الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبّي الهادي الأمين وعلى آله وأصحابه ومن والاه إلى يوم الدين وبعد:
بعد أيام قليلة تنتهي السنة الميلادية 2006 وتبدأ 2007, وعلى رغم كوننا مسلمين نعتَّد بالتاريخ الهجري إلا أنِّي لا أرى بأساً على الإطلاق بالأخذ بالتاريخ الميلادي خاصّةً أنه هو التاريخ المعتد به عالمياً مع حِفظ التاريخ الهجري الذي نفتخر به لا ريب, وقد يرى كلامي هذا أحد الإخوة ويقول: كيف تحتفل بعيد رأس السنة ولقد عَلِمت أنه من أعياد النصارى ؟ أقول له: بل سأحتفل به ولن أبالي لإن لدي أسبابي المقنعة بالاحتفال بهذا العيد والتي لعلَّها تجعلك أنت أيضاً تحتفل به ! فهل لك يا صاحبي أن تسمع أعذاري ؟
12 شهراً مرّوا هذه السنة فيها 52 أسبوعاً وَ 364 يوماً وَ 8736 ساعةً وَ 524160 دقيقةً, ركِّز معي رعاك الله في عدد الدقائق والساعات والأسابيع والأشهر, وضعها في ورقة خالية واجعل حسابك على عدد الساعات التي خلت وهي ثمانية آلاف وسبعمائة وست وثلاثين ساعة! واحسب معي:
- كم من الساعات قضيتها في ذكر الله والدعوة إليه ؟
- كم من الساعات قضيتها في أداء فريضة الصلاة ؟
- كم من الساعات قضيتها في قراءة ما يفيدك في آخرتك ويُثقل "شنطة سفرك" لدار القرار ؟
- كم من ساعة قضيتها في تحصيل علمٍ تفيد به دينك وبلدك ؟
تستطيع كتابة أعداد ساعات نسبية إلا أني سأساعدك وسآخذ فقط عدد الساعات التي قضيتها في أداء فريضة الصلاة على أقل تقدير, فلو فرضنا أن 5 دقائق في اليوم تكفي لأداء فريضة الصلاة اليومية فيكون مجموع الدقائق في اليوم إذاً: 25 دقيقة لو ضربناه في عدد أيام السنة ثم قسمناه على 60 حتى نحصل على عدد الساعات سيكون تقريباً: 152 ساعة !!
مائة وإثنان وخمسون ساعة من ثمانية آلاف وسبعمائة وست وثلاثين ساعة قضيتها في الصلاة يا عبد الله في هذه السنة ! بالله هل تراها كثيرة أم قليلة ؟ بالله ما بال من لا يؤدي صلاته ولا يقوم إليها أصلاً ؟ هل يُعجبه أن يرى هذا في صحيفته يوم القيامة ؟
والآن يا أخي كلنا أصحاب ذنوب, تتفاوت من صغيرة إلى كبيرة قضيناها في هذه السنة الميلادية, فهل لك أن تكتب في نفس الورقة التي كتبت فيها ذلك الحساب عهداً جديداً مع الله أن تكون إنسان أفضل في العام الميلادي القادم ؟ هل لك أن تحتفل على غير ما يحتفل به النصارى في العالم في مثل ذاك اليوم ؟ هل لك أن تلقى الله وأنت تعبده ومن حولك يسرحون ويمرحون ويصفقون ويغنون ويتراقصون ويقولون: Merry Christmas وكثير منهم لا يعرف معناها ؟! إن أردت أن تفعل هذا فأنا معك من الفاعلين, ففي هذه الليلة التي يحتفل بها النصارى في شتى دول العالم قم بالتوجه إلى الله تعالى وخالفهم بصلاتك إليه ركعتين تتقرب فيهم إلى الله وقل في دعائك:
( اللهم إنك تعلم أن النصارى يحتفلون بعيدهم هذا في ليلتهم هذه بعصيانك وبإتيان نواهيك وإني يا رب أتقرَّب إليك بمخالفتهم وبطاعتك فاغفر لي تقرُّبي هذا إليك وعاملهم بما يستحقون إن كانت هداية فاهدهم وإن كان غير ذلك فأنت العزيز الحكيم )
يا لها من حلاوة يجدها المؤمن في قلبه وهو يقيم هذه الليلة في سبيل الله بينما يقيمها أكثر من مليار من البشر في معصية الله وارتكاب الفواحش! فإني سأحتفل بعيد رأس هذه السنة بمراجعة نفسي وأن أكون إنسان أفضل في العام المقبل في ديني وفي وظيفتي وفي توجهاتي وفي أخلاقي مع الناس وفي صلة رحمي وسأقيم ليلة "الكريسماس" بالصلاة وذكر الله بينما الناس حولي تقيمها في الغناء والرقص والبلاوي.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العبادة في الهرج كهجرةٍ إلّي
والآن أمامك الفرصة, فإما أن تقتنصها فتكون سعيد وإما أن تفوتها فتكون قعيد.
وأخيراً سؤالي لمن اعترض على عنوان مقالي:
هل ستحتفل معي أنت أيضاً بعيد رأس السنة ؟
وصلى الله وبارك على نبينا محمّد وآله وصحبه أجمعين
*********
نقلا عن موقع لماذا الإسلام

حاشجيات @hashgyat
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

roro81 :
مشكوره اختي الغاليه وانا معك ان شاء الله تعالىمشكوره اختي الغاليه وانا معك ان شاء الله تعالى
جزاك الله خيرا وانابمشيئةالله معك:26:

بنت السلميه :
جزاك الله خيرا وانابمشيئةالله معك:26:جزاك الله خيرا وانابمشيئةالله معك:26:
مشكورة أختي الغالية ويعطيك العافية
وأنا معاكِ في إحياء تلك الليلة بطاعة الله

الصفحة الأخيرة
وانا معك ان شاء الله تعالى