روحي بجانب روحك يا أخي

( روحي بجانب روحك يا أخي)

لم يا اخي تركتني وحيدا وسط هذه الدنيا الموحشة الاليمة..
لم جعلتني أنبض من جديد وسط تلك الأجهزة وبين المختبرات اللعينه ..
لم جعلتني أعيش في غابة من الأدغال ليس بها من يرحم .. القوي هو الغالب والضعيف
هو المغلوب..
غابة لا تعرف الا نهش لحوم الضعفاء ..لا تعرف الا المصالح ..
لا يعرف المرء عندهم الا عندما يكون بين الحياة والموت .....

عالمين لا ثالث لهما ..
يسألون عما له وعما عليه ....فان كان له فهيهات تسمع الصرخات والنواحات....هيهات تسمع الدعوات والأمنيات ..
(الاهي انه كان أحسن الناس دينا وخلقا فنجه مما فيه ) يقولونها بقلوب كاذبه وألسنة تسأل عن الميراث..
حتى لو كان المغشي عليه كبير لصوص مغارة علي بابا فانه شيخ وامام ان كان غنيا ...........


وان كان عليه فتتعالى أصوات الشامتين (رب لا تمته الا وقد أعاد مالي انه كان يأخذ أرزاق الناس
ولا يعيدها )يقولونه بألسنة حادة جارحه وقلوب حاقده.........
وان كان المغشي عليه امام المسلمين وشيخ العابدين ...وان كان يستدين المال لينفق على عائلة أسير
أو ليصلح بين رجلين أوقع الشيطان بينهما ..........فانه في نظر الناس يستدين ليسكر ان كان فقيرا
......
......
لم أكن اعلم ياأخي أن اخر لحظات حياتك ونحن نغني ونلعب في سيارتنا ..
تملأ أعيننا بريق الأمل ووجوهنا ابتسامة السعاده ونحن مسافرون لمن نحب...
لكن كأس حظنا اشربنا الماء العكر فلم نعرف أن تمايلات السياره كانت حادثا مروعا
ولم نعلم أن هذا الحادث خساره فادحه..
ليتك ما ضممتني الى صدرك يا أخي...
ليتني عرفت أنك تحميني من خطر ولا تلعب معي .......
ليتك لم تضمني الى صدرك يا اخي ..
لتسقيني اخر ما فيه من دفئ ...لتشعرني باخر أنفاسك ..وتسمعني أخر نبضاتك...
ثم صعدت روحك الى بارئها في السماء وتركتني وحيدا الى جوار الأجهزه ومعدات الجراحه..


(الاهي لا تردني فأنا أعلم أنك ما خيبت من دعاك يوما أبدا ) (اجعلني بجانب أخي لأقر فنضئ لأمنا
السماء نجوما منيره ولأبينا طريقا في الظلمات .....با الله )

يالفرحتي يا أخي ...
لقد استجاب الله لدعوتي ..
انتظرني فها هي روحي تصعد بجانبك ...
ها انا أقترب أكثر فأكثر ..
ما هذا يا أخي انك في أعنان السماء ..
وأخيرا.....وصلت ما أجمل دنياك هذه يا أخي .......أحلى من الدرر
أهان عليك أن تتركني في الدنيا الحقيره وتصعد ها هنا ....
ها هنا انتهى بنا المطاف يا اخي .....
ها هنا انتهت رحلتنا ..
الى أسمى مكان .....
لقد ظننت أننا لو عشنا وسافرنا لمن نحب سنسعد ...
وما السعاده الدنيويه شيئ من ها هنا ....
هنا الى جوار الماجد رب العالمين......




ملاحظه :
كتبت هذه الخاطره بعد قصه واقعيه
حدثت لاحد معارفنا .

اختي التي كتبت هذه القصه