المذيعة: وطبعاً يا جماعة زي ما إنتو عارفين الـ"تشين" بتاعنا حلو جداً جداً ومش ضد الفن خالص
أحد المشاركين: طبعاً يا مدام يعني زي ما حضرتك تقولي كده دينا "مودرين" أوي خالص
المذيعة: طب هوا الإسلام فعلاً ضد الفن زي ما الـ"متشددين" و الـ"متترفين" بيقولوا ؟
المُشارك: إيه ده ! مين قال ! ده النبي بيقول (علموا أولادكم الموسيقى والفنون وأغلقوا السجون )
المذيعة: إيه ده بجد !! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
المُشارك: أمال إيه يا اخوانا إنتو فاكرين العملية كازوزا ؟! دا الحديث رواه مسلم بس الناس إياهم مش عايزه تشوف إلا إللي هما عايزين يشوفوه
المذيعة: يا ريت الناس كلهم زيك يا أستاذ (...) فعلاً محتاجين العقلية المنفتحة دي !!!
قد يسقط القارئ النبيه وهو يقرأ هذه السطور من على كرسيه من شدِّة الضحك ولسان حاله يقول (يا لها من قصة الحمد لله أنها مجرد فكاهة) ولكن "احبس أنفاسك" أيها القارئ وليت شعري .. فالقصة المنقولة بتصرُّف "حقيقية" مائة بالمائة ! وليس "ابن الشريف" عفا الله عنه هو الوحيد الذي "أرَّخها" بل أرَّخها أيضاً فضيلة الداعية المجتهد الشيخ وجدي غنيم – حفظه الله تعالى – في أحد دروس الهجرة, وساق الحوار بين المذيعة وبين هذا الضيف في معرض حديثه عن أن العبادة في "الهرج" تُعدُّ هجرةً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله, ومن أمثلة هذا الـ"هرج" هذه الـ"فبركات" التي قادت هذا الرجل مع تلك المذيعة إلى فبركة "حديث" بل وزاد الطِّين بلة وقال "رواه مسلم" !
وقبل أن أذكر تعليق الشيخ وجدي غنيم على ذلك الرجل الهُمام أحب تذكير القارئ بأن المذيعة لما تكلمت عن الـ"تشين" كانت تقصد إما الـ"تين الشوكي" أو الـ"تين البرشومي" لإنه لا يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليلِ , ولا يصح أبداً أنها كانت تقصد "الدين" فإن دين الله من هؤلاء برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام, ويا لكثرة الشنشنات التي سمعناها من أخزم.
وعندما قام أخونا الـ"متفذلك" بسياق تخريج الحديث بقوله "رواه مسلم" , فـ"مسلم" هنا ليس المقصود به الإمام مسلم الذي هو: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، ولد في نيسابور سنة 204 هـ ، وتنقل في الأمصار لطلب الحديث؛ فرحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر، ولما قدم البخاري نيسابور لازمه ونظر في علمه، وحذا حذوه, ويعرفه المسلمون بكتابه المُعتمد ثاني أصح كتاب بعد البخاري وهو "صحيح مسلم" .. إذاً من هو "مسلم" الذي ذكره هذا الأخ ؟
يقول الشيخ وجدي غنيم في وقائع تأريخه للحادثة: ( وأنا متأكد لو سألت الراجل ده مين مسلم ؟ حيقول: إيه فيها إيه الله !! مش أنا مسلم ؟ مش مكتوب إنو أنا مسلم ؟ خلاص أنا مسلم !! أنا بجيب حديث !! رواه مسلم وأنا مسلم ) بتصرَّف من شريط (دروس من الهجرة).
وصدق "فاكهة الدعاة" بارك الله فيه في كلامه, ويا لكثرة "رواه مسلم" التي يشنشن بها الناس وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعِلمٍ أو بجهالة ! ويا لجرأة بعض الناس في التقوَّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا "استحياء" وكأن الأمر ليس بـ"جلل" وكأنهم لا يعرفون الحديث الذي رواه عن النبي أكثر من ستِّين صحابياً منهم العشرة المبشرين بالجنَّة في صحيح البخاري: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النَّار"
فمن أنصار "رواه مسلم" التي هي على طريقة ذلك الأخ الفاضل, أولئك الذين نُفِثَت فيهم روح الإنهزامية والإنبطاح والذلُّ لكل ما هو قادم من الجهة التي "تغيب" فيها الشمس ! فحدِّث عن هؤلاء ولا حرج في حديثهم عن "جار النبي اليهودي" الذي كان يرمي القاذورات على بيت النبي فلما مرض النبي زاره فأسلم اليهودي ! وهذه القصة الـ"خنفشارية" مكذوبة وموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلَّم , ولكن أنصار "رواه مسلم" يؤكدون أنها "صحيحة" ويستدلون بها عند الحديث مع غير المسلمين !!
ومن أنصار "رواه مسلم" أولئك الذين تجري في دمائهم عُروق "العصبية القبلية" والذين يعتقدون أن كونهم من آل مفلس أو من قبيلة "تفاهستان" هو أمر عظيم ولا يزوجون بناتهم إلا لرجل من نفس القبيلة أو من نفس الدولة والتي رسم لنا حدودها "سايكس" وَ "بيكو" جزاهم الله "شرَّاً"! وإذا سألت هؤلاء ليقولون: ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دسَّاس ) وهذا أيضاً حديث مكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلَّم ولا أصل له, ولكن أنصار "رواه مسلم" يستشهدون به ليذهب الـ"شعور بالذنب" الذي في صدورهم بحجَّة أنهم يعملون ما قاله خير البريِّة !
ومن هذه الأمثلة الكثير الكثير الذي يصعب اختصاره, إنما ضربت مثلين اثنين لأقرِّب الصورة ولأحذِّر عوام المسلمين من هؤلاء الذين لا يخافون من التقول على رسول الله بغير حق ! هدانا الله وإياهم لما فيه من الخير, وآخر كلامي أخي المسلم وأختي المسلمة: كونوا أنصار "رواه مسلم" بحقٍ ولا تكونوا أنصارها بباطل كصاحب (الموسيقى والفنون).
***
من موقع لماذا الإسلام
حاشجيات @hashgyat
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️