زميلتي أخبرتني أن اسمه حلى البراميل

.
.
.



جلسنا نتجاذب أطراف الحديث بعد يوم دراسي مثقل ...
سألتها عن حلى لذيذ الطعم غريب الشكل ,, أفاجأ به أهلي يوم الخميس ..
قالت لي بأن هناك حلى منتشر عند الناس لكنه لذيذ ..
سألتها عن اسمه ... قالت حلى البراميل
حلى البراميل !!!!
هتفت فرحه ... أول مره اسمع بها الاسم .. وش طريقته ؟؟
وأخذت أتخيل شكلي وأنا أقدمه لأهلي بزهو ,,وأهلي يرمقونه بإعجاب ..يستفسرون عن مقاديره ..
لكن أحلامي تهاوت عندما أعطتني طريقته ...
- يوو هذا قديم .. منتشر عندنا بس أول مره ادري ان اسمه حلى البراميل
- كتب الطبخ كذا كاتبه اسمه ... أنتم وش تسمونه ؟؟
- كتب الطبخ !!! لكن أنا لا أقرأ كتب بل أقرأ انترنت
ثقافتي نتيه بحته ...
عند هذا الحد توقف الحوار لكن عقلي مازال مشغول ومذهول
كتب !! معقول ان أكون هجرت الكتب .. حتى كتب الطبخ منذ زمن لم أفتحها .. منذ اشتراكنا في النت ..
..............
حقيقة مُره أن يكون بعض الناس إن لم يكن غالبهم هذه حالهم ..ابتعدوا عن الكتاب.. وأصبح في طي الماضي حبيس الأرفف وديكوراً يزين المكتبات
ولسان حاله يقول
وخير جليس في الزمان الانترنت *** تسلو به إن خانك الأصحاب


يقرأ قصص ملفقه , أخبارمكذوبه , .. ينتقل من موقع لآخر يقضي الساعات ..
شرب عقله من الانترنت وارتوى وفاض وأصبح ينقل ما قرأه كأنه خبرا مسلم به متأكد من صحته مع جهل المصدر .. افتراضات بحته وثقافات ضحله
مع العلم أن هناك استثناءات ..

وأصبح حديثه في المجالس قرأت في موقع بدل قرأت في كتاب


أنا هنا لا أدين الانترنت وأنكره فلا ينكر فوائد الانترنت الا من لم يجربه .. فهو نافذتي على العالم
لكن أن يغزو عقولنا وقلوبنا .. ويفرق شملنا بعد أن كانت العائلة تلتم في جلسة عائليه أصبح الشباب والفتيات يفضلون أن يجلسو خلف الشاشه على لمة العائله
كما ان ثقافتهم اصبحت عاميه بقدر مايدور في المجالس بعكس لو كانت مجالستهم للكتاب,
يبني عقول و يحفظ الانسان عمره من الضياع ويحرص على الإفادة من وقته
فلم نسمع بأحد انقلب حاله للأسوأ بسبب كتاب لكن الانترنت ....


فهل نرجع للكتاب أم نقول له وداعاً ومرحبا بالانترنت !!



وأخيرا

البريطاني يقرأ بين 40 و50 كتاباً في السنة، والأوروبي أو الأميركي يقرأ بين 25 و35 كتاباً في السنة، والسنغالي يقرأ ثلاثة كتب في السنة، وكل 80 عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة.


..