عطر الزمن :

في الفن الحديث تغير الشكل الأنثوي والنساء اللواتي نجدهن اليوم فرسوم الزيت أو بالألوان المائية بريشة فنانين حديثين لا تعانين من المؤثرات الشحمية الزائدة بل يبدو عليهن أنهن تعانين من انعدام الشهية للطعام. وعن ذلك وضمن حركة الفن الحديث لم يختلف الشكل الأنثوي الممتليء كليا, كما هو ظاهر من اعمال نحات مثل اريستيد مايلول وهنري مور والأشكال المستديرة عند فرناندو بوتبرو. وكان بابلو بيكاسو الذي يعد ابرز فناني العصر المعاصر يصور نساءه بذهنية سياسية حيث كان يغطي الأشكال التي يرسمها بحس الفكاهة. وكان الشكل الأنثوي شكلا مركزيا في فن بيكاسو.. أما الشكل المثالي للمرأة في الستينات وأوائل السبيعنات من هذا القرن...........بأوراكها النحيفة والمسطحة وردفيها الصغيرين فكان نتاجا لعالم الموضة ومثالا يعكس جزئيا الرغبة المتنامية للمراة بان تكون مساوية للرجل. وهذا المثال الأنثوي فرض نفسه على الشكل الأنثوي. وهذه الصورة الحديثة للجسد وجدت انقى أشكالها في السعي الحثيث لارتداء الجينز الزرق وهذا السروال العملي الذي قصد منه في الأصل أن يكون زيا للرجال بتقاسيم أو خطوط مستقيمة نزولا من الخصر أصبح وظل موضة واجبة للنساء في أواخر القرن العشرين وربما استمر كذلك حتى القرن الواحد والعشرين وكن ولسوء الحظ فان الشكل المناسب لهذه السراويل الجينز ملائم فقط لأقل من 5% من من كل النساء اللواتي ينجحن بواسطة الحمية الغذائية القوية وتركيبة أجسادهن الوراثية في حيازة أجساد تشبه أجساد الرجال النحيفة بدون شحم. الشكل المثالي للمراة في الثمانينات إلى التسعينات شهدت هذه الفترة الممتدة من الثمانيات إلى التسعينات المزيد من تطور البنية الشكلية المثالية لجسد الأنثى, حيث حلت مكان نظرة الليونة والنحافة التي سادت في السبيعنات نظرة الجسد العضلي المشدود. ولم يترافق هذا التطور مع التيار الداعي إلى قوة المراة والذي لقي داعية وترحيبا كبيرين. بل أيضا صاحبه اندفاع تجاري قوي عندما أصبحت( اللياقة البدنية)) صناعة بملايين الدولارات مولدة مبيعات كبيرة من مختلف الأدوات والأجهزة وتزايدا كبيرا في مراكز ونوادي اللياقة البدنية عبر العالم ووصلت النظرة العضلية او المظهر العضلي للجسد الخاصة بالنساء والتي تعتبر أي ليونة جسدية عيبا.. وهكذا تم إعادة تعريف المفهوم الجمالي للأنوثة وفقا لمعايير ذكورية. يتبع.. مع الجزء الأخير من التاريخ الحضاري للجمال والشكل الأنثوي.

في الفن الحديث تغير الشكل الأنثوي والنساء اللواتي نجدهن اليوم فرسوم الزيت أو بالألوان المائية...