SHMOO

SHMOO @shmoo

عضوة جديدة

روحانيات عرفه

الملتقى العام

لنعش لحظات روحانية سامية عالية في يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة والركن الركين من أعمال الحج والذي قال عنه خير البرية صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة".
لا يمكن أن يمر عليك منظر المحرمين الواقفين والجالسين والراكبين على جبل عرفات ملبين موحدين خالقهم تبارك وتعالى داعينه بجميع لغات العالم والسنة البشر في قارات المعمورة دون أن يهتز جسدك طربًا معهم وترقص روحك شوقًا إليهم..
ولعل من وقف على عرفات يكون الشوق عنده أبلغ، وأمنية تكرار الحج أشد رغبة وأقوى عزيمة..
وقديمًا حج رجل من أصحاب الروح المرحة و"القفشات" الحلوة، فاجتمع الناس عليه من أبناء بلدته أو قريته يسألونه ماذا رأى – طبعًا ذلك قبل الفضائيات التي تجعلك تعيش الحج لحظة بلحظة- فجلس يحكي لهم ويقص ويشوقهم بأسلوبه العذب الجذاب منذ أن أقلتهم الجمال من بلادهم بمصر إلى البحر في طريق القصير بالبحر الأحمر حتى وصولهم ميناء جدة ثم التوجه إلى مكة المكرمة والبدء بالمناسك في موعدها من طواف وسعي ووووووو.. حتى أتى إلى يوم عرفة فقال: "كله كوم ويوم عرفة كوم ثاني"، فزاد شوقهم للوصف وبكى من بكى منهم شوقًا، وهم يستزيدونه أن يقول وبسخريته الطبيعية غير المتكلفة قال آه من عرفة ويوم عرفة وزحام عرفة وإللي شفته في عرفة ربنا ما يوريه لحد فيكم"!!
وانفجر الناس ضحكًا بعد بكائهم، فهم يبكون شوقًا إلى عرفة والوقوف عليها ومشاركة من كتبت له السعادة مع السعداء، ودموعهم خير دليل، وهو يقولها بضحك بالطبع مما جعلهم ينتقلون في أقل من دقيقة من بكاء إلى ضحك من مقولته.
ومادمنا في نفحات عرفات فلا يظن ظان أن الدعاء المستجاب خاص بالحاج فقط الذي يقف على صعيد عرفة دون غيره من الناس.. فرحمة الله تسع الجميع وفضل اليوم يعم الحاج وغيره، لذا كان الكثير من السلف يلتزمون المسجد يوم عرفة يذكرون الله ويدعونه متقدين بما فعله عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في ذلك اليوم، وغيره من الصحابة وكبار السلف وهو دليل على أن الفضل لليوم يعم الجميع..
وكثير من الناس لم يقفوا على عرفات كتبت لهم الحج بفضل من الله وجود لأنهم بيتوا النية ولم تخدمهم المطية، وقديمًا قال الصالحون"النية مطية" وقبلها قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم في غزوة من غزوات الجهاد (غزوة تبوك): "إن في المدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم" قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة مقيمون؟ قال نعم.. قد حبسهم العذر" كما روى ذلك البخاري في صحيحه.
ويوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم فيه النعمة على المسلمين، وقال الآية الشهيرة التي نزلت في هذا اليوم: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
وهو اليوم الذي أقسم الله به ولا يقسم العظيم سبحانه إلا بشيء عظيم قال: "وشاهد ومشهود" وقد فسر النبي الأكرم المشهود بأنه يوم عرفة. والشاهد يوم الجمعة.
واسمعوا إلى تجليات الله تعالى في هذا اليوم عن عائشة رضي الله عنه قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء" رواه مسلم
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" رواه الترمذي.
وجاء في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟.
والأجمل وهي معلومة قد لا يعرفها الكثير أنه يسمى يوم الميثاق فعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون)" الأعراف.. والحديث رواه أحمد.
ولمن لم يوفقه الله إلى الوقوف بعرفات هذه السنة مثلي ومثلك فإني أنصحه بنصيحة جميلة ونفحة جليلة تكفر لو فعلها بإخلاص ضمن تكفير ذنوب عنه سنتين من عمره سنة مضت وأخرى تأتي، وهي صوم هذا اليوم كما أخبر صاحب الطلعة البهية والشريعة السنية رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم، لما سئل عن صوم عرفة فقال: "يكفر السنة الماضية والقابلة" رواه مسلم
◄◄ آخر كبسولة
◄ أبيات تخص يوم عرفة للشاعر ابن الأمير الصنعاني في ذكرى الحج يقول فيها:
وبعد زوال الشمس كـان وقوفنـا
إلى الليل نبكـي والدعـاء أطلنـاه
فكم حامـد كـم ذاكـر ومسبـح
وكم مذنب يشكـو لمـولاه بلـواه
فكم خاضـع كـم خاشـع متذلـل
وكم سائل مـدت إلـى الله كفـاه
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنـا
وكم ثوب عز في الوقوف لبسنـاه
ورب دعانـا ناظـر لخضوعـنـا
خبير عليـم بالـذي قـد أردنـاه
ولما رأى تلك الدموع التي جرت
وطول خشوع مع خضوع خضعناه
تجلى علينـا بالمتـاب وبالرضـى
وباهى بنا الأملاك حيـن وقفنـاه
فيا من أسا يا من عصى لو رأيتنـا
وأوزارنـا ترمـى ويرحمنـا الله
0
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️