زوجك لا يصلي ,,,,زوجك يدخن ... زوجك عصبي .... !!!!!!! اليك الحل سيدتي
--------------------------------------------------------------------------------منقووول
أخواتي الحبيبات أتمنى أن تستفيدوا من هذا الموضوع والقصص الواقعية التي ذكرت فيه
وأطلب منكن الدعاء لي بظهر الغيب طمعا بقول الملك أترككم الآن مع هذه الصفحات الشيقة
هل لديك زوج لا يصلي ، أو حليق اللحية ، أو يسمع الأغاني ، أو يشاهد الدش ، أو بذي اللسان ، أو عصبي ، أو بخيل ، أو .. ، أو .. ، أو .. وتتمنين تغييره وإصلاحه ، وتتساءلين بحرقة ولهفة : كيف أستطيع أن أؤثر عليه وأغيره ؟!!
إذن اقرئي هذا الكتاب
كيف تؤثرين على زوجك (إعداد : شيخة الدهمش)
بسم الله الرحمن الرحيم
* " لم تخلق المرأة من رأس الرجل لئلا تتعالى عليه ، ولا من رجله لئلا يحتقرها ، بل استلت من ضلعه لتكون تحت جناحه .. وقريبة إلى قلبه فيحبها وتحبه .... "
* " حنان المرأة وأنوثتها ورقتها هي النبع الجميل الذي يذوب فيه رأس الرجل كما تذوب صخرة في عمق الماء .... "
*الوداعة : امرأة وأنوثة ....
والرجل يذوب حباً في المرأة الوديعة الهادئة اللبقة والتي يحس أنها " تطاوعه " و " تجري على هواه " وأن تكون أطوع له من يده وأرق من أحلام يقظته ..
هنا يهبها الرجل قلبه وعقله ولبه وماله ومستقبله ... "
لماذا هذا الكتاب ؟!
1.فيه تسلية وعزاء لكل من ابتليت في زوجها لتعلم أن الكثيرات مثلها فلا تأسى .
2.فيه حث وتشجيع لكل يائسة من حالة زوجها – أو لم تفكر أصلاً في تغييره وإصلاحه – لتنهض بكل جد وعزم ، لا يبدده إلا القنوط من رحمة الله .
3.فيه جرعات من الأمل يقذفها في قلوب المترقبات للحظات الفرج والمتلهفات على السعادة الزوجية .
4.فيه نفي لبعض التصرفات والحلول الخاطئة والتي درجت عليها بعض النساء في مواجهة مشاكلهن مع أزواجهن من خلال تجارب صحيحة وواقعية .
5.فيه تأكيد قوي لقول الشاعر :
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
لست وحدكِ
قرأت عن دراسة أجريت على مجتمعنا خرجت منها بمعلومة مذهلة ، وهي أن ما يقرب من (80%) من العلاقات الزوجية قائمة على الصبر ومحاولة التكيف ولا يوجد بينهما توافق وانسجام تام وأن الكثير منهم لو خير للعودة إلى الوراء لما اختار هذا الشريك الذي يعيش معه
إن هذه الدراسة تقول لك يا أيتها الزوجة التي تعانين من مشكلة ما مع زوجك : لستِ وحدك من يكابد ،ـ فهذه سنة الحياة ، وما من أسرة حولكِ إلا وتعاني حتى ولو لم تلاحظي ذلك ، أو حاولوا هم إخفاء حقيقة الأمر للستر على حياتهم ، أو زيفوها ليلبسوا ثياباً ليست بثيابهم ، أو ربما لأن ما يرونه مشكلة عظيمة تنغص حياتهم ترينه هيناً في عينيك فتعتقدين خلو حياتهم من المشاكل .
كلنا نعاني .... وفي هذا عزاء لنا جميعاً حتى لا نبالغ في الحزن وردود الأفعال التي تدمر ولا تصلح .
إن المشاكل الزوجية أمر طبيعي لن تنجو منه أي علاقة زوجية مهما عظم الحب والاحترام ومقدار التدين ... وحتى البيت النبوي والذي طرفاه نبي وزوجة نبي مبشرة بالجنة لم يسلم منها ....
فقد ذهب أبو بكر – رضي الله عنه – عنه إلى بيت ابنته عائشة ذات مرة فسمعها من خلف الباب وهي ترفع صوتها على النبي صلى الله عليه وسلم غاضبة منه ، فغضب أبو بكر غضباً شديداً وهمَّ أن يضربها لولا أنها هربت واحتمت بظهر زوجها وحبيبها صلى الله عليه وسلم ليحميها .
أيضاً اتفقت زوجاته صلى الله عليه وسلم على أن يطالبنه بتحسين أوضاع بيوتهن ، وزيادة النفقة عليهن ، فما كان منه عليه السلام إلا أن هجرهن شهراً كاملاً حتى نزل قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا﴾ .فاخترن الله ورسوله على الدنيا وزينتها .
إذن ليست المشكلة في وجود " مشكلة " وإنما المشكلة ومكمن الخطورة في :
1.كيف نتصرف بشكل إيجابي لحل هذه المشكلة .
2.كيف يمكننا أن نقلل وقتها ، وأن نخرج منها كذلك دون أن نترك أثراً سيئاً يتراكم على هرم حياتنا وعش سعادتنا حتى يدفئه ؟!!
هل يمكنني أن أغير ما أكرهه في زوجي ؟
هذا السؤال الذي تطرحينه بتعجب واستغراب ...
وأجيبك : نعم .. يمكنك أن تصلحي ما تكرهينه في زوجك .
قد تقولين بيأس : ولكن أنا لست متعلمة ، أو لا أحمل شهادات عليا ، أو ليست لدى شخصية قوية ، أو لا أملك أسلوباً للتعامل أو الحديث الحلو مع الزوج ، أو لا أملك جمالاً كبيراً ، أو .. أو ... وكل ما يدور في خاطرك وتعتقدين بأنه موانع .
فأقول : كلنا نستطيع أن نغير أزواجنا ، المتعلمة وغير المتعلمة ، وذات الشخصية القوية والضعيفة ، ومن تملك جمالاً ومن لا تملك ، والهادئة والعصبية .
بشروط :
1.أن تكون لديك عزيمة على تغييره وإرادة قوية تواجه الصعاب .
2.أن تتأكدي أولاً من صلاح نفسك لأن الله تعالى يقول : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
3.أن تجاهدي نفسك على التحلي بالحلم وحسن الخلق والصبر على ما تواجهينه منه ، والبشاشة والكلمة الطيبة والعفو وسعة الصدر .
4.أن لا تسمحي لليأس أن يتسلل إلى قلبك مهما طالت المدة دون أن تجدي نتيجة .
والآن ما رأيك ؟ هل تعتقدين بأن هذه الشروط صعبة أو هي حكر لامرأة دون أخرى ، أو هو شيء خارج عن إرادة الإنسان كالجمال مثلاً .
كلا .. فلقد يسرها الله لكل البشر وكلٌ يأخذ منها بمقدار ، بحسب مقدار تدينه وهمته .. إذن حضري عقلك للنجاح . فمهما كانت نظرتك لنفسك .. فأنت أكثر مما تتصورين .
قصص واقعية
سأتركك بعد قليل تعيشين لحظات ممتعة ومفيدة مع تجارب واقعية ناجحة سجلتها لك بعد أن أجريت بنفسي اللقاءات مع صاحباتها ، أو مع من يعرفنهن ، واستمتعت بحلاوة الشهد وهو يقطر من أفواههن ، وحلاوة الفخر بالنجاح وتحقق الفرح وهو يغمر شغاف قلوبهن .
كانت كل قصة – لتشابه مضمونها – تؤكد الأخرى وكأنها تقول بصوت واحد :
" إن طريق النجاح واحد ... "
تفاعلن معي محتسبات للأجر عند الله حينما أخبرتهن بأني أجمع تجارب ناجحة لأنفع بها المبتدئات في الحياة الزوجية والجاهلات لطريق الحكمة في معالجة بعض المشكلات ، وأني سأنشرها بمجلة " الدعوة " بحكم عملي ككاتبة فيها ، وفي كتيب " أيضاً – ليعم النفع بها .. فتحدثن معي بكل صراحة واستفاضة وأهدين إليَّ وإليكن صفحة طُويت من صفحات حياتهن كانت ملأى بالمعاناة والدموع والهموم والصبر والكفاح حتى طوتها يد الفرج وأعقبتها صفحة جديدة سطورها الحب الزوجي والتفاهم والود والانسجام والراحة والسعادة بعد تحقق الأمل الجميل .
لقد أثرن والله عليّ وجعلنني أصحح شيئاً من مسار حياتي الزوجية ، فاستفيدي منها أيضاً وانفعي بها غيرك فإن " أحب العباد إلى الله أنفعهم للناس " .
ولا تنسي الدعاء لصاحباتها .. ولمن تتمنى لك السعادة دائماً ، أختك كاتبة هذه السطور ....
والآن اقلبي هذه الصفحة واقرأي ما بعدها .. لعلك تفتحين بعدها صفحة زوجية جديدة وجميلة ...
القصة الاولى
1) زوجي لا يقوم لصلاة الفجر
هذه هي إجابة أم عبدالله عندما سألتها : ما هي مشكلتك مع زوجك ؟
ثم قالت : تفاجأت من حالة زوجي هذه لأنه مدح لي كثيراً قبل الزواج .. تضايقت بشدة وأحياناً كنت أبكي حين آراه أمامي غارقاً في نومه والمسلمون في المساجد يتعبدون ، ولكني لم أستسلم للواقع .. قررت أن أغير هذا الواقع المزعج وأن أظل وراءه حتى يتغير مهما طال بي الأمر ومهما واجهت .
لقد كنت أدرك بأننا لن نصلح أي شخص إلا بعد أن نصلح أنفسنا أولاً ، ولذا كنت ولله الحمد محافظة تماماً على أداء صلاة الفجر في وقتها ، وعاهدت الله ثم نفسي على الحرص عليها وعدم التأثر به أو بغيره ... أسأل الله الثبات .
ثم جعلت البداية مع الله ، فالبداية والنهاية ومسافة الطريق كلها لابد أن تكون مع الله ... طرقت بابه .. تضرعت بين يديه .. أكثرت من الدعاء في كل وقت وبالذات في السجود وبين الأذان والإقامة ولا أكر أن يوماً مر دون أن أدعو له بالهداية إلا ما قل .
وكلما صدح الفجر دنت منه يدي لتمسح على جبينه وتوقظه وتذكره بموعد مع قرآن الفخر ، ولكن الرفض التام كان نصيبي في كل مرة ، وكلما ألححت عليه شتمني بألفاظ قذرة وأحياناً يضربني أو يدفعني بقوة ويطردني خارج الغرفة .. وربما لجأ إلى العناد وصرح به فيقول : " عناداً لك فقط لن أصلي " .
تألمت كثيراً لما يصيبني منه بشكل يومي ، وبكيت أكثر وأكثر لكن ذلك لم يكن أبداً سبباً لكي أيأس وأدعه ، ولا سبباً في الانتقام منه أو الغضب أو الهجر له أو التقصير في حقوقه بسبب معاملته السيئة تلك .
فما أن تحين الساعة السابعة صباحاً موعد استيقاظه للدوام إلا وأستقبله بابتسامة أرق من نسيم الصباح ، وقد جهزت له ملابسه وإفطاره وكل ما يحتاج إليه ثم أودعه بدعوات صادقات بأن يكتب له التوفيق في يومه ، وكأني لا أواجه معه أي مشكلة ولا يصيبني منه أي أذية ... ليس لأني لا أملك إحساساً كالأخريات ، ولكني أعرف أني لن أتمكن من أسر قلبه إلا بالمعروف والدفع بالتي هي أحسن وطيب المعاملة وحلاوة الكلمة وبريق الابتسامة الذي ينبغي أن لا ينطفئ أبداً ... وقمة الاهتمام بما تقع عليه عينه من ملابسي وبشكلي وبيتي .. "فالدين – قبل كل شيء – المعاملة " .
حاولت أن أذكره بمعظم هذه الفريضة بين فترة وأخرى استجابة لأمر الله ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ . ولكن لا أفتح معه موضوع الصلاة في أي وقت ، وإنما إذا حان وقت أي صلاة وتقاعس عن القيام لها وأقيمت الصلاة وهو لم ينهض بعد ..
حاولت أن أسمعه بعض الأشرطة عن الصلاة وعظمها وعن الموت وغيره كلما ركبنا السيارة وأذن لي ، وكذلك أضع بالقرب منه بعض الفتاوى والمنشورات ولكن لا أطلب منه سماع الشريط ولا قراءة الكتب حتى لا يشعر بأني أتهمه بالذنب والتقصير أو أنني أفضل منه .. والرجل لا يقبل نصح المرأة بسهولة ولا يحب أن يدع شيئاً بتأثير منها ولذلك لابد أن تدرك المرأة أن نصح الزوج يختلف تماماً عن نصح باقي البشر .
وللزوج حق عظيم عليها ، يحرم عليها أن ترفع صوتها عليه ولو قصر في حق الله تعالى ، ولا أن تجعل من ذلك سبباً في التقصير في حقوقه ، وإنما تخاطبه حال النصح بكل هدوء وتلطف ورقة وحنان وذل وشفقة ، بحيث لا تظهر له أنها أفضل منه أو أنه سيء وآثم ، وإنما تتحدث عن الذنب بطريقة غير مباشرة دون أن تتحدث عنه هو وأنه لا يقوم لصلاة من خلال قصة مؤثرة ، أو فتوى تذكرها ، أو غير ذلك .
سنة كاملة هي قصة جهادي اليومي مع زوجي لم أتخلف عن إيقاظه يوماً واحداً وبكل إلحاح ، والآن – ولله الحمد على ذلك – زوجي يوقظ نفسه لصلاة الفجر دون أن أوقظه .
لنتأمل
1."أم عبدالله " محافظة على صلاة الفجر في وقتها : وهذا السر الأول من أسرار نجاحها في مواجهة هذه المشكلة ، لأنها تعلم قول الشاعر : لن تصلح الناس وأنت فاسد .. وكثير من النساء اللاتي اشتكين من هذا الموضوع حين سألنهن عن مدى مداومتهن على القيام لصلاة الفجر يقلن أنها تفوتهن كثيراً .
هيهات ، هيهات ،﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
2.الصبر والاستمرار على طريق العلاج : حتى ظهور النتائج وعدم اليأس إذا طالت المدة والسقوط في منتصف الطريق ، " فأم عبدالله " ظلت توقظ زوجها سنة كاملة وبشكل يومي رغم أنه لا يستجيب بل ويؤذي أيضاً .
وهذا عكس حال كثير من النساء اللاتي وقفت بنفسي على حالاتهن ، توقظه ثلاثة أيام أو أربعة فإذا لم يستجب قالت : حالة ميؤس منها ، ثم نامت معه ، وهذا هو السر الثاني .
3.طيب المعاملة مع الزوج واحترامه وطاعته : وعدم الغضب منه أو معاملته بالمثل والتقصير من حقوقه إن هو أساء سر ثالث من أسرار نجاح هذه التجربة .
4.ولزوم الدعاء من أقوى : الأسباب وأعظمها ، إن لم يكن سر الأسرار على الإطلاق .
القصة الثانية
. زوجي يدخن
قالت : " كان من شروط موافقتي على زوج المستقبل ألا يكون مدخناً ، ولكن شاء الله أن يتقدم إلينا شاب من عائلة طيبة ، محافظ على الصلاة ومستقيم فوافقت عليه .
وبعد عقد القران عرفت أنه مدخن ، فأصبت بصدمة عنيفة ... ولكن ما حيلتي وقد عقد قراني ودنا زفافي وعلم الناس بزواجي .
فكرت كثيراً : ماذا يجب عليّ أن أفعله ؟ وخرجت بعد تفكيري بعزيمة قوية على أن أجعله يترك هذا البلاء .
قمت وصليت ركعتين سألت الله فيها بإلحاح أن يفتح عليَّ بحسن التصرف معه وأن يهديه لتركه ويبغضه إلى قلبه وأن يكون برحمته عوناً لي في مهمتي هذه .
وفي ليلة الزفاف وبعد أن ذهبنا إلى شقتنا أخذت أتنقل بين الغرف فوجدت طفاية سجائر وبها بقايا ، فالتفت إليه وقلت له : ما هذا ؟ سجائر في بيتي ؟ بعد اليوم لا أريد رفاقك الذين يدخنون أن يدخلوا بيتي ، ولم أتهمه هو بالتدخين ولم أظهر له معرفتي بذلك ، ثم أخذت الطفاية ، وألقيت بها في سلة المهملات ، فتلعثم لي بادئ الأمر إلا أنه وعدني بتلبية طلبي ، وفي الصباح أخذ علبة السجائر والولاعة وأخفاهما في السيارة فكان كلما اشتاق لهذا السم نزل بحجة ، وعندما ينتهي يعود برائحته النتنة ، وكنت لا أتغاضى عن أي شيء أراه أو أشمه في ملابسه ، فأستنكر الرائحة وآخذ الملابس منه وأبعدها ولا أسمح أن تبقى على جسده ولو لثواني ، وأدعو للأشخاص المدخنين بالهداية .
وهكذا في كل مرة تقع عيني على بقايا سجائر بالسيارة أو أشم رائحتها يكثر لي من الأعذار بأنه أوصل فلاناً وعلاناً .. وداوم على هذه الحال فترة حتى انقطع عنه بالتدريج وأصبح الآن لا يدخن بتاتاً .
وقد لاحظ بعض أقاربه بأنه لا يدخن فسألوني : ما الذي فعلته ؟ فأنكرت معرفتي بتدخينه وقلت : " إنها قد تكون نزوة " .
لنتأمل
1. هذه التجربة تنفع : حينما تعلم المرأة عن زوجها أمراً سيئاً كالتدخين ولا يدري أنها تدري ، ولم تخبره بعد ... وهو يحاول إخفاءه عنها .
وأسلوب التغافل هذا مفيد جداً في علاج الكثير من المشاكل والأخطاء مع الزوج أو غيره ، لأنه طريق غير مباشر لا يجرح الشخص ، ويجعل الزوج يتشجع في ترك ما هو عليه حتى لا تتغير صورته عند زوجته .
والزوجة التي تحرص على فضح زوجها أمام نفسه وإخباره بأنها تعلم وتعتقد بأن سكوتها يشجعه على النفاق تعتبر مخطئة ، لأن هذا الأسلوب يشجعه على المجاهرة بالمعصية أمامها دون حياء أو مراعاة لمشاعرها فتكون مصيبتها في هذه الحالة مصيبتين.
2. لابد من عدم التسامح أو السكوت عن أي منكر : مهما تكرر كثيراً من الزوج فقد ظلت أختنا تنكر رائحة الدخان كلما شمتها سواء في البيت أو في السيارة .. لأن السكوت يشجع الزوج على الاستمرار ويجعله يعتقد بأنك رضخت للواقع ورضيت به، بعكس الاستنكار الدائم فإنه يحاصر المنكر حتى تضيق دائرته ثم ينهيه.
3. إتمام المعروف لطيفة من لطائف هذه القصة : حيث لم تعنفه بعد الهداية أو تخبره بأنها كانت على علم ، أو أنها سبب هدايته ، ولم تخبر الناس أيضاً بل قالت لهم حين سألوها عن السر : " ربما كانت نزوة .. "
4. المعافاة من أي بلاء لا تكون بين تغميضة جفن وانتباهتها : وإنما بالتدرج ولذا يتطلب الأمر صبراً عظيماً وعدم يأس ، وليبشر الصابر بمعية الله تعالى ، ومن كان الله معه فسيوفقه ، ويسدده ويثبته ويعينه ويعطيه مطلبه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ .
والصابر له أجر لا حد له ولا منتهى ، بعكس باقي الأعمال الصالحة ، فعلى قدر عمل الإنسان يؤجر ويجازى ، أما الصابر فأجره بلا حدود يقول تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ . ألا تكفي هذه البشرية لتحفز المرأة على الصبر الجميل على ما تلاقيه من معاناة مع زوجها ، مقابل أجور من يد الكريم المنّان لا حد لها ولا منتهى؟
يتبع...........................

aemes5 @aemes5
محررة
هذا الموضوع مغلق.

سكارلت
•
aemes5 :
(6) زوجي عصبي وبذيئ اللسان تقول أم لمياء : "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبية ويملك قاموساً قذراً من الألفاظ النابية والدارجة في مجتمعنا ، حتى اللعن لم يسلم لسانه منه . وكان هذا ديدنه على كل صغيرة تافهة أو كبيرة فكل شيء عنده جرائم . لن أقول لكم بأني حزنت بل ذرفت الدموع تلو الدموع لأني تمنيت زوجاً هادئاً لطيفاً رومانسياً لا زوجاً يصيبني بالقلق والتوتر ليلي ونهاري . والمفترض أن لا تكون هذه الألفاظ وهذه العصبية بين الزوجين لأنها تقتل كل معاني الاحترام والود والحب بينهما ، فكيف وهي ألفاظ ستخط الله تعالى وورد النهي الصريح عنها في كتابه جلّ وعلا فقال : ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ وقال في نهاية هذه الآية ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فليت المصرين على عدم التوبة والمشاهلين بها يتأملون هذه الآية جيداً ويسألون أنفسهم هل يرضيهم أن يقدموا على الله بصحيفة طبع فيها عباة "الظالم" ؟! أعود لزوجي الذي أسمع أذني من غثاءه أكثر مما أسمعها من عذب حديثه ، فلم يكن الاستسلام للواقع والرضا به منهجاً لي أبداً وإنما قررت المواجهة رغم بذاءة لسانه وشدة غضبه فأولاً : أهم شيء لإصلاحه أن لا أبادله غضباً بغضب ، ولا كلمة سيئة بأسوأ منها ، كنت إذا غضب – ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يغضب - ، ألزم الصمت مهما ظلمني واعتدى عليَّ وأحاول أن أدفع غضبه بابتسامة وطبطبة على كتفه وكلمة طيبة رغم براكين القهر والكره التي تتفجر في نفسي تلك الساعة ، لكني أستعين بالله المعين وأردد في نفسي : "حسبي الله الذي لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ، وأحاول أن أرضيه تلك الساعة بأي شيء ولا أخالفه في رأيه ، ولا أقول له أنت مخطئ ، أو تظلمني ، أو أنت عصبي ، أو ما أقبح أخلاقك . وأما ألفاظه النابية فلا أرد عليه بمثلها ، وإنما أظهر كرهي وامتعاضي من خلال تعابير وجهي . وأحاول أن أسمعه دعاء له طيباً مثلاً . أقول : رب اغفر لي وله ، أسأل الله أن لا يسلط علينا شيطاناً يحرمنا الجنة ، وهكذا . اللهم لا تؤاخذنا بما ظلمنا به أنفسنا وأحياناً أهدئه وأقول : "استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولن يكون إلا ما يرضيك " . أما أن أبادله التراشق بتلك الألفاظ فلم يحصل أبداً ، ليس احتراماً أو خوفاً من كما تفعل بعض النساء ، بل خوفاً من الله تعالى واحتساباً لما عنده ، وقناعة تامة تجلجل في نفسي بأنه داء لا بد أن يتطهر منه بيتي ولن أطهره بالمشاركة فيه حتى أبنائي – رغم أنهم يثيرون غضبي – لم أكن اسمعه هذه الألفاظ أبداً رغم انتشارها في مجتمعي . وإنما كنت أكتفي بالدعاء لهم : الله يهديكم .. الله يصلحكم .. وأستغفر الله . وأعتقد بأن هذا السبب من أقوى الأسباب ولو جاء وحده لكفى فكيف إذا دعم بأسباب أخرى . وذلك لأن الله إذا رأى صدق عبده في تجنب منكر ما أعانه على نفسه وعلى من حوله ، يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: من الآية11] . أما السبب الثاني : فهو استمراري على رفض هذه العصبية وهذه الألفاظ ، واستنكارها كلما خرجت من فمه ، حتى ولو كررها مليون مرة . لم أيأس أبداً وهذا الذي ينبغي أن تكون عليه الزوجة ، فتكون حازمة في عدم تقبل ما تكرهه من زوجها ، وتستمر على الإنكار مهما طال الأمر وتكرر ، أما من تنكر في البداية ثم تيأس وتستسلم للواقع ، فهي لم تبذل شيئاً من الجهد ولم تفعل شيئاً تستحق عليه العون من الله والتوفيق . لقد كنت أنكرها باستمرار رغم أني واجهت منه سخرية واستهزاء ولكني أنبه إلى أن المرأة إذا غضبت من هذا التصرف فلا ينبغي أن يدفعها غضبها إلى التقصير في حقوق زوجها أو إساءة المعاملة له . بل تلزم الصمت فإذا أصبح هادئاً تأتيه بانشراح صدر ، وتتحدث حديثاً تظهر فيه الشفقة عليه والحب له ، وأنها تتمنى الاجتماع به في الجنة وأن في الجنة وأن ما تراه يضايقها ، وتربط ما تقول بوعد الله ووعيده وأمره ونهيه بعد أن تكون تهيأت له في نفسها وزينتها وتجملها . أما السبب الثالث : فهو شدة الدعاء والإلحاح على الله ، فكنت دائماً أدعو الله أن يرزقني وزوجي الحلم والصبر وحسن الخلق ، وأن يطهر فم زوجي وقلبه مما لا يرضيه وكنت أردد : "اللهم اهدنا لأحب الأعمال إليك وأحب الأقوال إليك ، وأحب الأخلاق إليك ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت" . السبب الرابع : إني ما كنت لأسمح لأبنائي أن يقلدوا والدهم في التلفظ بالألفاظ السيئة وكل من يزل لسانه أعقابه فأضع في فم المخطيء منهم "الفلفل الحار" ليرتدعوا . والآن ولله الحمد بعد سنة كاملة تخلص من تلك الألفاظ بالتدريج ، إذ بدأ يخفف كثيراً ثم أصبح لا يقوله سوى مرتين في السنة أو ثلاث ثم غادرت فمه بتأشيرة خروج بلا عودة ، فأصبح أكثر هدوءاً من ذي قبل إذ خفت نسبة عصبيته بنسبة 80% وذلك من فضل الله . أسأل الله أن يرزقنا شكره . لنتأمل قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبير فائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض الأسر والزوجات على وجه الخصوص ، وما يعانينه من قلة احترام أزواجهن لهن ، وكثرة إهانتهن بالكلام البذيء حتى أمام الأبناء والأهل ليدرك بحق أهمية هذه التجربة . إحدى الزوجات كانت تبكي كثيراً إذا واجهت مثل هذا التصرف من زوجها ، ومن أبنائها أيضاً . وكانت دائماً تتمنى لو يهدي الله أبناءها على الأقل ، ولكن لم تبذل أي جهد في إصلاح الوضع ، بل إذا غضبت تفوهت هي أيضاً بهذه الألفاظ على أبنائها ، وأصبح لسانها كالبركان يقذف حمماً من شدة الغضب ، وحين حثثتها على محاولة إصلاح الوضع وتغيير الزوج ، قالت : بيأس وحرقة : خلاص هذا رجل ، والرجال ميؤس منهم ، وتركت حياتها تعج بالغثاء . بل لم تصدق هي مع الله فتطهر فمها من هذه الألفاظ ولو صدقت مع الله لأعانها ووفقها ولو أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه وعلمت بأنه لا يأس مع الله ، وأنه على كل شيء قدير ، قادر على أن يحيل الصخر ماء بعظيم قدرته ؛ لما يئست بل عملت وكلها ثقة بما عند الله ، ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى . ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .. كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : "يُسْلم حمار عمر ولا يُسلم عمر" أي نصدق بأن حمار عمر بن الخطاب يسلم ونتوقع ذلك ولا نتوقع إسلام عمر ولا نصدقه ، فهو أمر مستحيل ؛ وذلك من شدة يأسهم منه ، فلما سمعهم رسول الله الذي يعلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . قال : "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين " يقصد عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب . ليُعلم صحابته بأن لا ينظروا في كل أمر إلى قدرة البشر وحالهم ، وإنما ينظرون إلى قدرة الله تعالى ، فيعلمون وهم يتطلعون إلى قدرة الله دون أن ينظروا بيأس إلى أسباب البشر ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) وبعد قراءتك لهذه القصص التي حوت تجارب واقعية مؤكدة : هل لك أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة : وتسأليها بعد أن أعياها كثرة الشكوى والأنين من هذا الزوج الذي لم تجدي فيه ما كانت تتمنين – هل أنت يا نفس سائرة في طريق الإصلاح والتغيير الذي تحملين به كما يحب الله ورسوله لا كما تهوين أنتِ ؟! وكما هو طريق الحكمة والموعظة الحسنة ؟! وكما هو ملائم لفطرة الرجل التي فطره الله عليها والتي تجهلينها أنتِ ؟! أم أنك تسيرين منذ أمد بعيد في طريق وعرة مظلمة خطتها يد الهوى ، وضلال الجهل ، والغفلة عن كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وغواية وسائل الإعلام الفاسدة ، ونصائح مرافقة سيئة جاهلة تلبس ثياب الرفيقة المشفقة الناصحة ؟!! فتشي في أوراقك جيداً ومحصيها ، ثم إذا أحببت طريق النجاح ورغبت السير فيه : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ، واجعلي بداية الطريق ومنتصفه ونهايته مع الله . واجعلي أهازيجك وأنت تسيرين في هذا الطريق هذه الآيات التي ترددينها وتتسلين بها وتثبتين بها أوتاد قلبك كلما أوشكت أوتاده على السقوط : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: من الآية134] . ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾[فصلت: من الآية34] ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: من الآية153] . ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: من الآية10] . ﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾[يوسف: من الآية87] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: من الآية60] . ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[ الرعد : من الآية11] . ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: من الآية30] . وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمة سيكون لك عبداً ... منقوول(6) زوجي عصبي وبذيئ اللسان تقول أم لمياء : "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبية ويملك قاموساً...
الصفحة الأخيرة
تقول أم لمياء : "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبية ويملك قاموساً قذراً من الألفاظ النابية والدارجة في مجتمعنا ، حتى اللعن لم يسلم لسانه منه .
وكان هذا ديدنه على كل صغيرة تافهة أو كبيرة فكل شيء عنده جرائم .
لن أقول لكم بأني حزنت بل ذرفت الدموع تلو الدموع لأني تمنيت زوجاً هادئاً لطيفاً رومانسياً لا زوجاً يصيبني بالقلق والتوتر ليلي ونهاري .
والمفترض أن لا تكون هذه الألفاظ وهذه العصبية بين الزوجين لأنها تقتل كل معاني الاحترام والود والحب بينهما ، فكيف وهي ألفاظ ستخط الله تعالى وورد النهي الصريح عنها في كتابه جلّ وعلا فقال : ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ وقال في نهاية هذه الآية ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فليت المصرين على عدم التوبة والمشاهلين بها يتأملون هذه الآية جيداً ويسألون أنفسهم هل يرضيهم أن يقدموا على الله بصحيفة طبع فيها عباة "الظالم" ؟!
أعود لزوجي الذي أسمع أذني من غثاءه أكثر مما أسمعها من عذب حديثه ، فلم يكن الاستسلام للواقع والرضا به منهجاً لي أبداً وإنما قررت المواجهة رغم بذاءة لسانه وشدة غضبه
فأولاً :
أهم شيء لإصلاحه أن لا أبادله غضباً بغضب ، ولا كلمة سيئة بأسوأ منها ، كنت إذا غضب – ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يغضب - ، ألزم الصمت مهما ظلمني واعتدى عليَّ وأحاول أن أدفع غضبه بابتسامة وطبطبة على كتفه وكلمة طيبة رغم براكين القهر والكره التي تتفجر في نفسي تلك الساعة ، لكني أستعين بالله المعين وأردد في نفسي : "حسبي الله الذي لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ، وأحاول أن أرضيه تلك الساعة بأي شيء ولا أخالفه في رأيه ، ولا أقول له أنت مخطئ ، أو تظلمني ، أو أنت عصبي ، أو ما أقبح أخلاقك .
وأما ألفاظه النابية فلا أرد عليه بمثلها ، وإنما أظهر كرهي وامتعاضي من خلال تعابير وجهي . وأحاول أن أسمعه دعاء له طيباً مثلاً . أقول : رب اغفر لي وله ، أسأل الله أن لا يسلط علينا شيطاناً يحرمنا الجنة ، وهكذا . اللهم لا تؤاخذنا بما ظلمنا به أنفسنا وأحياناً أهدئه وأقول : "استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولن يكون إلا ما يرضيك " .
أما أن أبادله التراشق بتلك الألفاظ فلم يحصل أبداً ، ليس احتراماً أو خوفاً من كما تفعل بعض النساء ، بل خوفاً من الله تعالى واحتساباً لما عنده ، وقناعة تامة تجلجل في نفسي بأنه داء لا بد أن يتطهر منه بيتي ولن أطهره بالمشاركة فيه حتى أبنائي – رغم أنهم يثيرون غضبي – لم أكن اسمعه هذه الألفاظ أبداً رغم انتشارها في مجتمعي . وإنما كنت أكتفي بالدعاء لهم : الله يهديكم .. الله يصلحكم .. وأستغفر الله .
وأعتقد بأن هذا السبب من أقوى الأسباب ولو جاء وحده لكفى فكيف إذا دعم بأسباب أخرى .
وذلك لأن الله إذا رأى صدق عبده في تجنب منكر ما أعانه على نفسه وعلى من حوله ،
يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
أما السبب الثاني :
فهو استمراري على رفض هذه العصبية وهذه الألفاظ ، واستنكارها كلما خرجت من فمه ، حتى ولو كررها مليون مرة . لم أيأس أبداً وهذا الذي ينبغي أن تكون عليه الزوجة ، فتكون حازمة في عدم تقبل ما تكرهه من زوجها ، وتستمر على الإنكار مهما طال الأمر وتكرر ، أما من تنكر في البداية ثم تيأس وتستسلم للواقع ، فهي لم تبذل شيئاً من الجهد ولم تفعل شيئاً تستحق عليه العون من الله والتوفيق .
لقد كنت أنكرها باستمرار رغم أني واجهت منه سخرية واستهزاء ولكني أنبه إلى أن المرأة إذا غضبت من هذا التصرف فلا ينبغي أن يدفعها غضبها إلى التقصير في حقوق زوجها أو إساءة المعاملة له . بل تلزم الصمت فإذا أصبح هادئاً تأتيه بانشراح صدر ، وتتحدث حديثاً تظهر فيه الشفقة عليه والحب له ، وأنها تتمنى الاجتماع به في الجنة وأن في الجنة وأن ما تراه يضايقها ، وتربط ما تقول بوعد الله ووعيده وأمره ونهيه بعد أن تكون تهيأت له في نفسها وزينتها وتجملها .
أما السبب الثالث :
فهو شدة الدعاء والإلحاح على الله ، فكنت دائماً أدعو الله أن يرزقني وزوجي الحلم والصبر وحسن الخلق ، وأن يطهر فم زوجي وقلبه مما لا يرضيه وكنت أردد : "اللهم اهدنا لأحب الأعمال إليك وأحب الأقوال إليك ، وأحب الأخلاق إليك ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت"
.
السبب الرابع :
إني ما كنت لأسمح لأبنائي أن يقلدوا والدهم في التلفظ بالألفاظ السيئة وكل من يزل لسانه أعقابه فأضع في فم المخطيء منهم "الفلفل الحار" ليرتدعوا .
والآن ولله الحمد بعد سنة كاملة تخلص من تلك الألفاظ بالتدريج ، إذ بدأ يخفف كثيراً ثم أصبح لا يقوله سوى مرتين في السنة أو ثلاث ثم غادرت فمه بتأشيرة خروج بلا عودة ، فأصبح أكثر هدوءاً من ذي قبل إذ خفت نسبة عصبيته بنسبة 80% وذلك من فضل الله . أسأل الله أن يرزقنا شكره .
لنتأمل
قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبير فائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض الأسر والزوجات على وجه الخصوص ، وما يعانينه من قلة احترام أزواجهن لهن ، وكثرة إهانتهن بالكلام البذيء حتى أمام الأبناء والأهل ليدرك بحق أهمية هذه التجربة .
إحدى الزوجات كانت تبكي كثيراً إذا واجهت مثل هذا التصرف من زوجها ، ومن أبنائها أيضاً . وكانت دائماً تتمنى لو يهدي الله أبناءها على الأقل ، ولكن لم تبذل أي جهد في إصلاح الوضع ، بل إذا غضبت تفوهت هي أيضاً بهذه الألفاظ على أبنائها ، وأصبح لسانها كالبركان يقذف حمماً من شدة الغضب ، وحين حثثتها على محاولة إصلاح الوضع وتغيير الزوج ، قالت : بيأس وحرقة : خلاص هذا رجل ، والرجال ميؤس منهم ، وتركت حياتها تعج بالغثاء .
بل لم تصدق هي مع الله فتطهر فمها من هذه الألفاظ ولو صدقت مع الله لأعانها ووفقها ولو أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه وعلمت بأنه لا يأس مع الله ، وأنه على كل شيء قدير ، قادر على أن يحيل الصخر ماء بعظيم قدرته ؛ لما يئست بل عملت وكلها ثقة بما عند الله ، ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .
ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .. كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : "يُسْلم حمار عمر ولا يُسلم عمر" أي نصدق بأن حمار عمر بن الخطاب يسلم ونتوقع ذلك ولا نتوقع إسلام عمر ولا نصدقه ، فهو أمر مستحيل ؛ وذلك من شدة يأسهم منه ، فلما سمعهم رسول الله الذي يعلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . قال : "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين "
يقصد عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب . ليُعلم صحابته بأن لا ينظروا في كل أمر إلى قدرة البشر وحالهم ، وإنما ينظرون إلى قدرة الله تعالى ، فيعلمون وهم يتطلعون إلى قدرة الله دون أن ينظروا بيأس إلى أسباب البشر
( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
وبعد قراءتك لهذه القصص التي حوت تجارب واقعية مؤكدة :
هل لك أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة : وتسأليها بعد أن أعياها كثرة الشكوى والأنين من هذا الزوج الذي لم تجدي فيه ما كانت تتمنين – هل أنت يا نفس سائرة في طريق الإصلاح والتغيير الذي تحملين به كما يحب الله ورسوله لا كما تهوين أنتِ ؟!
وكما هو طريق الحكمة والموعظة الحسنة ؟!
وكما هو ملائم لفطرة الرجل التي فطره الله عليها والتي تجهلينها أنتِ ؟!
أم أنك تسيرين منذ أمد بعيد في طريق وعرة مظلمة خطتها يد الهوى ، وضلال الجهل ، والغفلة عن كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وغواية وسائل الإعلام الفاسدة ، ونصائح مرافقة سيئة جاهلة تلبس ثياب الرفيقة المشفقة الناصحة ؟!!
فتشي في أوراقك جيداً ومحصيها ، ثم إذا أحببت طريق النجاح ورغبت السير فيه : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ، واجعلي بداية الطريق ومنتصفه ونهايته مع الله .
واجعلي أهازيجك وأنت تسيرين في هذا الطريق هذه الآيات التي ترددينها وتتسلين بها وتثبتين بها أوتاد قلبك كلما أوشكت أوتاده على السقوط :
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ .
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ .
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ .
﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ .
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ .
وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمة سيكون لك عبداً ...
منقوول