رواية ماتحت الأرض...بقلمي...

الأدب النبطي والفصيح

بعيدا عن أنظار الجميع،وتحديدا في صحراء(سيناء)
بمصر،وجدت عائلة مختلفة ليست كباقي العائلات،و
لا تعيش حتى في البيوت كباقي الناس،بل تحت
الأرض بعمق ٢٠٠ كيلو متر ،ومن أعجب مافي الأمر
أنه كان يوجد بقربهم جدولا صغيرا للماء،حيث كانت
عندما تهطل الأمطار،تمتص الأرض مياه الأمطار
فتتجمع في باطن الأرض لربما يسمونها!(المياه
الجوفية)،وأما بالنسبة لطعامهم فكانوا يخرجون في
ساعات الصباح الأولى ليصطادوا،الضباء وغيرها
ويقومون بشويها وأكلها،وهكذا هم يعيشون حياتهم
وجميع أفراد القبيلة لا يجيدون القراءة ولا الكتابة
واعتزلوا العالم المعاصر والمتقدم تكنولوجيا،ليعيشوا
حياة بدائية جدا جدا،والسبب في هذا أنهم أتوا لهذه
الحياة وقد كان أجدادهم يعيشون بهذه الطريقة ،و
أيضا قد رزقهم الله عز وجل بمجوهرات نفيسة،حيث
أنه في يوم من الأيام،كان هناك شخص ما منهم
يبحث عن المياه اللي تحت الأرض عندهم،وعندما
وجد القليل من المياه،لمح بالقرب منها شيء زاهي
الألوان،شديد البريق واللمعان،كان قد جذبه إليه
بشدة وعندما اقترب عندها،وجدها مجوهرات شديدة
الجمال،والأعجب من كل هذا بأنها كانت بأعداد كبيرة
جدا،ولشدة تعجبه قال:أرى بأن الرزق قد أصبح رزقين!
المياه وهذه المجوهرات.
قام بجمعها وملأ منها جيوبه،وركض مسرعا نحو
أفراد قبيلته ليساعدوه في جمعها،وفعلا قد ذهب وعاد
بعدد من الرجال قاموا بجمعها كلها،حتى شعروا بأنها
لن تنفذ،واستفادوا منها كثيرا،حيث أنهم زينوا
بها أثاث منزلهم المتواضع المصنوع من الخشب
والحجر،وبعض النساء حاولن أيضا التزين بها،فكانت
تلك المجوهرات تكفيهم،بل تكفي سكان مدينة كاملة
حيث أنهم أصبحوا يرونها في كل مكان تتلألأ تحت
الأرض،ولأنهم لم يختلطوا بالعالم الحديث،لم يفكروا
في عقد صفقات تجارية مع العالم الذي يعتبر عالما
خارجيا،وكان هناك رجلا رحالة،يحب السفر،والتجوال
والترحال،وبينما كان يمشي في وسط الصحراء
بحثا عما يطفئ غضب العطش،لمح أحدا منهم قد
دخل تحت الأرض عبر حفرة كبيرة جدا،كانت حوافها
مزينة بتلك المجوهرات،دفع الفضول الشديد ذاك
الرجل إلى دخول تلك الحفرة واتباع ذلك الرجل،وفعلا
دون أي تفكير منه قام باتباعه،وظل خلفه حتى تعجب،
من كثرة المجوهرات المنثورة هنا وهناك ،بدء من تلك
الحفرة العميقة وإلى مكان ماهو يقف فيه،تغلغل الطمع
في نفس ذلك الرجل،وبدأت أحلام الثراء تداعب محياه
حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة،تبين من
خلال تلك الابتسامة مايبغيه ويرجوه،وبما شجعته
عليه نفسه.
هذا الخبيث يدعى (سمير)وهو محب جدا للسفر
والترحال في كل زمان ومكان،وأما حبه للمال "حدث
ولا حرج"،فأراد أن يسرق المجوهرات من أصحابها
ويشق بها طريقه للثراء،ولكي يفعل ذلك لابد من أن
يستعين بصديقه (وسيم)فهو صاحب مصانع ضخمة
ولديه أيضا العديد والعديد من محال المجوهرات،إذا!
ستكون صفقة ربحية ضخمة،وفرصة بكل تأكيد لن
يفوتها،ولكن هذه الفكرة تحتاج إلى التأجيل،لأنه
الآن يوجد ماهو أولى ،يريد أن يروي ظمأه،ولأجل ذلك
يجب أن يذهب إلى ساكني هذه الحفرة الضخمة،و
يطلب منهم ولو شربة من الماء ليبقى على قيد
الحياة ،وإلا سوف يموت و تطير روحه وتطير معها
أحلامه،فاقتحم عليهم هدوءهم وهو يصرخ:الماء!،الماء!
سوف أموت،أرجوكم ساعدوني سأموت من شدة
العطش.
وفعلا لم يترددوا ولو للحظة لمساعدته،وقد ساعدوه
من فورهم،حتى شرب من الماء،فتعجب من عذوبة
الماء،ففكر في الاستفادة من الماء وليس من
المجوهرات فقط،وبينما هذه الأفكار تجول في عقله
وخاطره،فكر في أن يقوم بجولة في ممتلكاتهم
فتعجب من طريقة بناءهم لأشياء بسيطة وكيف هي
مرصعة بالجواهر،فزادتها جمالا وجلالا،فأراد أن يعرف
عنهم أكثر،حتى يرى إن كان بإمكانه خداعهم بسهولة
أم لا،فحاول أن يتجاذب معهم أطراف الحديث،فلمس
فيهم الطيبة الزائدة،والجهل الذي أعتم على حياتهم
لدرجة أنهم ،لم يكن لهم حديث معه سوى في الأكل،
والشرب،ومهامهم اليومية،حينها أدرك أنه يستطيع
استغلالهم جميعهم،لأجل نهب كل مايملكوه،وبالتالي
قتلهم الواحد تلو الآخر،وبالتالي لن يعلم أحد ماذا جرى
لهم ،لأنهم في الأساس مخفيين عن أنظار الجميع،ولا
أحد يعلم بوجودهم أصلا.
قام سمير بتوديعهم،وابتسامته الخبيثة تشق وجهه،و
بينه وبين نفسه يقول لهم:الوداع يا أغبياء.
0
326

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️