سألتني أمرأة امريكية سؤال فأحرجتني

الملتقى العام

سألتني أمرأة امريكية سؤال فأحرجتني

في عام 1997 في امريكا وفي مدينة سياتل بالتحديد سكنت في عائلة امريكية لتعلم اللغة الانجليزية وبعد العيش والملح بيننا تجرأت ربة المنزل أن تسألني سؤال:

قالت ما هو أفضل شيء يعجبك في أمريكا وفي الامريكان؟

قلت لها وبحكم وجودي في سياتل أجمل مدن امريكا على الاطلاق وكلي ثقة أن اجابتي ستنال اعجابها: يعجني جمال الطبيعة الخلاب والجبال الشامخة المغطاة بالثلوج والبحيرات الواسعة المحطاة بالأشجار الخضراء.

ذبحني الفضول وقلت في نفسي لم تسألني الا وتريد مني أن أسألها نفس السؤال

فقلت لها وكلي ثقة ان اجابتها لن تكون أكبر شأنا من اجابتي وماذا عنك سيدتي ماذا يعجبك في العالم العربي

قالت وكلها ثقة أن ما ستقول سينال اعجابي: أفضل ما يعجبني في العالم العربي أو الاسلامي هو الكرم.

قلت لها ماذا تقصدين وضحي وكلي أمل أنها تكون أخطأت في التعبير عن اجابتها:

قالت اقصد ان الكرم شي غير موجود في قاموس الثقافة الامريكية وقالت أنني لم أجد أحدا يكرم ضيفه مثل اكرام العرب لضيوفهم

ثم تابعت وقد قرأت قصة الرجل اللذي ذبح خيله لاكرام ضيفه ثم اكتشف أن الضيف كان مرسلا من أجل الخيل التي ذبحت.

أخوتي في الله أقسم بالله العظيم أنني لا أذكر كلمة واحدة مما قلت لها من بعد سماعي لاجابتها من هول الصدمة علي ولكن أذكر أنها قالت أنها قرأت كتاب الرحيق المختوم كاملا وقرأت القرآن كاملا لتأثرها بأخلاق المسلمين الكريمة ولكنها لا تريد أن تترك دينها لدين آخر.

بعد أول اجازة عدت فيها الى دولتي الحبيبة سارعت الى شراء كتاب الرحيق المختوم وأحضرته معي الى منزلها. لم يشغل الكتاب اهتمامي في البداية الى أن جاء يوم ضاقت علي الدنيا فذهبت الى غرفتي ووجدت الكتاب أمامي وبدأت أقرأ ولا أذكر في حياتي أنني أدمعت عيني من قراءة كتاب سيرة الا في ذلك اليوم.

بدأت أبحث عن مسجد قريب وبدأت اواظب على صلاة الجماعة وأهداني أحد الأخوة جزاه الله خير شريط تلاوة للشيخ خالد القحطاني وفيه سمعت اية " للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"

فوقفت على جانب الطريق وبكيت وبكيت وكأني أول مرة اسمع قرآن في حياتي فأعددت العدة وقررت الرحيل من تلك المدينة وهجرها والبحث عن الصحبة الصالحة

لما رأى أخوة لي قرار انتقالي قررا صحبتي الى أي وجهة اتجه اليها دون النظر الى العواقب فرحبت بهم خير ترحيب وانتقلنا الى مدينة في وسط امريكا يزورها من المشايخ في السنة أكثر من المشايخ اللذين يزورون دولة الامارات بأكملها وقد التقيت شخصيا بالشيخ عبدالعزيز الفوزان وغيره من المشايخ الكرام اللذي كان لهم الأثر الواضح في توجهينا الى الصراط المستقيم مما أدي الى التزام أحد الأخوين اللذين رافقاني في رحلتي أما الآخر فانزلق في طريق المخدرات ولا حول ولا قوة الا بالله

ولأختم قصتي بعد انتقالنا بسنة أو أكثر قدر الله أن يصيب مدينة سياتل بهزة أرضية أنجانا الله من شرها ولطف بنا والحمد لله رب العالمين

منقووووووول
47
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نجدية في الشرقية
قصه اكثر من رائعه جزاك الله اختي كل خير وتدل على اننا فعلا بحاجه للاطلاع واالتزود من كتبنا القيمه وان نعتز بقيمنا وحضارتنا وثقافتنا الاسلاميه والعربيه
الوجه الآخر لغيمة
جزاك الله خير على القصة الرائعة
ايشوريه
ايشوريه
جزاك الله خير
خيط حرير
خيط حرير
جزاك الله خير على القصة الرائعة
وجدوحنين
وجدوحنين
والله حاجه صعبه ان الاجانب يفهموا اكثر منا في الدين الله يهدي الجميع ومشكوره عزيزتي