كلّما أمسكت طرفاً من معاني
أجد القلب وقد ضيّـــع ثانــــــي
تظمأ الروح و أبقى صاديــــــــاً
فحروفُ البوح أعيتْ ترجماني
رب ليلٍ أغرق الإحساس شعرا
وصباح جعل الأحرف أســرى
كلما راوغت كــي يطلق حرفي
انــزوى بوحاً فلم يفتح صدرا
*******
ذات يومٍ كانت الأشــعار تهمــي
كـــعيون المزن زخّــات شعوري
أتـــراها جفوةُ الأمس رمتنـــي
خلف ســدٍ حائلٍ دون عبوري ؟
روحك الآفاق جابتْ عرضــها
سفن الوهم وأحــلامُ المشاعرْ
هي بحــرٌ ... ليس يلقى برّها
من يشـــدّ الرّحـل فيها ويسافر
*******
أيُّ بحــرٍ خاطرتْ روحي بـــهِ
في شراعٍ مفرد الجنح كليـــلْ
ضلّنـي ضيّــعني بوْصَــــــــلَهُ...
ورمانـــي موجه دون دليــــلْ
أيهذا العالــمُ الزائفُ دعني..!
أترعتْ روحِيَ من كأس الوَهَمْ
ساقي الأحلام أغرى وتركني
مع حطامِ الكأسِ مسلوبُ الحُلُمْ
*******
ليت أنّي ماطرقتُ الباب يوماً
لا ولــمْ أسمع للطرقِ مجيب !
فلقد قابلني في الفجر وجهـاً
ثم قد أنكرنــي عنــدَ المغيـــبْ
خطوةٌ تهفو وأخرى تستكينْ
وأنا مابين شــوقي والحنينْ
أزرع الآمال في أرضِ الفضاءْ
وأرجّي جنْيَها في أرضِ طينْ
*******
هكذا من يتبعِ الأوهام يعيـــا
يحتَسي المرّ وعقمَ الانتـظارْ
يالهُ دربٌ به الســالكُ يحيــــا
مستباح القلب مجروح القرارْ
فتنكّبْ قلـبي عن ذاك السبيـــلْ
نفـــد الــزّادُ وضيعتُ الدليـــــــــلْ
وادرك الأيام من قبل الأفـــولْ
وتزود بالتقى قبــــلَ الرحيــــلْ