
كانت في حالة صدمة وتشتت ..
فاجأها ضياع مخزون أعوام في غمضة عين.
قالت لي :
بكيت حتى أنهكني التعب ..
وخيم على نفسي شبح حزين ، بدد شوارد الفرح..!
في لحظة.. فتحت مكتبة صوري الألكترونية الحافلة بذكريات وقصاصات الأعوام
فإذا بي أجدها قد تبخرت .. فلم تبق لها باقية ..!
كل الصور والذكريات التي أودعتها صفحة بيضاء من قلبي اختفت .. !!
وعادت لي صفحة بيضاء كما كانت .. ولكن بدون قلبي..
.....
انفرط خافقي في صدري، وانزوى حزيناً بين أضلاعي !
حاولت استعادة ماضاع من بعضي حتى أفيء إلى السكينة ..
ولكن فشلت في قطف مناي واسترجاعه من قبضة الأثير
لملمْتُني بيأس وشيعت جثمان ذكرياتي ..
تلك التي أودعها الضياع مثوى وراء الغيب ..
وهكذا خامرني يأس وإحباط ونابني عزوف و اكتئاب ...
من عاني من فقدٍ لايرجى بعده عودة !
أحس بيدي تخذلني ، وترتد محبطة رغبتي في أن أبدأ من جديد
ماعاد بي شوق في تجميع ذكريات أخر ..
ولن أستطيع بأية حال إعادة تلك التي ضاعت ..
من أين أتزود لخواء روحي كلما هتف بي الشوق القديم ..؟!
آه ! كلما تذكرت تحسرت .. !!
ثم بعد التسليم .. أعقب :
قدر الله وما شاء فعل ..
أبحث عن بعض تلك الحكايات الدافئة بين شوارد افكاري..
أربت على قلبي ..ألملم شتاته .. أهون عليه ..وأقطّر في شغافه الأمل :
اهدأ فلعلها خيرة..!!
...
قلت لها مختصرة في كلمات :
حقاً لعلها خيرة ..!
فتعلمي أن لاتأمني غدر تلك الصفحات الباردة التي يقلبها الهواء اللعوب
هي ليس آمنة الجانب كصديقنا الجميل الكتاب ..
الذي تربطنا به لمسة حب ووفاء
وقولي :
الحمد لله ضياع الذكريات ..
ولا ضياع الحياة ..
....
كلما همس البوح فينا ..
وأورق غصن وتبسمت زهرة ..
وحلقت فراشة المطر..
وأينعت أحلام الروح !
تطل علينا أطياف الذكريات ..
مجلوة في أذهاننا ساعة شوق وصفاء.
روعة يافيض والله روعة
نعم الخيرة فيما يختاره الله دائماً ...
تذكرت عبارة قرأتها مرة أعجبتني تقول :
لربما هناك خيرة في كل شيء يحزن قلبك
لربما كتب الله لك نصيباً جميلاً في أمر لم يكن متوقعاً ولم تخطط له
فلا تحزن إن أغلق الله لك بابًا تريده
ستمر الأيام و ستعلم أنه نجّاك من بلاء لم تكن تستطيع تحمّله
اطمئن لتدبير الله وحكمته
واعلم أن الخيرة في اختياره ...
وعبارة أخرى تقول :
وتظن أنك حُرمت والحقيقة أنك رُحمت ...
اعذريني أطلت
سلمتِ يا عطرنا 💐