زوجي الحبيب وسيدي . . أخدمك بعيوني وإن طالني منك تقصير !..

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد



ما فتئ دعاة ( إخراج المرأة من بيتها وتدمير استقرارها الأسري ) من بث الشبهات ونشر المسائل الخلافية ، بل ومحاولة الإبقاء على الأقوال المرجوحة لا الراجحة وإيهام العوام بأنها القول الراجح والأوحد وأنه لا يوجد شيء اسمه ( خلاف سائغ معتبر ، وخلاف غير سائغ ) .



وأوهموا المرأة بالذات بأن لها الحق في الأخذ بالقول الذي يروق لها بغض النظر عن كونه راجح أو مرجوح .

تتلقف المرأة هذه الدعوات المشبوهة بالقبول ، ذلك لتوهمها أنها مسلوبة الحقوق من فئة مرددي شعار ( المرأة لؤلؤة مكنونة ) ، مما جعلها لا تقبل منهم نصحا ولا توجيها ، حتى وصل بها الحال لتتفكه على أصحاب هذه العبارة وتتهمهم أنهم همُ الذين أوصلوا المرأة لهذه الحال المزرية من الظلم والقهر والضعف .

ندخل في الموضوع مباشرة



ومن المسائل الخلافية التي ينبغي للمرأة أن تعرف الراجح منها والمرجوح هي : مسألة خدمة الزوج من ( طبخ وكنس ، وترتيب للبيت . . . ) إالخ من الخدمات التي تجلب الراحة للزوج .



وقبل أن أسوق أدلة وجوب خدمة الزوج أقول :





إن دعاة الشر ، أوهموا المرأة بأنها ندٌ للرجل ، وفي الحقيقة هي تابعة له ، مملوكة ، لا تتصرف في نفسها إلا بإذنه ، ولا تخرج إلا بإذنه ، بل لا تصوم النفل إلا بإذنه .

يقول ابن الجوزي رحمه الله : وينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف إلا في نفسها ولا في ماله إلا بإذنه ، وتقدم حقه على حق نفسها وحقوق أقاربها وتكون مستعدة لتمتعه بها بجميع أسباب النظافة ولا تفتخر عليه بجمالها ، ولا تعيبه بقبيح كان فيه . اهـ .

بعض النساء تظن أن من حقوقها على زوجها أن يخرج بها للتنزه ، وأن يسمح لها بزيارة أهلها وقتما تشاء . وهذه الأمور لو سمح بها زوجها ؛ فهو لا شك كريم ، غير أن رفضه لها لا يأثم عليه . ولا يحق لها تصعيد الخلاف والحال تلك .

والمرأة إذا احترمت نصوص الشرع وما تتضمنه من أوامر ونواهي ، لا شك أنها ستتقبل أوامر زوجها بنفس راضية ، ومنها آية ( وقرن في بيوتكن ) فالأصل إذن قرار المرأة في بيتها ، فلا تجعل السفر والتنزه من حقوقها التي لو سلبها الرجل يعد آثم .



باقة من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الدالة على عظم حق الزوج



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة له ، فقال : يا رسول الله ، هذه ابنتي قد أبت أن تتزوج ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( أطيعي أباك ، فقالت : والذي بعثك بالحق ، لا أتزوج حتى تخبرني ؛ ما حق الزوج على زوجته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( حق الزوج على زوجته ، أن لو كانت به قرحةٌ فلحستها ، أو انتثر منخراه صديدا أو دما ، ثم ابتلعته ، ما أدت حقه ) . حديث حسن ، وصححه الألباني / صحيح الجامع 3148

وروي عن رسول الله أنه قال : ( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو يصلح لبشر أن يسجد لبشر ؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه حتى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه ) صحيح الجامع . فكيف بالطبخ له وغسل ملابسه ؟!.

يقول الأستاذ محمد الداوود في كتابه : ( المرأة البحر والرجل المحيط ) تعليقا على هذه الأحاديث :

فإن كانت عظمة السجود في الإسلام بالمكانة التي لا تكون إلا لله تعالى ، ومن بذلها لغيره ، فهو خالد مخلد في النار ، ومع ذلك لو أباحها الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان ذلك الاستنثاء إلا للزوج حين تسجد له زوجته ، فإن في هذا دلالة جليلة على أن أوجب الحقوق على المرأة بعد حق الله تعالى هو حق الزوج ؛ حيث لم ينل الوالدان مثل هذا الفضل والمكانة ، وهما اللذان قرن الله تعالى حقهما بحقه ؟!

وأنا أقول :

إن كان حق الوالدين علينا توقيرهما و طاعتهما في كل شيء في غير معصية الله ، من طبخ وكنس وغسيل ملابس وغيره وإن كانا مشركَيْن ؛ فليُعلم أن حق الزوج أكبر وإن كان عاصيا ! .



يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني : ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سألته النساء بعض النساء عن الجهاد وفضله ، وأن الرجال يحوزون الأجر العظيم بذلك ، فما للنساء في هذا الباب ؟ فقال : ( خدمتكن لأزواجكن تعدل ذلك ) .. وهذا الباب فيه أحاديث مجتمعة يمكن أن يؤخذ منها حكم شرعي ، وهذه الأحاديث تشير إلى حقيقة واضحة جلية ، وهي : وجوب خدمة المرأة لزوجها . والمطالع لبعض الكتب الفقهية يرى بعض الآراء التي تقول : إن خدمة المرأة لزوجها ليست بواجبة ، والوجوب الشرعي هو ما يلزم المكلف أن يفعله وإلا وقع في الإثم . وقال علماء الأصول في تعريف الواجب الشرعي : ما طلب فعله على سبيل الحتم والإلزام ، بحيث يثاب فاعله ويعاقب تاركه . ولأن الألفاظ عندنا لها دلالات فيجب أن نبين معنى اللفظ عندما نقول : ( وجوب خدمة المرأة لزوجها ) أي : أن المرأة إن لم تخدم زوجها فهي آثمة ، مستحقة للعقاب ، فهذا البحث يختلف فيه بعض العلماء ، فمنهم من يقول : إن الخدمة واجبة ، ومنهم من يقول : إن الخدمة مستحبة فقط : بمعنى : أن المرأة إن خدمت زوجها فبها ونعمت ، وإن لم تفعل فلا إثم عليها . . هذا هو رد القائلين باستحباب الخدمة فقط مع أن القول بوجوب الخدمة هو الراجح ، بل هو الصواب ؛ لأن الله تبارك وتعالى قد قال : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) . . . - ويواصل الشيخ في موضع آخر – وفي صحيح البخاري أن أسماء رضي الله عنها كانت تقول : ( وكنت لا أحسن أخبز ، وكنّ لي جارات صدق من الأنصار كن يخبزن لي ) فخدمة المرأة لزوجها كانت مشتهرة ، ولا شك أن بعض النساء كن يكرهن ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يؤثر قط أنه قال لرجل من الرجال : إن خدمة المرأة مستحبة فقط ، ويلزمك أن تأتي للمرأة بخادم ؛ فدل ذلك على أن خدمة المرأة لزوجها واجبة . ومسألة أن العقد إنما هو للاستمتاع فقط مسألة في غاية التهافت ؛ لأن كثيرا من الأحاديث الصحيحة دلت على أن خدمة المرأة لزوجها واجبة ، لكن الخدمة إنما تكون بالمعروف ، لا تكلفها فوق طاقتها ، فإنه ليس على المرأة حتم لازم أن تخدم أمَّ الرجل ، أو تخدم أباه ، هذا ليس حتم لازم على المرأة ، ولكن تندب إليه ، فلا تكلفها غصبا بالأعمال الجسيمة ؛ لأن كل شيء مقيد بالمعروف . . . اهـ .

منقول للفائده
13
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام عجره
ام عجره
كلامك فوق راسي
جزاك الله خير الله يعيننا على فعل الخير
όяģώąn
όяģώąn
موضووع مفيييد بصراحه فيه اشياء توني اعرف عنها

سبحان الله

مشكووره
ام دادا ولالا
ام دادا ولالا
جزاكم الله خير وهذا الموضوع قراته في احدى المنتديات واردت الفايدة لي ولكم والله يصلح احوال المسلمين
ام دادا ولالا
ام دادا ولالا
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم ارزقني الجنه
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم