رمضان والإنتصار على النفس... كل عام وأنتم بخير

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان .. والانتصار على النفس

الحكمة صفة ملازمة لكل شرائع الله جل وعلا ، وبها وصف المصدر الأول للتشريع ـ القرآن العظيم ـ أنه ( كتاب أحكمت آياته من لدن حكيم خبير) ، وبها نعتت السنة كذلك ، لما أوتيه صاحبها صلى الله عليه وسلم من حظ وافر منها ، كما قال الله جل وعلا : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) .
ونحن وإن أمرنا بالامتثال لأوامر الله عز وجل وإن لم نقف على حكَمها ـ تسليماً له سبحانه وتصديقاً بكمال شرعه ـ إلا أن إدراك حكَم التشريع من شأنه أن يعين على الالتزام به والانتفاع بثمرته ، وتعظم هذه الثمرة وتتضاعف كلما ازداد إلمامنا بهذه الحكَم ومغزاها .

ولقد ينطوي كل حكم تكليفي على أكثر من حكمة ومغزى ، يعلم ذلك من يعلمه ، ويجهله من يجهله ، وتلك هداية الله يمتن بها على من يشاء من عباده بقدر صلاح محل الهداية منهم ، وبقدر تأهل قلوبهم لأن تكون موضعاً لجمع زخائره سبحانه ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) .
ولفريضة الصوم موضع متميز من خارطة الحِكَم التشريعية ، ولا سيما إذا ضممنا إليها ما يجمعه شهر الصيام من شرائع أخرى ، كالصلاة والزكاة والدعاء وتلاوة القرآن .
فعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقلت مرني بعمل يدخلني الجنة ، قال : " عليك بالصوم ، فإنه لا عدل له " ، ثم أتيته الثانية ، فقال : " عليك بالصيام " .
والصوم لغة : الامتناع ، ويطلق على الإمساك . كما قال تعالى : ( إني نذرت للرحمن صوماً ) أي : إمساكاً عن الكلام .
وهو فقهاً : الإمساك عن المفطرات ، من بزوغ الفجر إلى غروب الشمس ، والمقصود بالمفطرات ـ فقهاً ـ ترك الطعام والشراب والجماع ومقدماته المفضية إلى الإنزال أو الإنزال عمداً .
وهو ديانة : إمساك الجوارح عن المحرمات جميعها ، وذلك شرط قبول العمل وحصول الأجر ، وإن لم يطالب به فقهاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " رُبَ صائم لا ينال من صيامه إلا الجوع والعطش " ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه " ، فلقد يكون المرء صائماً على ظاهر العلم ، وهو على التحقيق غير صائم ، وربما كان هذا المعنى مقصوداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عن رب العزة : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " . لأن الله تعالى وحده هو المطلع على حقيقته .
فالصيام ـ تحقيقاً ـ إمساك النفس عن شهواتها ، وكبح جماحها ، ومخالفة هواها ، وتلك هي التقوى التي بها علل الله تعالى وجوب هذه الفريضة ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ، فمن تمثل الصوم بمعناه الديني تحقق بالتقوى ولا شك ، إذ حقيقة التقوى هي تملك النفس ومغالبتها ، وتذليلها على حال العبودية ، وتطويعها لمراد الله الشرعي ، حتى يكون العبد هو الآمر لها ، لا هي التي تأمره ، فإنها لا تأمر إلا بما فيه هلاك صاحبها ( إن النفس لأمارة بالسوء ) .
كذلك يمرسنا الصيام ويروض نفوسنا ، لأننا فيه مطالبون بالتحكم في إراداتنا ، وحمل أنفسنا على مخالفة هواها ، ولا يزال ذلك بنا حتى نتمكن منها ، ونحكم قيدها ، ويكون لنا السلطان المطلق عليها .
وللحديث بقية ان شاء الله




------------------
رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
12
1K

هذا الموضوع مغلق.

محب الورد
محب الورد
بسم الله الرحمن الريحم
أحبتي بالله حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(رمضان)
اسم لشهر الصيام المعروف، وسبب تسميته انهم لما نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمة التي وقعت فيها فصادف يوم تسميته أيام رمضٍ الحر فسمي بذلك.


- ثبوت شهر رمضان:

يثبت شهر رمضان برؤية هلاله فإن تعذر يكمل بإكمال شهر شعبان ثلاثين يوما، عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان حال بينكم وبينه سحابة فأكملوا العدة ولا تستقبلوا الشهر استقبالا" - أخرجه النسائي


- خصائص رمضان:

يختص شهر رمضان بعدة خصائص منها:

-- * نزول القران فيه..

نزل القران الكريم جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا في شهر رمضان، وفي ليلة القدر منه على التعين، ثم نزل مفصلا على حسب الوقائع في ثلاثة وعشرين سنة قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان".


-- * وجوب صومه..

صوم رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الله صيام شهر رمضان على المسلم البالغ العاقل المستطيع حيث قال تعالى في محكم تنزيله: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".


-- * فضل الصدقة فيه..

دلت السنة على أن الصدقة في رمضان أفضل من غيره من الشهور مما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل...فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة"، والجود في الشرع: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو اعم من الصدقة، ويمتاز هذا الشهر الفضيل بالنعم الكثيرة والخير الوافر من الله على عبادة زيادة على غيره من الشهور الأخرى.


-- * فيه ليلة القدر..

أيام رمضان كلها عظيمة عند الله، ولكن الله سبحانه خص ليلة القدر عن غيرها من الأيام، ولعظمة فضللها نزلت سورة مباركة في ليلة مباركة وهي سورة القدر، ووردت أحاديث كثيرة في فضلها، من حديث أبى هريرة -رضي الله عنه- قال؛ قال -صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان؛ شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم" وعنه قال؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".


-- * صلاة التراويح..

أجمع المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان، وقد ذكر النووي ان المراد بقيام رمضان "صلاة التراويح" يعني أن يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وهي للرجال والنساء وتؤدى بعد صلاة العشاء، ويجوز أن تصلى في جماعه -وهو الأفضل- كما يجوز صلاتها على انفراد وهذا رأي عند بعض الأئمة.


-- * الاعتكاف..

وهو الإقامة الكاملة في المسجد وعدم الخروج منه نية التقرب إلى الله عز وجل، ويعتبر الاعتكاف سنة مؤكدة لمواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ؛ ثم اعتكف أزواجه بعده.." ويستحب فيه الإكثار من النوافل وإشغال النفس بالصلاة وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد، ويكره فيه إنشغال النفس فيما لا يعني من الكلام والعمل ويكره له الإمساك عن الكلام، ويباح فيه الخروج من المسجد لحاجة والنوم فيه وتقليم الأظافر وتنظيف البدن والتطيب، أما ما يبطله فهو الخروج لغير الحاجة.


-- * قراءة القرآن..

تعتبر قراءة القرآن مستحبة مطلقا، ولكنها في رمضان أكثر استحبابا ودليل ذلك - أن جبريل كان يلقي النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان يدراسة القرآن، وقوله -صلى الله عليه وسلم- : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام؛ أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرأن؛ منعته النوم بالليل فشفعني فيه".


-- * مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة في رمضان..

الصدقة من الأمور المستحبة عند الله من عبادة الموسرين على عبادة المعسرين، ونظرا لانشغال الناس بالعبادة وانصرافهم عن التكسب في رمضان، تكون الحاجة فيه أشد.. وتضاعف فيه الحسنات.


-- * فضل العمرة في رمضان..

عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "عمرة في رمضان تعدل حجة"


-- * تفطير الصائم..

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا"


- فضائل في رمضان:

كما أن هناك بعض الفضائل التي تقترن برمضان منها..

-- * السحور..

أما هو فبركة وعون على تحمل المشاق وطول النهار، وهو سنة مستحبة ولا إثم في تركه، قال -صلى الله عليه وسلم- : "تسحروا فإن في السحور بركة"


-- * صلاة العيد..

سنة مؤكدة تلي الفجر وهي ركعتان كغيرها من النوافل، ووقتها من بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر "رمحين" وتؤدى بعد الخطبة؛ يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام من السجود، ويستحب أن تصلى في الصحراء إلا بمكة.


-- * صيام ستة من شوال..

عن أبو أيوب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صام رمضان ثم أتبعه بستٍّ من شوال كان كصيام الدهر".




------------------
رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
محب الورد
محب الورد
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وأنتم بخير ...

------------------
رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
بسمة القمر
بسمة القمر
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محب الورد
أولاً كل عام وأنت وجميع المسلمين والمسلمات بخير
ثانياً شكر خاص أرسله إليك وأرجوا أن تستمر على كتابة مثل هذه المواضيع لإفادتنا وتذكيرنا ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) وإن شاء الله تجد ماشاء الله من الحسنات في ميزان أعمالك يوم القيامة وجزاك الله كل خير
ثالثاً لماذا تظهر هكذا فجأة وتعود لتختفي مدة ثم تظهر فجأة؟؟
ترى إحنا دائماً بانتظار مواضيعك الشيقة وما نقدر على بعدك الطويل عن المنتدى وانقطاع أعمالك الجميلة مدة طويلة
أختكم بسمة القمر

------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بسمة القمر
بسمة القمر
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محب الورد
أولاً كل عام وأنت وجميع المسلمين والمسلمات بخير
ثانياً شكر خاص أرسله إليك وأرجوا أن تستمر على كتابة مثل هذه المواضيع لإفادتنا وتذكيرنا ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) وإن شاء الله تجد ماشاء الله من الحسنات في ميزان أعمالك يوم القيامة وجزاك الله كل خير
ثالثاً لماذا تظهر هكذا فجأة وتعود لتختفي مدة ثم تظهر فجأة؟؟
ترى إحنا دائماً بانتظار مواضيعك الشيقة وما نقدر على بعدك الطويل عن المنتدى وانقطاع أعمالك الجميلة مدة طويلة
أختكم بسمة القمر

------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مـــــــــرام
مثل رمضان بين شهور السنة كمثل هذه الزهرة الصحراءنحن بحاجه لهمالنريح النفس المتعطشه.................
<IMG SRC="http://mypage.ayna.com/hsmwa/d1.JPG" border=0>

<font face="MS Dialog">تم تعديل الموضوع بواسطة مـــــــــرام (بتاريخ 26-11-2000) </font>