ريحانة طفلة تتساءل من قتل ابي

الملتقى العام

«ريحانة» طفلة تتساءل: من قتل أبي.. من عرضنا للمهانة؟



طفلة لاتفارق الدموع عينيها، وكأن الدمع أصبح جزءاً من العين .. تقتات من خبز الأرض لتسد رمقها بعد أن كانت تأكل من خبز بيتها، تتساءل لماذا كل هذا؟ تستنشق غبار الحرب وتعيش كلاجئة في أرضها. كانت يوماً ما، في رغد من العيش تخرج مع أبيها رستم، وشقيقاتها الثلاث إلى المزرعة في دير العليا التي دمرها القصف، تتنسم الهواء النقي وتلعب بعفوية وبراءة، لاتعرف معنى الحرب ولم تر الرصاص، ودودة، مسالمة.
هذه قصة ريحانة رستم البالغة من العمر خمس سنوات،والتي تعيش مع والدتها وثلاثة من شقيقاتها كلاجئة في مركز شاتلام البعيد عن حوالي 15 كم العمليات العسكرية في دير العليا. ريحانة لم تجد ما يجيرها من أهوال الحرب وجوع السفر، التقطت قطعة الخبز الممزوجة بالتراب لتسد جوعها، بعد أن كانت تنعم يوماً، بما لذ وطاب في منزل أبيها الذي قتل في «حرب الإخوة».
والدة ريحانة روت لـ«عكاظ» كيف بدأت رحلة النزوح الصعب، والفرار المر من دير المنكوبة، التي شهدت معارك طاحنة بين الجيش وطالبان، تقول: «من قرية باباجي كاندو في دير العليا هربت مشياً على الأقدام لمدة ثلاث ساعات حتى تمكنت من الركوب على متن إحدى الشاحنات حتى وصلت إلى شاتلام.
وتروي والدة ريحانة التي كانت تتحدث بالبشتونية عبر المترجم، وهي تحاول السيطرة على دموعها بلا جدوى «في اليوم الأول من الحرب تعرضت المنطقة التي أقطنها للقصف، لا أعرف ممّن (طالبان أو الجيش)، ما أدى إلى مقتل زوجي، وجميع الأطفال والنساء في عدد من المنازل المجاورة.
وأضافت، لم يكن هناك خيار آخر سوى الفرار. موضحة أنه لم يبق لها أي شيء سوى الدموع والحسرة والغبن والحرمان.
وتتابع لا يوجد سكن ولا طعام ونحتاج للبطاقة الشخصية بغية الحصول على الطعام، «أصبحنا غرباء في بلدنا». وتشير نحن لانؤيد طالبان، ولكن نشعر أن الحكومة تخلت عنا .. وتتحدث والدة ريحانة عن سنابل القمح التي حان حصادها والمتروكة في الحقول، وعن المواشي والممتلكات أثناء الفرار السريع وتقول «شاهدنا سيارات وشاحنات محترقة وجثثاً ملقاة في الطرقات لاتجد أي شخص لدفنها».
قصة ريحانة هي واحدة من مئات القصص الإنسانية المرعبة في مركز شاتلام الذي يوجب على النازحين فيه الوقوف في الصف في أماكن مختلفة للحصول على ما يريدون. النازحون متكدسون في منطقة غريبة موحشة، لايجدون من يشاطرهم أحزانهم. يزورهم السياسيون ومسؤولو الحكومة دون أن تغير هذه الزيارة شيئاً من وضعهم المأسوي. ولا يقدمون لهم سوى الوعود. هذه حكاية ريحانة دير، وهناك الآلاف مثل ريحانة لايعرف مصيرهم حتى الآن.
0
405

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️