رواية لن أنساك ياحبيب العمر

الأسرة والمجتمع

روايتي الجديدة, اقدمها بين ايديكم, وسارفق معها, فصولا غير متسلسلة من الرواية, ارجوا أن تشاركوني قرائتها وأرحب بآرائكم عبر البريد الالكتروني

شكرا لكم صديقاتيhttp://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=17oAJhsZ

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نولد ونصرخ لمجرد مجيئنا إلى هذه الدنيا نؤكد أننا بشر متمردون ,فمن طفل رضيع ليس له خبرة ولا تجارب بعد إلا إنه يصرخ وكأن أحدا قد سلبه حقوقه, وبعد ذلك لايلبث أن يتمرد على أقدراه التي تحدث له ومعه, فأحيانا كثيرة مايتمرد الشخص منا على قدره بالبكاء والعويل أو بتغيير القدر بأي طريقة نراها مناسبة كل بمقدرته وهباته التي وهبت له من المولى,وعندما ننضج وتتبدئ على محيانا بوادر الحكمة والإتزان ,نبدأ على شاكلة اللوم والعتاب, لماذا يابني لم ترضى بقدرك؟ صدقني قد مررت بتجربة مثل تجربتك,فلم ينفعني شئ غير التسليم والرضى, وها أنذا أمامك,من الأفضل أن ترضى بما قسم لك,ومن هنا تستمر البشرية في حياة دائرية مشاعر دائرية كلما اتسعت رقعة الدوران كلما عادت إلى نفس النقطة,حيث الأباء هم أنفسهم لن يتغيروا, مع مرور الأيام والتاريخ يعيد نفسه دائما,فهذه أمي وهذا أبي لم يتغيروا منذ أن تعرفت عليهم,أفكارهم ,مشاعرهم,حتى ردود أفعالهم تتبدئ وكأنها مسجلة على جهاز التسجيل منذ زمن,أما أنا فلست مثلهم بالطبع ,لإنني ببساطة متمردة ,عفوية ,مؤمنة أن سر نجاحي ونجاح البشرية في هاتين الصفتين,والآن سأبحر معكم في قصة حياتي التي حتما ستجدون أنفسكم بداخلها,أو بأحد فصولها وأحداثها,فربما واجهتم مواقف شبيهة بمواقفي التي مررت بها,ولكن هل فكر أحدكم كيف ستكون نهاية قصته,تفكروا في هذا التساؤل, فعندما تعرفون إجابته حتما ستجدون طريقكم إلى سعادة أبدية سرمدية............
إسمي نجوى,أبلغ السادسة عشر من عمري ,لازلت في مقتبل العمر,كما يقولون, بالرغم أنني لاأفهم كثيرا ماذا يعني مقتبل العمر,فالعمر في نظري ليس أياما أو شهورا,إنما هو شعور حقيقي أشعر به وأجد نفسي فيه,فما فائدة أن يكون المرء في العشرين من عمره وهو يعاني من الضياع أو الفشل ,بينما ما الضير أن يكون في السبعين من عمره وهو يشعر مع كل نفس بإمتنان (لله)تعالى على حياته وعلى كل أقداره,عموما لن أطيل شرحي لوجهة نظري فربما اعتقدتم كما يعتقد بعض صديقاتي أنني فيلسوفة,هكذا يقولون لي,ولا أعرف أن كان هذا مدحا بما يشبه الذم أم أنه ذم بما يشبه المدح,لا عليكم دعوهم وشأنهم,الأيام ستثبت لي من هم أصدقائي الذين سأكمل معهم طريق حياتي والذي أراهن أنه سيكون طريقاا مليئاً بشيء من المغامرات والتشويق ,بل وحتى الحب, أقصد......... والكثير الكثير من الحب......
ها أنا احتفل اليوم بحفل نهاية العام الدراسي لعام 1998 م,فقد أنهيت عاما كاملا ونجحت بفضل (الله) بدرجة إمتياز للسنة الثانية من مرحلة الثانوية العامة
أمي/نجوى ,نوجا ,هيا أنهضي ,اليوم هو يوم احتفالك, هيا يابنيتي,هيا ياحبيبتي
نجوى/ حسنا أمي سوف انهض,وأتقلب في فراشي وأضع وسادتي فوق رأسي حتى لا أستمع إلى كلام أمي ,فهي الوحيدة التي تعرف كيف توقظني, ف لأمي الغالية أسلوبها الخاص في إيقاظي منذ أن كنت طفلة
أمي/ نجوى,نوجا وهي تداعب شعري, هيا أنهضي,فقد تأخرتي, الساعة توشك على الحادية عشرة صباحا وأنتي لم تنهي إعدادك لحفل اليوم, نوجا أنهضي وإلا ,,طبعا أمي العزيزة لاتحتمل أن تراني نائمة وكوب الماء البارد بالقرب من الكومدينو الملاصق للسرير,وتمسك أمي بيدها كوب الماء وتبدأ ,,في سكبه بهدوء على وجهي وكأنها مستمتعة بهذا الإستفزاز لي
نجوى/ آآآآآآآآآآآآه ماذا فعلت يا أمي, لماذا الماء الآن؟ سأنهض من غير هذه الألاعيب,وبكل سخط وتمرد أنهض وأشعر أنني للحظة أمام زوجة أبي,هل هذه أمي,وأسألها, بربك هل أنتي حقا أمي؟
أمي/ تقذفني بوسادتي ,, هيا أنهضي بدون شغب, لقد أتعبتني في حملك وفي ولادتك وحتى في نهوضك كل صباح,لا أعرف متى ستكبرين؟
أبي/ كعادته يجلس على الصوفا الكبيرة في مدخل الصالة, معه حق, فهي مريحة جدا حتى أنا أحب أن استلقي عليها ليلاً وأنا أتابع أفلام شاروخان وفاتن حمامة ,ويحي شاهين,وكل الممثلين الحالمين,هؤلاء فقط من يمسون شعوري بكل صدق.
والآن يجلس والدي يتصفح الجرائد ويشرب فنجان القهوة وكأنه فرض واجب لايمكن تركه, مهما نصحة الأطباء أن نظره ضعيف,ويجب تخفيف القهوة,لكنه متمرد , ومن الواضح أنني مثله, ينادي أمي بكل هدوء, وهي تخرج عليه من غرفتي متجهة إلى مطبخ بيتنا,المطبخ ذي الطراز الأمريكي,و الألوان الخشبية المائلة إلى البرونزي ,وكأن الخشب قد أخذ حماما تحت أشعة الشمس ,هذه ليست من قبيل الدعابة,فأنا جادة,فربما قد أحبت هذه الأخشاب مثلي التمايل تحت أشعة الشمس لإكتساب لمعة لونها الجميل,عموما ها هي أمي تعد إفطارنا ليوم الإجازة ,إنه يوم الجمعة,اليوم المحبب لي طبعا ولجميع الطلاب,فيسألها: لماذا تأخرتي ياحبيبتي,,نعم فوالدي لازال من قلة من الرجال الذين يؤمنون بالحب,وبأهميته بين الزوجين
أمي/ ماذا أفعل ,إنها إبنتك المدللة قد اتعبتني في إيقاظها ,فأيام الدراسة تتعبني وها هي الأن لن تكبر هذه الفتاة,,وتبتسم لأبي وكأنها تقول: أحبك
أبي/ لاعليكي أنسي أمرها, ستكبر في حينها فكل شئ له وقت وأوان, وهو يبادلها بإبتسامة رقيقة أعتقد أنها أنستها مافعتله بها قبل قليل
نجوى / اسرح شعري وأنا لازلت أنعس,وربما أخذت غفوة سريعه قبل أن تراني أمي العزيزة,فهي تكره الفتيات الكسولات,والتي من المؤكد أنها تضعني في أولى قائمتهن,وأضع العطر الذي أحبه صباحا وهو عطر الصندل ذو الأعشاب البرية,وقد ارتديت تي شيرتا قطنيا أصفر اللون مطبوع عليه لعبتي المفضلة,دونالد دك, لازلت ابتاع من معرض والت ديزني ,لإنني أحب أن أعيش كل مرحلة في وقتها وأشعر أنني أميل إلى الطفولة أو لنقل في بدايات نضجي, مع أنني أثق في قراراتي ,,,صديقتي هبة تقول: إنني أعيش أيامي بعناية وهي تتمنى لو كانت مثلي ,لربما أتى يوم وتمنيت أن أكون مثلها,فالأيام علمتني أن لا أستبق الأحداث
أخرج على أبي وأمي وأقبل كلا منها قبلة على خده وهم ينتظرونني على مائدة الطعام,صباح الخير , ابي , صباح الخير يا أمي
أمي/ الحمد لله أنك تذكرت أننا نتظرك منذ مدة,وتناولني شريحة خبز أسمر,وقطعة جبن ثم تدحرجني صحن المربى بالتوت الأحمربالقرب مني ,فمهما اختلفت معي,فلأمي قلب, ليس له حد من الحنان والعطاء, حتى إنني اخجل من عطائها لي,فهي تدللني كثيرا ,وهذه مشكلتها, لازالت تراني طفلتها الصغير, فهل ترى يا أمي سأبقى طفلتك المدللة على مدى الحياة, أم أنك ستغيرين وجهة نظرك
أبي/ ينهي إفطاره سريعا ويخرج من تحت المائدة عبوة بيضاء مزينة بشرائط وردية
نجوى/ ماهذا ,مندهشة وملامح منشكحة, حتى إن عيناي تلمع الآن
أبي/ مبروك يانجوى,لقد اجتزتي مرحلة هامة في دراستك وأنا متأكد أنك ستكملين مسيرتك العلمية وتشرفينني يا إبنتي, حفظك (الله) ورعاك ,ويقبل رأسي
أمي/ مبروك يا إبنتي وتحتضنني,ودموعها تغرغر
نجوى / أقبل يد أبي ويد أمي فقد شعرت بحنانهما فترة طويلة وعلي الآن أن أقبل أيديهما على مافعلاه من أجلي, ولكن اين هديتك لي يا أمي
أمي / سأفجئك بها أثناء الحفل.
نجوى / حسنا موافقة, وتتجه عينانا لبعضهما لاشعوريا ونضحك معا ,وكأن الحياة فعلا جميلة وليس فها أي كدر, وكأننا سنبقى هكذا طوال أيامنا, ولو قال لي أحدهم, أو أقسم لي أنني سيأتي علي أيام واستنزف دموعي ,لن أصدقه, فأنا أمتلك كل شئ بفضل من (الله) الأسرة الهادئة والحياة الكريمة والنجاح الدراسي بالإضافة إلى صديقاتي وخاصة صديقتي (لميس) التي أشعر دائما أنها مرآتي فهي صادقة معي جدا وتقرأ أفكاري بشكل يتعبني أحيانا, والمضحك انها تقول عني نفس الشئ,فوجودها في حياتي عوضني عن صديقتي (هبة) لإن هبة كانت جارتي منذ الطفولة ثم أنتقلت إلى حي آخر حيث إنها مرت بظرف قاس قبل سنوات, عندما دخل والدها السجن شهرين لإنه لم يسدد ديونه للبنك حيث اقترض قرضا يفوق قدرته المالية ثم تحطمت تجارته فجأة وأنهالت عليه البنوك ,فأضطروا أن يبيعوا شقتهم المقابلة لشقتنا في هذه البناية,ولازلت أتذكر منظري وأنا أودع (هبة) ودموعي لم تتوقف,أما عن (هبة) فلم تذرف دمعة واحدة على العكس كانت أقوى أفراد عائلتها المكونة من والدها,ووالدتها وشقيقها وأخواتها( بنان) و( تالة)أسمائهم جميلة مثل وجوههم الجميلة,عموما لازلت أذكر اليوم الذي غادروا فيه,ورجعت بعدها إلى غرفتي وأنا ابكي بحرقة لإنني لأ أحب أن أرى إنسانا أيا كان أن يهان أو يطرد أو يضطر أن يرحل ليوفر لقمة عيشه, فما أصعب الحياة في ظروف كهذه الظروف
المعلمة سندس/ تعيش مع زوجها وأبنائها الثلاثة,وهي تحبني كثيرا وقد دعوتها اليوم لحفل نجاحي,وهاي الأن في بيتها,وهي تطهو طعام أسرتها ,وتفكر بهدية تبتاعها لي ولصديقاتي
أوووه ماذا علي أن افعل بعد الغذاء هل أذهب مباشرة ,على التسوق لشراء هدايا الطالبات , أم علي أن أجلس قليلا مع أفراد اسرتي,كونه يوم الأجازة الرسمية ,نظرت إلى زوجي, ذلك الرجل المتحفظ دائما والذي أعرف مقدار حبي في قلبه,لكنه لايبوح لي بمشاعره تجاهي, فالرجال في عالمنا العربي يعتقدون أنهم عندما يبيحون لزوجاتهم بمقدار محبتهم لهن,سيتمردن ويعلن العصيان,لذلك لاتطلب الزوجة العاقلة كما تقول والدتي من زوجها أن يردد لها (أحبك ,أحبك, أحبك) فقط عليه أن يفعل الشئ الذي يثبت هذا,وحتى عندما أتحدث مع طالباتي في الفصل ,لأرى كيف يفكر الجيل القادم وكيف ستكون شكل الحياة الزوجية بعد 15 عاما من اليوم, أجدهن أكثر جراءة ويتوقن إلى سماع كلمة (أحبك) فهي كلمة آسرة لها سحرها على القلوب,كما لو أنها تحفر قلبك وتزلزله ثم تضمد جراحه وكل هذا يحدث في ثوان فقط.
زوجي الحبيب/ أريد أن استئذنك للخروج اليوم باكرا حيث لدي حفل نجاح بعض طالباتي في الحي المجاور,يقرأ الجريدة وكأن الأخبار لاتبث مايقرأ,وابتسم
ينظر لي من تحت نظارته الكبيرة,ويدير عيناه تجاه طفلي الصغيرذي الثلاث سنوات,وكأنه يسأل كيف سأتركه,فقلت: لاعليك إن جارتي وصديقتي سوف تهتم لأمره وتعتني به,لن أغيب مطولا ,بضع ساعات,وسأعود باكرا, لذلك اريد أن أغادر مبكرة اليوم,ينظر بطرف عينيه بالموافقة, وطبعا علي أن أفهم أنه موافق,,, هذه هي حياتي ببساطة, ثلاث أولاد وزوج طيب لكنه ليس مميزا في شئ,أشعر أنني أرى رجال الدنيا متشابهون,نظراتهم,كلماتهم,بل حتى قلوبهم (تميل شفتيها )هذا قدرنا بنات حواء بعد أن نقع في الحب علينا أن نتقبل أدم كما هو بل ونشكر الأقدار التي جعلتنا نلتقي مهما كان ينقصه شئ....... إنها الحياة
لميس/ جارتي المشاغبة,خفيفة الظل فبالإضافة إلى جمالها الطبيعي ,وجسمها الرشيق, فهي خفيفة الظل جدا وتضحكني بشكل مستمر,ربما لإنني عفوية تجدني أبحث في الناس عن بساطتهم,شفافيتهم,عموما ,تسكن لميس بالقرب من منزلنا وكم تمنيت أن تسكن في هذه الشقة المهجورة منذ زمن ليس لتحل مكان هبة مثلا,لا,فالبشر بالنسبة لي متميزون متفردون,ولن يحل أحد مكان آخر,فقط كل منهم له دور في حياتي وبطريقته المميزة,ولكن هل هذا من قبيل الوفاء......
تفاجأني لميس بطريقة دخولها لمنزلي,في كل مرة أفتح فيها الباب أجدها تخترع شيئا جديدا,(ههههههههه) حقا إنها مميزة,وهاهي تطرق الباب, بقي أن أقول إن لميس تعيش مع والدتها الخالة نورهان,ووالدها العم رشيد,,وأخيها باسم.عائلة صغيرة متفاهمة,هادئين جدا ماعدا لميس بالطبع,فكيف ستكون هادئة وهي صديقتي....
لميس/تسدل شعرها الأشقر على كتفيها,وترتدي فستانا أصفر اللون,بحزام ذهبي في وسطه,وتحمل في يديها عبوة مغلفة: تغني بأعلى صوتها أغاني النجاح وتنسى نفسها,
نجوى / لميس,أهلا وسهلا بك,ماهذا لماذا تكلفين على نفسك, شكرا على الهدية الجميلة
لميس/وما أدراك أنها جميلة فربما لاتعجبك,وتضحك
نجوى / في تعجب, ماذا تريدينني ان أقول مثلا,هديتك لاتعجبني, أنتي إنسانة غريبة
لميس/ هههههههه لا لااقصد هذا, لكن لاتحكمي على شئ قبل أن تدرسيه تماما,أشعر أنك متعجلة في إصدار الأحكام
نجوى /على العكس انا متمهلة جدا في قرارتي
لميس/اوووووه,بعد أن حكت بيدها مؤخرة رأسها,الأيام قادمة وسترين أنك تـتعجلين الأمور والأحداث ,ضعيها دائما حكمة أمامك (الحقيقة لها عدة وجوه وليس وجها واحدا)
نجوى /أمسكها من يدها واخذها معي إلى غرفتي لنكمل حوارنا الماضي عن آخر فيلم شاهدته قبل يومين وأعجبني كثيرا وهو فيلم هندي لممثلي المفضل شاروخان وكاجول فقلت: لميس لقد كان فيلما رائعا رائعا رائعا,لا أستطيع أن أصف لك مدى الجمال والحب الذي شعرته من خلال الفيلم
لميس /ماوجه الروعة فيه؟
نجوى / بعينين تلمعان, روعته في قيمة الوفاء,تخيلي مجرد مشاهدتي لهذا الفيلم أدركت قيمة الحب الذي لن يحصل إلا بقيمة الوفاء, كل شخصية في الفيلم تضحي بمشاعرها وفاء للآخر, كم تمنيت أن نكون جميعا هكذا
لميس / أنتي خيالية جدا يانوجا ,ورومانسية أكثر من اللازم
نجوى / اين العيب في هذا ,لا أجد عيبا في مشاعري
لميس / لم أقل إنه عيبا, أنا مثلك رومانسية ولكني لست خيالية
نجوى / لم أفهم ماتقولين ,فالخيال هو المسؤول عن سلوكنا وعن حياتنا,علماء النفس يقولون, ان الخيال يعمل بنسبة 90% وأكثر أن أحسنا إستخدامه,كيف لاتؤمنين بهذا
لميس/ أعرف ماتقولين وقد قرأته من قبل,لكني لست متفائلة مثلك,فأنا أؤمن أن الحياة أقدار وهي قسمة ونصيب في الأول والأخر
نجوى / إن كان ماتقولينه صحيح, فهذه مصيبة
لميس/ كيف ؟
نجوى / إن كانت الحياة بأحداثها وأقدارها مجرد شريط مسجل وعلينا أن نقوم بالأدوار كما هي مكتوبة نصا,فلم إذن يوجد حساب وعقاب؟لماذا نغضب ونثور؟لماذا نسعى لكسب الرزق؟ مادامت الحياة مكتوبة مسبقا, ونحن قد خلقنا لتمثيل الأدوار
لميس/ استغفر(الله) لا أقصد هذا المعنى,,,,,,, مندهشة في تفكير عميق مع ذاتها
نجوى /ماذا تقصدين إذن؟
لميس/ أقصد أن معظم الأمور وليست كلها هي قسمة ونصيب
نجوى / لاتعممي على تجربة مرت بك أو بأحد من أقربائك أنها هذه هي الحياة,لاتتركي الأحداث والبشر يبرمجونك وفق أهوائهم ومخاوفهم
لميس / أتعرفين, أنتي مشاكسة جيدة, لكن هذا الموضوع يطول شرحه ,لذلك دعينا نؤجله ليوم آخر
نجوى / لابأس,ياصديقتي, فاليوم هو يوم فرحتنا دعينا نعد الجدول الخاص بالحفلة
لميس / مارأيك نبدأ الحفل بكلمة شكر للجميع ثم نفتتح الرقص, كما يفعلون في الأفلام الأجنبية,وحتى الهندية وترميني بغمزة شريرة
نجوى / رائع اعجبتني الفكرة,مبتسمة بخبث, أيضا في الأفلام الهندية لايتهربون من إكمال الحديث وأعيد لها غمزتها
لميس / يالك من صديقة متعبة,هذا طبيعي أنتي برج (الدلو) أكبر مشاكس وفيلسوف, لكني أحبكم على العموم كل أصدقائي المقربين هم من نفس البرج
نجوى / لو سمعك أحد لايعرفك يظنك عالمة فلك ,ونضحك سويا
ولا أنسى أن اذكر صديقتي إيناس, وهي زميلة في مقعد الدراسة,لكن لها ظروفا خاصة جدا, لذلك لا أحب أن اقحم نفسي على حياتها, فوالدها رجل مسيطر متقلب المزاج,ولايستطيع أحد ان يثني كلامه,أكره هذا النوع من الرجال,عموما هي لن تأتي بالطبع,لإن والدها سيرفض لذلك لم أدعوها,وهذه التربية العنيفة خلقت لديها فيما بعد شخصية عنيدة مغرورة بارائها,جامدة في تفكرها , منغلقة على ذاتها,وبالرغم أنها طيبة وأعرف هذا عنها تماما إلا إننا لا نتفق ابدا على راي موحد وحقيقة نحن صديقات لكن لسنا حميمات,ولن نكون كذلك إلا إذا تغيرت في أسلوبها,لإنني لأ أحب الكلام القاسي الذي يطلق احكاما مسبقة عن كل شي, ففي مرة لأ أنساها كنا في المدرسة نتبادل الحديث وقد كنا مجموعة كبيرة من الطالبات في فصل واحد,فقالت إحداهن,أمس شاهدت مسلسلا رائعا للأديب السعودي,غازي القصيبي, إنها روايته (شقة الحرية),وبدأت تتحدث عن إعجابها بالمسلسل,وعلت أصواتنا في الفصل,إذ كلا منا لها رايها كان وقتا مبهجا, إلا أن إيناس كانت غليظة فقد حللت الموضوع بطريقة جافة, فقالت , إن أمثال هؤلاء الكتاب ليس لديهم شئ غير الأفكار الفارغة ليفرضوها على مجتمعاتهم,ولايعرفون شيئا عن واقع الحياة بل يعيشون في أبراجهم العاجية,شعرت أنها تحقد على نجاح الأخرين ,فأستغربت,وبعدها أخذت ألمح في كلماتها شيئا من الحسد أو الغيرة,لإنها تسألني دائما عن أحوالي بطريقة وكأنها تترقب شيئا غريبا سوف تسمعه مني, فأحوالي مثل احوال باقي البشر ,لست بدعا منهم, عموما لها وقفات معي بعضها كان قاسيا, لكن في كل الظروف أنا اخلص لها في صداقتي لإنها لم تبتعد عني ابدا
المعلمة سندس/ لاتزال تبحث لنا عن هدايا تناسب مرحلتنا العمرية, فهي مسكينة لاتعرف ماذا يحب الفتيات لإنها أما فقط لثلاث ذكور,ودائما تقول:أنا لأعرف كيف أتعامل مع الطالبات ولا أفقه مشاعرهن كثيرا,لكنني احاول قدر المستطاع,وتدخل المتجر الخاص بالعطور البرية من شركة (ذي بودي شوب) أرجوك ساعدني أن أجد هدايا مميزة لفتيات لم يتجاوزن السادسة عشرة من العمر
البائع/ حسنا ولكن ماهي المناسبة لديهن؟
المعلمة/ إنها بمناسبة نجاحهن في المدرسة
البائع/ حسنا مارأيك بهذا الرائحة,وكانت رائحة التوت الأحمر مع الصندل,اشتمته قليلا,اوه ,لا لا أحب هذا النوع من الزهور, لابأس يوجد غيره, هناك عدة روائح فهناك المسك,والفانيلا,والبرتقال,والل يمون بالزنجبيل
المعلمة/ نعم اريد أن أشتم عطر المسك وعطر الليمون بالزنجبيل أعتقد انها مناسبة
البائع/ انظري هاتين القنينتين,إنهما للاستخدام والتجربة ,جربيه الآن
المعلمة / اوووه إنه رائع,هل هذا برائحة المسك,يومئ البائع ,نعم بطرف عينيه,نعم اريد هذا مغلف بلون جميل, وأريد أيضا من عطر الليمون بالزنجبيل
البائع / يغلف الهديتين الرقيقتين من الملعمة إلى نجوى ووالدتها,ثم تنطلق به متوجة إلى منزل نجوى أو كما تسميها,طالبتي الشقية نوجا

الجزء الثاني
العراف/ هل استطعت أن تضعي العمل الذي عملته لها في حوض الزرع الذي قرب باب منزلها كما طلبت منك؟
خالة امين/ نعم, لقد غافلتها وهي تجلس مع ابنتي جمانة البارحة فقد كنت ازورها,وفتحت الباب بهدوئ ووضعت التميمة في حوض الزرع الذي بقرب بيتها,لاتخف فكل شئ يسير وفق الخطة المرسومة,تحياتي وسألقاك مجددا في المساء
خالة صفية/ الو أمينة كيف حالك,اريد منك ان ترافقيني الى العراف كما طلب منا , هاهي ثلاثة ايام,اريد أن اعرف مصير ابني وعائلتي
خالة أمينة / لاتقلقي انا معك حتى النهاية ,حتى تتخلصي من كل الشرور
خالة صفية / إذن نحن على الموعد المحدد
خالة أمينة /سأنتظرك في الخامسة عصرا,,,وفعلا تخرج الخالة صفية إلى الشارع لترافق قريبتها أمينة والتي تحبها بصدق,وهنا تعلمت درسا,لاتحب أحدا بشكل أعمى,حتى تستطيع أن تراه على حقيقته,أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما,وابغض بغيضك هونا ما, عسى أن يكون حبيبك يوما ما, فسبحان مدبر الأقدار ومقلب القلوب......
العراف / والآن ساقول لك ماذا تفعلين يا صفية,وهو ينظر إلى الإناء المملوء بالماء وبجانبه ذلك الديك الأسود
خالة صفية / ارجوك,فانا لم أعد احتمل,فإبني اصبح كالأعمى,يسامرها طوال الليل وضحكاته لم اسمعها من قبل
خالة امينة/ في قلق واضح, لكنك لم تخبريني بهذا من قبل
خالة صفية/ هذا ماسمعته البارحة ليلا
العراف/ لاعليك, هذه ثورة الشباب, إن لم يحادثها إبنك فحتما سيحادث أخرى,اتركيه شهرين ثم عودي مرة ثانية
خالة صفية/ ولكن ,هل أظل صامتة؟
العراف / بالطبع لا,اليوم اذهبي وفتشي في حوض الزرع المقابل لباب بيتك والذي تزرعين فيه وردا ابيضا منذ زمن,ستجدين عملا مختوما بورق أسود, واجلبيه لي حتى أحرقه وينتهي أثره
خالة أمينة/ أجل, جوزيت خيرا على هذا
خالة صفية/ عملا,وهي ترتعد,فهي ابسط وأنقى من أن تعمل عملا لأحد فكيف بها تفتش عنه
العراف/ هذا العمل الذي عملته نجوى لإبنك,سأخلصك منهاو لاتقلقي, ,لو كنت أعلم أن الخير في هذه الزيجة,لأخبرتك بذلك,لكني اراك تتغافلين عن الحق,ولديك الخيارات الاخرى امامك,ونظر الى خالة أمينة وكأنه يقصد ابنتها
خالة صفية/اجل معك حق, إذن سأذهب الأن واحضر ذلك العمل المشؤم, ليرد (الله) كيدها في نحرها
العراف/ عودي وقد جلبت ماطلبت منك,
خالة أمينة/ انتبهي ياصفية أن يراك أحد,وخاصة زوجك أو أبنائك,
خالة صفية/ لاتقلقي يا أمينة,كلهم بالخارج ,هيا دعينا نفتش عن هذا العمل
وعند حوض الزرع,قامت الإثنتان بالتفتيش الجيد,لم يجدوا شيئا
خالة أمينة/ انتظري ,سأحفر بيدي إلى اعمق منطقة
خالة صفية/ لا يا أمينة ستتسخ يداك,وماذنبك؟
خالة أمينة/ كيف تقولين ماذنبي,,أحمد إبني تماما مثلك, هيا ددعيني أرى ,و اخرجته ببراعة, وبراءة في نفس الوقت
خالة صفية/ يا الهي , ان شكله مخيف, لااستطيع أن امسك به (استغفر الله)
وفي طريق خروجهم من البناية,التقوا جارتنا في البيت المجاور لبيتنا,إنها خالة عزيزة,انسانة غريبة الأطوار لايفهمها أحد, لاتتحدث إلا قليل,ولانراها إلا في المناسبات الكبيرة,ولكني عندما اراها اتفائل,اشعر ان بوجهها نورا مشعا, وكانت دائما تقول الكلمة وتحدث
خالة عزيزة/ كيف حالك يا أم أحمد؟
خالة صفية/ الحمد(لله)
خالة عزيزة/ هل انت بخير؟
خالة صفية/ نعم انا بخير ,وانت؟
خالة عزيزة / انا في أتم الخير,فأنا لا استشير احدا إلا (ربي) وابتسمت بلطف ووضعت يدها على كتف خالة صفية وقالت: كوني حريصة على زوجك وابنائك,وخاصة أحمد
خالة أمينة/ مابال هذه الجارة الغبية,تتفوه بكلمات غريبة
خالة صفية / دعيها الان ,نحن في شأن أهم من شأنها
العراف/ هل اتيت به؟ وكان يمسك بالعمل الأسود
خالة صفية / مارايك الأن,ماذا نفعل؟
العراف/ الأن لن استطيع عمل أي شئ,لإن المكلفين برفع هذا العمل عنك لهم مطالبهم
خالة صفية/ اجل ,اجل, مفهوم,وهي ترتعد خوفا
العراف / لقد اخبرتك بالمبلغ المطلوب,وبعدها سأعطيك خلطة أعشاب ضعيها في وجبة دسمة,واجعلي نجوى تأكل منها, وأعدك خلال شهرين أن أبنك سيكرهها ولن يطلب منك الإرتباط بها
خالة صفية/ حسنا, هاك المبلغ,تفضل, وناولته مظروفا كبيرا بداخله خمسة ألاف دولار
خرج العراف من الغرفة ,خالة صفية/ اتظنين يا امينة أننا نؤذي أحدا بما نفعله؟
خالة امينة / بالطبع لا,هي من آذتك وصرفت إبنك,ليس ذنبك,انت هنا لتخرجي ابنك من هذه الورطة التي اوقعته بها
رجع العراف ومعه,علبة زجاجية صغيرة بها أعشاب رائحتها مقرفة,ناولها الخالة صفية
العراف / هاك الأعشاب المحضرة خصيصا لك,ضعيها فقط لنجوى, اياك أن يأكل احد آخر منها
خالة صفية/ نعم حسنا,سأفعل هذا,هل من شئ أخر؟
العراف/ لا أذهبي و(الله) معك وسيوفقك فيما تفعلين
بالتأكيد سيوفقها (الله) ف (الله) تعالى يوفق كل البشر الطيبون والسيئون,كلهم موفقين, وكل واحد منهم يختار طريقه,وفي النهاية سيجد نواياه تنتظره عند آخر قدم في طريقه
في اليوم التالي,بعد أن صليت الفجر مع أمي وأبي,سمعت ابي يدعوا: يا (الله) احفظنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين,فقلت,آمييين يارب العالمين
كنت في الجامعة وقد انهيت محاضراتي وانتظرت السائق ليقيلني الى المنزل فأنا حتى اليوم لم اتعلم بعد أن اقود السيارة, وقد عزمت وقتها أن اتعلم,خلال شهرين,حتى يتسنى لي في الترم القادم أن اقود نفسي , فأنا الأن فتاة جامعية وخلال سنتين أو ثلاثوسأكون زوجة وأما, آآآه ,مااروعه من حلم,كنت فرحة بمشاعري وأيامي كلها محبة وود ,رن هاتفي
نجوى/الو,حبيبي أحمد
احمد/ أنت حبيبة قلبي وحب العمر كله,أين انت الآن؟
نجوى/ في الجامعة انتظر السائق ليقيلني الى المنزل
احمد/ هيا اتركي امره, سأقيلك انا
نجوى/ ولكن لا استطيع
أحمد/ هيا هاتفيه الأن واعتذري له ,أنا في طريقي اليك
نجوى/حسنا, سافعل,وقلبي يطير فرحا, جميل هو الحب,وجميلة مشاعر اللقاء والأجمل منها فرحة القلوب قبل اللقاء,فعندما تنتظر حبيبك لتقابله,يدق قلبك وترتجف اضلعك فرحا, أما لو كان شخصا لاتحبه,لن يدق قلبك ولن تبض روحك,صدقني, هكذا تعرف في لقاءاتك انك تحب هذاالشخص أم لا.
أحمد/ هيا ادخلي هنا,وقادني الى سيارته,وفتح الباب الأمامي
نجوى/ شكرا,مبتسمة
أحمد/ دخل السيارة وبدأ يحرك المقود,وبعد أن انتصف الطريق وبدأنا نبتعد عن ضجيج الجامعة,ادار شريط التسجيل,بموسيقى هادئة خففت عني كل شئ,أمسك بيدي اليسرى وضغط عليها,أفتقدتك
نجوى/ ابتسمت,وصمت للحظات
أحمد/ هل تخجلين مني؟
نجوى/ ولما لا اخجل هل انا فتاة من كوكب آخر؟
أحمد/ انت أجمل فتاة على هذا الكوكب,
نجوى/ الى اين سنذهب؟
أحمد/ حيث تريدين
نجوى/ أريد أن نستقيل يختا بحريا ونبحر ولو لساعة واحدة
أحمد/ هل انت جادة؟
نجوى/ نعم,اريد أن ,وصمت مطولا
أحمد/ إذن اطلبي خالة سعاد واخبرها انك سوف تتأخرين عن موعد عودتك الى المنزل
نجوى/ الو , امي الحبيبة,انا مضطرة أن اذهب الى بيت صديقتي, أفنان
أمي/ ومن هي افنان انا لااعرفها؟
نجوى/ إنها صديقتي في الجامعة وقد تعبت فجأة وخجلت ان اتركها, ارجوك اسمحي لي بساعتين فقط
أمي / حسنا ولكن لا تتأخري وأحرصي
نجوى/ لقد ارتكبت خطأ,لا احب ان اكذب, بعد ان اغلقت الخط مع أمي
احمد/ ارأيت سلبيات ابتعادنا عن بعض
نجوى/ هيا لا تخالط الهزل بالجد
أحمد/ انا محق,لو كنا مرتبطين وفي بيت واحد لما اضطررتي لفعل هذا
نجوى/ عموما , لن تتكرر
أحمد/ اجل , سيكون كل شئ في النور عمار قريب, وامال برأسه ينظر بحب وخجل الي عيني
اقلنا يختا واسعا,كان الجو رائعا واتى موافقا لحدث كهذا الذي اعيشه الآن
أحمد/ هل انت جائعة؟
نجوى/ نعم انا جائعة,ولكن لا عليك
أحمد/ سأطلب غذاء لنا ,وطلب من السائق الخاص باليخت أن يقدم الغذاء
نجوى/ هيا اترك هذا اريد أن نرى البحر معا تعال وقف بجانبي
أحمد/ ها قد اتيت, افعلي بي ماشئت, فأنا ملكك الآن
نجوى/ الآن فقط؟
أحمد/ الأن وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة,وحتى أخر العمر.. وقد جعل انفه يداعب انفي ويده تداعب شعري
نجوى/ شعرت بقشعريرة سرت في خلاياي,وأنا أحبك, ولكني لست ملكك الآن وابتسمت
أحمد/ نعم ياحبيبتي,لاتخافي, أنت أغلى ماعندي,فقط اريد أن ارتاح قليلا,من ضغوط الحياة
نجوى/ إذن ماذا تريد؟
أحمد/ أريد ان ألقي برأسي على كتفيك الناعمتين
نجوى/ تعال,اخذت برأسه إلى كتفي ويدي الأخرى تداعب شعره ,من حقه أن أُدلــــلــــه ,فهو حبيبي
أحمد/ اريد أن أضمك إلى صدري ,اقتربي مني , اريد أن اشعر بأنفاسك تتمازج مع أنفاسي,وامسك بي ويده خلف ظهري
نجوى/ وانا حلمت طويلا أن أضمك إلى صدري ,وقد اقتربت خطوات خفيفة
أحمد/ أحبك,,,, كنا قد التصقنا تقريبا,واحتضنني بقوة
نجوى/ شعرت أن هذه المرة قشعريرتي لها طعم آخر فقلت: يا (الله) ماهذا الذي اشعر به,إن جسمي كله يلتهب وأضلعي بادرة ,اريد أن ادفأ في صدرك
أحمد/ حبيبتي,هذا لهيب الحب, هو هكذا يفرحنا ويشقينا
نجوى/ بدأت أخاف منه, وعيناي زائغتين
أحمد/ اطلق ضحكة حنونة, لاتخافي , فقد عاهدت نفسي ان أضمك إلى صدري كل يوم,وأن أكون سببا في سعادتك,لما الخوف؟
نجوى/ لم نبدأ بعد إرتباطنا الفعلي ونحب بعضنا الى هذا الحد,فكيف بنا لو عشنا تحت سقف واحد, هل سنجن من الحب؟
أحمد/ وأين المشكلة, دعينا نعيش الحب بكل مشاعره, مرة نعشق ومرة نتألم ومرة نجن
نجوى/ وضعت رأسي على كتفه وتأملنا أمواج البحر وظللنا هكذا ساعة واكثر, لم أدرك أن الوقت الجميل يجري في عجل,ومع ذلك ,لانشعر به ابدا
خالة صفية / هل مازلت تريد أن ترتبط بنجوى؟
أحمد/ أجل يا أمي,فأنت لاتتصورين مقدار محبتها لك, دائما تقول لي هذا
خالة صفية/ أجل وانا احبها,لذلك لامانع لدي من قبول ارتباطكما ولكن بشرط
أحمد/ انا موافق على أي شئ تطلبينه مني,تفضلي
خالة صفية / فقط امهلني بعض الوقت,شهرين فقط,وبعدها سيكون كل شئ على مايرام
أحمد/ شهرين,ألا ترين أنها مدة طويلة
خالة صفية/ لقد اشترطت عليك,لدي ترتيباتي الخاصة, فلا تفسد علي والآن اذهب واخبرها أننا ندعوها غدا على العشاء,وسوف أحضر الطعام بنفسي,فأنا أعرف ما هي أكلتها المفضلة نجوى, مثل ابنتي بشرى
أحمد/ شكرا لك يا أروع أم بهذا الكون, وقبل رأسها واسرع مثل طفل صغير,يهاتفني ويخبرني بموعد العشاء غدا في منزلهم في البيت الذي يعلو بيتنا بطابق واحد فقط,نحن قريبين من بعضنا الى هذا الحد من القرب والجيرة
في بيت هبة,,لقد حل بيتهم بعض السرور إذ تزوجت أختها الكبرى بنان,وانضمت هبة الى الجامعة معنا,وبالمناسبة هي فتاة ذكية للغاية وطموحها دائما أن تصبح مخرجة إعلانات شهيرة ,فقد انضمت الى قسم الإعلام وسوف تتخصص في الإخراج التلفزيوني
هبة / آآآه لقد مللت من مطالعة هذه الكتب ,. اريد أن اخذ بعض الراحة,.سأهاتف نجوى,فقد افتقدتها كثيرا
هبة / الو ,مساء الخير نجوى,كيف حالك لقد افتقدتك
نجوى/ حبيبتي هبة,افتقدتك كثيرا,اين انتي؟
هبة/ في المنزل,اريد ان اراك, التحقنا بالجامعة ولم نعد نرى بعضنا كالسابق ,سئمت من المذاكرة ,هل لي ان اراك
نجوى/ بالطبع,لماذا لاتأتين الآن ,وسأنادي لميس,ونجلس كلنا سوية
هبة/ فكرة رائعة ,سأحضر نفسي وآتي
لميس/ الو.نجوى كيف انت اليوم
نجوى/ لماذا لاتجيبين على هاتفك الخلوي؟
لميس/ لم اسمع شيئا,كنت نائمة,فقد سئمت من المذاكرة ,متى سأكبر والتحق بالجامعة مثلكم
نجوى/ لاتخشي شيئا,اغمضي عينيك وافتحيهما ,ستجدين نفسك قد اصبحت في الجامعة
لميس /اغلقت عيني الأن وفتحتهما, لم يحصل شيئا
نجوى/ هيا كفي عن هذا الاسلوب,لن تكبري وانت تتحدثين بهذه الطريقة,واضحك ,فأنا لازلت مؤمنة أنه لايضحكني احد بقدر هذه الفتاة,حتى أحمد برغم حبي له, فهو لايضحكني كثيرا, لإنه رجل رزين وتصرفاته أكبر من عمره الحقيقي,ربما رجل العذراء يحارب ويجاهد نفسه دائما ليعيش قضية معينة, لا اعرف
تبادلنا النقاشات,انا وهبة ولميس,وقد ضحكنا ومرحنا,لدرجة لم نكن نريد أن ينقضي الوقت, فنحن ثلاثي جميل,تظل لميس طوال الوقت تحلل شخصياتنا وتصرفاتنا وفقا لإبراجها وطوالعها,أما هبة فهي حساسة أكثر ,لكنها خفيفة الظل بالدرجة الأولى ,فتعليقاتها ايضا تضحكني,لازلت اصادق فتيات من برج السرطان,لإعتقادي انهن طيبات ,أما أنا فكنت فرحة بوجودهن معي, وطبعا لم ننسى أبدا أن نعلق على اساتذتنا وزملائنا الجدد,كم هي ايام رائعة ,تمتزج فيها الطفولة بالنضج ,وادركت حينها أن الصداقة من أجمل العلاقات فهي علاقة إنسانية راقية لمن يدرك هذا,واظن أنها تواسينا في حالات الضيق التي قد تمر بنا نحن البشر,,,, دائما وابدا, تخيروا اصدقائكم فهم إنعكاس لقلوبكم......

الجزء الثالث
يومها لبست وتأنقت وكأنني في ليلة عرسي, اشتقت لهذه الأجواء, المقابلات العاطفية, وسماع دقات قلبي تنبض عند رؤية من أحب,,ماهذه السخافات, هل انا, احب عزيز؟ لالالالالالا, لا اريد هذا, اعتقد انه لايناسبني مطلقا,عزيز,لا , انا اخاف من نظرته, وقلقة كثيرا من مواجهته
استقلنا سيارته,انطلق بي إلى مطعم فاخر,اول مرة اراه, وبه قاعة للرقص ,احببت هذا المكان
عزيز/ هل اعجبك المكان,بالمناسبة كان عزيز يرتدي بدلة جديدة, سوداء,وقميضا رماديا,كان شكله جذاب, ودقنه خفيفة,وتفوح منه رائحة عطر ذكي,اعتقد انه عطر رائحة المسك الأبيض, ويلبس في اصبعه الصغير, خاتما فضيا به حجر كريم
نجوى/ نعم احببته جدا, لم اتوقع ان يكون بهذا الهدوء
عزيز/ الحقيقة اول مرة ازور هذا المكان
نجوى/ وكيف عرفته إذن؟
عزيز/ سألت صديقي عصام,ودلني عليه
نجوى/ عموما يبدو أن صديقك يأتي هنا دائما, وضحكت بخبث واضح
عزيز/ اجل أجل, انه من هذا النوع من الرجال الذين لاينامون بدون إمرأة يداعبها بين يديه
نجوى/ وماذا عنك؟
عزيز/ اتمنى هذا, ويضحك بخبث ايضا
نجوى/ لا افهم, هل تفعل مثله؟
عزيز/ لو كنت مثله, لما تألم قلبي لحظة,احيانا تبدين غبية وطفولية
نجوى/ مارأيك تضربني حتى اكبر؟
عزيز/ اكبري عن مشاكساتك هذه, لا اريد أن نبقى هكذا,اصدقاء يشاكسون بعضهم البعض
نجوى/ وماذا تريد من علاقتنا؟
عزيز/ اريدك إمرأتي وأنا رجلك, كان يحدق بي ,احببت نظرته, ياويلي, هل بدأت اخفق له بصدق
نجوى/ بأي طريقة ؟
عزيز/ بالطريقة الشرعية ,,وصمت
نجوى/ انت تربكني, لااحب ان اكون في مأزق هكذا
عزيز/ ليس مأزقا اضعك فيه, اريد أن نضع خطوطا واضحة لعلاقتنا, والخيار لديك
نجوى/ لا احب التحدي, انت لست جادا بشأن علاقتنا اصلا
عزيز/ لماذا تقولين هذا؟
نجوى/ كل تصرفاتك ياعزيز,تحاول الابتعاد عني ثم تعود متى ماشئت,اليست هذه انانية؟
عزيز/ نعم انا اناني في حبي لك
نجوى/ وانا من المستحيل ان اعطي حياتي لرجل مثلك
عزيز/ صدقيني تحصل معي ظروف خارجة عن ارادتي
نجوى/ وماهي هذه الظروف
عزيز/اتذكرين عندما تواعدنا مرة ان نلتقي كنت حريصا على الموعد, لكن جائني اتصال من والدي في القرية ويحتاج الى دواء معين لا يوجد الا في عيادة بعينها , الغيت الموعد معك,ثم اتجهت للعيادة,وسمعت صوتك وقد تغير فجأة
نجوى/ اجل لقد تضايقت يومها ,وبكيت
عزيز/ الم اخبرك انك طفلة مدللة,مارأيك , هل تراقصيني على هذ الانغام الجميلة
نجوى/ حسنا, وامسك بيدي وقمنا نراقص بعضنا بهدوء وبدونا كما العشاق
عزيز/ تبدين في غاية الجمال هذه الليلة, وهو ينظر الى عيني
نجوى/ وانت ايضا ,وطأطأت رأسي وضحكت ,احرجت مما قلته
عزيز/ آآه,هل ابدو جميلا هكذا, تتنازلين بنفسك وتقولين انني جميل, لا اصدق نفسي
نجوى/ إن لم توقف اسلوبك التهكمي هذا, سأنسحب من المنصة,, أمسك بيدي بقوة هذه المرة,
عزيز/ اين تذهبين؟ هل تريدين الفراق مرة اخرى
نجوى/ لا , اريد أن ابقى بجانبك, فأنا محتاجة لعينيك,
عزيز/ وانا احتاج الى صدرك هذا ,,واشار بعينيه الى نهدي...
نجوى/ الم يقل لك احد من قبل انك وقح؟
عزيز/ اجل كانت امي تقول هذا... ويضحك
نجوى/ اذن انت وقح بالفطرة
عزيز/ اصبت ياحبيبتي
نجوى/ ماذا؟ حبيبتي
عزيز/ هل تنكرين هذا؟
نجوى/ استنكر هذا ., لا انكره
عزيز/ لإنك مغفلة, عمياء, لو كنت ترين الأمور بحقيقتها ,لإستنتجت حبي لك
نجوى/ هل انت جاد في حبك؟
عزيز/ اكره التكذيب, على فكرة لا اكره صفة في البشرية جمعاء قدر ما اكره الكذب,,,
نجوى/ آمممم, إذن لماذا تكذب احيانا؟
عزيز/ اقسم لك انني لم اكذب عليك مطلقا, قد اتهرب من الاجابة,قد احرج, لكنني لم ولن اكذب عليك, انت بالذات يانجوى,,,,, كانت عيناه صادقتان, وتذكرت كلام لميس عندما قالت إن برج الكلب الصيني وفي ولا يحب الكذب
نجوى/ هل احتلفت بعيد ميلادك هذه السنة؟
عزيز/ اخذ يضحك وينهنه بصوت عال
نجوى/ هل قلت دعابة تضحكك ؟
عزيز/ انا لست من هذا النوع المدلل,, نادرا مايحصل ان يفأجأني احد اخوتي بهدية , لقدكبرت على ذلك ,فأنا اخجل من هذه الاحتفالات اشعر انني طفل,,
نجوى/ على العكس كلما عشت ايامك بعفوية ,ستحلو الحياة في عينيك
عزيز/ إذن فلنحتفل الان ,لقد مر على ميلادي شهرين ونصف لكن لا عليك,نعيشه الأن
نجوى/ هل جننت؟ كيف
عزيز/ اتركيها لي
نجوى/ حسنا, لكن لم اجلب هدية معي
عزيز/ انت اليوم اغلى هدية وانت معي هنا, ولكن اريد منك هدية صغيرة الآن
نجووى/ تفضل , سيدي, وضحكت
عزيز/ اريد قبلة منك
نجوى/ ارجوك عزيز,توقف عن هذا الكلام
عزيز/ اقسم لك,انني صادق في مشاعري, نوجا حبيبتي لاتخافي من الحب اتركي نفسك له, سلمي نفسك للحب,لن تخدعي بعد الآن
نجوى/ من قال لك انني خدعت قبل الان؟ وبدأت اغضب
عزيز/ لم يقل لي احد إلا عينيك.. تحملين بداخلها هموما اكبر منك,لماذا حبيبتي,هل ظلمت مرة, قد حصل هذا مع الكثيرين,المهم ان قلبك لازال ينبض بالحياة
نجوى/ سأعتبر نفسي لم اسمع شيئا,لا احب ان تطلب مني طلبا كهذا
عزيز/ إن لم تفعلي ,سأقبلك عنوة, هل تفهمين,,وبدى جادا فيما يقول
نجوى/ هل تعتقد انني مغفلة, انا لا افعل شيئا لا اريده
عزيز/ حسنا كما تريدين,المهم الا تغضبي مني ,فاليوم هو ميلادي
وبعد أن عدنا الى مائدة العشاء,استأذن عزيز,مؤكد انه يرتب لحفله الخاص,ياله من رجل , اهو مجنون ؟
عزيز/ وكيف حال صديقك صلاح
نجوى/ انه بخير,لقد اصبح شابا كبيرا,وهو في اخر مرحلة في الثانوية العامة
عزيز/ يبدو انك متعاطفة معه,, وكأنه يريد ان يلهيني عن ترتيب الحفل
نجوى/ اجل ,قصصت له كيف قابلته اول مرة,وتحدثنا عن قضية فلسطين,واخذ يحدق بي وانا احدق به, المضحك انني لا امل ان انظر اليه,عينيه, تلك العينان, المتوحشة, الفظة, الوقحة, احبها
سمعت صوتا موسيقيا عزفا لأغنية عيد الميلاد, ودخل مجموعة من نادلي المطعم,وهم يحملون كعكة الميلاد,,,وضعوها فوق مائدتنا, وقد كتب عليها, نجوى
نجوى/ ماهذا انه يوم ميلادك كيف تكتب اسمي؟
عزيز/ لإنني شعرت بك منذ يوم ميلادي, هل تصدقين
نجوى/ كل عام وانت بخير ,اتمنى لك سنة سعيدة,وعمرا مديدا يطول حتى مائة وعشرين عام
عزيز/ انت متفائلة واخذ يضحك.. كوني عقلانية, وتمني عمرا معقولا
نجوى/ كم تريد؟
عزيز/ اريد ان اعيش حتى سبعين عاما
نجوى/ يالصغر احلامك؟ لماذا هل تحجم قدرة (الله)
عزيز/ ,بالطبع لا, لكن ماذا سأفعل, كل الرجال يموتون في هذا العمر تقريبا...
نجوى/ وأنت تلقد الرجال في كل مايفعلون؟
عزيز/ ياشقية,اخذ يضحك بصوته العالي,, انت اشقى فتاة والغريب انك جميلة فكيف يجتمعان
نجوى/ لن اقطع الكعكة حتى تنوي العيش الى مائة وعشرين عاما
عزيز/ حسنا, انني الان انوي ان اعيش مائة وعشرين عاما,مع هذه الفتاة المجنونة, ارجوك يا (الله) اجب هذه الدعوة, وعينيه لا تفارق عيناي
نجوى/ شعرت ان قلبي يرقص من الفرحة, وتذكرت كيف كنت ارفض كل من يتقدم لي بعد أحمد, وكيف كنت عدائية بهذا الخصوص, الحمد(لله) محى (الله) مافي قلبي من احزان وجعلني احب هذا العزيز( كل هذا قلته في سري)
عزيز/ مابك تصمتين؟
نجوى/ ابدا, لكنني اشعر اننا تأخرنا, هل نذهب الان
عزيز/ اجل لقد تأخرنا عن كل شئ, وهذا وقتنا يانجوى, لكن بقي ان ننتظر الى ان يحتفلون برأس السنة
نجوى/ لا افضل هذا,لانني تأخرت
امسك بي كما يفعلون في الافلام, آآآه,,,كنت اشاهدهم ,واتمنى لوكنت مكان إحداهن,خرجنا واستقلنا سيارته,أدار عزيز الأغاني وكان ينظر تجاهي, ثم مالبث ان امسك بيدي,واخذ يمسد على صدره بكفي
4
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رشوو
رشوو
اااااااااااااااااااااااااااب
لن أنساك 3
لن أنساك 3
http://lnansak.blogspot.com/
هذا عنوان المدونة الخاصة بالرواية, ارجوا ان لايحذف لان الرواية حذفت من قبل في المنتديات ,تفضلي
لن أنساك 3
لن أنساك 3
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
تفضلي عزيزتي بقية الرواية على مدونه خاصة http://lnansak.blogspot.com/