أتى شهر رمضان ..
والآن هو ذا .. يعد عدّته للرحيل
ونحن لم نطفئ منه غلة الصادي ..
ولم يزل في الروح توق لم يرو غليلاً ..
أقبل إلينا ضيفاً عزيزاً نصبنا له خياماً في القلوب
وما أن عمرت به .. حتى شمّر ساعدي الرحيل
وأوحى للمؤمنين أن قوضوا خيام الأيام ..
ولكن دعوا خيام القلب عامرة بي ..
يحق لنا أن نحزن .. وأن نذرف دمع الوداع
ولكن عزاءنا أن الأيام التي أسلمته إلى كان ..
تركت له في القلب مكاناً ..
لايبرح حتى يرجع به إلينا الزمان ..
إذن كيف عسانا أن نحتفظ بمعناه ؟
وأن لاتفارقنا ذكراه ؟
وإن غادرنا وجوداً ؟
سيكون لنا ذلك :
إن حافظنا على روح رمضان الإيمانية
وتمسّكنا بقيمه ..
وحفظنا ما كسبناه فيه من مغانم
وما حققناه من فوز في تحررنا من ربقة الذنوب ..
وما أصلحنا فيه من عيوب ..
وما تقربنا فيه إلى الله تعالى من طاعات
وما سارعنا فيه من الخيرات
وذلك بالدوام عليها ..
وزيادة مكتسباتنا منها ..
رمضان سوق تجارة رابحة للساعين فيه ..
فاز فيه من فاز ..
وخسر فيه من خسر ..
حتى انفض الناس
وخلا السوق ...
وعاد كل بما حمل ..
فمن هو الذي ربح البيع فيه ؟
هو ذلك الذي اتجه بقلب سليم إلى الله
ونيّة صادقة في التوبة..
ولم تشغله من زخارف الدنيا شاغلة
ولم يصرفه عن عبادته من متاع الدنيا أمر
هو من اجتهد في. صيامه وقيامه
ونافلته وصدقاته .. وخيراته
وأصلح عيوب ذاته
وأصلح علاقته بالناس
وأحسن خلقه .. ووصل رحمه ..
واجتهد في سائر الطاعات
وخسر البيع فيه ..
من لم تدركه روح رمضان ..
ومن غابت عنه معانيه وغاياته والحكمة منه ..
ومن أفرط فيه ..
ومن سرقته معصية..
وألهته المغريات ..
فكان نصيبه من صومه فقط : الجوع والعطش ..
لابد لنا من وقفة حساب جادة مع أنفسنا
نتسائل فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل؟
ما هي الفوائد التي خرجنا بها منه؟
والأمور التي قصرنا فيها؟
ولنزن ماكسبناه وما اكتسبناه ..
فإن رجحت كفة حسناتنا فلنزد إحساناً
ولنسأل الله الثبات والقبول والغفران
وإن كنا نشعر أننا مقصرين .. فلنتدارك أنفسنا
ولنصلح مالم يستقيم من أمورنا ..
ولنتب عما لايرضي الله قبل حلول الأجل.
فنحن لاندري هل لنا في رمضان الآتي نصيب .
والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة،
فلنغتنمها قبل فوات الأوان ..
والعبرة بالخواتيم ..
فليكن ختام شهرنا هذا توبة نصوحة
نحمد الله أن بلغنا شهر رمضان ..
ونسأله أن نكون من المقبولين فيه عنده
الفائزين برحمته ومغفرته ..
وأن يجعلنا من عتقاءه تعالى من النار
وأن يعيده علينا ..
ويجعله شاهداً لنا لاعلينا ..
نعم الفيض العاطر فيضك رغم تركه في الحلق غصة وداع