إمساك العادة . ] المجموع المجلد 6/302 0 وقال رسول الله : ( إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم ) . ( رواه مسلم )
3- مفسدات الصوم :
أ- الأكل والشرب متعمداً . ب- تعمد القيء . ج- الجماع في نهار رمضان. د- الحقن الغذائية هـ - الحيض والنفاس . و- إنزال المني يقظةً . ز- حقن الدم .
ومما يجب على الصائم تركه:
أ - قول الزور: قال : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله عز وجل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)
ب- اللغو والرفث: قال : : ( ليس الصيام من الأكل والشراب ، وإنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابَّـك أحد أو جَهِل عليك فقل : إني صائم ) ]رواه ابن حبان وابن خزيمة
5- السحور: قال : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) . و عن أنس بن مالك t قال : قال النبي ة: ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ( متفق علية )
6- الصوم مع تركه الصلاة: من صام وترك الصلاة المفروضة فقد ترك الركن الأهم من أركان الإسلام بعد التوحيد، ولا يفيده صومه شيئاً وتارك الصلاة محكوم بكفره، والكافر لا يقبل منه عمل لقوله : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر )
بعض الأمور التي تُعينك على اغتنام أوقات هذا الشهر : القيام : وقال تعالى: ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ) . وعن أبي هريرهtقال:قال رسول الله :( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (متفق عليه) . وقد كان قيام الليل دأب النبي وأصحابه . قالت عائشة : رضي الله عنها : ( لا تدع قيام الليل ، فإن رسول كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً) . ( رواه الإمام أحمد) و ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين ، فقد قال : ( من قام مع إمامه إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) . الصدقة : 1- فضل الصدقة في رمضان : كان رسول أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. , ففي الترمذي عن النبي , , (سئل أي الصدقة أفضل ؟ قال صدقة في رمضان ) وثبت في الصحيحين عن ابن عباس - t- قال : (كان رسول الله , , أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان , حين يلقاه جبريل , فيدارسه القرآن . وكان جبرائيل يلقاه كل ليلة من شهر رمضان , فيدارسه القرآن , فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة ) والجود : هو سعة العطاء بالصدقة وغيرها. 2- تفطير الصائم: قال : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) (أخرجه الترمذي والنسائي وصححه الألباني ). قراءة القران :: شهر رمضان هو شهر القرآن قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) ( البقرة, الآية :185) فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي القرآن في رمضان ,. وكان عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة ، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمه. الاعتكاف : عن أبي هريرة قال : ( كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ) . العمرة في شهر رمضان : ثبت عن النبي أنه قال : ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) (متفق عليه ).
تحري ليلة القدر : قال الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) ( القدر, الآية1-3) وقال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
الإكثار من الذكر و الدعاء و الاستغفار : أخي الكريم .. أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها :
1ـ عند الإفطار : فللصائم عند فطره دعوة لا ترد . فعن أبي هريرة t قال : قال رسول : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حين يفطر ) ( رواه الإمام أحمد والترمذي)
2ـ ثلث الليل الآخر :حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول :( هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح) . (رواه مسلم )
3ـ الاستغفار بالأسحار:قال : ( وبالأسحار هم يستغفرون ). ( الذاريات الآية 18 )
صلة الرحم :
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول :( من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) ومعنى ينسأ أي يؤخر . ( رواه البخاري )
من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صل الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كل
فرفوري @frfory
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️