
زائر لطيف أتاني على غير وعد..!
طارقاً نافذة صباحي بنعومة:
دق ! دق !
سارعت لاستقباله بفرحٍ غامر بعد طول الانتظار ..
أشرعت نافذتي ....
تنفست بعمق وانتشاء...
تاركة خلايا أشواقي تتشبع بتلك الرائحة الندية
متعت نظري بمرأى تلك اللآلئ تتشكل وتذوب
على أوراق الشجر..!
ثم سرحت بي الذكريات بعييداً..!
مجسدة لخيالي صور أمسي الطفولي :
وجوه وضحكات غابت بلا عودة ....
سباق تحت المطر بلا مظلة ..
رائحة حساء لذيذة تسري بالدفء في أوصالنا ...
وحكايات وقصص تدور حول موقد الشتاء ..
تحملنا على بساطها السحري..
لزمن القصور والأساطير والفرسان .
عيون تراقب طقطقة البلوط فوق الموقد ..
ترتيل الأمهات آخر الليل وهي تتمتمنا طيب الدعاء !
ماأجمل تلك الصور إذ تنهمر على خاطري
مع سمفونية المطر..
توقظ الذكرى ، وتقرع أجراس الفرح :
مطر.. مطر ..مطر !