حدد الله سبحانه و تعالى زكاة الماديات..المال..و الذهب و الفضة ..و الماشية..و الزروع و عروض التجارة..و الركاز..وتناولتا كتب الفقه بالشرح الدقيق مصارفاً و نصاباً..واعتبر الشرع أن آخذ الزكاة ليس بسائل أو مستجد..إنما هو صاحب حق يأخذ حقه الذي كفله الله سبحانه وتعالى له وفرض على الغني إخراجه..فهو مال الله و الغني مؤتمن عليه..وإذا كان العلماء قد أجازوا العمل بالحديث الضعيف إن كان يتعلق بفضائل الأعمال لا التشريع ..فإن البعض قد رأى رأياً لا يقصد به تشريعاً ملزماً..إنما لعله من قبيل فضائل الأعمال و أطيبها ..ألا وهو زكاة الجوارح..تعالي أخيه نرى ما زكاة الجوارح..وأسألك رأيك.
لقد انعم الله سبحانه وتعالى عليناً نعماً لا تعد ولا تحصى ..و واجبنا أن نحمد الله و نشكره على هذه النعم ..اقرأ إن شئت قوله تعالى: (فتسم ضاحكاً من قولها وقال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) –النمل -19-
و إن الحمد يكون بالقول ..و الشكر يكون بالفعل،قال تعالى :( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور)-سبأ-13 ..ولقد رزق الله سبحانه وتعالى كل منا نعماً عديدة و آلاء مديدة ..فلعلك تحمدِ الله عليها قولاً يا أخية..فهل شكرت الله عليها فعلا؟..إن الله سبحانه ينعم علينا ليبلونا ويختبرنا ما نحن فاعلين..(قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر عن نفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم )النمل-40-..وكم عاتبنا سبحانه وتعالى إنذاراً وتحذيراً: (ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم أفلا يشكرون)يس -35 -..وأخيراً اقرئي هذا الحديث الرائع الذي رواه البخاري في كتاب الأدب و رواه الترمذي و غيرهما قال صلى الله عليه وسلم :( تبسمك في وجه أخيك صدقة..و أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ..وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة..وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ..وإماطتك الحجر و الشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ..وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة) وهذا الحديث الذي رواه أحمد و النسائي..قال صلى الله عليه وسلم: (على كل نفس في كل يوم طلعت عليه الشمس صدقة منه على نفسه..من أبواب الصدقة : التكبير و سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و استغفر الله ..و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يعزل الشوك عن طريق الناس و العظم و الحجر .. وتهدي الأعمى وتسمع الأصم و الأبكم حتى يفقه..وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ..و تسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث و ترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ..كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ..الحديث إذن أكاد أرى اتفاقا أخيه بيننا على عدة أمور هي ..نعم الله علينا عديدة – يجب علينا حمد الله
عليها قولاً وشكره فعلا – لا بد أن نتصدق عن جوارحنا .
كيف إذن نشكر الله على نعمه علينا؟..يكون ذلك بالتصدق عن جوارحنا ...لن أتناول يا أخيه كل نعم الله تعالى على كل منا فهي أكثر من أن تحصى ..ولكن سنتناول بعضا منها فقط لمناسبتها لمجال اهتماماتنا..العين..الأذن و اللسان ..الصحة و البدن.. العقل..
زكاة العين:
أن تساعدي من بعينه ضعف أو شاء الله أن يذهب ببصره..لا تنتظري أن يطلب منك عونا بل بادري يا أخيه بالمساعدة..و إن كان قريب لك أو
قريب منك فاقد البصر و لك اتصال به..فاقرئي له يا أخية وعلميه افعل معه ما كنت تتمني أن يفعل معك لو كان الله قد قدر أن تكوني في مكانه ..و غير ذلك كثير .
زكاة الأذن و اللسان :
أن تساعدي من ضعف سمعة و بصرة أو شاء الله له صمما أو بكما..اعلمي أنه يفتقد قنوات اتصال كثيرة بعالمه ..اعلمي أنة يشعر بوحدة كبيرة مريرة ..فكوني أحد قنوات اتصاله بالعالم حوله فإن استطعت تعلم لغة الاشارات فافعلي ..و انقلي له سواء بلغة الإشارة أو كتابة الأحداث الجارية حوله ..و اجعليه متابعاً لما يدور حوله متفاعلاً معه..انقلي لمن حوله آراءه و رغباته..علميه دينه يا أخيه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً..واقرئي الحديث الذي رواه الإمام احمد..( لأن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم )
زكاة العقل:
اعلم يا أخيه أن من شاء الله سبحانه و تعالى له إعاقة ذهنية أو مافي معناها إنما هو إنسان من أهل الجنة..ألا يسرك أن تتعاملي مع واحد من أهل الجنة ؟..فلما تتجنب التعامل معه الآن و أنت يوم القيامة تتوسلين إليه أن يصحبكِ معه ؟؟؟..قولي لي بالله عليك..ماذا سيكون شعورك و أنت تتعاملين معه من هذا المنظور ؟؟..يا أخيه ساعديه و احتسبي عند الله رفقتك له في الدنيا لكي ترافقيه يوماً في الجنة ..يا أخيه إنه مهما كبرت سنه فقلبه برئ قلب طفل نظر سليم ..لم يتلون مثلما تلونت قلوبنا..حققي رغباته..ساعديه في أداء احتياجاته..فاليوم نساعده ولعلنا غدا نطلب المساعدة.
زكاة العافية و البدن:
وأقصد بها صحة البدن بما فيه من قوة بنيان و أيدي و أرجل و غيرها راجعي يا أخيه الحديث الذي ذكرته آنفاً و انظري إلى قو له صلى الله عليه و سلم (....ويزل الشوك عن طريق الناس و العظم و الحجر ...و تدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها...و تسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث..وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ..كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك....)الحديث ، لا أحسب أن الحديث يحتاج إلى شرحا فهو أبلغ من كل شرح ..إذن أخيه ..زكاة صحتك وقوتك أن تساعدي غيرك ممن يحتاجها ... وتذكري دوماً فعل سيدنا موسى عليه السلام لبنتا سيدنا شعيب عليه السلام، قال تعالى :( فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)القصص-24-
تذكري يا أخيه تلك الواقعة..سيدنا موسى عليه السلام بادر بالمساعدة و لم ينتظر أن تطلب منه .
خلاصة قولي يا أخيه هي .. احمدي الله سبحانه وتعالى على كثير من نعمه عليك بالقول و اشكريه سبحانه بأفعالك ، شكر الله بأفعالك هي صورة من صور زكاتك عن جوارحك ،بادري بالمساعدة و لا تنتظري حتى تطلب منك ، احتسبي عند الله الأجر ولا يكون عملك لرياء أو سمعة أو شهرة ، ضعي نفسك في مكان من تساعديه و انظري ماذا كنت تتمني من غيرك أن يفعلوه ..وتذكري دوماً أنك اليوم سليمة و لكنك لا تعلمي ما قد يأتي به الغد...سلمك الله أخيه وسلم أحبابك من كل شر و سؤ ..وشفى كل الأعزاء و أبدلهم كل خير ..

* أكليل الجبل * @aklyl_algbl
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

*رؤوم*
•
.............يالها من زكاة رائعة ومتيسره
.........انه لموضوع رائع يكتب بماء الذهب
......نعم الله علينا كثيره ..فبالشكر تدوم النعم
...والشكر يكون بالقول والفعل
فعلينا ان نحمده تعالى على هذه النعم
.وبالفعل: عمل الطاعات ..ومساعده الغير بما أنعم الله علينا من نعم
..لا عدمناك عضوتا في منتدانا الرائع:27:
.........انه لموضوع رائع يكتب بماء الذهب
......نعم الله علينا كثيره ..فبالشكر تدوم النعم
...والشكر يكون بالقول والفعل
فعلينا ان نحمده تعالى على هذه النعم
.وبالفعل: عمل الطاعات ..ومساعده الغير بما أنعم الله علينا من نعم
..لا عدمناك عضوتا في منتدانا الرائع:27:

بوركـت يـا شـذى الربيـع...
إنهـا لزكـاة عظيمـة...
أثـرت موضوعـاً غايـة فـي الأهميـة...
قـد نغفـل عنـه كثيـراً...
جـزاك الله كـل خيـر...
جعلـه الله فـي ميـزان حسـناتك...
إنهـا لزكـاة عظيمـة...
أثـرت موضوعـاً غايـة فـي الأهميـة...
قـد نغفـل عنـه كثيـراً...
جـزاك الله كـل خيـر...
جعلـه الله فـي ميـزان حسـناتك...

الصفحة الأخيرة
ولاسيما أن من سيقدمها
سيحيا راضيا سعيدا بحياته
مغتبطا لإسعاده كل من حوله
زكاة دون مــــــــال
لكنها تساوي كنوز الدنيا و أموالها
موضوع رائع يستحق التأمل
جزاك الله خيرا وبارك بك:26: