فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيض وعطر لك جزيل الشّكر على نصائحك القيّمة والّتي سأحرص على عدم إهمالهاإضافة إلى هذا فأنا مدركة لأغلب هذه النّصائح خاصّة المتعلّقة بالقصص الهادفة والغير المخالفة لديننا الحنيفولن أستعمل المجتمع الأجنبي إلّا في امر مفيد بإذن الله كما أنّ الفصلين التّاليين جاهزين لديّ إلّا أنّهما يحتاجان لبعض التّصحيحات,وفور نهايتي سأحرص على إنزالهماأمّا موضوع القصص فأنا لست من محبّي هذا المجال إنّما أفضّل الرّوايات والخواطر لهذا لم أرغب في استعمالهاأرجوا أن تكون بقيّة الفصول كافية لإرضاء سيادتك كما أتمنّى ألّا تحكمي عليها مباشرة قبل قراءتها كاملةشكرا مجدّدا على نصائحك المهمّة دمتي بسعادة وبهجة
فيض وعطر لك جزيل الشّكر على نصائحك القيّمة والّتي سأحرص على عدم إهمالهاإضافة إلى هذا فأنا مدركة...
حياك الله مخملية الرجاء
خذي راحتك في الكتابة والمراجعة وسنتابع معك جميعاً
وعند اكتمال الرواية تظهر وتتضح وتأخذ حقها
وباب التفاعل مفتوح من الآن لكل من تحب أن تشاركك في جزئيات
او فصول القصة والسفر مع الأحداث على مهل
لااحكم ولست بموقع أرضى أو لاأرضى نحن هنا جميعاً أخوات
يجمعنا حب الأدب ولم نصل لمستوى الأدباء بعد
وكلنا لانخلو من الاخطاء
والنصح نتقبله من بعضنا البعض
بوركت 💐
مخمليّة الرّجاء

أشكر كل المتابعين على الإبحار مع سطور بداية روايتي
وأرجوا أن ينال هذا الفصل إعجابكم
ملاحظة:
الكثير من المناطق و ألقاب العائلات من وحي خيالي
الكلام الّذي يدور بين الأجانب باللّغة الفرنسيّة لكنّي كتبت ترجمتها باللغة العربيّة مباشرة

{الفــصــل الأوّل} ....لــقــاء....

زقاق مظلم عاتم راح يحتوي تلك الواقفة المستندة على جدرانه المتهالكة
تجرّ القدم تلو الأخرى بصعوبة ولا تكاد تخطوا خطوة حتّى تسبقها دموعها في ملامسة الأرض
مطأطأة الرّأس وشعرها الأسود القصير يغطّي معظم وجهها جاعلا من عينيها العسليّتين الواسعتين تختبئ خلفه راغبة في عدم ظهور لمعان دموعها
لا تريد السّقوط ولا البكاء
لا يجب لأحد أن يراها وهي هذه الحال
طبعا فهي عضو من تلك العائلة الّتي جعلت ومازالت تجعل النّاس ترتعش فور ذكران اسمها
مازال القليل للوصول إلى مخرج الزّقاق
لكنّ قدميها لم تستطع حملها أكثر بسبب ارتعاشها
توقّفت لتجلس على ركبتيها بألم ويدها تضغط على قلبها
وكلام "مصعب" ما زال يدور بذهنها
....لا تريد الارتباط به.... إنّه يحبّ أختها....فلما يريد تغييرها بها....
هزّت رأسها بقوّة طاردة تخيّلاتها للحياة الّتي تنتظرها معه
صوتها الباكي يملئ المكان لكنّ هذا لن يغيّر الواقع
{"رسل ذياب"شابّة ذات شعر أسود طويل وعينين عسليّتين كبيرتين تبلغ من العمر 22}

**************

بإحدى المباني المهجورة المتواجدة في العاصمة باريس
يصعد السّلالم بسرعة ويده تشدّ على ساعد الشّابة الّتي وراءه
أصوات الرّكض تقترب منهما
تحاول مجارات خطواته السّريعة بتعب ووهن
لقد تعبت منهم.......دوما يفاجئونها ويستنزفون طاقتها......لا تدري من الأعداء ومن الحلفاء.....يا لوجع الرّأس
رفعت رأسها بعدما شعرت بانتهاء السّلالم الخشبيّة
أصبحا يركضان في الأروقة .... منعطفات كثيرة .... غرف عديدة .... كأنّهما في متاهة
كيف يستطيع معرفة وجهته من دون أيّ خريطة
غيّرت وجهة نظرها لتستقرّ عليه
شعر أسود قصير....بشرة بيضاء شاحبة....عينان سوداوتين حادّتين....وملامح فرنسيّة أصيلة
يبدوا كأحد الأمراء الّذين طالما قرأت عنهم في الرّوايات الأوروبيّة
عبست ملامح وجهها وهي تهمس بنفسها:لكنّ الفرق الوحيد هو طريقة التّعامل,كيف لشيطان كهذا أن يصبح كألئك النّبلاء
رمقها بابتسامة ساخرة:ولا أظنّ أنّ أحد النّبلاء سيقع في حبّ سلحفاة مثلك
عقدت حاجبيها باستنكار لتهمّ في الإجابة لكنّه قاطعها بحدّة بينما يزيد من سرعة الركض:فل تسرعي وإلّا رميتك لماكس ليكمل ما كان يفعله بك
ابتلعت ريقها برعب لتزيد هي الأخرى من سرعتها فور سماع صوت إطلاق النّار الّذي وافق الكلمة الأخيرة من حديث الشّاب المتعجرف
لا تريد العودة إلى ماكس....سوف يقوم بقتلها....لا لن يقتلها بل سيجعلها تتمنّا الموت ولا تجده
إنّه يستحقّ لقب الوحش بجدارة بسبب تلك الجرائم الّتي جعلها تشهد عليها
توقّفت فجأة بإحدى الغرف الّتي أدخلها إليها المتعجرف وأغلق الباب خلفه
وسرعان ما ترك ساعدها الأيسر ليتوجّه إلى إحدى زوايا الغرفة ويضغط على زرّ مخفيّ في الجدار
فتحت عينيها بدهشة من ذاك الزّر الّذي لولا ضغطه عليه لما أدركت وجوده
والّذي جعل دهشتها في ازدياد هو ظهور باب من العدم
إنّ هذا يذكّرها بالأفلام التّلفزيونيّة الّتي طالما شاهدتها مع أخوتها
ابتلعت ريقها بخوف لتسير ناحيته بعدما أشار لها في التّقدّم
ليقوم بإمساك ساعدها وإدخالها لتلك الغرفة السريّة وهو يقول بتهديد:لا أريد منكِ الحراك من هنا ولا إصدار أيّ صوت فهذا لن يكون في صالحك , أفهمتِ؟
لم يترك لها وقتا للإجابة بل سارع في الضّغط عل نفس الزرّ وإغلاق الباب الجداريّ تاركا إيّاها في حالة من الخوف و الصّدمة
لحظة واحدة....هل عليها البقاء في هذا المكان....بمفردها ؟....هذا مستحيل
اقتربت بسرعة للجدار وهي تكاد تصرخ منادية عليه من أجل العودة
لكنّ صوت الرّصاص الّذي عمّ الأرجاء جعلها تتراجع للوراء برعب والكلمات تتوقّف بوسط حلقها
{" حسناء " شابة ذات شعر مموّج بنيّ طويل وعينين عسليّتان يظهر لونهما الأخضر تحت أشعّة الشّمس بوضوح , تبلغ من العمر 22 }

**************

في أحد قصور الشّرق الأوسط تحديدا بضواحي ولاية النيزك
خرجت من غرفة الجد وأغلقت الباب خلفها بابتسامة واسعة
أخيرا سيرتبط اسمها باسمه....سيصبح ملكها....ستزفّ إليه بعد أشهر
أخيرا بعد كلّ هذه السّنين ستصبح زوجة " الرّعد"
سارت في الرّواق بسرعة متّجهة إلى السّلالم
عليها البدء في إعداد مستلزمات حفل الزّفاف....ستجعله أفضل حفل قد يمرّ على مرّ التّاريخ
زادت ابتسامتها اتّساعا وهي تهمّ في النّزول إلى الطّابق السّفلي لكنّها سرعان ما عقدت حاجبيها باستنكار فور رؤية الفتاة الواقفة من دون حراك على الدّرج : رسل ؟ ما الّذي تفعلينه في هذا المكان ؟ ولما تبدين كمن خرج توّا من عربة النّفايات؟
انزلت عينيها الذّابلتين لتتأمّل نفسها
كيف لم تلاحظ ذلك....لقد أدّى الجلوس في ذاك الزّقاق القذر إلى تلويث ملابسها....يبدوا أنّ كلام مصعب جعلها تفقد وعيها فعلا
ــ عقدت حاجبيها بانزعاج من تجاهل ابنة عمّتها لسؤالها ونزلت ناحيتها بسرعة لتسحبها من ساعدها وهي تقول في عجلة:عليكِ تغيير ثيابك ونزع هذه القاذورات قبل أن يراكِ جدّي, تدركين جيّدا ما سينتج عن هذا
منزل عائلة ذياب أو إذا صحّ التّعبير قصرهم
عبارة عن بناء ضخم واسع مكوّن من أربعة طوابق مقسّمة إلى نصفين تشترك في الطّابق السّفلي الموحّد والبوّابة
تحيط به حديقة واسعة وسياج حديديّ عالٍ
القسم الأيمن خاص بالجد "محمّد " والقسم الأيسر خاص بالجد "أحمد "
عائلة ذياب تعتبر من أغنى العائلات عالميّا
تترأّس مجموعة من الشّركات التّجاريّة المشهورة في العالم العربي والأجنبي
ويعتبر الجد "محمّد" كبير العائلة ومؤسّس أغلبيّة شركاتها
في إحدى غرف القسم الأيسر للطّابق الثّالث كانت تجلس على سرير النّوم الضّخم بينما تسرح شعرها المبلّل
لم تمر سوا ربع ساعة وهي تستحم
وهذا من دون شكّ رقم قياسيّ لم يسبق لفتاة من العائلة أن تصل إليه
أيقضها من تفكيرها كلام رؤى الجالسة على كرسيّ منضدة أدوات التّجميل:ما الّذي حدث لكِ؟ ما هو الأمر الّذي أدّى إلى ظهوركِ بذاك الشّكل؟
ــ لم ترفع نظراتها بل ظلّت تتأمّل الأرضيّة الرّخاميّة متجاهلة سؤالها
ــ عقدت حاجبيها بغضب من تصرّفها وسارعت في الوقوف والاتّجاه ناحيتها
جلست على ركبتيها ومدّت يديها لترفع رأس رسل الّذي لا يبعد عنها سوا بضع سنتيمترات وقالت إصرار:رسل أجيبي حالا وإلّا أخبرت عمّتي أم خالد
ــ تحوّلت نظراتها الهادئة إلى أخرى يملؤها الشّجون ولم تلبث ثانية أخرى حتّى أوت إلى حضن رؤى ودموعها تسابق شهقاتها:لقد أخبرني مصعب بأنّ حفل زفافه بعد شهرين من الآن
ــ تفاجأت من ردّة فعلها الغريبة وسرعان ما تغيّرت ملامحها الغاضبة إلى ملامح قلقة:وماذا في الأمر؟ لا أظنّ أنّ هناك شيء يدّعي كلّ هذا الحزن عزيزتي , ربّما استسلمت رسيل لإلحاحه أو وجد حبيبة تستحقّ أن تكون شريكة حياته,الأمر بسيط
ــ هزّت رأسها بالنّفي وصوت شهقاتها يملئ المكان:الأمر ليس كما تظنّين,إنّ شريكة حياته هي أنا يا رؤى,إنّها أنا
ــ إتّسعت عينيها بعدم تصديق:إنّك تكذبين,أليس كذلك؟
ــ هزّت رأسها نفيا مرّة أخرى:ليتني كذلك,أتعلمين ماذا يعني أمر زواجك من شخص يعشك شقيقتك؟ لما يا رسيل ذهبتِ؟ لما رميتني في هذا الجحيم وفررتِ على حساب حياتي؟لما يا أيّتها الأنانيّة لما؟
ــ رفعت يدها لتمسح على شعر رسل في محاولة من أجل التّخفيف عليها:لا تقولي مثل هذه الأمور,لا ذنب لها فيما يحدث,هي لم تطلب منه أن يحبّها هو من أراد ذلك وحده,فلا تلوميها بل حاولـ...
ــ ابتعدت عنها بعنف وقالت بصراخ ولوم:أأنتِ بصفّي أو صفّ تلك الخائنة وحبيبها؟
ــ ابتلعت ريقها بتوتّر من انفعالها:طبعا أنا بصفّك رسل
لم تهتم لإجابتها بل قامت بغضب جعل لون بشرتها الأبيض يتغيّر إلى أحمر
مسحت دموعها وهمّت في الخروج من الغرفة متجاهلة نداءات رؤى المستمرّة
الجميع مثل بعضه
جميعهم كاذبون....جميعهم مخادعون....جميعهم يبحثون عن مصالحهم وحسب
خرجت من القصر لتركب سيّارتها الخاصّة
ــ جلست في المقعد الخلفي وقالت بحدّة موجّهة كلامها للسّائق الّذي لم ينطلق بعد:لما أنت بطيء؟فل تسرع وأخرجني من هذا المكان وإلّا سأطردك
ــ أسرع في تحريك مقود القيّادة مستغربا من حالتها:حسنا آنستي
{"رؤى ذياب"شابّة ذات شعر أسود طويل وعينين خضراوتين واسعتين تبلغ من العمر 22}

**************

في مكان ما من ضواحي باريس
يقف تحت أشعّة الشّمس الحارقة بانزعاج وعصبيّة
يصرخ على العمّال في الإسراع بعملهم
يخرج منديله من جيب معطفه ليمسح قطرات العرق النّاتجة عن الحرارة المرتفع
ــ قال بانزعاج وهو يمرّر نظرات بأنحاء المكان:أين هي تلك الفتاة؟ لن أسمح لها في أن تخدعني أكثر من هذا وتدعني أعاني وحيدا مع هؤلاء الأغبياء
توقّف عن البحث ونظراته تستقرّ على تلك الشابّة الواقفة أسفل ظلّ شجرة البلّوط وهي تركّز اهتمامها بهاتفها النقّال
ــ توجّه ناحيتها بغضب وهو يقول بصراخ:إيميلي,ما الّذي تفعلينه عندك؟أتنوين رمي كلّ العمل عليّ والرّاحة هنا؟
ــ رمقته بانزعاج:فل تغلق فمك أيّها الثّرثار,لما كلّ هذا التّذمّر إنّه مجرّد إلقاء أوامر وهذا الشّيء الوحيد الّذي تستطيع القيام به لذا فلتصمت
ــ رفع حاجبه بانزعاج ليقول:حسنا لا داعي للغضب أيّتها المزعجة,مع أنّ الخطأ خطأك لكنّي سأتجاهل تصرّفاتك السّخيفة هذه المرّة أيضا(أكمل بتساؤل)لكن ما سبب غضبك هذا؟
ــ أجابته بعبوس وهي تعود للنّظر بهاتفها المحمول:"بين" لم يرد على اتّصالاتي منذ ليلة أمس,هذا فعلا غريب
ــ همس لنفسه بسخرية(لو يرى"ماكسي" ردّة فعلك هذه فسيجّن بالتّأكيد)وقال بتمثيل للاستغراب:ولما هذا القلق,لحظة واحدة لماذا تتّصلين به أساسا أتريدين دعوته لموعد؟
ــ نظرت إليه بصدمة لتتحوّل وجنتيها للّون الأحمر وتكور بتوتّر:لا الأمر ليس كما تظن,كلّ ما في الأمر هو أنّي أردت أن أسأله عن مخطّط بنك العاصمة لا أكثر
ــ إبتسم بخبث وهو يقترب منها ويضع يديه على وجنتيها المحمرّتين:إذا كان الأمر هكذا فلما وجنتيك صارتا كالماء المغليّ؟,أأنت مصابة بالحمّى؟لم أكن أعلم هذا لو أخبرتينِ لما أجبرتكِ على القدوم
ــ أبعدت يديه بعنف وابتعدت عنه متّجهة إلى مكان الشّاحنات والعمال وهي تقول له في حدّة:لا داعي لاستخدام أسلوبك هذا معي مرّة أخرى,ولو اقتربت يدك منّي في المرّة القادمة فسأفرغ شحنة مسدّسي في رأسك الفارغ
أمسك يده بألم ثمّ هزّ رأسه بيأس منها
لن يستغرب تقلّب مزاجها هذا.....يبدوا أنّ "بين"قد بدأ يظهر مفعوله
جلس على العشب بتعب واتّكأ على جذع الشّجرة وهو يتأمّلها
شعرها الأسود الطّويل..عيناها الزّرقاوتين..بشرتها البيضاء
أقلّ ما يقال عنها جميلة
لكنّ هذا لم يمنع كونها جزءا هاما من عصابة الأركيد
عقد حاجبيه بانزعاج وهو يراها تكفّ عن إصدار الأوامر وتنظر إلى هاتفها المحمول لتبتسم بسعادة وفرح وتضعه على أذنها
يبدوا أنّها مكالمة هاتفيّة بينها وبين " بين "
كم يكره ذاك الفتى
لا يعلم لما لكنّه لا يرتاح أثناء تواجده
غريب أطوار....لا أحد يعلم ماضيه...لا أحد يعلم مكان إقامته...لا أحد يعلم مصدر معلوماته الصّحيحة
دوما لا يتأخّر عن جلب المعلومات الخاصّة بألدّ أعداء رئيس العصابة
وهذا جعل الرّئيس يسعد بانضمامه إليه و جعله في وقت قياسيّ يترأّس قسم الأرباح الخاصّة بالعصابة
نهض بانزعاج وتوجّه عائدا إلى مكان عمله
سوف يهتمّ ب شأن معرفة حقيقة ذاك الغريب
فالآن عليه الاهتمام بنقل أطنان المخدّرات هذه إلى مقرّ العصابة بنجاح

{ "دميتري" شاب ذو شعر كستنائي وعينين سوداوتين يبلغ من العمر 26 }
{ "إيميلي"شابة ذات شعر أسود وعينان زرقاوين تبلغ من العمر 25 }

**************

في إحدى ضواحي ولاية النّيزك تحديدا في شوارع المنطقة الغربيّة
يجلس على الرّمال الذّهبيّة وهو يتأمّل البحر بهدوء
لا يصدّق أنّه استطاع العودة لهذا المكان بعد كلّ هذه السّنوات
ابتسم بحزن تجمّع في عينيه
كلّ شيء تغيّر,حتّى المناطق لم تبقى على حالها
الكثير من المحلّات والمراكز التّجاريّة....ناطحات السّحاب....غياب الهواء النقيّ
استنشق كميّة كبيرة من الهواء ليعاود إخراجها وذكرى شقيقه التّوأم تعود إليه
كم كان يعشق هذا المكان
لم يرى فحياته أحد يعشق البحر مثله
نعم,للأسف قد عشق قاتله ولم يدري
قاطع تفكيره صوت شقيقه المستلقي بجانبه والذّي كان يبتسم بسخرية وعينيه لم تتحرّك من هاتفه:يبدوا أنّ طيف توأمك قد زار مخيّلتك أخيرا بعد كلّ هذه السّنين
ــ رفع حاجبه بانزعاج وهو يعلم مقصد كلامه هذا:من قال أنّه زارني الآن وحسب,إنّه يلقي تحيّاته عليّ كلّ يوم دون أيّ انقطاع
ــ رمقه فارس بتشكيك:أمتأكّد من كلامك هذا؟ (أكمل بسخرية)لا بدّ أنّه أصبح يخطئ بين مخيّلتك ومخيّلة "سعد"
نظر إليه راكان بانزعاج أكبر....لم رزق بأخ مزعج كهذا....
تجاهل كلامه لأنّه يعلم أنّ الأمر قد يصل إلى مرحلة الشّجار والخصام
لكنّ فارس قال بتساؤل:على ذكرى "سعد",هل سافر أم ليس بعد
ــ أجابه بهدوء:لا فأبي منعه وطلب منه البقاء ومساعدته في أعمال الشّركة,أمّا موضوع السّفر فقال بأنّك فور أن تصحوا وتشفى ستذهب عوضا عنه
ــ أغلق هاتفه بسعادة وهو يعتدل في وضعيّة جلوسه بسرعة :أحقّا قال هذا؟لا أصدّق,أخيرا وجِد مهرب من لقاء تلك الذّئاب السّخيفة
ــ نظر إليه بصدمة وعصبيّة:هل جننت؟لَم يمر يوم واحد منذ عمليّتك الجراحيّة وأنت الآن تقفز كالأبله؟
ــ حرّك يده بلا مبالاة وابتسامته تزيد اتّساعا بينما و يقوم:لا تقلق شقيقي الحنون إنّه مجرّد خدش بسيط لن يتأثّر بمثل هذه الحركات,والآن هيّا أسرع للسيّارة وإلّا ذهبت بمفردي تاركا إيّاك هنا مع طيف توأمك
ــ قام وراءه باستغراب:وإلى أين ستذهب؟ ظننتك قرّرت عدم الذّهاب إلى قصر العائلة
ــ توقّف عن السّير واستدار ناحيته بانزعاج:ومن قال أنّني سأذهب إلى ذاك المكان السّخيف؟ سأذهب لشركة والدي للاتّفاق على خطّة العمل الجديدة
وأكمل سيره ناحية السيّارة بينما راكان سار وراءه بيأس وهو يقول بهمس:ليت تلك المجنونة زادت من كميّة الطعنات لعلّه يكفّ عن تصرّفاته الصّبيانيّة الغبيّة

{ "راكان ذياب"شاب ذو شعر كستنائي وعينين كستنائيّين,يبلغ من العمر 33 سنة}
{"فارس ذياب"شاب ذو شعر أشقر طويل وعينين خضراوتين,يبلغ من العمر25 سنة}
**************
نهاية الفصل الأوّل

أتمنّى أن ينال الفصل إعجابكم
1/ما رأيكم بالشّخصيّات المذكورة في هذا الفصل؟
2/ما توقّعاتكم من أجل الفصل القادم؟
3/ما هي انتقاداتكم و الأمور الّتي نالت إعجابكم؟
4/ما رأيكم في حجم الفصل أهو قصير أو طويل أو مقبول؟

همسة محبّ
قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
(ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ثم تفرقوا إلا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة)
لذا أخي/أختي المسلمـ/ـة رطّبوا ألسنتكم بذكر الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أستغفر الله الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه

زهره التولين
زهره التولين
أشكر كل المتابعين على الإبحار مع سطور بداية روايتي وأرجوا أن ينال هذا الفصل إعجابكم ملاحظة: الكثير من المناطق و ألقاب العائلات من وحي خيالي الكلام الّذي يدور بين الأجانب باللّغة الفرنسيّة لكنّي كتبت ترجمتها باللغة العربيّة مباشرة {الفــصــل الأوّل} ....لــقــاء.... زقاق مظلم عاتم راح يحتوي تلك الواقفة المستندة على جدرانه المتهالكة تجرّ القدم تلو الأخرى بصعوبة ولا تكاد تخطوا خطوة حتّى تسبقها دموعها في ملامسة الأرض مطأطأة الرّأس وشعرها الأسود القصير يغطّي معظم وجهها جاعلا من عينيها العسليّتين الواسعتين تختبئ خلفه راغبة في عدم ظهور لمعان دموعها لا تريد السّقوط ولا البكاء لا يجب لأحد أن يراها وهي هذه الحال طبعا فهي عضو من تلك العائلة الّتي جعلت ومازالت تجعل النّاس ترتعش فور ذكران اسمها مازال القليل للوصول إلى مخرج الزّقاق لكنّ قدميها لم تستطع حملها أكثر بسبب ارتعاشها توقّفت لتجلس على ركبتيها بألم ويدها تضغط على قلبها وكلام "مصعب" ما زال يدور بذهنها ....لا تريد الارتباط به.... إنّه يحبّ أختها....فلما يريد تغييرها بها.... هزّت رأسها بقوّة طاردة تخيّلاتها للحياة الّتي تنتظرها معه صوتها الباكي يملئ المكان لكنّ هذا لن يغيّر الواقع {"رسل ذياب"شابّة ذات شعر أسود طويل وعينين عسليّتين كبيرتين تبلغ من العمر 22} ************** بإحدى المباني المهجورة المتواجدة في العاصمة باريس يصعد السّلالم بسرعة ويده تشدّ على ساعد الشّابة الّتي وراءه أصوات الرّكض تقترب منهما تحاول مجارات خطواته السّريعة بتعب ووهن لقد تعبت منهم.......دوما يفاجئونها ويستنزفون طاقتها......لا تدري من الأعداء ومن الحلفاء.....يا لوجع الرّأس رفعت رأسها بعدما شعرت بانتهاء السّلالم الخشبيّة أصبحا يركضان في الأروقة .... منعطفات كثيرة .... غرف عديدة .... كأنّهما في متاهة كيف يستطيع معرفة وجهته من دون أيّ خريطة غيّرت وجهة نظرها لتستقرّ عليه شعر أسود قصير....بشرة بيضاء شاحبة....عينان سوداوتين حادّتين....وملامح فرنسيّة أصيلة يبدوا كأحد الأمراء الّذين طالما قرأت عنهم في الرّوايات الأوروبيّة عبست ملامح وجهها وهي تهمس بنفسها:لكنّ الفرق الوحيد هو طريقة التّعامل,كيف لشيطان كهذا أن يصبح كألئك النّبلاء رمقها بابتسامة ساخرة:ولا أظنّ أنّ أحد النّبلاء سيقع في حبّ سلحفاة مثلك عقدت حاجبيها باستنكار لتهمّ في الإجابة لكنّه قاطعها بحدّة بينما يزيد من سرعة الركض:فل تسرعي وإلّا رميتك لماكس ليكمل ما كان يفعله بك ابتلعت ريقها برعب لتزيد هي الأخرى من سرعتها فور سماع صوت إطلاق النّار الّذي وافق الكلمة الأخيرة من حديث الشّاب المتعجرف لا تريد العودة إلى ماكس....سوف يقوم بقتلها....لا لن يقتلها بل سيجعلها تتمنّا الموت ولا تجده إنّه يستحقّ لقب الوحش بجدارة بسبب تلك الجرائم الّتي جعلها تشهد عليها توقّفت فجأة بإحدى الغرف الّتي أدخلها إليها المتعجرف وأغلق الباب خلفه وسرعان ما ترك ساعدها الأيسر ليتوجّه إلى إحدى زوايا الغرفة ويضغط على زرّ مخفيّ في الجدار فتحت عينيها بدهشة من ذاك الزّر الّذي لولا ضغطه عليه لما أدركت وجوده والّذي جعل دهشتها في ازدياد هو ظهور باب من العدم إنّ هذا يذكّرها بالأفلام التّلفزيونيّة الّتي طالما شاهدتها مع أخوتها ابتلعت ريقها بخوف لتسير ناحيته بعدما أشار لها في التّقدّم ليقوم بإمساك ساعدها وإدخالها لتلك الغرفة السريّة وهو يقول بتهديد:لا أريد منكِ الحراك من هنا ولا إصدار أيّ صوت فهذا لن يكون في صالحك , أفهمتِ؟ لم يترك لها وقتا للإجابة بل سارع في الضّغط عل نفس الزرّ وإغلاق الباب الجداريّ تاركا إيّاها في حالة من الخوف و الصّدمة لحظة واحدة....هل عليها البقاء في هذا المكان....بمفردها ؟....هذا مستحيل اقتربت بسرعة للجدار وهي تكاد تصرخ منادية عليه من أجل العودة لكنّ صوت الرّصاص الّذي عمّ الأرجاء جعلها تتراجع للوراء برعب والكلمات تتوقّف بوسط حلقها {" حسناء " شابة ذات شعر مموّج بنيّ طويل وعينين عسليّتان يظهر لونهما الأخضر تحت أشعّة الشّمس بوضوح , تبلغ من العمر 22 } ************** في أحد قصور الشّرق الأوسط تحديدا بضواحي ولاية النيزك خرجت من غرفة الجد وأغلقت الباب خلفها بابتسامة واسعة أخيرا سيرتبط اسمها باسمه....سيصبح ملكها....ستزفّ إليه بعد أشهر أخيرا بعد كلّ هذه السّنين ستصبح زوجة " الرّعد" سارت في الرّواق بسرعة متّجهة إلى السّلالم عليها البدء في إعداد مستلزمات حفل الزّفاف....ستجعله أفضل حفل قد يمرّ على مرّ التّاريخ زادت ابتسامتها اتّساعا وهي تهمّ في النّزول إلى الطّابق السّفلي لكنّها سرعان ما عقدت حاجبيها باستنكار فور رؤية الفتاة الواقفة من دون حراك على الدّرج : رسل ؟ ما الّذي تفعلينه في هذا المكان ؟ ولما تبدين كمن خرج توّا من عربة النّفايات؟ انزلت عينيها الذّابلتين لتتأمّل نفسها كيف لم تلاحظ ذلك....لقد أدّى الجلوس في ذاك الزّقاق القذر إلى تلويث ملابسها....يبدوا أنّ كلام مصعب جعلها تفقد وعيها فعلا ــ عقدت حاجبيها بانزعاج من تجاهل ابنة عمّتها لسؤالها ونزلت ناحيتها بسرعة لتسحبها من ساعدها وهي تقول في عجلة:عليكِ تغيير ثيابك ونزع هذه القاذورات قبل أن يراكِ جدّي, تدركين جيّدا ما سينتج عن هذا منزل عائلة ذياب أو إذا صحّ التّعبير قصرهم عبارة عن بناء ضخم واسع مكوّن من أربعة طوابق مقسّمة إلى نصفين تشترك في الطّابق السّفلي الموحّد والبوّابة تحيط به حديقة واسعة وسياج حديديّ عالٍ القسم الأيمن خاص بالجد "محمّد " والقسم الأيسر خاص بالجد "أحمد " عائلة ذياب تعتبر من أغنى العائلات عالميّا تترأّس مجموعة من الشّركات التّجاريّة المشهورة في العالم العربي والأجنبي ويعتبر الجد "محمّد" كبير العائلة ومؤسّس أغلبيّة شركاتها في إحدى غرف القسم الأيسر للطّابق الثّالث كانت تجلس على سرير النّوم الضّخم بينما تسرح شعرها المبلّل لم تمر سوا ربع ساعة وهي تستحم وهذا من دون شكّ رقم قياسيّ لم يسبق لفتاة من العائلة أن تصل إليه أيقضها من تفكيرها كلام رؤى الجالسة على كرسيّ منضدة أدوات التّجميل:ما الّذي حدث لكِ؟ ما هو الأمر الّذي أدّى إلى ظهوركِ بذاك الشّكل؟ ــ لم ترفع نظراتها بل ظلّت تتأمّل الأرضيّة الرّخاميّة متجاهلة سؤالها ــ عقدت حاجبيها بغضب من تصرّفها وسارعت في الوقوف والاتّجاه ناحيتها جلست على ركبتيها ومدّت يديها لترفع رأس رسل الّذي لا يبعد عنها سوا بضع سنتيمترات وقالت إصرار:رسل أجيبي حالا وإلّا أخبرت عمّتي أم خالد ــ تحوّلت نظراتها الهادئة إلى أخرى يملؤها الشّجون ولم تلبث ثانية أخرى حتّى أوت إلى حضن رؤى ودموعها تسابق شهقاتها:لقد أخبرني مصعب بأنّ حفل زفافه بعد شهرين من الآن ــ تفاجأت من ردّة فعلها الغريبة وسرعان ما تغيّرت ملامحها الغاضبة إلى ملامح قلقة:وماذا في الأمر؟ لا أظنّ أنّ هناك شيء يدّعي كلّ هذا الحزن عزيزتي , ربّما استسلمت رسيل لإلحاحه أو وجد حبيبة تستحقّ أن تكون شريكة حياته,الأمر بسيط ــ هزّت رأسها بالنّفي وصوت شهقاتها يملئ المكان:الأمر ليس كما تظنّين,إنّ شريكة حياته هي أنا يا رؤى,إنّها أنا ــ إتّسعت عينيها بعدم تصديق:إنّك تكذبين,أليس كذلك؟ ــ هزّت رأسها نفيا مرّة أخرى:ليتني كذلك,أتعلمين ماذا يعني أمر زواجك من شخص يعشك شقيقتك؟ لما يا رسيل ذهبتِ؟ لما رميتني في هذا الجحيم وفررتِ على حساب حياتي؟لما يا أيّتها الأنانيّة لما؟ ــ رفعت يدها لتمسح على شعر رسل في محاولة من أجل التّخفيف عليها:لا تقولي مثل هذه الأمور,لا ذنب لها فيما يحدث,هي لم تطلب منه أن يحبّها هو من أراد ذلك وحده,فلا تلوميها بل حاولـ... ــ ابتعدت عنها بعنف وقالت بصراخ ولوم:أأنتِ بصفّي أو صفّ تلك الخائنة وحبيبها؟ ــ ابتلعت ريقها بتوتّر من انفعالها:طبعا أنا بصفّك رسل لم تهتم لإجابتها بل قامت بغضب جعل لون بشرتها الأبيض يتغيّر إلى أحمر مسحت دموعها وهمّت في الخروج من الغرفة متجاهلة نداءات رؤى المستمرّة الجميع مثل بعضه جميعهم كاذبون....جميعهم مخادعون....جميعهم يبحثون عن مصالحهم وحسب خرجت من القصر لتركب سيّارتها الخاصّة ــ جلست في المقعد الخلفي وقالت بحدّة موجّهة كلامها للسّائق الّذي لم ينطلق بعد:لما أنت بطيء؟فل تسرع وأخرجني من هذا المكان وإلّا سأطردك ــ أسرع في تحريك مقود القيّادة مستغربا من حالتها:حسنا آنستي {"رؤى ذياب"شابّة ذات شعر أسود طويل وعينين خضراوتين واسعتين تبلغ من العمر 22} ************** في مكان ما من ضواحي باريس يقف تحت أشعّة الشّمس الحارقة بانزعاج وعصبيّة يصرخ على العمّال في الإسراع بعملهم يخرج منديله من جيب معطفه ليمسح قطرات العرق النّاتجة عن الحرارة المرتفع ــ قال بانزعاج وهو يمرّر نظرات بأنحاء المكان:أين هي تلك الفتاة؟ لن أسمح لها في أن تخدعني أكثر من هذا وتدعني أعاني وحيدا مع هؤلاء الأغبياء توقّف عن البحث ونظراته تستقرّ على تلك الشابّة الواقفة أسفل ظلّ شجرة البلّوط وهي تركّز اهتمامها بهاتفها النقّال ــ توجّه ناحيتها بغضب وهو يقول بصراخ:إيميلي,ما الّذي تفعلينه عندك؟أتنوين رمي كلّ العمل عليّ والرّاحة هنا؟ ــ رمقته بانزعاج:فل تغلق فمك أيّها الثّرثار,لما كلّ هذا التّذمّر إنّه مجرّد إلقاء أوامر وهذا الشّيء الوحيد الّذي تستطيع القيام به لذا فلتصمت ــ رفع حاجبه بانزعاج ليقول:حسنا لا داعي للغضب أيّتها المزعجة,مع أنّ الخطأ خطأك لكنّي سأتجاهل تصرّفاتك السّخيفة هذه المرّة أيضا(أكمل بتساؤل)لكن ما سبب غضبك هذا؟ ــ أجابته بعبوس وهي تعود للنّظر بهاتفها المحمول:"بين" لم يرد على اتّصالاتي منذ ليلة أمس,هذا فعلا غريب ــ همس لنفسه بسخرية(لو يرى"ماكسي" ردّة فعلك هذه فسيجّن بالتّأكيد)وقال بتمثيل للاستغراب:ولما هذا القلق,لحظة واحدة لماذا تتّصلين به أساسا أتريدين دعوته لموعد؟ ــ نظرت إليه بصدمة لتتحوّل وجنتيها للّون الأحمر وتكور بتوتّر:لا الأمر ليس كما تظن,كلّ ما في الأمر هو أنّي أردت أن أسأله عن مخطّط بنك العاصمة لا أكثر ــ إبتسم بخبث وهو يقترب منها ويضع يديه على وجنتيها المحمرّتين:إذا كان الأمر هكذا فلما وجنتيك صارتا كالماء المغليّ؟,أأنت مصابة بالحمّى؟لم أكن أعلم هذا لو أخبرتينِ لما أجبرتكِ على القدوم ــ أبعدت يديه بعنف وابتعدت عنه متّجهة إلى مكان الشّاحنات والعمال وهي تقول له في حدّة:لا داعي لاستخدام أسلوبك هذا معي مرّة أخرى,ولو اقتربت يدك منّي في المرّة القادمة فسأفرغ شحنة مسدّسي في رأسك الفارغ أمسك يده بألم ثمّ هزّ رأسه بيأس منها لن يستغرب تقلّب مزاجها هذا.....يبدوا أنّ "بين"قد بدأ يظهر مفعوله جلس على العشب بتعب واتّكأ على جذع الشّجرة وهو يتأمّلها شعرها الأسود الطّويل..عيناها الزّرقاوتين..بشرتها البيضاء أقلّ ما يقال عنها جميلة لكنّ هذا لم يمنع كونها جزءا هاما من عصابة الأركيد عقد حاجبيه بانزعاج وهو يراها تكفّ عن إصدار الأوامر وتنظر إلى هاتفها المحمول لتبتسم بسعادة وفرح وتضعه على أذنها يبدوا أنّها مكالمة هاتفيّة بينها وبين " بين " كم يكره ذاك الفتى لا يعلم لما لكنّه لا يرتاح أثناء تواجده غريب أطوار....لا أحد يعلم ماضيه...لا أحد يعلم مكان إقامته...لا أحد يعلم مصدر معلوماته الصّحيحة دوما لا يتأخّر عن جلب المعلومات الخاصّة بألدّ أعداء رئيس العصابة وهذا جعل الرّئيس يسعد بانضمامه إليه و جعله في وقت قياسيّ يترأّس قسم الأرباح الخاصّة بالعصابة نهض بانزعاج وتوجّه عائدا إلى مكان عمله سوف يهتمّ ب شأن معرفة حقيقة ذاك الغريب فالآن عليه الاهتمام بنقل أطنان المخدّرات هذه إلى مقرّ العصابة بنجاح { "دميتري" شاب ذو شعر كستنائي وعينين سوداوتين يبلغ من العمر 26 } { "إيميلي"شابة ذات شعر أسود وعينان زرقاوين تبلغ من العمر 25 } ************** في إحدى ضواحي ولاية النّيزك تحديدا في شوارع المنطقة الغربيّة يجلس على الرّمال الذّهبيّة وهو يتأمّل البحر بهدوء لا يصدّق أنّه استطاع العودة لهذا المكان بعد كلّ هذه السّنوات ابتسم بحزن تجمّع في عينيه كلّ شيء تغيّر,حتّى المناطق لم تبقى على حالها الكثير من المحلّات والمراكز التّجاريّة....ناطحات السّحاب....غياب الهواء النقيّ استنشق كميّة كبيرة من الهواء ليعاود إخراجها وذكرى شقيقه التّوأم تعود إليه كم كان يعشق هذا المكان لم يرى فحياته أحد يعشق البحر مثله نعم,للأسف قد عشق قاتله ولم يدري قاطع تفكيره صوت شقيقه المستلقي بجانبه والذّي كان يبتسم بسخرية وعينيه لم تتحرّك من هاتفه:يبدوا أنّ طيف توأمك قد زار مخيّلتك أخيرا بعد كلّ هذه السّنين ــ رفع حاجبه بانزعاج وهو يعلم مقصد كلامه هذا:من قال أنّه زارني الآن وحسب,إنّه يلقي تحيّاته عليّ كلّ يوم دون أيّ انقطاع ــ رمقه فارس بتشكيك:أمتأكّد من كلامك هذا؟ (أكمل بسخرية)لا بدّ أنّه أصبح يخطئ بين مخيّلتك ومخيّلة "سعد" نظر إليه راكان بانزعاج أكبر....لم رزق بأخ مزعج كهذا.... تجاهل كلامه لأنّه يعلم أنّ الأمر قد يصل إلى مرحلة الشّجار والخصام لكنّ فارس قال بتساؤل:على ذكرى "سعد",هل سافر أم ليس بعد ــ أجابه بهدوء:لا فأبي منعه وطلب منه البقاء ومساعدته في أعمال الشّركة,أمّا موضوع السّفر فقال بأنّك فور أن تصحوا وتشفى ستذهب عوضا عنه ــ أغلق هاتفه بسعادة وهو يعتدل في وضعيّة جلوسه بسرعة :أحقّا قال هذا؟لا أصدّق,أخيرا وجِد مهرب من لقاء تلك الذّئاب السّخيفة ــ نظر إليه بصدمة وعصبيّة:هل جننت؟لَم يمر يوم واحد منذ عمليّتك الجراحيّة وأنت الآن تقفز كالأبله؟ ــ حرّك يده بلا مبالاة وابتسامته تزيد اتّساعا بينما و يقوم:لا تقلق شقيقي الحنون إنّه مجرّد خدش بسيط لن يتأثّر بمثل هذه الحركات,والآن هيّا أسرع للسيّارة وإلّا ذهبت بمفردي تاركا إيّاك هنا مع طيف توأمك ــ قام وراءه باستغراب:وإلى أين ستذهب؟ ظننتك قرّرت عدم الذّهاب إلى قصر العائلة ــ توقّف عن السّير واستدار ناحيته بانزعاج:ومن قال أنّني سأذهب إلى ذاك المكان السّخيف؟ سأذهب لشركة والدي للاتّفاق على خطّة العمل الجديدة وأكمل سيره ناحية السيّارة بينما راكان سار وراءه بيأس وهو يقول بهمس:ليت تلك المجنونة زادت من كميّة الطعنات لعلّه يكفّ عن تصرّفاته الصّبيانيّة الغبيّة { "راكان ذياب"شاب ذو شعر كستنائي وعينين كستنائيّين,يبلغ من العمر 33 سنة} {"فارس ذياب"شاب ذو شعر أشقر طويل وعينين خضراوتين,يبلغ من العمر25 سنة} ************** نهاية الفصل الأوّل أتمنّى أن ينال الفصل إعجابكم 1/ما رأيكم بالشّخصيّات المذكورة في هذا الفصل؟ 2/ما توقّعاتكم من أجل الفصل القادم؟ 3/ما هي انتقاداتكم و الأمور الّتي نالت إعجابكم؟ 4/ما رأيكم في حجم الفصل أهو قصير أو طويل أو مقبول؟ همسة محبّ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ثم تفرقوا إلا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة) لذا أخي/أختي المسلمـ/ـة رطّبوا ألسنتكم بذكر الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه
أشكر كل المتابعين على الإبحار مع سطور بداية روايتي وأرجوا أن ينال هذا الفصل...
في قمة الروعه احب هاذا النوع من القصص انه المفضل لدي
اكملي في انتظار الفصل القادم بشوق ابدعتي
مخمليّة الرّجاء
زهره التولين
أسعدتني مشاركتك على ساحة روايتي المتواضعة


أتمنّى ألّا ينطفئ لهيب الشّوق من قلبك


كوني في الانتظار


في أمان الله وحفظه