عصير الخوخ

عصير الخوخ @aasyr_alkhokh

عضوة شرف في عالم حواء

سارة الخنيزان ناصحة النساء !!!

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

توطدت علاقتي بها منذ سنوات، فهي امرأة طيبة حلوة المعشر طيبة اللسان، خيرة تحب لغيرها ما تحب لنفسها، لا تدخر جهداَ في بذل الخير للأهل والمعارف والزميلات.
تزوجت صاحبتي، وبعد فترة من زواجها حدث لها ما أبعدها عن جوها الذي اعتادت عليه، طوتها مشكلاتها الزوجية وأخذت بمجامع عقلها فأصبحت في لجة تتقاذفها الهموم، تغيرت نبرتها كثيراً فشابتها مسحة من الحزن والأسى أحسه دائماً عبر الأثير، كانت تحدثني عن حالها فتشكو وتبكي كثيراً وكنت أبذل الجهد تلو الجهد لكي أخفف عنها آلامها، أستحضر كل ما أحفظه عن الرضا والصبر مما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم وأسكبها عليها علها تخفف عنها، وهكذا استمرت الصلة واستمر الحال، وهكذا سارت الأيام.

قبل فترة اتصلت بي كعادتها، أحسست بهدوء في صوتها، حتى أنفاسها بدت أكثر انتظاماً، بل إن تحيتها لي تغيرت نبراتها، فاستبشرت خيراً وازداد شوقي لمعرفة الجديد من أخبار، وقد أيقنت أن مشكلتها انتهت وعادت المياه لمجاريها.

جلست تحدثني عما استجد في حياتها، الوضع كما هو بل ازداد الأمر سوءاً والمشكلة تعقدت ولا تبدو في الأفق بوادر لحلها.. كان صوتها هادئاً ونبراتها متماسكة والحديث سلس ومداره الرضا بالقضاء والصبر على البلاء واحتساب الأجر فيه، كان حديثها مختلفاً، له طعمه، كنت أصغ السمع ولا أصدق أذني، أهذه فلانة التي أعرفها حقاً، يا سبحان الله! ما الذي حدث؟! مساحة التغيير التي طرأت على صديقتي كبيرة، لدرجة أنني ترددت كثيراً وانتابني مشاعر بأنها ليست فلانة التي أعرفها، فلا النبرة نبرتها ولا الأفكار الجديدة التي تحملها هي أفكارها.. ولكن رغم ما ساورني من شك، فقد فرحت أيما فرح بهذا التغيير.. لم أستطع الانتظار سألتها عن تلك اليد الخفية أو اللمسة السحرية التي أحالت الأمر من النقيض إلى النقيض.. من تذمر وهياج وضجر، إلى رضا ولين وقناعة وصبر.

جاءتني إجابتها قصيرة مختصرة: بارك الله في معلمتي، معلمة الخير الأستاذة سارة الخنيزان!
تمعنت أكثر في إجابتها - سارة الخنيزان - (كانت بأمريكا آنذاك)، ربما كان اسماً على اسم، ثم إن صاحبتي لا تدرس فكيف تكون معلمتها!!، كأنها لا حظت حيرتي وترددي فأردفت قائلة:

لقد أعطتنا "سارة" دروساً رائعة في الصبر والصمود والتفاني والإخلاص والوفاء، نعم لقد أصابها ما اصابها فصبرت أيما صبر، صبر على المصيبة والظلم، ضاعف غربتها وزاد من كربتها لكنها كانت المثال وكانت القدوة، ما أهون مصائبنا ومعاناتنا إذا قيست بما عانته وما تعانيه، لقد كان بحق درس العمر الذي أحال حال حياتي إلى آخر تماماً، نعم لم تتحسن ظروفي بل ازداد الحال سوءاً، لكن سارة ذكرتني بكوامن قوتي، ذكرتني بإيماني بالله وبما يقدر لي من أمور، هذا الإيمان الذي أتعجب منه كثيراً لاختفائه من حياتنا خاصة في مثل هذه المواقف، فالإيمان سلاح ماض يجب ألا يكون بعيداً عنا، هذا ما تعلمته من معلمتي سارة.

لله درك يا سارة.. لله درك يا غالية، لقد عشنا محنتك لحظة بلحظة رغم المسافات الطوال، كنا معك بقلوبنا ودعائنا وعقولنا، نعم كنا معك وخرجنا من ذلك بدروس وعبر وفوائد ولكن لم أكن أتخيل أن تصل لهذا الحد.

تدخل البيوت وتصلح حال الزوجات وتسدي لهن النصيحة وتوجههن بالصبر والاحتساب.. لقد أثر فيني الموقف وجعلني أنطلق وأسأل هنا وهناك عن مدى تأثرهن بهذه الشخصية وما حصل لها.. هذا ما سأوضحه في المقال القادم بإذن الله تعالى..


@ مدير تحرير مجلة أسرتنا

المصدر : جريدة الرياض

من موقع حميدان التركي ..
3
741

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عصير الخوخ
عصير الخوخ
....
رذاذالأمل
رذاذالأمل
يارب ياكريم يارب العالمين تصلح حالها هي وزوجها وتفرج همه يارب بقدرتك عاجلا غير اجلا يارب العالمين
والله ان مصيبة سارة مصيبتناكان الله في عونها وعون زوجها وعون اهله يارب