أخيتي
طالما عرفنا.. وطالما سمعنا أن السرقة كبيرة وجرم يحرمه الشرع ويعاقب عليه وتقام على مرتكبه الحدود.
وأنا هنا سوف أحدثك عن نوع من السرقة تقف كل الشرائع ممتنعة على أن تجد قانوناً واحداً يسمح بمعاقبتك، بل ربما تجدين من يبارك لك أفعالك ويشد على يدك ويقول نِعم السرقة ما سرقت... وربما جلس معك جلسات وجلسات ليتعلم هذا الفن منك أو ليأخذ نسخاً من المفاتيح التي تستخدمينها في فتح الأقفال والأبواب الموصدة وتخطي جميع أجهزة الإنذار.
وقبل أن اخبرك بسر هذه المهنة دعيني أسألك بعض الأسئلة التي من خلالها يمكنني أن أعرف هل أنت بحاجة لهذه المهنة أولاً، وهل لديك الإمكانيات أو القدرة على القيام بها؟
وأسئلتي هي:
1- هل أنت من الزوجات اللواتي يمكن أن نقول أن طابع حياتهن مع أزواجهن أنهم يعيشون معهن من واقع الألفة وطول العشرة فقط، لا بدافع الحب رغم أنك تحبين زوجك؟
2- هل أنت من الزوجات اللواتي يشعرن أن وجودهن في حياة أزواجهن هو من باب التعود فقط ويمكن في لحظة ما الاستغناء عنهن والاعتياد على غيابهن، وأن زوجك يمكنه ألا يجد مشقة في الابتعاد عنك طالما وجد من يقوم له بحاجياته رغم أنك أحياناً تحرقين نفسك كالشمعة من أجله؟
3- هل تشعرين أن حياتك مع زوجك هي من باب الواجب وأنه أبو العيال ومحضر المال بلا مشاعر حب أو وداد وذلك من كثرة المشاكل والخلافات؟
4- هل شعرت أن قلب زوجك لايهتف باسمك والشوق لا يحفزه أن يسابق الخطى ليصل إليك بعد عناء يوم طويل ليهنئ بقربك ويحدثك بما مر معه؟
5- هل تحبذين أن يقضي زوجك إجازة نهاية الأسبوع بعيداً عنك كونك لا تجدين في الإجازة إلا النكد والمشاحنات والصراخ على الأولاد؟
6- هل شعرت أن الطريق إلى قلبه مغلق شائك والولوج إليه مهمة شاقة عسيرة رغم محاولاتك الدؤوبة للوصول؟
7- هل تقفين عاجزة عن حل مشاكلكم رغم أنك المرجع في حل مشاكل الصديقات؟
8- هل أنت ممن يشار إليهن بالبنان كونها حازت خير الدنيا من زوج وأولاد وسعة حال ويعتقدون أنك في قمة السعادة فأنت لا ينقصك شيء, وربما للحظة تصدقين ذلك ولكن عندما تركنين لنفسك تجدين حقيقة عكس الحال وأنك ناجحة في كل شيء إلا مع زوجك والأولاد؟
إذا كان هذا هو الحال هل سألت نفسك لماذا؟؟؟؟
أنا أقول لك:
لأنك لا تجيدين فن السرقة... وسرقة ماذا؟ سرقة القلوب.
وأهم قلب عليك سرقته هو قلب زوجك.. عليك أن تدخليه وتفتحي أقفاله والأبواب, ولكن بلا عنف بل باستخدام المفاتيح الخاصة بكل باب موصد أو كل قفل استعصى على الكسر.
فيا ترى ما هي هذه المفاتيح التي يمكنك أن تستخدميها وبذكاء لتدخلي قلباً طالما تمنيت أن يكون لك وحدك؟
إن هذه المفاتيح التي تجلب لك السعادة كثيرة, وسأذكر لك بعض هذه المفاتيح مع ذكر المواقف التي يلزمك استخدام هذه المفاتيح فيها:
المفتاح الأول هو:
مفتاح الصمت المشفق والنظرة الودود
فحين يغضب زوجك أو ينفعل عليك أو على الأولاد لا تبدئي أنت الأخرى بالصراخ والانفعال، بل عليك هنا بمفتاح الصمت المشفق والنظرة الودود وبعد قليل الضمة الحانية والسؤال الصادق بلسان عذب يقطر شهداً "ما لك حبيبي؟؟؟" أشعريه أنك تخافين عليه من أزمات الغضب.
المفتاح الثاني:
حسن الظن والتماس الأعذار
فعندما تحدث الخلافات بينكما جربي مفتاح حسن الظن، والتمسي له بدلاً من العذر أعذاراً..
أظهري له الرغبة الصادقة في الصلح.. اجلسي أمامه وقولي لن أجد غمضاً حتى ترضى.
المفتاح الثالث:
مفتاح الثقة والتقدير
فإذا رجع إلى البيت وقد أرهقه العمل ومشاكله، بادريه بمفتاح الثقة به وبقدرته على تجاوز الأزمات وذكريه بمواقف مضت كيف أنه بذكائه ورجاحة عقله استطاع التغلب على المشكلة.. هوني عليه وخففي عنه وشجعيه.
المفتاح الرابع:
مفتاح الهيبة والاحترام من قبل أولاده
ازرعي فيهم مفتاح الهيبة له وحبه واحترامه والتحلي بالأدب في حديثهم معه ومراعاة أوقات نومه وراحته وانشغاله، وأن يبادروا فوراً بحسن استقباله عند عودته ومساعدته فيما يحمل من حاجات. لا تسمحي للأولاد أن يتشاجروا بحضرته أو يسبقوه إلى الطعام.
المفتاح الخامس:
عدم مخالفته واحترام رأيه
مع أهلك أو أهله استخدمي أمامهم دائماً وأبداً مفتاح الاحترام له والاعتزاز به زوجاً، وإياك أن تخالفيه الرأي أمامهم أو تقاطعي كلامه أو تكذبيه
المفتاح السادس:
مفتاح التودد والاقتراب
فإن وجدت منه النشوز والنظر إلى ما لا يجب، لا تغضبي أو تسمحي للغيرة أن تعميك عن أمور ربما تكونين أنت السبب فيها, جربي معه مفتاح التودد والاقتراب, راجعي تصرفاتك فربما يكون قد مضى الوقت الذي ليس بالقصير دون أن تجددي زينتك، وربما يكون صوتك قد علا واخشوشن أو فقد رقته من طول الانفعال ومقارعة العيال ولم تعودي تفرقين بين ولد وزوج أثناء الحديث.. غيري من شكل شعرك ومكياجك فالحياة حولك تتغير والنساء في الخارج يعملن كل الوسائل لاستمالته وغيره، فلا تقفي مكتوفة الأيدي وحاربي بكل الوسائل ليكون لك وحدك.. اجعليه يشعر أن بيته جنته وما عداه جحيم وأنك وحدك من تملئين عينه وحواسه وأن ما عداك باطل.
المفتاح السادس:
مفتاح الأنوثة وجمال الروح
فعندما يخلو كل منكم إلى الآخر فحدثي ولا حرج عن مفاتيح الأنوثة الطاغية والجاذبية الساحرة وجمال الروح الفتان..
لا تكوني سلبية معه.. أظهري له بين الحين والآخر رغبتك في القرب منه وحاجتك له وشوقك لهمساته ولمساته، وشوقك لأن تجلسا معاً تتحدثان وتتناجيان في جو ساحر من صنعك, لك أن تجربي كل مفاتيح وفنون الإغراء.. تفاعلي معه ولا تكوني تمثالاً جميلاً ولكن بارداً بلا روح.. أشبعيه جسدياً ونفسياً وعاطفياً، وأي خلل في جوانب الإشباع هذه سيؤثر على سير حياتك.
المفتاح السابع والأهم:
مفتاح الاستعانة بالله والدعاء بجوف الليالي
أن يوفقك الله لكسب مرضاة زوجك وحبه وحاولي أن توقظيه تصليان وتناجيان رب السماوات أن يديم الحب والنعمة.
بهذه المفاتيح -وربما يفتح الله عليك بغيرها- تحفطين زوجك وبيتك وتسرقين قلباً ليس من الحكمة أن يسرقه سواك، وإن حدث فأنت الملامة الأولى.
هل لديك روح التحدي لتفعلي ذلك بالسرقة الحلال والسحر الحلال؟هل لديك روح الإصرار على أان تجعلي زوجك لا يرى سواك؟
أسأل الله لك التوفيق، واطمئني فهذه السرقة حلال صاف بل لك عليها الأجر ان شاء الله.
شعار البيت السعيد
المحبة والمودة والتوافق هما أساس البيت السعيد...
الحياة تتجدد، والمرأة عليها أن تجدد حياة زوجها بكل ما هو مفرح من حسن المعاشرة والخلق، فإذا أراد كل من الطرفين أن يغير ممن يعول عليهما بالحب والمودة عليهم البدء بالحب أولاً، وثانياً بالوقت، فإنه حتماً سيصل إلى مراده بإذن الخالق تعالى.
وكم تجارب مرت على مسامعنا
من رجل استطتاع التأثير على زوجته، أو العكس ليكون شعارهما التغير إلى ما هو حسن ومقبول.
وهنا قصة جميلة فيها دلالة على حسن التصرف مع الزوج وعن الحب و المودة التي تكنها المرأة لزوجها, وهذه القصة عن الصحابي العاص بن ربيعة زوج زبنب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.
يخرج من مكة فراراً من الإسلام فتبعث إليه ليرجع إلى مكة ويدخل في الإسلام، فيبعث إليها برسالة قائلاً فيها:
"والله ما أبوك عندي بمتهم وليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره أن يقال أن زوجك خذل قومه. فهلا عذرت وقدرت؟"
والواضح هنا أن العاص -وهو الزوج هنا- يحسن التصرف في مخاطبة زوجته لأنه يحبها؛ فمهما كان الشخص رجلاً أو امرأة، فالحب يغير أسلوب التعامل من السيء إلى الأحسن. فبهذه المعاملة الدالة على الحب والاحترام بين الطرفين تستمر الحياة تحت شعار الحب.
فالكرم هو أن تعطي شيئاً لغيرك أنت بحاجة إليه فعلاً.
منقول
مهديه @mhdyh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️