واشنطن- سحر قسايمة – إسلام أون لاين.نت
رانداهو ا يسارا يفكر في فيلم جديد عن المسلمين انتهي "نعيم راندهوا" المخرج الأمريكي المسلم من إعداد فيلمه "رمضان في أمريكا" كأول فيلم سينمائي من نوعه يسلط الضوء على عادات وسلوكيات وشعائر مسلمي البلاد في شهر رمضان المبارك في محاولة جديدة للتصدي للصورة السلبية التي تبثها وسائل الإعلام الغربية عن المسلمين.
وفي حديث لإسلام أون لاين.نت قال راندهوا:"هدفنا الأساسي هو إظهار الجانب الحقيقي من نمط حياة وسلوكيات مسلمي الولايات المتحدة، وهو الجانب الذي تفتقده غالبا وسائل الإعلام الأمريكية أو صناعة السينما في هوليوود".
وأوضح "الإعلام الأمريكي يعرض صورة مقلوبة للمسلمين, ودائما ما يظهرهم على أنهم إرهابيون وأن لحاهم الطويلة رمز لذلك، أما فيما يتعلق بالمرأة فيصورها على أنها تلك المرتدية للحجاب التي لا تجيد الإنجليزية، أما أهمية هذا الحجاب أو الدور الفعال للمرأة و الحرية التي يمنحها لها الإسلام فيغفلها تماما".
واستنكر المخرج الأمريكي أن يتحول "ديننا الإسلامي إلى مادة للسخرية في الأفلام والبرامج والكتابات الأمريكية".
بناء جسور الثقة
وفي محاولة لبناء جسور الثقة والتواصل بين مختلف الديانات يعرض فيلم "رمضان في أمريكا" الذى تدور أحداثه خلال شهر رمضان قصصا لخمس أسر أمريكية وسلوكياتها بالتوازي مع أحوال حاخام يهودي وطبيب مسيحي ومسلم علماني.
وقال راندهوا وهو أمريكي من أصل باكستاني: "نريد أن نظهر أيضا أن المسلمين جماعة تضم جنسيات مختلفة.. فمنهم العربي والأفريقي والباكستاني والصيني والسود فهم من كل أنحاء العالم".
وفي هذا الفيلم حاول راندهوا التأكيد على أن المسلمين جزء من التركيبة الأمريكية، وأنهم يعيشون نفس القضايا كأقرانهم من أصحاب الديانات الأخرى، وقال "المسلمون الأمريكيون لديهم نفس الآمال والمخاوف والطموح كباقي الأمريكيين.. الاختلاف الوحيد بينهم هو اختلاف عقيدتهم".
رسالة سياسية
أحد إعلانات الفيلم وحول ما إذا كان الفيلم يحوي رسالة سياسية معينة وإن كانت غير مباشرة قال راندهوا الذي يعيش في مدينة دالاس بولاية تكساس "لا يمكن تصنيف الفيلم على أنه فيلم سياسي.. نحن لا نتحدث عن الحكومة أو أي مؤسسة، نحن نوجه فيلمنا من أجل تعايش سلمي بين المسيحيين واليهود والمسلمين؛ ولذلك عندما ينظر أي إنسان من أي دين يستطيع أن يجد تشابهات فيما بين هؤلاء؛ لذلك فإن تركيزنا على ما هو مشترك".
وأوضح المخرج المسلم أن فيلمه يخاطب جمهورا متنوعا فهو "موجه للمسلمين حيث سيرون من يمثلهم بشكل حقيقي ولغير المسلمين الذين يستطيعون اكتشاف حقيقة الإسلام، وأن المسلمين ليسوا هؤلاء الغرباء عن مجتمعهم كما يصورهم الإعلام الأمريكي".
وضرب راندهوا مثلا على ذلك بقوله : "أخبرتني سيدة بعد أن شاهدت عرضا خاصا للفيلم أن الأذان الذي أظهرته في الفيلم كان لطيفا جدا. وأنها كانت تعتقد أن الأذان شيء للإرهابيين عندما يذهبون للحرب".
وأكد المخرج باكستاني الأصل أن الإعلام "أداة جوهرية لكل الأقليات لكي تحقق ناجحا في الولايات المتحدة، وإذا لم تشترك الأقلية المسلمة بمواد إعلامية تتحدث عنها فلن تجد أي صوت مؤيد لها، وعندما لا يكون لك صوت فإنك تعطي فرصة للآخرين كي يتحدثوا عنك من وجهة نظرهم الخاصة".
ومن المقرر أن يدخل الفيلم عددا من المهرجانات في الولايات المتحدة وفي خارجها.
فيلم جديد
وقرر راندهوا أن يقدم فيلما آخر يقترب أكثر من حياة المسلمين ومشاكلهم، وأوضح "خلال عام تقريبا سوف يكون لدي إنتاج ثان أنا بالفعل أفكر فيه، ولكن نحن فعليا مازلنا في مرحلة التفكير الجماعي".
وأوضح أنه سيركز في هذا الفيلم الجديد على "الحجاب والجهاد وعلى المسلمين الجدد باعتبارها القضايا الشائكة للأقلية المسلمة، والتي يتم تناولها بشكل مشوه بوسائل الإعلام الغربية وخاصة الأمريكية".
ومنذ هجمات سبتمبر 2001 يتعرض المسلمون في الغرب لسيل من الاتهامات والتشويه في وسائل الإعلام، وكلما وقعت عملية إرهابية يشتد التضييق على مسلمي الولايات المتحدة بحسب ممثلين عن الأقلية المسلمة بالولايات المتحدة، ويتراوح عدد الأقلية المسلمة في أمريكا ما بين 5 و10 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ عددهم نحو 300 مليون نسمة.