رواية طنين

الأدب النبطي والفصيح




صدرت في هذه السنة الرواية الثانية، "طنين"، للكاتب السعودي سيف الإسلام بن
سعود بن عبدالعزيز آل سعود. هذه رواية عن تاريخ سقوط الدرعية، عاصمة الدولة
السعودية الأولى في القرن الثالث عشر/ التاسع عشر، وعن الصراعات التي فجّرها
هذا الحدث الكبير في قلب الجزيرة العربية. الرواية تحديداً تحكي، بأسلوب يجمع بين
الخيال والمعلومة التاريخية، قصة خالد بن سعود في هذه الصراعات، ودوره فيها
وخاصة صراعه مع ابن عمه، فيصل بن تركي، والنهاية المأساوية التي انتهى إليها
هذا الأمير لاجئاً معدِماً في مكة. نحن إذاً أمام نص روائي يوظف التاريخ، ويجعل منه
مادته الرئيسية. وهو في ذلك نص مغامر، ويتوفر على درجة كبيرة من الجرأة
والمكاشفة، مكنت الكاتب من أن يكسر كثيراً من الحواجز التقليدية، السياسي منها
والثقافي، وهو يكتب نصاً تربطه بأحداثه وشخصياته علاقات قربى ونسب. ولازالت
تربطه بكل ذلك علاقات سياسة ومصالح، لأن التاريخ الذي شكل مادة هذه الرواية
لم ينقطع أو ينتهِ مع نهاية شخصيتها الرئيسة، خالد بن سعود، بل لا يزال مستمراً.
والكاتب، وهو جزء من هذا التاريخ، يكتب في وقتنا الحاضر عن مرحلة من هذا
التاريخ انتهت بصراعاتها وخلافاتها.


تتضح روح المغامرة في "طنين"، بل وتتضح فرادة هذا النص أول ما تتضح في أن
الكاتب، سيف الإسلام، اختار ابن عمه خالد بن سعود، الشخصية المنبوذة في التاريخ
النجدي والتاريخ السعودي، ليكون هو الشخصية المركزية في الرواية، وبطل الحدث
فيها. الأكثر من ذلك أن الكاتب اختار أن يروي حكاية المآل الذي انتهت إليه الدولة
السعودية الأولى، كما تمثل في سقوط الدرعية، وحكاية الصراعات التي أعقبت ذلك
على لسان خالد بن سعود نفسه، الطرف الخاسر في تلك الصراعات. خسر المعارك
وخسر الحكم، وقبل ذلك خسر السمعة والمكانة بسبب ارتباطه بجيش الاحتلال
العثماني- المصري. بعبارة أخرى، كان خالد بن سعود "الحصان الأسود" في
التاريخ السعودي، ومع ذلك اختار سيف الإسلام أن يقدم في روايته الثانية تاريخ
دولة أجداده في مراحلها الأولى على لسان هذا "الحصان الأسود"، ومن خلال رؤيته
هو للأحداث، وليس من خلال رؤية الطرف الذي انتصر فيها، أو فيصل بن تركي.
هذا مع ملاحظة أن الطرف المنتصر هنا هو الجد الثالث للكاتب من أبيه. فالكاتب هو
أحد أبناء الملك سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي
(الملك الثاني في الدولة السعودية الثالثة، أو الحالية). كأن سيف الإسلام أراد أن
يقول من خلال "طنين" بأن رواية الطرف المنتصر لتاريخ الدولة وما تشتمل عليه من
رؤية لهذا التاريخ لا تكفي. هناك رواية أخرى، ورؤية مختلفة تستحق التسجيل
وتستحق الاهتمام. وبما أن رواية الطرف المنتصر هي الرواية السائدة الآن، فإن
الحاجة هي لاستعادة رواية ورؤية الطرف الذي خسر الصراع. ربما أراد سيف الإسلام
هنا أن يعيد من خلال روايته شيئاً من الاعتبار إلى خالد بن سعود. وربما أنه أراد
فقط أن يضيف رواية مهمة أخرى للتاريخ نفسه حتى يتحقق له شيء من الاكتمال
والتوازن. مهما يكن فإن اللافت هو أن سيف الإسلام كتب روايته لرؤية خالد بن سعود
وهو يعيش في كنف الدولة في مرحلتها الثالثة، أو الدولة الحالية، وهي امتداد
للدولة في مرحلتها الثانية، والتي انتصرت على خصومها، ومن أبرزهم خالد بن سعود

تبدأ الرواية وتنتهي على شكل رسائل يبعث بها خالد بن سعود من ملجئه الأخير في
مكة، مع ابنه الوحيد مشاري، إلى حمد، صديقه القديم في الرياض. وفي هذه
الرسائليحكي خالد لصديقه ما حصل له منذ ولادته إبان عهد جده، عبدالعزيز بن محمد
وعهد والده سعود بن عبدالعزيز، ثم سقوط الدولة في عهد أخيه، عبدالله بن سعود
ثم رحلة التهجير القسرية إلى مصر، إلى آخر القصة التي انتهت به في مكة لاجئاً مع
ابنه ينتظر النهاية المحتومة. وفي كل ذلك لا يكتفي خالد بسرد الأحداث، بل يقدمها
في إطار رؤية مختلفة تحمل في طياتها قناعات، ومرئيات يبثها من خلال أسطر
رسائله، وهي قناعات ومرئيات تصطدم مع ما يقوله التاريخ الرسمي للأحداث نفسها.


الرواية مليئة بهذه الرؤى والقناعات. استمع إليه وهو يكتب إلى صديقه حمد في
رسالته الرابعة يقول: "تبقى أخي حمد -لو- الثالثة المتعلقة بتحصيل علوم أخرى
مغايرة للعلوم الدينية التي انكب عليها طلاب العلم السلفيون في الدرعية.. أسأل ثانية
من دون ملل، لو أن هذا حدث وأضيف إلى ما لدى (علمائنا) من إرث الأحاديث
والفقه وشروحات العقيدة، أكان ممكنا أن أسمع، وساكنو الدرعية معي، مدافع
(الباشا إبراهيم) وأن نشاهد من قبله خيول أخيه (طوسون)؟ أو ما حدث قبل ذلك في
حقب أطلق عليها أعداء الدعوة، عهود التخويف والذعر والإرهاب الوهابي؟" (ص72).
في مكان آخر يشير خالد إلى أحد أسباب سقوط الدولة، كسبب فتح باب الصراع على
الحكم، بقوله: "الشعور بأن السلفية الأولى -التي لم يتوقف توسعها- قد أحبطت
بنفسهامشروعها في الحكم والدعوة عبر تسرعها ونزقها القيادي. هذا الشعور كان
غامراً لا عند فروع (الأسرة) الأخرى الطامعة في وراثة حكم السابقين من عصبتهم
فحسب بل غمرنا نحن الأسرى {يقصد في مصر} المعنيين بالأمر أيضاً. وترجم هذا
الشعور بعدم مبالاة الجميع من سلالة الإمام (عبدالعزيز بن محمد بن سعود)
{خالد من هذا الفرع}
بما راح يلح على الآخرين: تأسيس دولة جديدة". (ص160). يقصد بالآخرين هنا أبناء
عبدالله بن محمد بن سعود، وتحديداً فيصل بن تركي الذي انتصر عليه في نهاية الأمر.

المساحة لا تكفي لاستعراض الكثير من مرئيات خالد بن سعود عن تاريخه وتاريخ
أسرته، وعن المآل الذي انتهت إليه تجربته في الصراع، وفي الحكم. ولكنها
لا تكفي أيضاً لقول كل ما يجب أن يقال عن هذه الرواية المتميزة. ولذلك لابد من
زيارة أخرى للرواية في حلقة قادمة. المهم هنا هو الإشارة إلى حقيقة أن رواية
"طنين" تبرز بموضوعها، وبنهجها، وبالرؤية التي انطوت عليها لتكون الأكثر تميزاً
وفرادة من بين الكثير من الروايات السعودية التي صدرت مؤخراً. ولعل أبرز ما يميز
الرواية في هذا السياق يتمثل فيما اجترحته من أولويات في مجال النص الإبداعي
في السعودية. فهي من ناحية أول رواية تاريخية في تاريخ الأدب السعودي.
وهي من ناحية أخرى أول رواية تأخذ قضية سياسية من التاريخ السعودي، وتجعل
منها موضوعها المركزي. وهي أيضاً أول رواية عن سقوط الدرعية، عاصمة
الدولة السعودية الأولى. وهنا أحد ملامح تميز الرواية بشكل خاص. فسقوط الدرعية
على يد الجيش المصري- العثماني، في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر
الميلادي كان رمزاً لسقوط الدولة. ولذا كان ولا يزال أهم وأخطر الأحداث في تاريخ
الدولة السعودية منذ نشأتها الأولى وحتى الآن. كان حدثاً ضخماً بكل المعايير



انقلبت بسببه حياة الناس رأساً على عقب، وانفجرت على إثره الصراعات في نجد
من جديد، ودخل الجيش المصري طرفاً جديداً فيها، وعادت عملية تشكل الدولة في
الجزيرة العربية إلى حالتها الأولى. ورغم حجم وخطورة هذا الحدث، إلا أنه لم يحظَ
بأي اهتمام خارج نطاق التدوين التاريخي للأحداث. ماذا كانت آثار سقوط الدولة
على المجتمع؟ وكيف نظر إليه الناس في وقتها؟ وربما أن الأهم من كل ذلك سؤال
لماذا وكيف سقطت الدرعية؟ هذه وغيرها من الأسئلة بقيت بعيدة عن اهتمامات
المشتغلين بهموم الأدب، وخاصة القصة والرواية. ثم جاء سيف الإسلام ليعيد طرح هذه
الأسئلة تحديداً، ويقدم من خلال "طنين" إجابات عليها، إجابات يبدو مقتنعاً بأنها
بقيت ثاوية في تضاعيف سيرورة الأحداث، ومختفية بين ما بقي من سطور أرّخت
لهذه الأحداث. بقي في هذه العجالة سؤال ذو صلة: ما معنى أن يكون تدشين أول
عمل روائي تاريخي وسياسي جريء عن السعودية على يد كاتب من الأسرة
الحاكمة، وليس على يد أحد آخر من كتاب "النص الإبداعي" السعوديين؟
ربما أعود لهذا السؤال.

د/ خالد الدخيل
أستاذ علم الإجتماع السياسي
جامعة الملك سعود
عندي موقع مليء بالروايات من تريدة تراسليني
13
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المشتاقة الى الجنه
حياك الله اختي .............

سبق وان طلبت في المنتدى احد يدلني على الروايه بس مافيه احد ساعد .

ياليت ولاعليك امر ترسلي الموقع اللي تقولي عليه ولك مني اطيب دعوه بإذن الله .

حاولت ارسلك بس مافعلتي الخاص .
أروى بنت نفووحة
أهلين فيك أختي

ممكن لو ما عليك كلافة ترسلي الموقع ع الخااااااااص

بس بالبداية حابة أعرف نوع الروايات اللي فيه


ومشكوووووووووووووووووووورة مقدما


سي يوووووو
عنـوان السعاده
انا بعد أحب الروايات ممكن ترسلي لي الموقع
ملكه النحل
ملكه النحل
هو موقع مليء بالروايات الادبية
على قولهم طبي وتخيري خخخخخخخخخخخ

عاد انا كل فترة هابة بشئ مرة طبخات ومرة طب بديل ومرة روايات ومرة سياسة ومرة ازياء
>>>>>>الله يستر عن بعده

شاكرة مروركن الطيب
رومانه
رومانه
هو موقع مليء بالروايات الادبية على قولهم طبي وتخيري خخخخخخخخخخخ عاد انا كل فترة هابة بشئ مرة طبخات ومرة طب بديل ومرة روايات ومرة سياسة ومرة ازياء >>>>>>الله يستر عن بعده شاكرة مروركن الطيب
هو موقع مليء بالروايات الادبية على قولهم طبي وتخيري خخخخخخخخخخخ عاد انا كل فترة هابة بشئ مرة...
ملكة النحل ..


ياليت ماتنسيني .. وترسلين لـــــــــــــي ..


احب الرواياااااااااااات ..




رومانــــــــــــــــــه ..