زواج الانترنت .. قصص من لحم ودم في الأردن
بيان 2: منذ أن بدأ انتشار «الانترنت» بين اوساط الشباب في الاردن بدأت ظواهر اجتماعية بالغة الاهمية والخطورة تبزر بين هذه الاوساط ليس اولها وإن كان اخطرها اتاحة المجال واسعا امام عدد من هؤلاء لدخول مواقع فاحشة تدعو إلى الرذيلة،
كما كان دعاة الخير يدعون إلى الصلاح وليس اخرها تقنية الثرثرة أو ما يحب أن ينعته اصحابه بالشات الذي حذر منه عدد من المصلحين الاجتماعيين ذلك لانه يدفع الانسان إلى خلع اثواب الحياء ثوبا اثر ثوب دون أن يكون امامه أي عائق كان اللهم وعيه والخير الذي فيه.
ومع تلاقح افكار وثقافة المجتمعات المعاصرة أيا كانت على وجه هذه الارض مع هذه التقنية ـ الانترنت ـ نتجت ظواهر اجتماعية كان على علماء الإسلام والمتخصصين في الاجتماع وعلم النفس التنبيه لها، ودق اجراس الخطر بان جيلا ـ افتراضيا ـ له من الخصائص المرعبة المنقطعة عن الأجيال التي سبقته قادم بعد عقد على اعلى تقدير.
ورغم علو صوت هؤلاء المصلحين للتنبيه بخطورة الامر إلا أن احدا لم يتلق صوتهم بجدية ذلك أن الفوائد المادية العائدة على استخدام الانترنت كبيرة ولهذا فإنه من غير المتوقع أن يتم التخلي عن هذه الفوائد لصالح الرعاية النفسية والثقافية للاجيال القادمة.
واذا كان صراع الاجداد ـ الاحياء منهم ـ في تربية الابناء تنصب على نقاط اهمها الابتعاد عن الاجرام أو المخدرات وحتى التدخين فان نمطا جديدا ومختلفا من التربية يجب أن يراعى للتعامل مع جيل الانترنت الافتراضي القادم.
وفي الاردن تمت ملاحظة عدد من الظواهر التي بدأت بالانعكاس سلبا على هذا الجيل وعلى رأسها مشكلة الزواج عبر الانترنت.
ويوصف هذا الزواج بزواج السلعة أي أن يقوم حسب هؤلاء شخص ما بعرض نفسه كما يتم الاعلان عن سلعة ما في أي وسيلة اعلام للراغبين في اقتنائها. ورغم انه لا وجود لهذا المصطلح في امهات الكتب الدينية، ولكنها دعوة لتصدي بعض علماء المسلمين على الاقل لهذا المصطلح الذي يعني أن يقوم رجل أو امرأة بتقديم نفسه أو نفسها كاعلان يخبر فيه انه راغب في الاقتران بشريك له المواصفات التالية.. حسب الطلب وهذه بعض القصص الواقعية التي تحفظنا على ذكر اسم اصحابها رغم انهم ما زالوا وحتى اللحظة في وسط التجربة التي تؤكد جميع الدلائل على نهاية بائسة لها.
تعرفت عليه عبر الشات ـ أي تلك الثرثرة التي يجريها مستخدم الانترنت مع مستخدمين آخرين ـ ومضت الايام وهما يتعرفان على بعضهما البعض اكثر فأكثر.. وجدته شخصا جيدا على حد قولها: مثقف، واع، يتقن الحديث الثرثرة لديه استعداد كامل للحديث معها كما لم يفعل شخص اخر.
واضافة إلى ذلك فان ذاك العالم الافتراضي، حيث تورطا معا بممارسته اضفى على ثرثرتهما عالم متخيل لم يعهداه من قبل.. كانا يقولان لبعضهما البعض كلاما جميلاً ورومانسيا للغاية.. تراه أو تراها وهي تضحك في شاشة الكمبيوتر غير ابهة بمن حولها.. انها اكثر طمأنينية في حديثها هذا من أي حديث سبقه، خصوصا وان معادلة الخسارة والربح في هذه العلاقة خصوصا لفتاة غير موجودة اللهم إلا الخسارة المادية وهي فتاة غنية لا تأبه بذلك لم يتبق شيء سوى أن تستمتع بما تجريه من ثرثرة معه. في مقهى آخر شاب وجد اعلانا الكترونيا يخبر عن وجود فتاة على درجة عالية من الثقافة عزباء ترغب بالزواج من رجل غير متزوج يقدر الحياة الزوجية وتفضله وسيما وطويلاً ولا تتعدى الثلاثين عاما.
كان ذاك الشاب منكباً على قراءة هذه الاعلان بعناية غير مسبوقة وكأنه يقول: وجدتها.. ارسل عنوانه ومواصفاته ـ وهذه هي حال الثقافة الامريكية المعاصرة فالكل سلعة حتى فيما يتعلق بالبشر ـ حلم بتلك الفتاة ولم يسلم هو الاخر من الانسان المتخيل الذي يرسمه وكأنه رغب بفتاة غير الفتاة التي يراها في الشارع أو تلك التي بقربه انه يريد زواجاً افتراضيا اخر لا علاقة له بعالمه ولولا المستحيل لرغب في اكمال هذا الزواج افتراضيا إلى النهاية.
ويؤكد خبراء الانترنت ومستخدموها أن الاخطر في عالم الانترنت للشخص هو الوصفة الافتراضية التي يقدمها ولابد من ان يقع فيه، مهما حاول. ويقول هؤلاء أن الخطر هو في النقطة التي سيتم فيها التلاقي بين ما هو افتراضي وما هو حقيقي فيبدأ الصراع الداخلي الذي سينتصر فيه الحقيقي على الافتراضي اخيرا ولكن بعد أن يحقق العالم الافتراضي مجموعة من الخسائر للشخص المستهدف دون أن يدري أو تدري.
إلا أن هؤلاء لا يستثنون وجود قصص أو امثلة حية نجحت بالفعل واستمرت ولم يشعر أي من الزوجين المتعاطيين مع هذه التقنية بأنه قد تورط في ما قام به، إلا أن اللافت في هذا الموضوع رفض هؤلاء الكشف عن انهم قاموا بهذا الامر يوما ما أو جربوه سواء نجحوا أو فشلوا.
ما زالت الفتاة تلك تثرثر مع صديقها الافتراضي حتى وصل الامر بهما إلى الاتفاق على الموعد قبل أن يقرر أي شيء واي شيء هذه تعني الزواج.
الامر غير المعروف في هذه الفتاة انها ذات جمال فائق وثقافة واسعة، انهت دراستها في الجامعة الأردنية بشهادتين الاولى في علم النفس والاخرى في علم الاجتماع. اما المفارقة فهي انها كانت قبيل تعرفها على رجل الانترنت على اتفاق مع شاب اخر من اجل خطبتها ولانها تورطت ولانها اصبحت من المدمنات على الثرثرة الالكترونية اختارت عالمها الافتراضي الكامل وصاحب السحر الذي لا يقاوم على عالم حقيقي فيه الكثير من الخلل.
وبالفعل تم لهما ما ارادا فقدم الرجل إلى الاردن والتقيا وتم كل شيء بسرعة عجيبة حيث تزوجا، ثم طارا معا إلى إحدى الدول العربية حيث يعمل الزوج. اما ما جرى لاحقا فلم يكن بالحسبان ابدا حيث تأكدا أن ما كانا يقومان به على الانترنت وبينهما مسافات طويلة يختلف كليا في جوهره وطبيعته عن حياتهما معا عندما عادا مجددا إلى لحم ودم فالزواج هو الزواج والرجل بالنسبة لتلك الفتاة هو ذاته وإن اختلفت بعض التفاصيل. تقول: في الحقيقة اشعر بأنني واقعة في ورطة فزوجي رجل طيب في الحقيقة ويحبني كثيرا ولكنني صدمت فلم اكن اتوقع أن يتحول الامر إلى ـ زواج عادي ـ.
ونود الاشارة إلى أن الزواج الذي ننعته بالعادي ليس وحشا وانما الخطير في هذا الامر الزواج الافتراضي الذي يرغب فيه ويؤمن به متعاملو الانترنت. اما الشاب ذاك الباحث عن زوجة ـ افتراضية ـ فقد تم له ذلك ولكنه حين رآها وجدها امرأة عادية جدا.. يقول عندما رأيتها في الحقيقة تفاجأت جدا وعندما سألناه لماذا قال: انها الصدمة على ما اعتقد.. يبدو اني كنت ابحث عن زواج معالج على الكمبيوتر باستمرار.. ولكني بعد أن رأيتها وخصوصا بعد عدة لقاءات لاحظت انه لا شيء فيها غير عادي.. فسألناه هل صدمت من كونها زوجة من لحم ودم فابستم ولم يجب.
ونود في النهاية وحتى لا يبدو الامر وكأنه كله سوداوية أن نعرض للقاء الذي اجرته إحدى الصحف المحلية مع زوجين سعداء على ما يبدو التقيا عبر زواج من هذا النوع.
يقول الزوج:نشرت معلومات عن نفسي وعنواني والمواصفات التي اريدها بزوجة المستقبل في احد المواقع، وكان الموضوع سريا جدا، وبعد أن تم لي ما اريده وكأنه حلم فحصل لقاء بيني وبين العروس واهلها وشقيقها الاكبر. اما لماذا لجأ الى هذا الاسلوب في الزواج فبدافع الفضول وحب الاستطلاع في البداية حسب ما قال حيث وضع مواصفات تعجيزية للزوجة التي يريد، ولكن بعد ايام وجدت نفسي اجلس في بيت العروس مع اهلها.. واتفقنا على كل شيء وتمت الامور ويؤكد وكأنه يحس انه يعرف زوجه منذ عشر سنوات.
اما العروس فقالت وضعت مواصفاتي وقلت اريد الارتباط بشخص يقدر الحياة الزوجية ويتقي الله في اهله وبيته وجاءني الجواب إذ بعد ايام علمت أن هناك شخصاً بالمواصفات وتم الزواج.
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
وانا ارى انه موضوعك هذا حقيقه ملموسه في المجتمع وهناك الكثير من القصص التي تكون لها نهايه مؤلمه لاحدى العائلات
والله يحفظ امتنا من شر المستجدات باذن الله
وشكرا
Manno