
من غير وعد زارني طيفك ..!
بالأمس كان حلمي فائضاً بك ..
بدلني أخرى في صحوتي..
فإذا بصباحي مطبوعاً بأحلامي ..
كل شعور الماضي انبعث حيّاً واندلق في صدري
أنهاراً جارفة من الأشواق والحنين ..
لاترتوي ..!!
فشتان بين جفاء اليقظة وإيناس الحلم ..!
🌼
لم وافاني طيفك في المنام مقبلاً من ديارك البعيدة ؟!
لم زارني والقلب قد أوصد قناعته على استحالة اللقاء ؟!
هل باغت حلمي بإيعاز منك؟!
ام استدعاه باطن شعوري ؟!
أصبحت اليوم ونهاري غير أمسي ..!
فذرات الهواء من حولي مشبعة بك حضوراً
رغم انفصام عرى الحلم ..!
🌼
ربما حين أسلمت للنوم جسدي ..
حلّقت روحي في فضاء اللازمان
ونادت روحك دون علمي فاستجبت ؟!
يالبهجة طيفك يارفقة الروح !!
محياك كان يشع ابتساماً ..
وربيع العمر يقطر في صفحة وجهك ..
ونحن صنوان ..!
كان بينهما ماض من العمر أصيل ..
ولم يزالا في الريعان
مكان اجتماع طيفينا .. كان وطني ..
ولكن بلا ملامح ولا حدود ولا تفاصيل
والزمان لقاء بعد عمر فراق طويل !
والسقف سماء ناصعة بعيدة عن المنال ..
بهيجة ألطف وأعذب من الخيال !
في أحضانك كانت ترتع ابنة صغيرة ..
هرعت إلي ضاحكة .. فأترعت قلبي سعادةً
كنت أجاذبها حديثها الطفولي ..!
أنستني اليقظة تفاصيله وتفاصيل أحاديثي معك سواء ..!
وكان هنالك صبي لك شعرت بوجوده ولمحته ..
ودفء عمري الذي غاب أحسست وجودها معنا ..
أصبح عمري بعدها .. بارداً !!
جلسنا وتنقلنا في اماكن عدة ..
وتهادينا حديث الذكريات ..!
ذكريات كانت راقدة في أضلعي ..
ثم ثارت وانتفضت من بينها ..!
🌼
أخيراً هبط من حيث لاأدري..
طيفٌ مبتسم في مقتبل العمر ، رقيق العود،
غض الإهاب ، مضيء كحبة جمان ..!
عرفته حُلُماً أنه ولدك الكبير ..
أتى ليرافقكم في طريق العودة ..!
🌼
كانت في يدك باقة كبيرة خضراء لم ألمح زهورها ..
قذفتها للأعلى فتلقفها الفضاء ..
وابتعدت في أحضان السماء
وكلما نأت بدت كبيرة حتى صارت أشبه بالشجرة ..
عجبت كيف استطعت أن تقذفيها بهذه القوة ؟!
وأن تستقبلها السماء بهذا الترحاب ؟!!
:
كنت أنت .. ولست أنت !
وكنت أنا .. ولم أكن أنا !
:
حلمي بك كان غريباً فريداً حافلاً ..
غزاني وأطيافك الأخر كنجوم هبطت
من كوكب قمري ..!
لتنثر حفنة من الضياء على أفق روحي
الهائمة في رحلة المنام ..
🌼
بهجتي تلك شابها بعض الكدر ..
لأن ماوسعته رحلة الحلم من اللقاء ..
أوشك على الانتهاء ..!
🌼
لكن أبشرك أن المشهد الأخير ..
قد أسدل الستار على الباقة الخضراء
وهي تستقبل السماء الضاحكة ..
تكبر وتكبر ..وتبتعد ..وتبتعد ..
ونحن جميعاً نرعاها بأنظارنا ..!!
🌼
أفقت وتتمة الحلم تهمسني :
ألم تكن هذه الباقة مهداة لي كما احسست ..؟
فلم رميتها للسماء ؟!
لاأدري يارفقة الروح ..!
كل ماأعرفه أننا كنا سعداء..!
🌼
لم أدرك إلا الآن مدى اقتراب روحي منك ..
لم أدرك أنك قدر موصول بحياتي
فكيف لم أنتبه لجميل الأقدار؟!
قد لاتحملين لي سعة هذا النبض الروحي
ولكن دين علي أن أخبرك دون مطمح في الجواب
وأن أشكر روحك إذ زارتني حُلُماً..
تخطى المستحيل وحاور الأسباب ..!