
اليوم الثامن فتنام مبكرًا بعد صلاة العشاء مباشرةً .. لكي تستيقظ قُبيل الفجر بساعة أو ساعتين .. فتناجي ربَّك وتتضرع إليه ثمَّ تُصلي بمائة آية .. أو تحاول أن تقوم بألف آية، لكي تُكتب من المُقنطرين في هذا اليوم العظيــم ..
وبعد ذلك تتناول طعام السحور .. وتستغفر ربَّك وتبُث إليه شكواك، ثمَّ تدعو لنفسك ولجميع إخوانك ..
إلى أن يحين موعد آذان الفجر .. فتتجهز من قبله للصلاة، وتحتسب في ذهابك إلى المسجد أجر الحج والعمرة .. فقد قال رسول الله

ومن أهم الأعمال يوم عرفة: الإعتكــاف من الفجر إلى المغرب ..فلابد أن تنوي الإعتكاف قبل ذهابك إلى المسجد، حتى إن كانت ظروفك لن تسمح لك بالإعتكاف طوال اليوم، فباحتسباك تنال أجر الإعتكاف على الجزء من النهار الذي ستقضيه في المسجد.
بعد تلبية النداء وقول أذكار ما بعد الآذان، تؤدي ركعتي الفجر .. الذين قال فيهم رسول الله

وبعد صلاة الفجر، تجلس جلسة الشروق وتقول أذكار الصباح .. وتحتسب أجر حجة وعمرة تامة، قال رسول الله

ثم تبدأ في تلاوتك للقرآن .. كي تتنزل عليك الرحمة، قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} .. والرحمة هي الوقود الذي سيدفعك للعمل طوال اليوم.
أكثِر من النوافل في هذا الوقت .. فكلما غلبك النعاس أو الكسل، توضأ وصلِّ واقترب من ربِّك سبحانه وتعالى بكثرة السجود .. {..وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}
وتصلي الضحى أربع أو ثمانية ركعات .. وتنوِّع ما بين التلاوة والنوافل.
ثمَّ تصلي قبل الظهر أربع ركعات وأربع بعده، لكي تُحرَّم على النار .. قال رسول الله

ثمَّ تُكمِل وردك من التلاوة .. ولا يفتر لسانك عن الذكر طوال اليوم، وبالأخص التسبيح والتحميد والتهليل ..
وعليك بالإكثـــار من الدعـــاء .. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي

فعليك أن تُكثِر من هذا الذكر طوال يوم عرفة .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله

وتُكثِر من الاستغفار والصلاة على النبي

(حاولوا تكتبون اسماء اللي ندعي لهم وبماذا ندعي لهم حتى لا ننسى احد)
ومن العصر إلى المغرب ..
عليك أن تستشعر أنك واقفٌ بعرفة، فتدعي وتدعي حتى يغلب عليك الخوف تارة والرجــاء تارة أخرى ..
كما كانت أحوال السلف في ذاك اليوم ..
فمنهم من غلبه الخوف .. وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
ومنهم من غلبه الرجــاء ..قال عبد الله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
ومنهم من استحيا من الله حق الحيــاء ..وقف الفضيل بن عياض بعرفات فلم يُسمع من دعائه شيئا إلا أنه واضعاً يده اليمنى على خده وواضعا رأسه يبكي بكاء خفياً، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء،
فقال: واســــوأتــــــاه والله منك إن عفوت. ثلاث مرات.
وآخرون كان شغلهم الشاغل هو الاجتهــاد ..حَجَّ مسروقٌ فما نام إلاّ ساجداً.
فهلا فعلت مثل فعلهم ؟
وهكذا إلى أن يدخل عليك مغرب ليلة النحر، وهي ..
ليــــلة العيـــد
وهنا لابد أن يتغيَّر حالك من الحزن والبكــاء إلى الفرح والسرور، ولكن عليك أن تعلم أن أيام العشر لم تنتهي بعد ..
فيوم العيد من العشر وله نفس فضائلها العظيمة .. غير إنه يُحرم فيه الصيام، وتُشرع فيه شعائر أخرى كصلاة العيد والأضحية ..
عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه، عن النبي

فلابد أن نتقرَّب إلى الله تعالى يوم العيد، ولا يكون غالب حالنا هو الغفلة .. ولا تنسى ربَّك وقت فرحك ..
فيوم العيد الأعظم هو يوم القبول ..
عندما يتقبلك الله سبحانه وتعالى في عباده الصالحين،،
منقول