السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحلت يا رمضان وسط ذهول المؤمنين، وغفلة ومجون الغافلين...
ليت شعري هل أعتقنا من النيران في تلك الليالي،
أم خسرناها بالذنوب والإصرار على المعاصي،
وهل قبلنا من التائبين أم كتبنا مع الغافلين.
رمضان ترفق.. دموع المحبين تدفق.. قلوبهم من ألم الفراق تشقق..
وداعاً يا شهر الخيرات.. وداعاً لضيف حل وارتحل.. وداعاً يارمضان..
ولكنا نقول بلسان الحال إنا على العهد باقون.
نعم باقون على تلاوة القرآن، باقون على القيام،
ولئن انتهى الصيام فهناك أبواب للخير في كل ميدان.. من النوافل والتطوع بالصيام..
وفي الليل هنالك القيام وفي الصدقة عطاء لا حرمان..
كل ذلك لرضى رب العرش الكريم المنان.
أخيتي لا تكوني ممن قال الله فيها: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً).
أرأيت لو أن امرأة غزلت غزلاً فصنعت قميصاً بذلك الغزل أو ثوباً،
فلما نظرت إليه وأعجبها جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب،
فماذا عسى أن يقول الناس عنها؟!
فذلك حال من رجعت إلى ما كانت عليه قبل رمضان بعد أن تنعمت بنعيم الطاعة ولذة المناجاة،
فعادت إلى ذل المعاصي بعد لذة الطاعة وعزته.
ما أحسن الحسنة بعد الحسنة تمحوها،
وما أسوأ السيئة بعد الحسنة تمحقها،
وما أحسن الحسنة بعد الحسنة تتلوها.
فمن علامات قبول الطاعة أن تصليها بطاعة،
ومن علامات الصدق أن تستمري على الطاعة.
ومن علامات عدم قبولها أن تصليها بمعصية.
يقول ابن رجب:
فإذا ذاق العبد حلاوة الإيمان وجد طعمه وحلاوته في قلبه وظهر ذلك على لسانه وجوارحه
فاستحلى اللسان ذكر الله وتقبح ذكر البشر وأسرعت الجوارح إلى طاعته.
قال الحسن البصري: كل يوم لا تعصي الله فيه فهو عيد.
ويقول أحدهم ليس العيد لبس الثياب وركب الركوب وإنما العيد لمن غفرت له الذنوب.
بشرى لك..
من أعتقت رقبتها من النار في رمضان فلن تعود وترمى فيها،
وإن زلت فسيوفقها الله بإرسال لها النفس اللومة لتتوب.
لأن إذا أعتق الله العبد من النار لن يعيده إليها مرة ثانية.
وسيوفقه إلى العمل الصالح الموصل إلى الجنة.
من علامات شكر الله تعالى،
أنك صمت رمضان فتاقت نفسك إلى صيام ما بعد رمضان فصمت ست شوال.
سئل أحد السلف أيهم أفضل صيام شعبان أم شوال؟
قال كونوا ربانيون لا تكونوا شعبانيون ورمضانيون ورجبيون.
ربانيون بإتباع الطاعة بالطاعة والعمل الصالح بالعمل الصالح،
وبمعرفتك الله في كل زمان ومكان.
فقد كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديمة متواصل لا ينقطع.

أختكم ومحبتكم في الله.
موضوع رااااااااااائع جعله الله في موازين حسناتك
وجزاك جنة الخلد