في زمن التكنولوجيا وازدحام الوقت
الزيارات العائلية تقلصت والسعوديات يتواصلون بـ"الجوال" و"البريد الإلكتروني"
الرياض: سمر المقرن
تحرص بعض النساء على الزيارات العائلية للأقارب رغبة في التواصل والحفاظ على صلة الرحم، في حين تجدها أخريات هماً وواجباً يتمنين الخلاص منه بأقصى سرعة، خصوصاً مع وجود طرق أخرى أصبح الكثيرون يلجأون لها للتواصل كالمكالمات الهاتفية ورسائل الجوال والبريد الإلكتروني ..
"الوطن" استطلعت الآراء حول الزيارات العائلية فتحدثت في البداية العنود السعد قائلة "أصبحت الزيارات العائلية للأسف هماً في وقتنا الحاضر نتيجة للعلاقات العائلية التي أصبحت أكثر عرضة للخلافات والمشكلات، مما جعل الزيارات لدى البعض التزاما غير مرغوب فيه"، وتضيف السعد "حتى الوجه الخارجي لهذه الزيارات نجده يحمل طابع الود والحب مع أنها تخفي تحتها وجهاً آخر".. ومع هذا تعتقد السعد أننا لو نظرنا لهذه الزيارات في واقعها الفعلي نجدها قد قلت بين الناس نتيجة انشغال الزوج والزوجة بوظائفهما وأعبائهما الأسرية ..
فيما تؤكد هناء الطويان ما ذكرت سابقتها وتقول " المضايقات والنفوس غير الصافية من الأقارب أنفسهم تجعلني أفقد حماسي في تأدية مثل تلك الزيارات" .
بينما تشعر سحر المحمود بضيق الوقت نتيجة انشغالها بأسرتها ودراستها، ومع هذا هي ملتزمة بالزيارات القصيرة التي تشعرها أنها وفت بواجبها العائلي معتقدة أن الزيارات العائلية من أهم الواجبات بالرغم من التزاماتها الأخرى .. وتضيف "مع حبي لهذا الواجب إلا أنه ومع وضعي الراهن صعب علي المواظبة عليها"..
أما غادة فهد فتقول " الزيارات العائلية متعة غير أنني أشعر - آسفة - بالهم عندما تأتي هذه الزيارة متضاربة مع موعد مناسبة مهمة أخرى، أو مع وقت انشغالاتي الأسرية، وفي هذه الحالة أضطر للاعتذار، وأبدأ بتكثيف الاتصالات الهاتفية أو رسائل الجوال، وفي بعض الأحيان قد يكون التواصل مع بعض قريباتي عن طريق البريد الإلكتروني تعويضا عن الزيارة، وتضيف غادة " أنا أشعر بالفرح والسعادة بهذه الزيارات شريطة أن يتزامن وقتها مع أوقات مناسبة لي" .
من جهتها لا تعاني رقية الرميح في موضوع الزيارات العائلية أي مشكلة اجتماعية، لكن ما يضايقها هو مسألة المواصلات التي لابد منها في تلك الزيارات، وتقول رقية " بغض النظر عن كون الزيارة نابعة عن حب أو عن تأدية واجب، فإن مشكلة المواصلات وازدحام الشوارع كفيلة بتقليصها" .
وتقول اختصاصية الإرشاد الاجتماعي والنفسي بمستشفى القوات المسلحة في الرياض مها القطان " اللقاءات مهمة بين الأقارب، ولا يمكن أن نستعيض عنها بأي أسلوب من أساليب الثورة التكنولوجية، فكل أساليب الاتصالات المتطورة لا يمكن أن تكون عوضاً عن دفء وحميمية اللقاءات الأسرية، لأن هذه الوسائل رغم مزاياها التقنية بلا روح وتفتقد التواصل البصري والحسي الذي هو أساس أي علاقة".
وأكدت القطان أن الزيارات سلوك اجتماعي مكتسب نمارسه ليتعلم منا أطفالنا طريقة ممارسته، ويتعلموا الحرص على صلة الرحم، مشيرة إلى أن التواصل الأسري يعلم الأطفال رعاية أهاليهم والتواصل مع كبار السن، نحن لا نريد أن نفقد تلك العلاقات الإنسانية المهمة فنصل إلى نتائج لا تحمد عقباها، ومن النتائج السلبية لقلة الزيارات العائلية كما تقول القطان عدم القدرة على التواصل مع الآخر، وعدم القدرة على الانفتاح وإبداء الرأي، لأن الاجتماعات الأسرية تتيح فرصة كبيرة للتعرف على الغير، وتنوع أساليب التعلم، وتعلم كيفية التفريق ما بين السلوك المستحب وغير المستحب.
مراحب @mrahb
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️