
مازلنا نعيش نفحات رمضان المباركة
وكلنا يحدونا الأمل بالمغفرة والقبول والرضوان ..
هذه كلمات موجهة إلى كل منا ..
كتبت بأسلوب السجع والمحسنات البديعية ..
أنقلها إليكم .. علنا نجد فيها الفائدة في رمضان ومابعده..

بسمك اللهم ينطقُ الأريب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب، وصلي اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب.لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما.. فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فاقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد...فأما بعد
إن الله لا يقبل إلا طيّبا، وغير الاخلاص عنده مُخيّبا ، وعلمه بالقلوب ليس مُغيّبا ، يؤاخذ بما تكسب القلوب ، ويحاسب بجريرة الذنوب ، فيعذب من يشاء أو يتوب ، سبحانه علام الغيوب ، لا يعزب عنه مثقال ذرّه ، سبحانه فالق البذره ، فمن قرن طاعته بشُهره ، سيراها هماً قد يضرّه ، ومن كان مخلصاً طوال عمرِه ، سيرى بإذن مولانا ما يسرّه ، ويجعله في سعادة وحبْرة ...!!
قال تعالى: ( فادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )غافر14
أيها الموحد لرب العالمين..
لا يزال إبليس اللعين ، يعوّق أعمال المؤمنين ، حتى اذا يئس ، واندحر وخنَس ، انتقص من الطاعه ، بتزوير البضاعه ، من بعد أن يوسوس ، في خلوةٍ بغير حِس ، حتى يظن المؤمن ، بأنه المُتقِن ، وغيرهُ ممتهن ، وأنه ضحّى بجهدِه ، ليقوم الأمرُ من بعده ، ونسيَ في الله حمده ، ويقول وهوفي سعاده ، لا ندّ لي في العباده ، فخرق في سفينته ، شقوقاً بغفلته ، وقد لا يسدها الرقع ، حتى يهجر هذا الطبع ، والذي عنه يمنع ، كل هداية إلى النور ، فيزجى بضاعته بالغرور ، ويبيعها للناس بالزور ، فتصبح كصلاةٍ فعلها مهدور ، إن كان فاعلها بلا طهور...!!
قال تعالى: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ) محمد14

أيها الموحد للأحد...
إنه الله وليس له ند ، فاحفظ بينك وبينه العهد ، ولا تشوّه العمل بتصعيرِ خد ، ولا بكبرٍ لن تبلغَ به المجد، لتعرض صنيعك بدون التباس ، نقيا من كل ما يُمجّ ، مغسولاً بالماء والثلْج ، خالياً من روائح الشرك ، فتنجو من أدنى الدَرَك ، وترى من الله ما يسرك!!
قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان13
وقال تعالى: ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )لقمان18
أيها العبد الآبق..
على ماذا التسابق ؟؟ أهو من أجل الحق ؟! أم لقيلٍ وقال ونق ، على هونك ترفّق ، فإنه هو الخالق ، يعلم ما بصدرك الضيّق ، وما في فكرك المنطلِق ، وما أنت إليه متشوّق ، وما بيمينك قد تحقق ، وكتابك سيُصدّق ، ولسانك سيقرأ ويدقق ، فإن جحدت فجسمك سينطق ، فاترك هواك الملفّق ، لكي تُسدّد وتُوفّق !!
قال تعالى: ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النور24

أيها المُحبَط..
عن صراط الله لا تشطُط ، لا تشرك معه في المَكرَه أوالمَنشَط ، فلن تغُشَّه وإن أعانك الرهط ، فالله يريدك مخلصا له منضبط ، ولكي نضع على الحروف النُقط ، سأسألك سؤالا واحداً فقط ، هل تقبل أن تشتري ثوباً وهو مرقط ؟؟!!!
قال تعالى: ( َلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )الزمر65
وأنت أيها المخلص...
إن نهيت النفس ، عن الرياء والنقص ، فحذارِ أن تُصبح مفلس ، فلا تظلِم ولا تَبخَس ، ومن حقوق الناس تخلّص ، ممن ضربته أو إغتبته ، أوحتى في الملأ عِبته ، أو أخذت ما في جُعبته ، فإن عجزت عن الاعتذار ، فلا أقل من أن تدعو لمن ظلمته في الأسحار!!
قال تعالى : { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} (53) سورة الإسراء
يا قاتلاً فعله..
يا زارعاً بجهله ، زرعاً ما انبلَه ، ثقيلٌ حِملُه ، في مجرى السيل ، كم به من قتيل ، برياءه في العلم ، أغرقه سيلٌ عرم ، فاقتلعه من جذوره ، منهياً تمسكه بدوره !!
قال تعالى: ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )البقرة 266

يا فاقد الأمل...
أخلص العمل ، واعزم وتوكل ، وكن للخلق مثل ، فكلٌ له أجل ، تفانوا والله لم يزل ، وهو للتوبة يقبل ، فيا باغي الخير أقبِل ، فهذا موسم الخيرات ، رمضان الطاعات ، فلا تقل كالمساكين ، لن نصبح رمضانيون ، بل لله عاصون ، وعلى ذلك ثابتون ، ثم يُفوّتون على أنفسهم ، ما هو أعظم من عُرسِهم ، وما ينفعهم في رِمسهم ، ويمحو ما كان في أمسِهم !!!
قال تعالى: ( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )المائدة 74
وقال تعالى: ( أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ )التوبة126

أيها الدعاة...
رفقاً فلا تكونوا جُناه ، فالله يقبلُ توبة من عصاه ، ويحب الجماعة أن تغشاه ، ولو بينهم من مرّ لمبتغاه ، بل لحاجةٍ غير مسعاه ، فيُغفر له معهم فضلاً من الله ، والله جعل لنا مواسم ، هي أجدر بالتوبة والندم ، وظيفةٌ شاغرة لكل من تقدم ، فيها الطاعات تُرسَم ، فإن كان للمعصية من عائد ، فلعله لهوى النفس يجاهد ، ويستغفر الله حيرانٌ مما يجد ، فلا تكونون عوناً على أخيكم ، مع شيطان قد تسعده مساعيكم ، فإنماالدعوة باللين والرقه ، وهي بالغلظة كمنٍ في الصدقه!!
قال تعالى: ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )النجم32
يا مجيب الأذان...ويا عدو الأذان
في شهر رمضان ، بماذا ننادي الأخوان ، فمنهم الظالم ، ومنهم المسالم ، ومنهم النادم ، ومنهم المُعرِض ، الذي أخلد للأرض ، وفيهم من هو لله قائم ، وفيهم من هو في الشر عائم ، وفيهم الفقيه العالم ، لذا سأجمعهم تحت شعار دائم ، وأنادي أياً منهم ب(يا أيها الصائم) ،حتى أنت أيها النادم ،أناديك أيها الصائم ، لأنك من بعد الاستغفار، ومن بعد تجاوز الأخطار ، بدأت بدرب الانتصار ، فأصبحت مُلزماً وبلا أعذار ، أن تكون للصوم صفةً وشعار!!!
قال تعالى : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (35) سورة الأحزاب

أيها الصائم كن مثال...
ففي هذا المقال ، بدأت وبلا ابتذال ، بذكرالاخلاص في الاعمال ، لأنه صفة لمن هم كالجبال ، ولا تسهل إلا على الأبطال ،فمهما كان العمل ، فبغير الاخلاص لن يكتمل ، بل قد يُردّ على عَجل ، ولا يعتبر ولا يُقبل ، وهذا لا يعني الرفض لكل العمل ، بل قد يرد ما بالرياء قد فُعل ، الربع أو النصف أو الكل ، وكذلك ففي الصوم كلٌ ممتحن ، وللصوم مهارةٌ وأسلوبٌ حسن ، وكل فرضٍ مكتوب لا بد أن يتقن!!
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )البقرة : 183
وهذه نصيحتي...
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، واعانتني على شقوتي...
فيارب تقبل مني هذا العمل ، واهد قارئه لترك العلل ، فإن اخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل ، وإن اصبت فأنت الاعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!
قال تعالى : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (118) سورة المائدة

والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.
ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات
سبحانه المُـتعالي
يسرّ اختزالي ... لمقالي!!
في هذه الكلمات
الأملاك تنادي ياباغي الخير أقبل ....الأملاك تنادي ياباغي الخير أقبل
والسلام خير ختام

منقول
نسأل الله أن يوفقنا للمداومة على طاعته ..
وأن يجعلنا من المقبولين ..
أختكم .. ريووووفه

بورك لك فيما كتبت.. بورك لك فيما نقلت..
فوالله انها لكلمات تشفي الصدور .. وتلين القلوب بإذن الله..
اللهم اجزِ كاتبه وناقله الجنه..
اللهم انفع به .. واهد قرائه لترك العلل .. وتقبل ياحي يا قيوم هذا العمل..
الله آميــــــــــــــــــن...