jeneen

jeneen @jeneen

محررة

زوجاتنا «صفارات إنذار» فكيف نعطلها؟!

الأسرة والمجتمع

كثيرون هم الرجال الذين يشتكون اليوم من صراخ زوجاتهم وأصواتهن العالية، إذ تغير الزمن وانقلبت الأدوار، وصارت المرأة تغضب بسرعة وتصيح بأعلى صوتها كـ «صفارة إنذار»، معلنة الحرب على كل من في البيت، بينما يكتفي الرجل بالصمت والحيرة ولا يجد وسيلة أمامه لتهدئة الوضع سوى الهرب من البيت لساعات طويلة، لكن هل يعلم رجل اليوم أنه قد يكون السبب الرئيسي في الذي يحصل في البيت أو انه ربما الوحيد القادر على تعطيل «جهاز الإنذار» هذا؟.
تقول الباحثة في علم النفس، سوسن زيدان: «رجل اليوم تغيب عن باله أمور كثيرة، انه يعتبر أن وظيفته الوحيدة هي الخروج من المنزل وجني المال للأسرة، ويترك كل مسؤوليات وهموم البيت والأولاد لزوجته، لأن ذلك بنظره من اختصاصها وحدها، بينما هو يعود إلى المنزل ليجد طعامه حاضراً وثيابه نظيفة ومنزله مرتباً والأولاد نائمين، ليأكل ثم ينعم بالراحة والهدوء أمام شاشة التلفاز».
فكر للحظة
وتسأل الباحثة زيدان كل رجل يشكو من صراخ زوجته المتزايد في البيت، ما إذا كان يستطيع أن يتوقف ويفكر للحظة في سر عصبية الزوجة وارتفاع صوتها، ثم يحلل الأسباب التي أوصلتها إلى ما هي عليه؟. وتجيب زيدان عن هذا السؤال بالقول: «بالطبع، باستطاعة كل رجل أن يمسك بزمام الأمور في بيته تماماً كما يفعل في عمله، لكن ان كان هذا الرجل ما زال يعيش في تقاليد الماضي وينظر إلى بيته كمكان لراحته وطعامه فقط دون الالتفات إلى مسؤولياته الأسرية، فمن الطبيعي أن يصم أذنيه ويهرب من البيت الذي تعلو فيه الأصوات ويكثر الصراخ».
فاشل رومانسيا
يؤكد على كلام الباحثة زيدان، استاذ علم النفس، رأفت عدنان، ويقول: «الرجل ابن بيئته، فقد نشأ في كنف أسرة رجلها السيد المطاع، وكل من في المنزل يعمل على خدمته وراحته، بينما المرأة من تتعب وتجتهد وتكافح لكي ترضي الرجل «تاج رأسها»، الذي يؤمّن فقط الاستقرار المادي للأسرة. لذلك نجد أن معظم الرجال العرب ناجحون في عملية تدبير أمور الأسرة المالية وفاشلون في تدبير الشؤون الرومانسية التي تبني عليها المرأة عادة أحلاماً وآمالاً لا حدود لها. هذا الفشل ينعكس بشكل سلبي عليها إلى حد كبير، ويولد لديها التوتر والشعور بالحرمان وانعدام الأمان. أضف إلى ذلك، متاعبها اليومية الجمّة وهموم الأطفال وتحمل تقلبات مزاج زوجها وإرضاء حماتها، عدا عن تعبها خارج المنزل إن كانت موظفة. وكل ذلك يفضي بها إلى التعبير عن امتعاضها والتنفيس بالصراخ».
إسأل نفسك أولا
في ظل توتر زوجته وعصبيتها وصراخها، يتساءل الرجل: لماذا تفعل ذلك؟ ويفكر فقط في نفسه، في أن زوجته لم تعد تحترمه، ولهذا تصرخ أمامه، لكن يغيب عن باله أن يسأل نفسه عن السبب الذي يجعل زوجته تطلق العنان لصوتها.
لذلك، يقول عدنان:
على الرجل أن يوجه لنفسه مجموعة من الأسئلة يكشف من خلالها عن جذور مشكلة الصراخ في بيته، وهي:
1 ـ هل تستيقظ في الصباح ببسمة تطالع بها زوجتك مع كلمة «صباح الخير»، أم تطل عليها بـ «تكشيرة» تعكر عليها صفاء يومها؟
2 ـ عندما تبدل ثيابك هل تلقي بالبيجاما وثياب اليوم الفائت على الأرض وتنتظر من زوجتك أن تلملمها، علماً أنها تستعد هي الأخرى للخروج إلى عملها؟
3 ـ إذا طلبت منك مساعدتها في أمر ما، هل تلبي لها طلبها أم تتجاهلها وكأنك لا تسمعها؟
4 ـ هل تتحدث إلى أولادك وتودعهم بحرارة على أمل أنك تتوق للعودة إليهم بعد دوام العمل؟
5 ـ هل تتحاور قليلا مع زوجتك قبل مغادرتك المنزل وتتركها مع جملة «إلى اللقاء يا عزيزتي»؟
6 ـ هل تتذكر أن تتواصل مع زوجتك لخمس دقائق أثناء دوام العمل، وتسأل عن حالها ولو مرة قبل أن تسأل عن الأولاد ومأكلهم وما إذا كانت قد أتمت الإشراف على واجباتهم المدرسية؟
7 ـ عندما تعود إلى المنزل، هل تتعامل معها بلطف ولياقة وتتبادلان أطراف الاحاديث وتطلعها على أفكارك؟
8 ـ بعد تناول العشاء هل تتفرغ لأولادك وتقص عليهم حكاية ما قبل النوم، تاركاً لزوجتك فرصة صغيرة للراحة؟
9 ـ هل تقول لها «شكراً» على اهتمامها بك وبأسرتك أم تعتبر ذلك واجبا مفروضا عليها؟
10 ـ هل تحترم زوجتك أمام الآخرين أم تتجاهلها وتستهتر بمشاعرها؟
11 ـ هل تدعو زوجتك للتنزه بين وقت وآخر؟ وهل تطلب منها أن تختار مكان النزهة؟ أم تملي عليها قراراتك؟
12 ـ هل تسمح لها بالخروج مع صديقاتها للترويح عن نفسها؟
13 ـ هل تسمح لوالدتك أن تعكر صفو علاقتك مع زوجتك ولو بطريقة غير مباشرة؟
والان تمعن في هذه الأسئلة وقارن بينها وبين أسلوب تعاملك الحقيقي مع زوجتك، فإن كانت السلبيات تفوق الإيجابيات بكثير، فهذا يعني أنك مصدر توتر زوجتك ودافعها إلى الصراخ، والمطلوب أن تتعلم كيف تريح زوجتك وترضيها، وهذا ليس بالأمر الصعب طالما انك تريد منها أن تريحك وترضيك».
نصائح لمنزل خال من الصراخ
تؤكد الباحثة سوسن زيدان أن معظم الرجال يحتاجون إلى دروس خاصة للاقتناع أولا بدورهم المهم في تسيير دفة العلاقة الزوجية الناجحة، ومن ثم تعلم الأسلوب الأفضل للتعامل مع النساء، ففن كسب الشريك يجب أن يفرض على الرجل، كما المرأة، بما ان الكل يعترف أن الزواج شراكة رسمية تعاهد فيها الطرفان على المودة والرحمة والتضحية والوفاء. وفوق ذلك، تنصح زيدان الرجل بالمرونة في التعامل مع زوجته واتباع مجموعة من النصائح يكسب من خلالها نفسه وزوجته، ويحمي بيته من النزاع والصراخ، وهي:
* تعلم الابتسام وتعامل مع زوجتك بلطف ورقي.
* تذكر بين وقت وآخر كلمة «شكرا»، تقدمها لزوجتك مع باقة من الورود لتشعرها أنك تهتم بها.
* تعلم كيف تعتذر لزوجتك عندما تخطئ في حقها، فذلك يجلب لها الأمان والاطمئنان.
* بعد عودتك من العمل لا «تصفّر وتنفخ» من التعب، بل حاول أن تفصل بين تعب عملك ومتطلبات بيتك.
* تعلم كيف تصغي لزوجتك وترحب بكلامها وأفكارها وآرائها، خاصة أمام الآخرين.
* لا تعلمها كيف تتعامل مع أولادها أو تقف بينها وبينهم، بل اترك لها تدبير أمرها معهم، فهي أم بالفطرة وعليك أن تحترم مواقفها حيالهم.
* لا تفضل شاشة التلفاز على زوجتك، فهي إنسانة متعبة مثلك وبحاجة لصديق يخفف عنها وطأة الأيام وتعقيدات الحياة.
* تعلم كيف تهتم بشؤون أولادك واعط لزوجتك فرصة لتنعم ببعض الراحة والهدوء بين وقت وآخر.
* اخرج مع زوجتك للتنزه واترك امر تحديد المكان لها.
* لا تسمح للآخرين بالتدخل في شؤونك مع زوجتك، خاصة والدتك، وكن ديبلوماسياً جداً في حل أي أمر قد يعكر جو الصفاء بينهما.
* حارب الصمت وكأنه عدوك، لأنه يدمر علاقتك بزوجتك. الافضل ان تتناقش معها في كل جوانب الحياة، خاصة علاقتكما كشريكين واتفق معها دائماً على الطريقة المثلى للحفاظ على الهناء والرضا بينكما.



( منقول )
0
447

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️