أوشن دريم

أوشن دريم @aoshn_drym

كبيرة محررات

زوجات تحولن إلى «عوانس» ويعشن بين نارين !

الأسرة والمجتمع


• يأتي كنزيل فندق لتناول الطعام والنوم فقط
• السيدات: لا يقدر معاناتي ولا هم له سوى الاستهزاء بمشاعري
• الجمود أصاب الرجال ولا يعرفون شيئاً عن المشاعر
• ضرورة الاهتمام بإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج





حالة الصمت بين الزوجين والحياة الخالية من أي تواصل بينهما والحياة الروتينية المملة التي تقتصر على تناول الطعام والنوم ورعاية الأطفال تتحول بعد فترة إلى مأساة حقيقية وفراغ عاطفي مما يجعل الزوجين يبحثان عن وسائل أخرى لإشباع هذا الفراغ، ترى ما الذي يدفع الأزواج إلى هذا السلوك الذي يحول شريكة الحياة ونصفه الآخر إلى زوجة مع وقف التنفيذ؟، وما تأثير هذا السلوك على الأسرة وعلى نفسية المرأة وعلاقتها بزوجها ووالد أطفالها؟
«الدار» التقت ببعض النماذج وعلماء النفس للحديث عن هذه الظاهرة التي تؤدي في النهاية إلى تفكك الأسرة وانهيار أفرادها.
لم أعد أطيق حياتي.. تبدلت أحاسيسي.. أنا مجرد خادمة له ولأطفاله وأمه.. إنسان بلا مشاعر وبلا حنان.. لا يقدر مدى معاناتي مع طفلي المعاق ولا هم له سوى تحطيمي والاستهزاء بمشاعري.. أنت فاشلة ولا تعرفين شيئا.. بإمكاني أن أطلقك ولكني سأدعك معي رحمة بك.. ولو طلقتك من سيستقبلك.. ثم ساد الصمت للحظات وتابعت فاطمة سرد قصتها فقالت والحيرة والحزن يعتصران قلبها..
لدي منه طفلان.. ولد معاق وله من العمر 5سنوات وبنت 4سنوات.. حياتي كلها ثماني سنوات.. من أول سنة وهي الجميلة فقط وبعدها انحدرت باقي السنوات إلى الحضيض.. استخدمت معه جميع الوسائل.. حتى نفد صبري.. من يراني الآن يظن أني سيدة أربعينية وأنا لم أتجاوز السادسة والعشرين.. لقد قضى على حياتي لم أعد أهتم بمظهري ولا بشيء أبداً.. يقول لي دائماً.. لا تنتظري مني ثناء ولا شكراً.. فأنت لست طفلة حتى أمدح صنيعك وأثني على مظهرك؟ قلت له ذات يوم وقد بلغ مني اليأس مبلغه: هل كلي عيوب ؟
ألا يوجد بي شيء حسن؟ فقال أنت عيوب من رأسك إلى أخمص قدميك ولكن ما دمت أردت الشيء الحسن فيك فأنت حسنة في الطبخ.. ؟! هذا كل ما فيك وأنت لا تعرفين أسلوباً حسناً في التعامل معي.. بدأت جادة وقد بقي لدي أمل على تغيير أسلوبه.. في ثلاثة أشهر وأنا أودعه عند خروجه واستقبله حين عودته من عمله.. أرسل له رسائل شوق حين يكون في عمله.. بيتي منظم وهادئ ونظيف ومعطر.. كل أسبوع أخصص ليلة رومانسية لأكسر الروتين اليومي.. أطفالي يخلدون إلى النوم قبل مجيئه.. أتهيأ له في نفسي كل ليلة.. .كل جهدي هذا على مدى ثلاثة أشهر ذهب أدراج الرياح.. حين استقباله يقول ماذا تريدين ؟
وحين يأكل لا يقول كلمة شكر واحدة.
مثقفة وجميلة
حالة أخرى تحكي مأساتها التي تنضح بالألم والتأثر فتقول أنا زوجة شابة مثقفة وجميلة وهذا ليس وصفي لذاتي، لكن ما يقوله الآخرون عني، اشعر بالكثير من الإحباط والألم النفسي هكذا بلا أسباب، فجأة أدار لي زوجي ظهره عاطفيا وصار يأتي إلينا كنزيل الفندق المضطر أن يتناول وجباته وينام فيه ويبدل ثيابه، ويتبادل معي ومع أولاده أيضا أحاديث روتينية مثلما يتبادلها الموظفون في دواوين العمل.. لا كلمة حلوة ولا سيئة، لا علاقة عاطفية ولا غيرها، مع أنني معروفة بالأناقة والاهتمام بذاتي وبشكلي.
سألته كثيرا: هل هناك ما يضايقك مني أو من العمل أو في علاقاتك الأسرية؟ لكنه كان يجيب على كل تساؤلاتي: لا شيء.. لا شيء.
حاولت أن اعرف بطريقتي الخاصة لكنني لم أوفق، بل أصبحت اشعر بالتوتر والقلق من رصد حركاته ومكالماته، فلست أحب ذلك، وأيضا لم توصلني هذه التصرفات إلى دواء شاف لإهماله لي.
قلت لنفسي إنها المرأة الأخرى الحبيبة أو العشيقة، لكنني لم اعثر عليها أو اعرف عنها شيئا حتى الآن لأحمل حقيبتي وأولادي وارحل..
لا تتصورين ماذا تعني زوجة مع وقف التنفيذ لامرأة شابة وجميلة، تحظى بتقدير وإعجاب في كل مكان تذهب إليه.. ومن فضل الله علي أني أيضا امرأة تعتز كثيرا بكرامتها ومهما كانت رغبتي في الحياة الطبيعية التي تعيشها أي زوجة، لا يمكنني أبدا أن أعوض هذه الإساءة وهذا الإهمال والتجاهل التام من زوجي بالخيانة معاذ الله أن أكون كذلك.
هو لا يعرف أنني احترق ألف مرة في اليوم كلما أراه يلبس ويتعطر ويتأنق ويخرج قائلا انه ذاهب مع الربع.. أو ساهر في ديوانية احد الأصدقاء، إنني أعيش في حالة من العنوسة مع أن لي زوجاً بموجب عقد الزواج، ومحسوباً علي في عيون الآخرين لكنه في عيوني مغتصب لحقوقي، وقاتل لمشاعري وأحاسيسي.
اعتبر نفسي ادفع ضريبة أمومتي لأبقي أولادي مع أبيهم وان كنت احترق من استمراري في هذه العلاقة، زوجة مع وقف التنفيذ، ومع ذلك يمنعني كبريائي من الحديث حول هذا الموضوع، اكتفي فقط بالتلميح، لكنه لا يكترث ويظهر انه لم يلتقط رسائلي، لذلك فوضت أمري لله، وأعيش إما لأولادي ومدبرة منزل لزوجي، واثق أن الموضوع لا يمكن أن يستمر على هذه الحال.
محاولة إصلاح الوضع
في البداية أكدت أستاذ علم النفس التربوي بجامعة الكويت الدكتورة نورية الخرافي أن الزوج حين يهجر زوجته إما أن تكون العلة في الزوجة أو في الزوج نفسه. فقد تكون العلة في الزوجة بان تكون متعالية على الزوج أو ما يسميها الشرع ناشزا، ومن صفات الناشز أن تكون غير مطيعة أو مهملة في بيتها أو في نفسها أو في واجباتها تجاه الزوج، أو أن تحرمه من حقوقه الشرعية ويحاول الزوج إصلاح الوضع، وهي لا تستجيب ولا يتم الإصلاح من جانبها، لذا قد يلجأ إلى امرأة أخرى إما بالزواج أو بعلاقات غير شرعية،
وهو في هذه الحالة يحاول إقناع نفسه (تجاه العلاقة غير الشرعية) بأنه مضطر إلى أن يسلك هذا الطريق. وأنا لا اتفق معه في هذا المسلك، فإذا لم يتفاهم مع الزوجة أو لم تنصلح الحال، فعليه أن يحكم عقله ولا يرتكب الرذيلة، وان يلجأ إلى الطرق الشرعية إما بتطليق هذه الزوجة إذا لم يرغب في الاستمرار معها أو بالزواج، وألا يتخذ من هذه الأسباب وسيلة لارتكاب الفاحشة، لأنه سيعاقب عند الخالق.
أما حين تكون العلة في الزوج نفسه، كأن تكون الزوجة ممتازة كالنموذج الذي في بداية التحقيق، أو يكون بينهما حب وعشق وغرام، وقد يكون الزواج قد تم بعد علاقة عاطفية، والزوجة تتحمل لأنها تحمل له الحب والاشتياق، ولكنه يهملها، إذن العلة في الزوج نفسه.
فقد يهجر الزوجة بسبب وجود امرأة ثانية في حياته، ولذلك يحذر الخالق في القرآن الكريم من الميل كل الميل لامرأة وترك الأخرى مهملة وكالمعلقة، وأضافت الخرافي انه لا يحق له تركها معلقة،
إذا كان كارها للحياة الزوجية معها، لا يجوز أن يتركها لا هي تنعم بالحياة الزوجية، ولا هي حرة تلتمس السعادة بالزواج من رجل غيره، مشيرة من الطبيعي أن الزوجة في مثل هذه الظروف معرضة للانحراف، أما ضعيفة النفس فيمكن أن تنساق وتنحرف في ظل هذه الظروف، خاصة أن وسائل التكنولوجيا الحديثة سهلت وسائل الاتصال.
ومثل هذه الزوجة المعلقة يمكنها أن تطلب التطليق للعذر، وإذا كانت كما ذكرت لك تخجل من اللجوء إلى المحاكم، فمعها الحق لان الحياة الزوجية فيها أمور دقيقة لا يمكن لشهود أن يروها،
وتستطيع أن تبلغ محاميها أو تطلب جلسة سرية مع القاضي وتحدد الأسباب، كما توجد أمامها بدائل أخرى لإشغال نفسها في الحياة. وقد يكون الزوج قائما بكل ما هو مطلوب منه ماديا تجاه الزوجة والأولاد، ولكنه مقصر نفسيا تجاه زوجته، لذلك يمكنها أن تشغل نفسها بأمور أخرى أو أن تلجأ إلى مستشارة نفسية تساعدها على تقديم البدائل للتأقلم مع الوضع الذي تعيشه حتى تنتهي أزمتها مع زوجها.
المشاعر الجياشة
تقول أم محمد (ربة منزل) انه شيء مؤسف أن يصل الزوج لهذه الدرجة من الجفاء والملاحظ أن الكثير من البيوت وصلت لهذا الحال من البرود في العواطف واللامبالاة بين الزوجين، فأصبح الزوج كثير الخروج والسهر بالخارج، يأتي للبيت فقط للنوم أو لتناول الطعام، مشيرة الى أن عدم اهتمام الزوجة بنفسها وانشغالها بالأعمال المنزلية وبتربية الأولاد وبالمقابل يرى الزوج الكثير من النساء الجميلات على القنوات الفضائية، بينما لا يرى ذلك في زوجته فأدى ذلك لهروب الزوج من المنزل لذا على الزوجة أن تثير عواطف زوجها فكل رجل بداخله طفل يحتاج للمشاعر الجياشة من حنان ولطف ودلع ومداعبة فهو في حاجة لمن يستثير عواطفه من الداخل بالمنظر الجميل والكلمة الحلوة والمزاح الخفيف.
حالة من الجمود
من جهته أشار أستاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور احمد البستان الى أن البرود والفتور بين الزوجين هو حالة من الجمود وعدم التفاعل التبادلي بين الزوجين، ولا تستطيع اتهام أي طرف من الزوجين لأنه عادة تكون حالة من عدم الانسجام وعدم التفاهم واللامبالاة بين الطرفين وعدم التفكير في إرضاء الآخر، ببساطة البرود العاطفي هي حالة من الملل والفراغ والوحدة،
ومن أسباب المشاكل التي تؤدي للبرود العاطفي بين الزوجين أولا ربما يكون فارق السن بين الزوجين عندما يكون كبيراً فمثلاً عندما يكون الزوج عمره اكبر من الزوجة بسنوات كثيرة فربما يكون الإشباع الجنسي غير متكافئ أو عندما تكون الزوجة تعاني من البرود العاطفي،
ثانياً لابد أن يكون الزوجان تربطهما علاقة حميمة قادرين على التواصل بينهما، لافتا إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإهمال بين الزوجين منها انشغال احد الزوجين عن الآخر مثل الدراسة أو العمل أو تحسين الوضع المادي للأسرة فيغرق في العمل ويصرف أغلب وقته بعيداً عن الآخر، عدم الاهتمام بحياة الطرف الآخر فيغفل كل منهما تقديم الهدايا المختلفة في المناسبات الخاصة،
عدم الاتصال الجيد في المشاكل الحياتية وتقديم العون عند الحاجة مثل المساندات النفسية والعاطفية والمشاكل الوجدانية، دخول الروتين بين الزوج وزوجته كما يدخل في الوظيفة ويصبح بيته أشبه بالفندق حيث يتناول فيه الطعام ويأتي كي ينام آخر الليل حتى لا يسمع ضجيج الأبناء، افتعال الخلافات لأي أسباب تافه، عدم اهتمام المرأة بنفسها وصورتها ومظهرها أمام زوجها، الزوج بعد الزواج وقدوم الأولاد يكون مختلفا عن المحب الذي يحب البقاء مع زوجته،
مضيفا أن من أسباب هذا البرود تدهور العلاقة الزوجية وانصراف احدهما إلى إقامة علاقة مع شخص آخر يقدم له كل مظاهر الحب والحنان والاهتمام والكلمة الطيبة ودفء العلاقة، عندما تدب الغيرة بين الطرفين يتسلل القلق والشك للطرف الآخر فيبدأ بالانشغال المستمر على الطرف الآخر،ومن ثم يبدأ بالمراقبة والمتابعة من خلال الهاتف النقال أو بمتابعة خطواتها في العمل أو خارج العمل، اهتمام الزوجة بمظهرها قد يجعل الطرف الآخر يشك في سلوكها.
الحل لهذه الظاهرة
أكد البستان ضرورة الاهتمام بإعداد المقبلين على الزواج لحضور دورات تأهيلية يقوم بإعدادها متخصصون في علم النفس والحث لإكسابهم الخبرات والمعلومات والمعارف الأسرية والتي تساعد على استقرار العلاقات الزوجية، وأيضا ضرورة الاهتمام بالحوار المستمر بين الزوجين أو ما يسمى بالحوار الحميم بين الزوجين فهذا يساعد على تقوية العلاقة الزوجية، ومناقشة مشاكلهما بمفردهما دون تدخل الأقارب والأهل، وأن يثق كل طرف في الآخر، وأن يكون هناك تواصل بين الزوجين يحكي كل طرف للآخر مشاكله وهمومه اليومية حتى يقوم الطرف الآخر بمساعدته وشد أزره في الظروف التي يمر بها حتى يتمكن من مواجهة الحياة بمشاكلها ومشاغلها المختلفة، والتعاون سوياً على حل ما يواجههما من مشاكل سواء أسرية أو اجتماعية أو مهنية، احترام
كل طرف للآخر ولآرائه المختلفة
يساعد في استمرار العلاقة الأسرية، ضرورة اهتمام كل طرف للآخر
بتقديم الهدايا الرمزية في المناسبات الاجتماعية والخاصة والتي
شعر كل طرف بمدى حب الطرف
الآخر له، مما يزيد من الرابطة الأسرية بينهما ويزيد من دفء المشاعر الزوجية.
0
652

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️