
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحيَّةٌ لـ القلوبِ المؤمنة, أيَّدها الله بـ نصرٍ منهُ و توفيقاً .
...
ابتدأُ, بـ اسْمِ خالق البريَّة, جامع النَّاس لـ يومٍ تَشخصُ فيهِ أبصارُ البريَّة !
بـ حديثٍ لا يَكْسُوهُ إلاَّ ثقةٌ في العزيزِ الجبَّار, ذِي القُوَّة الواحِدِ القهَّار !
فراعنةُ عصورِهِم, استنزفت قَلَمي, شظايا الغَدْر منهم !
و ما آلَ إليهِ مَصيرُهُم .. !
قالَ الله - سُبحانه - :
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى ﴾
امتثالاً لِمَا كُتِبَ أعلاه, و تصديقاً لـ وَعْدِ الرَّبِّ - جَلَّ في علاه - :
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ﴾
ابتدأ .
...
إهداء :
لـ أولئِكَ الصِّنف الخاسر : أهل الظُلمِ و الباطل,من الرؤساء الأطْمَاع, إلى أتباعهمُ الرُّعَاع .
لـ أولئِكَ الصِّنف الصَّابِر : أهلُ الإيمانِ و الحَق, من المُستضعفين ذوي الصَّبْرِ المَتين .
* أهل الباطل : من كانوا لـ طاغوت القَوم, رُعاعٌ سَفَلة .
* أهل الحَقِّ : من استنصروا بـ جبَّار الكَون, فـ ما زادهم ذلك إلاَّ شموخاً .
أُهدي هذا الموضوع .
...
منهجي فيه, مقسَّمٌ إلى أربعةِ أجزاء :
1) وقفةٌ مع رُؤيا .
2) نماذجٌ تاريخية .
3) شذراتٌ تفائليَّة .
4) خِتَام .
(يُتْبَع)
1) : زلزلتني لكن : أَحْيَت روحي من جديد !
ذَلِكَ المَنَام, الذي استشعرتُ فيهِ آياتٌ عِظَام !
رأيته, نحيف الوجه, مشوَّبٌ بالسَّمار, ميِّت, لكن ايقضهُ العذاب !!
شعَّت النَّار بـ نورٍ أحمر, من تحت جسده, حتى خرجت من عينيه !
صَرَخَ صرخةً " لم أسمعها ", فقد كان ميِّتاً لكن من شدَّة الألم !!
تحرَّك ببطءٍ شديد, موضحاً عذابُهُ الذي لا يُطاق .. !
شعرتُ بِتلك الصرخة, التي قطَّعت " أوصال قلبي " !
حتَّى كِدتُ اسقط من هولِ منظره .. !
و أنا اعتصرُ قلبي لكيلا تُذرفَ من عيني دمعة !!
لكن ثباتاً ثبات !!
استشعرتُ عظمةَ ربِّ الأرض و السماوات, كيف يُمهل الظالم و يُمهله !
لكن إذا أخذهُ لم يُفلته !!
استوقفتني نهايته المُؤسفة, فضللتُ واقفةً أمامه !!
كان قبره قريبٌ جداً من سطح الأرض, و جسده النحيل يشكي العذاب !
شعرتُ بـ زلزلةٍ, هزَّت كياني !
لم يَكُن ذلك الشخص, سوى : طاغيةٌ, قَد قُتِل بيدِ شعبه !
في بلادِ المُختار !
مرَّت أمام عيني أحداث ثورة ليبيا سريعاً .. !
لم يلفت انتباهي, سوى طفلةٌ حدَّثني أحدهم عنها أنها من " مصراتة " !
وجدتها مجروحة, قد اخترقت رصاصةٌ خدَّها, لكنها ما زالت شِبْهُ مبتسمة .. !
لكن بـ شعور !! : لم افهمه .
قال لي أحدهم : بسبب كلام هذه الطفلة, سقط الطاغية .
فـ تزلزلت داخلياً, و آمنت بـ قدرة رب البريَّة .. !
كيف خَسِرَ هذا الرَّجُل حياته, و ظنَّ نفسه قويًّا ذو بأسٍ شديد .. !
ظَلَمَ و استبد, و قتل و عذَّب, و ظَنَّ نفسهُ نبيًّا معصوماً, أو إلهاً ذو مجدٍ تليد !!
فـ ما كانَ من أولئِكَ الضحايا, إلاَّ أن كانوا لـ هذا الطاغوت البَليد !
ناراً أُحيطت بِه, حتى أصبحَ من بَعْدِ رِفعتهِ ذليلاً !
تفكَّرت كيف كانت فرحته وجيزة, و أولئِك الذين سَلَبَ حياتهم !
ما تألموا إلاَّ قليلاً !
صدقَ الحيُّ الذي لا يموت, حينَ قال في كتابِهِ الشريف :
﴿ لَنْ يَضُرُّوكُم إِلاَّ أَذَى ﴾
إنَّما هِيَ آلامُ ساعة, يُعوَّضون بعدها بـ جنَّاتٍ و نَهَر .. !
و مقَامُ صِدْقٍ, عِندَ مليكٍ مُقتدر !!
إن اصطبرَ المستضعفينَ, مُردِّدين, بـ إيمانٍ مَتين !
" حسبنا الله و نِعْمَ الوكيل " !
إِنَّما هِيَ كلمة, لكنَّها " جبَّارة " !
استبشرتُ بـ قولِ أحدهم : إن ذلك الطاغية في بلاد الشَّام سيكون عمَّا قريب ..
في هذا الموضع .
فـ آمنتُ بـ الله و صدَّقتُ وعده من قبلُ و إلى الآن ..
أنَّهُ على الظَّالمين لـ " بِالمِرْصَاد " !
ما كانَ ذَلِكَ إلاَّ مناماً, لا أسعىَ فيهِ إلى تفسير .
فما هُوَ إلاَّ تَذْكِرَة
(يُتْبَع)