سؤال مهم:عن عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام؟
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
وسئل فضيلته: عن عقيدة المسلمين في عيسى بن مريم، عليه الصلاة والسلام؟
فأجاب: عقيدة المسلمين في عيسى بن مريم، عليه الصلاة والسلام، أنه أحد الرسل الكرام، بل أحد الخمسة الذين هو أولو العزم وهم: محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم ونوح، وموسى، وعيسى، عليهم الصلاة والسلام، ذكرهم الله في موضعين من كتابه : في سورة الأحزاب) وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً)(1)
وفي سورة الشورى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)(2).
وأن عيسى عليه الصلاة والسلام، بشر من بني آدم مخلوق من أم بلا أب، وأنه عبد الله ورسوله فهو عبد لا يٌعبد، ورسول لا يكذب، وأنه ليس له من خصائص الربوبية شيء بل هو كما قال الله تعالى: (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل) (3)وأنه، عليه الصلاة والسلام، لم يأمر قومه بأن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله، وإنما قال لهم ما أمره الله به : (أن اعبدوا الله ربي وربكم) (4)وأنه،عليه السلام خلق بكلمة الله عز وجل كما قال الله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون( (5)وأنه ليس بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم رسول كما قال الله تعالى: ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) (6).
ولا يتم إيمان أحد حتى يؤمن بأن عيسى عبد الله ورسوله، وأنه مبرأ ومنزه عما وصفه به اليهود الذين قالوا: "إنه ابن بغي وإنه نشأ من الزنى" والعياذ بالله وقد برأه الله تعالى من ذلك، كما أنهم أي المسلمين يتبرؤون من طريق النصارى الذين ضلوا في فهم الحقيقة بالنسبة لعيسى ابن مريم حيث اتخذوه وأمه إلهين من دون الله، وقال بعضهم: إنه ابن الله، وقال بعضهم: إنه ثالث ثلاثة.
أما فيما يتعلق بقتله وصلبه فالله سبحانه وتعالى قد نفى أن يكون قد قتل أو صلب نفياً صريحاً قاطعاً فقال عز وجل: ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً . بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً . وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً ) (7) .
فمن اعتقد أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، قتل وصلب فقد كذب القرآن، ومن كذب القرآن فقد كفر.
فنحن نؤمن بأن عيسى ، عليه الصلاة والسلام لم يقتل ولم يصلب ، ولكننا نقول : إن اليهود باؤوا بإثم القتل والصلب حيث زعموا أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وهم لم يقتلوه حقيقة بل قتلوا من شبه لهم، حيث ألقى الله شبهه على واحد منهم فقتلوه وصلبوه، وقالوا: إننا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، فاليهود باؤوا بإثم القتل والصلب بإقرارهم على أنفسهم.
والمسيح عيسى ابن مريم برأه الله من ذلك وحفظه ورفعه سبحانه وتعالى عنده إلى السماء وسوف ينزل في آخر الزمان إلى الأرض فيحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يموت في الأرض ويدفن فيها ويخرج منها كما يخرج سائر بني آدم لقول الله تعالى: ) منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )(8)، وقوله:( فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) (9).
--------------------------------------------------------------------------------
(1)سورة الأحزاب، الآية "7 ". - (2) سورة الشورى، الآية " 13 ". - (3) سورة الزخرف، الآية " 59 ".
(4) سورة المائدة، الآية " 117 ". - (5) سورة آل عمران، الآية " 59 ". - (6) سورة الصف، الآية " 6 ".
(7) سورة النساء، الآيات " 157-159 ". - (8) سورة طه، الآية " 55 ". - (9) سورة الأعراف، الآية " 25 ".
==
من فتاوي العقيدة- المجلد الأول : للمزيد هنـــا
==
الدال على الخير كفاعله -- جزاكم الله خيرا
=

طالبة_علم @talb_aalm_2
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
محبتكم :
أميرة الدبيات ..