سبب الطلاق والزواج

كثر الكلام عن حالات الطلاق ونسبه المرتفعة في المجتمع السعودي كما كثر الكلام حول

الممارسات التي تصدر من بعض الازواج تجاه الزوجات او العكس . فالسبب الرئيس في وجود

المشكلات الزوجية التي تخرج عن الحدود المعقولة هو غياب ( تقوى الله) عن احد الزوجين

او كليهما وللاسف الشديد ولو كانت التقوى موجودة عند احدهما او كليهما لما كثرت حالات

الطلاق ولما سمعنا عن حالات العنف الشنيعة التي يمارسها كثير من الازواج تجاه زوجاتهم او

العكس , لان هذا من الظلم وتقوى الله تمنع الانسان من ظلم الاباعد فكيف بالزوجة القريبة

او الزوج القريب ؟ واول مظاهر غياب التقوى عند كثير من الازواج هو عدم اعتبار الدين عند

البحث عن الزوجة وانما يهتمون بامور دنيوية مثل كونها موظفة او جميلة او ذات حسب

ونسب رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد امر الازواج بالبحث عن ذات الدين فقال

(...فاظفر بذات الدين تربت الدين تربت يداك ) لماذا؟ لان ذات الدين هي التي تعرف معنى

الزوج وتعرف حقوقه وتعتبر خدمته طاعة تحتسب اجرها عند الله تعالى , وتطيعه في كل

مايأمرها به - اذا لم يكن معصية لله- لانها تتقرب بذلك الى ربها وتعلم ان هذا طريقها الى

الجنة وبالتالي فانها ستحترمه وتقدر ظروفه النفسية والمالية فلا تكلفه مالايطيق بعكس

المراة التي ليست بذات دين فانها لن تطيعه فيما يأمرها به وستكلفه بنفقات وطلبات خارجه عن

طاقته وقدرته ولن ترى له عليها حقا بل ربما استعلت وتكبرت عليه بجمالها او حسبها او مالها , وبالمقابل فان من مظاهر غياب التفوى عند كثير من النساء واولياء امورهن عدم النظر الى الناحية الدينية والخلقية عند الزوج بل كل مايهمهم منصبه وماله ونسبه فيسلمون ابنتهم الى رجل لايعرفون دينه وخلقه فبعض النساء تكتشف ان زوجها تارك صلاة او شارب خمر او متعاط مخدرات او غير ذلك ومثل من كانت هذه حالته لن يتعامل مع المراة الا بالضرب والشتم والعنف والطلاق لان التقوى غائبة عنه ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قد امر اولياء امور الناس بالتركيز على الدين والخلق عند تزويج المراة فقال( اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وجاء رجل الى احد الصالحين فقال : خطب ابنتي رجلان فلمن ازوجها؟ قال:للاتقى منهما فانه ان احبها اكرمها وان كرهها لم يظلمها وهذا صحيح لان الزوج اذا كان ذا دين وتقوى فانه سيسعى لاكرام زوجته واسعادها حبا لها وتقربا الى الله باكرامها بل انه سيسعى لاكرام اهلها تقديرا لها وان حصل منه شيء اغضبها بدون قصد منه فانه سيسعى لتطيب خاطرها ولن يرهق زوجته بطلباته وسيقدر ظروفها النفسية والصحية في جميع الحالات.

منقول من جريدة المدينة