انتهت مراسم العزاء البائس لشقيقة روحها ونبض فؤادها لمراسم عزاء أختها رنيم التي لم تتجاوز 18ربيعا
أخذت الذكريات تداعب قلبها الحزين ومع كل ذكرى تقضم شفتها لعلها بذلك توقف الشهقات التي بحت لها حنجرتها
وانهمرت عينيها ولكن هيهات هيهات لروحها أن تسكن وقلبها أن يطمئن فهذه فاجعة لم تكن تتوقعها
لم يخطر لعقلها أن رنيم تلك الشابة التي تلهو بمنزلهم كالفراشة الزاهية الألوان أن الموت سيخطفها هكذا فجأة
وبدون سابق إنذار
فقد رأتها صباحا في كامل صحتها وعافيتها وفجأة ماتت والكارثة كيف ماتت فقد ماتت وهي ....
لم تستطع إكمال حديث روحها و اكتفت بوضع يديها على وجهها المكفهر لتغطي دموعها المتساقطة .
مسحت دموعها التي لم تتوقف عن وجنتيها الشاحبتين التي أرهقها السهر والحسرة والبكاء ونهضت
من مكانها بعد تلك الأفكار المنهكة لروحها وتسللت إلى الدور العلوي في منزلهم
الكبير الذي أشبه ما يكون بقصر من قصور ألف ليلة وليلة وقفت أمام تلك الغرفة الفارهه وقفت أمام غرفة حبيبتها
وأختها رنيم أمسكت بمقبض الباب الذهبي ولكن أبعدت يدها فجأة فكيف لها أن تدخل ولا ترى رنيم كيف لعقلها أن
يستوعب أن هذه الغرفة لن تعود لها رنيم لن تعود ..!
لم تستطيع ركبتيها أن تحملها فسقطت مسندة رأسها باب هذه
الغرفة أخذت ريناد تتذكر كل همسة وذكرى لها مع رنيم ودموعها كالسيل ولا لوم عليها فهذه شقيقة الروح أخذت
تتذكر تضجر رنيم من نصحها و إرشادها أخذت تتذكر دقائق التفاصيل وجلها وتتذكر وتتذكر و هي تجهش بالبكاء وصدرها
يرتفع ويهبط وشهقاتها لا حد لها.
حين انتهت من نوبة بكاءها الحاد نهضت ورأسها بالكاد
تحمله فتحت باب الغرفة ويديها ترتعش أخذت عينيها تتجول بين الزوايا والرفوف وعينيها تتمنى العمى كي لا ترى ما ترى .
حين تجولن عينا ريناد على الغرفة رأت صور الممثلين والمطربين على جدران الغرفة فهذا المطرب المشهور وهذه
الممثلة المفضلة مع عشيقها الأمرد وهذه صورة اللاعب الشهير الذي حقق من الأهداف الكثير فقد يخيل لمن يرى
الجدران أنها إستديو إعلانات لإحدى القنوات الهابطة أخرجت ريناد تأوهات الأسى وأطرقت رأسها وهي موقنة أن هناك زوايا
أفضع وأشد وقعا من ذلك
وقعت عينيها على (الشماعة) ورأت تلك العباءة التي تحتاج لعباءة تسترها وكيف كانت تضعها رنيم على كتفيها وكيف
كانت ضيقه على جسمها الممشوق وكيف كانت تضع اللثام الذي يزيد من جمالها جمالا مع بعض اللمسات الفنية من
الماكياج اللبناني على عينيها الناعستين . تذكرت ريناد كيف كانت رنيم تتحاشى التنزه معها في الأسواق والحدائق والسبب
أن عباءتها مضى عليها الدهر بنظر رنيم وكيف كانت تنبه والديها لذلك وكانوا يرددون ( صغيرة ما نبي نعقدها )
خرجت زفرة حسرة من قلب ريناد على أختها ودمعة حارقة على وجنتيها .
ذهبت لخزانة ملابسها الضخمة المكتضه بمختلف الماركات العالمية و بدأت تتلمس ملابسها وهي مطبقة عينيها
وتستنشق عبير أختها في كل ركن أبقيت عينيها مطبقه فمشاعرها تهشمت بما فيه الكفاية ولكن يجب أن ترضخ
للواقع الأليم فتحت عينيها رويدا رويدا
ولكن ماذا ترى فساتين قصيرة وأكمام عارية وبناطيل بمختلف الأشكال و الألوان أووه هذا الفستان الذي ارتدته في
عيد ميلادها كان أحمر قصيرا يخرج ساقيها وشيء من ظهرهاوصدرها وبلا أكمام كالعادة
فقد كانتا في ذاك اليوم في مشاجرة والسبب نصح ريناد لرنيم بحرمة فعل هذه الشرائع النصرانية وهذا اللباس
الخارج عن الشريعة ..
تذكرت ذاك اليوم وكأنه شريط يمر أمامها تذكرت حين قالت لرنيم كيف لكِ أن ترضي لذاتكِ أن تكوني كاسية عارية أن
تكوني مطرودة عن رحمة خالقك كيف لك أن تتجردي من الستر وتكوني كلباس غربية كافرة أو كمسلمة لا تحمل من
الإسلام سوى أسمه تذكرت كيف رمت رنيم بها جانبا وقالت أنها متخلفة معقدة .
رمت ريناد الفستان وأخذت تبكي وتحدثه وتقول ماذا ستنفعها الآن أرجوكِ تحدثي أيتها الملابس ماذا ستفعيها به الآن
هل ستخففين من وطأة عذابها إن كانت في عذاب أم هل ستجاوبين منكر ونكير عنها .
أغلقت تلك الخزانة ونياط قلبها تتقطع ..
أخذت تجر ريناد قدميها بتثاقل فما حدث لها ليس بالهين ,, استندت على الجدار وأمالت رأسها
على جانبها الأيمن فرأت تلك الرفوف فالأول ممتلئ بالدمى بمختلف الأشكال والألوان
والأحجام فهذا تويتي وهذا سبونج بوب وهذه عائلة الدانبو وهذه دورا والكثير الكثير من ذوات الأرواح
التي تمنع دخول الملائكة وتنفرها من هذه الغرفة .
والثاني صُفت فيه أشرطة الأغاني بإتقان وفن والثالث نظمت عليه مجلات الفن العربي
و الأجنبي أمسكت ريناد رأسها بقوة فهو يغلي قهرا على شباب أختها التي أفنته
باللهو والركض خلف الملذات .
ألقت بطرفها على تلك ( التسريحة ) المكتضه بأفخر أدوات التجميل وبهذه الباروكة
التي اقتنتها من إحدى الدول حين سياحتهم بإحدى العطل الصيفية وبتلك الرموش
الاصطناعية وملقط حاجبيهانظرت لذلك كله وهي تعتصر ألما وضيقا .
رمت بنفسها المكلومة على كرسي ذاك المكتب الفاخر أخذت تبكي وتتحسر ولكن ماذا تنفع الحسرة ..!
فتحت الحاسب المحمول الخاص برنيم الذي جعلت خلفيته امرأة حسناء فتحت مجلداتها وهي تتمنى أن تجد ما يخفف
ما بها لعلها تجد به خبيئة أخفتها رنيم إلا عن خالقها ولكن خاب توقعها رأت الجهاز مكتض بالكليبات والأفلام و أما
المفضلة فهي ممتلئة بمواقع الشات والدردشة والمنتديات المنفتحة تفتحا سلبيا ونظرت إلى سجل محادثتها لأجل أن
تخبر كل من أحبت رنيم لعلها بذلك تحصل على دعوات صاعدة تتسبب في مغفرة ومحو لذنوبها وليتها لم تفعل فقد
رأيت ما سيشيب لها رأسها فهي ممتلئة بإميلات الذكور فهذا أحمد وهذا خالد وهذا ياسر ,صعقت وتجمدت أطرافها و بكت
حتى ذهب صوتها فهي لم تتوقع أن أختها وصلت لهذه الدرجة فكيف سمحت لها ذاتها أن تحادث هذا وذاك دون
رادع وكيف نسيت أن الله رقيب عتيد وأن الله شديد العقاب كيف لكِ يا رنيم أن ترخصي روحكِ الغالية وتحدثي هذا وذاك
فالفتاة كالجوهرة الثمينة التي يخشى خدشها لما يا رنيم لما ,,حدثتها نفسها وقالت ماذا سيفيد الهذيان على أرواح
الأموات يا ريناد ,, حاولت أن تتماسك أكثر و أخذت اميلات صديقاتها و أخبرتهن بوفاة شقيقتها وطلبت منهن الدعاء لها
وذكرتهن بالتوبة وكيف أن الموت يأتي بغتة .
سريرها الوثير الذي يمتلئ بصور ذات الأرواح اقتربت منه ريناد شيئا فشيئا ارتمت عليه وهي تستنشق رائحة عطر
أختها الفرنسي الباهض وهي تبكي أخذت تتذكر كم مرة رأت ريناد فوق هذا السرير تستمع للأغاني من جوالها الذي
يُشترى لها قبل أن يصل إلى الوطن أخذت تتذكر كم مرة نصحتها وهي تعرض عن نصحها وتضرب بكلامها عرض
الحائط بل قد تزيد إعراضا و استكبارا وتزيد من صوت هذه الأغاني شرقية كانت أم غربية تتذكر كم مرة تهديها أشرطة
المحاضرات وتضعها بذاك الرف دون أدنى اكتراث أخذت تبكي وتبكي لأن أختها نزع روحها ملك الموت وهي
فوق هذا السرير وهي تستمع لمطربتها المفضلة أخذها على سوء خاتمة أخذت تبكي لأن أختها صعدت روحها
لربها وهي عاصية له بدأت تتذكر وجهها كيف كان مظلما مخيفا بعد أن كان كفلقة القمر بجمالها.
وحُزِمَ القرار //....
قررت ريناد الخروج من هذا المكان الموجع بجميع التفاصيل وكم كانت تتمنى نزعه من ذاكرتها ولكن هيهات
هيهات ,,خرجت و أقفلت باب الغرفة ورمته في الفضاء الشاسع فالذكرى موجعه و وجعها ينخر العظام بل يسحقها
وكفى بقائها الخالد في الذاكرة لجئت لغرفتها و فرشت سجادتها وانطرحت بين يدي خالقها ترجوه أن يغفر لحبيبة
قلبها وشقها الآخر .
وقفــــــآت..
طوق الياسمينة @tok_alyasmyn_18
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لمبه بلا نور
•
الله يحسن خواتمنا ويهدينا لأحسن ألأخلاق
كلمة 77
•
انتي رائعه
لكن اتمنى تراسلي الاداره بتغيير لون الخط للغامق حتى يستفيد الجميع
لون الخط مؤذي للعين
تحياتي لك
لكن اتمنى تراسلي الاداره بتغيير لون الخط للغامق حتى يستفيد الجميع
لون الخط مؤذي للعين
تحياتي لك
الصفحة الأخيرة