om basma

om basma @om_basma

عضوة نشيطة

زواج المحارم.. أحدث ضربة للأخلاق في الغرب

الملتقى العام

زواج المحارم.. أحدث ضربة للأخلاق في الغرب

قررت المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا في 2/3/2007 تأجيل تنفيذ حكم بالسجن على رجل أنجب أربعة أبناء من أخته إلى أن يبتّ القضاة في وقت لاحق من هذا العام في مدى قانونية الحظر المفروض على العلاقات الجنسية بين المحارم . وكانت محكمة أول درجة قد حكمت على باتريك بالسجن 30 شهراً لإقامته علاقة جنسية مع أخته سوزان .
لكنه طعن بهذا الحكم أمام المحكمة الدستورية العليا التي قررت وقف تنفيذ الحكم مع إحالة ملف الدعوى إلى محكمة أخرى لتنظر في مدى قانونية حظر زواج المحارم. ومن المتوقع أن ترى هذه المحكمة أنه لا قانونية لهذا الحظر ، وبالتالي يتم إلغاء العقوبات المفروضة على هذا النوع من العلاقات بدعوى أن ذلك يتعارض مع مبادىء الديمقراطية والحرية المصانة من قِبَل الحكومات الأوروبية .
وتطرح هذه الحالة درجة التدنّي الأخلاقي التي وصلت إليها المجتمعات الأوروبية . فقد تمّ تحطيم المقدّس فيها وتمّ إطلاق الغرائز من عقالها ، ولم يعد هناك عيب في قاموس الإنسان الأوروبي ـ كما هو العيب لدينا نحن ـ وترعى الحكومات الأوروبية هذا التفسّخ الأخلاقي بل تشجّع عليه ، فهناك قوانين تجيز العلاقات الجنسية خارج إطار مؤسسة الزواج ، وقوانين أخرى تشجّع على الإجهاض ، وقوانين تبيح زواج الذكر مع الذكر ، والأنثى مع الأنثى ، ولا نعلم إذا كان هذا النوع من الفجور يسمى زواجاً .
فهل يُعقل أن يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة ، ومن ثم يعيش هؤلاء حياة زوجية حقيقية ، مع أن الحياة الزوجية المتعارف عليها ـ أي بين الرجل والمرأة ـ تعني المشاركة ليس فقط في إشباع الغرائز ، بل أيضاً في تكوين أسرة وأولاد وفي تحقيق التراحم في المجتمع . أما حياة الشواذ الزوجية فهي حياة غرائزية فقط هدفها المتعة ، وأي متعة !!!.
لكن العالم الغربي الذي يعيش وَهْمَ التحضّر والتحرر لم يعد ثمة شيء قائم على أساس ديني ممنوع أو محرّم فيه. فالمحرّم الوحيد الذي لا ينبغي للغربي أن يقترب منه أو أن يفكر فيه هو ما يسمى «محرقة اليهود» المزعومة خلال الحرب العالمية الثانية . فهذه المحرقة سواء أكانت حقيقة أم خرافة ، لا يجوز مطلقاً للغربي أن يفكر فيها ، بل عليه أن يقبل الرواية اليهودية حولها بكل حذافيرها، وما سوى المحرقة ، فإن الغربي ينعم بتلك الإباحية الجنسية وبذلك الفساد الأخلاقي .
ومما يدعو إلى الخوف هو أن الحكومات الغربية التي اكتشفت أن مجتمعاتها هي وحدها فقط التي تشيع فيها الإباحية ، أصبحت الآن تريد تعميم هذا الوباء في كل العالم من خلال إقرار معاهدات في الأمم المتحدة تحضّ على الإجهاض ، وتبيح العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج ، وتدعو إلى تأخير الزواج ، وإلى آخر ما هنالك من الشروط التي لا تخدم سوى الإباحية .
وتلقى هذه المعاهدات إلى الآن معارضة معظم دول العالم النامي ، لكن الغرب يسعى بكل جهده لفرضها بشكل ثنائي مع مختلف دول العالم ، وذلك إما من خلال الترغيب أو من خلال الترهيب . فمثلاً ، يشترط الغرب لتقديم مساعدة اقتصادية لدولة في أفريقيا أو آسيا أن ترفع هذه الدولة المنع عن العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج ، أو أن تمتنع عن معاقبة الحامل من الزنا ، بل أن تساعدها للقيام بعملية إجهاض إن أحبّت ذلك.
ومع أن طريق هذه المعاهدات وأمثالها ما زال في بدايته ، غير أنه قد يجد له مسارب في هذه الدولة أو تلك ، وشيئاً فشيئاً تتعمّم الإباحية في العالم أجمع وتتساوى جميع الشعوب في الفساد الأخلاقي . ولم تكن المجتمعات الأوروبية على هذه الصورة البشعة قبل النصف الثاني من القرن العشرين ، بل كانت غالبية هذه المجتمعات تعيش في حشمة وتحافظ على الأخلاق وتنظر إلى الزنا وإلى العلاقات الشاذة نظرة إنكار وتعاقب عليها عقوبات شديدة إنطلاقاً من تعاليم التوراة التي هي شريعة اليهود والمسيحيين ، والتي تحرِّم الزنا وتحرِّم الشذوذ وزواج المحارم ، وتحضُّ على التمسّك بالأخلاق .
فمن وصايا موسى العشر «لا تزنِ»«لا تشتهِ امرأة قريبك» سفر تثنية الاشتراع . وفي مكان آخر من التثنية هناك نصّ آخر يقول «لا يدخل ابن زنا في جماعة الرب» . وليست التوراة هي الكتاب الوحيد الذي يحرّم الزنا وزواج المحارم ، بل إن جميع الديانات السماوية وغير السماوية مثل «البوذية والهندوسية» تحرمهما ، وجميع الشعوب تشترك في مفهوم الأسرة ، وترى أن الأخلاق هي الدعامة الرئيسية التي تقوم عليها المجتمعات . لكن الشعوب الأوروبية سارت بعد الحرب العالمية الثانية نحو التفسّخ الأخلاقي ، وترافق ذلك مع انتشار ما يسمى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في أوروبا .
وتمّ تشريع الإباحية بالقوانين الحكومية ، وتم تدمير الأسرة التقليدية . ولم يعد الأوروبي بحاجة للذهاب إلى الكنيسة ليعقد قرانه وسط طقوس كنســـــية مهــــــيبة ، بل يستطيع أن يفعل ذلك في أقرب محكمة وهو في ثــــــياب العــــــمل ولا يحتاج الأمر منه إلى الاستعداد لحاجات الزواج ، لأن مثــــــل هذا الزواج قد لا يدوم إلاّ ليوم أو لأســــــابيع .
وفي حالات نادرة جداً جداً قد يستمر إلى الأبد . وبفضل الإبـــاحية فإن نصف سكان أوروبا يعيشون حياة وحدة فلا الرجال يتزوجون ولا أيضاً النساء مما أدى إلى حدوث أزمة نقص مواليد ومع أن الحكومات الأوروبية تتخوّف من أن يؤثر هذا الأمر على الاقتصاد الأوروبي وعلى مستقبل الشعوب الأوروبية ذاتها . إلاّ أنها لا تبادر مطلقاً إلى منع الإباحية وتشجيع الزواج ، لا بل إنها تتجه الآن إلى تحليل زواج المحارم ليكون ذلك آخر مسمار يُدقُّ في نعش الأخلاق في أوروبا .

منقول
الوطن القطرية
31/3/2007
3
819

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

)( اليـاقوتهـ )(
لاحول ولا قوة الا بالله
وحسبنا الله ونعم الوكيل
lulu37
lulu37
حسبي الله ونعم الوكيل عليهم
الله يديم علينا نعمة الاسلام ولا يمتنا الا على دين الاسلام
om basma
om basma
lulu37 lulu37 :
حسبي الله ونعم الوكيل عليهم الله يديم علينا نعمة الاسلام ولا يمتنا الا على دين الاسلام
حسبي الله ونعم الوكيل عليهم الله يديم علينا نعمة الاسلام ولا يمتنا الا على دين الاسلام
الله يديم علينا نعمة الاسلام آمين يارب العالمين:)
om basma
om basma
الله يديم علينا نعمة الاسلام آمين يارب العالمين:)
الله يديم علينا نعمة الاسلام آمين يارب العالمين:)
:26: